الصلاة الجهرية والسرية للمنفرد

الصلاة الجهرية والسرية للمنفرد، شرّع الله سبحانه وتعالى لعباده الصلاة، وقد جعلها تُصلى إما جماعة أو منفرد، وبعضها تصلى جهراً وبعضها سراً، والصلاة تعتبر الركن الثاني من أركان الإسلام، وهي فرض على كل مسلم ومسلمة, وهي الصلة بين العبد و ربه، وفي مقالنا الآتي سنتعرف على التفصيلات الخاصة بالصلاة الجهرية والسرية.

الصلاة الجهرية والسرية للمنفرد

الصلاة الجهرية هي التي يرفع صوته المصلي فيه بالقراءة، أما الصلاة السرية فهي التي لا يرفع بها المصلي صوته بحيث لا يسمعه أحد، وبعض الصوات تصلى جهرية وبعضها سريّة، وبالنسبة للشخص المنفرد أي الشخص الذي يصلي لوحده وليس مع الجماعة، فقد قال الإمام أبو حنيفة والإمام أحمد بن حنبل ومن تبعهم إلى أنَّ المنفرد في صلاته الجهرية هو مخير إما يصلي جهراً أو سراً، فلا يفضل له شيءٌ دون الآخر، بينما المالكية والشافعية قالوا أنّه من السنة الجهر في الصلوات الجهرية، والإسرار في الصلوات السرية، والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم. ^[1]

شاهد أيضاً: كيفية قراءة الفاتحة في الصلاة السرية

ما هي الصلاة الجهرية

الصلاة الجهرية هي الصلاة التي يرفع بها المصلي صوته عند قراءة الفاتحة والسورة الثانية، بحيث يجهر المصلي في الصلاة الجهرية في الركعتين الأولى والثانية من الصلاة، ويسر أي يخفض صوته في باقي الركعات، كما في صلاة المغرب فيُسرّ بالركعة الثالثة منها، وصلاة العشاء، فيسرّ في الركعتين الثالثة والرابعة، والصلوات الجهرية هي: صلاة الفجر، والركعتان الأولى والثانية من صلاتي المغرب وصلاة العشاء. ^[2]

ما هي الصلاة السرية

الصلاة السرية هي الصلاة التي يخفض بها المصلي صوته عند قراءة الفاتحة والسورة الثانية في الصلاة فلا يسمعه أحد غيره، والمصلي يسر في الصلاة السرية في جميع ركعات الصلاة، ولا يجهر في أي ركعة منها كما في الصلاة الجهرية، والصلوات السرية هي: صلاة الظهر، صلاة العصر، والصلوات النوافل التي تصلى في النهار والتي تؤدى في الليل. ^[2]

شاهد أيضاً: ما هي الصلوات الجهرية والسرية للنساء

حكم الجهر والإسرار في الصلاة

يختلف حكم الإسرار والجهر في الصلاة باختلاف حالة المصلي إذا كان منفرداً أو مأموماً أو إمام، وتعددت أقوال أهل العلم في ذلك وهي كالآتي: ^[3]

حكم الجهر والإسرار للمنفرد

• المالكية والشافعية: قالوا عندما يكون المصلي منفرداً فإنّه من السُّنة الجهر في الصلوات الجهرية والإسرار في الصلوات السرية.
• الحنفية والحنابلة: ذهبوا إلى أنّ المصلي إذا كان منفرداً في الصلوات الجهرية فلديه الخيار إما الجهر أو الإسرار، ويسر في الصلوات السرية.

حكم الجهر والإسرار للإمام

• الجمهور: ذهبوا إلى أنّه يسنّ للإمام الجهر في الصلوات الجهرية والإسرار في الصلوات السرية.
• الحنفية: قالوا يجب على الإمام الجهر في الصلوات الجهرية والإسرار في الصلوات السرية، ومن خالف ذلك فيلزمه سجود السهو.

حكم الجهر والإسرار للمأموم

المأموم في صلاته خلف الإمام يسنُّ له الإسرار في جميع الصلوات سواءً كانت جهرية أم سرية، حتى وإن لم يسمع الإمام، ويُكره له أن يجهر القراءة، ويعود ذلك حتى لا يُرْبِك ويُؤثّر على غيره من المصلين، ويستدل على ذلك في حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلّم-: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى الظُّهْرَ، فَجَعَلَ رَجُلٌ يَقْرَأُ خَلْفَهُ بسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأعْلَى، فَلَمَّا انْصَرَفَ قالَ: أيُّكُمْ قَرَأَ، أوْ أيُّكُمُ القَارِئُ، فَقالَ رَجُلٌ أنَا، فَقالَ: قدْ ظَنَنْتُ أنَّ بَعْضَكُمْ خَالَجَنِيهَا”، ^[4] ومعنى كلمة خالجنيها: أي ينازعه عليها ويخلط عليه في القراءة، والمقصود في ذلك أن ينكر عليه رفع صوته بالقراءة حتى أسمع غيره.

الحكمة من الصلوات الجهرية والسرية

بعض الصلوات تكون جهرية يرفع بها المسلم صوته عند قراءة القرآن وبعضها تكون سرية وذلك امتثالاً لأوامر الله عز وجل واتّباعاً لسنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم-، وقد قال بعض علماء الدين أنّ الحكمة من الجهر في الصلوات الجهرية كالجهر في صلاة المغرب وصلاة العشاء، أنّ الناس فيها يستمعون وينصتون للإمام فيتحقق بذلك الخشوع في الصلاة، وذلك لأنّ أعمال وأشغال الناس في الليل تكون أقل مقارنة بأعمال وأشغال النهار الذي يسعون وينشغلون فيه لطلب رزقهم، وقراءة المصلي سراً في الصلوات السرية بينه وبين نفسه والتي تكون خلال النهار تعينه على التدبر والتفكر فيما يقرؤه من آيات كريمة.

شاهد أيضاً: مقال عن اهمية الصلاة وفضلها ومكانتها

فضل وأجر الصلاة في الإسلام

الصلاة في الإسلام هي عماد الدين ولها منزلة عظيمة، وفيما يلي نوضح أجر الصلاة وفوائدها على المسلم:

• الصلاة هي نورٌ للمسلم يوم القيامة، إضافةً إلى أنّها نورٌ له في حياته الدنيا.
• الصلاة تمحو الخطايا وتطهر النفس من الذنوب والآثام.
• الصلاة تكفر السيئات فالله سبحانه وتعالى يغفر للعبد الذنوب بين الصلاة والصلاة التي تليها، وكذلك تُكفّر الصلاة ما قبلها من الذنوب.
• الصلاة تُعد من أفضل الأعمال بعد شهادة ألّا إله إلّا الله، وأنّ محمدًا رسول الله.
• تُجنب الصلاة شكوى الإنسان لغيره، حيث أنّ الصلاة لقاء للعبد مع ربه فيشكو له همومه وأوجاعه.
• الصلاة تقي الإنسان من عذاب نار جهنم، حيث أنها تغفر له ذنوبه وتجنبه إرتكاب المعاصي والكبائر.
• عند مداومة العبد على الصلاة يصلح الله عز وجل له حاله وحال بيته.
• بالصلاة يرفع الله سبحانه تعالى درجات المسلم.
• الصلاة سبب لدخول المسلم الجنّة، بصحبة رسول الله – صلّى الله عليه وسلّم-.
• عدّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- انتظار الصلاة من الرباط في سبيل الله عز وجل.
• الصلاة سبب في استقامة العبد على أوامر الله سبحانه وتعالى، فالصلاة تنهى صاحبها عن الفحشاء والمنكر، فقد قال اللَّه سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: “أَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْـمُنكَرِ”.^[5]
• الصلاة هي أول ما يُحاسب عليه العبد يوم القيامة فإن صلحت صلح العمل كله وإن فسدت فسد العمل.
• يُعدّ المُصلّي في صلاةٍ ما دامت الصلاة تحبسه، وتبقى الملائكة تُصلّي عليه حتى يفرغ من مُصلّاه.
• تعليم المسلم النظام وتنظيم وقته في جميع أمور حياته.
• إظهار العبودية لله سبحانه وتعالى والشعور بلذة مناجاته فهي صلة بين العبد وربه.
• الصلاة من أسباب الرحمة والتمكين في الأرض.
• الصلاة تُحَقِقُ الأثر الكبير في تهذيبِ السُلوك، من خلال الأمر بالمعروف والنهي عن المُنكر، وتُعينُ على الصبر في أوقاتِ الشِّدّة،
• الصلاة سبب في نَيل النّور يومَ القيامة.
• الصلاة هي التجارةُ الرابحة مع الله سبحانه وتعالى.

وإلى هنا نصل إلى ختام مقالنا هذا الذي وضّح حكم الصلاة الجهرية والسرية للمنفرد وللإمام والمأموم، وكما تطرّق المقال إلى بيان ما هي الصلوات الجهرية والصلوات السرية وكيفية أدائها وما هو أجر ومنتزلة الصلاة في الإسلام.