من هو النبي الذي لقب بشيخ المرسلين

من هو النبي الذي لقب بشيخ المرسلين
من هو النبي الذي لقب بشيخ المرسلين

من هو النبي الذي لقب بشيخ المرسلين، فقد ذكر الله سبحانه وتعالى العديد من الأنبياء والمرسلين في كتابه القرآن الكريم، كما حملت الكثير من السور والآيات قصص هؤلاء الرجال أصحاب العزم والشكيمة القوية، وهذه القصص فيها حكمة كثيرة للناس يعتبرون بها، وقد لُقِّب كل واحدٍ منهم لقبًا يختص به، وفي هذا المقال سنعرف من هو النبي الذي لقب بشيخ المرسلين.

من هو النبي الذي لقب بشيخ المرسلين

إنَّ النبي الذي لقب بشيخ المرسلين هو نبي الله نوح عليه السلام، الذي عاش ألف سنة إلا خمسين عامًا وهو يدعي قومة إلى الهداية وعبادة الله عز وجل، لكن قومه أدبروا عن الحق واستكبروا إلا قليلًا منهم، ثم جاء الطوفان العظيم بأمر من الله عز وجل، فأُغرق الكافرون جميعهم، ونجّا الله الصالحين من قوم نوح، بعد أن صعدوا السفينة، ويُقال أن سيدنا نوح دُفن بمسجد الكوفة، وقيل بالجبل الأحمر، والأصح أن قبره الشريف في المسجد الحرام، وهذا ضمن الأدلة التي تذكر أن غالبية الأنبياء المعروفين دُفنوا حول منطقة جزيرة العرب والمناطق حول البحر الأحمر. [1]

لماذا لقب سيدنا نوح بشيخ المرسلين

إنَّ سيدنا نوح عليه السلام هو النبي الذي لقب بشيخ المرسلين، وجاء هذا اللقب؛ لأنه هو النبي الوحيد الذي عاش لمدة طويلة جدًا، إذ عاش ألف سنة إلا خمسين عامًا، وقد ورد ذلك في كتاب الله القرآن الكريم، في قوله تعالى: “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ”[2]، وقد عاش تسعمائة سنة وهو يدعي قومه إلى عبادة الله الواحد الأحد، وترك عبادة الأصنام، لكن قومه أدبروا عن الحق، إلا قليلًا منهم، ثم بعد الطوفان العظيم عاش خمسين عامًا مع قوم صالحين، أمّا إذا أردنا أن نذكر عدد لسنوات التي قضاها سيدنا نوح أثناء دعوته لقومه وما بعد الدعوة، وما بعد هلاكهم بالطوفان فإنّها أعوامٌ كثيرةٌ جدًا.

شاهد أيضًا: من هو اكثر الانبياء ذكر في القران

نبذة عن سيدنا نوح عليه السلام

هو ثالث الأنبياء والمرسلين بعد آدم وأدريس عليهما السلام، وهو أكثر الأنبياء والرسل حياةً وعمرًا، حيث عاش تسعمائة وخمسون عامًا، قضى معظمها بدعوة قومه إلى قومه إلى عبادة الله سبحانه وتعالى وتوحيده، وقيل أنه دُفن بالجبل الأحمر، وقيل أيضًا دُفن بمسجد الكوفة، كما قيل أنه دُفن بالمسجد الحرام، وهذا القول هو الأصح والعلم عند الله، وقد جاء ذكر سيدنا نوح في العديد من الآيات القرآنية، مثل: سورة آل عمران، وسورة النساء، وسورة المائدة، وسورة الأنعام، وكذلك سورة نوح المسماة على اسمه، وغيرها، وحسب الدين الإسلامي فان الله تعالى أرسل نوحًا إلى قوم يعبدون الأوثان ليدعوهم إلى عبادته وحده وترك عبادة غيره، لكن نوحًا لم يلق آذانًا مصغية واستمر الأكثرية على عبادة الأوثان ونصبوا له العداوة ولمن آمن به وتوعدوهم بالرجم. [3]

شاهد أيضًا: من اول من قال اما بعد من الانبياء

خطيئة سيدنا نوح عليه السلام

إنَّ خطيئة سيدنا نوح عليه السلام أنّه طلب من الله عز وجل أن يغفر لابنه وينجيه من الطوفان، على الرغم من أن ابنه من الذين أضلهم الله تعالى وظلوا على كفرهم، ولم يسمعوا نصائح نوح عليه السلام، ولم يلتفتوا لدعوته، فكان رد الله تعالى عليه بأنه ليس من أهله وإنما هو عمل غير صالح، وقد ورد ذلك في القرآن الكريم في سورة هود، بقوله تعالى: “إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ، قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلَا تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ”[4]، ولما أتم نوح عليه السلام صنع السفينة وظهرت علامات بدء العذاب بتفجير العيون من الأرض ونزول الماء من السماء أمر الله نوحاً بأن يحمل فيها من الأحياء والحيوانات زوجين اثنين ذكراً وأنثى ليبقى ويستمر نسلها كما أمره الله أن يحمل معه أهله ما عدا من كفر منهم ، وهم إحدى زوجاته وأحد أبنائه كما أمر الله، ثم أخذت نوحاً عاطفة الشفقة على ولده فطلب من ربه أن ينجيه من الهلاك. [5]

شاهد أيضًا: من هو ابو الانبياء ولماذا سمي بهذا الاسم

الدروس والعبر من قصة سيدنا نوح عليه السلام

كل قصة من قصص الأنبياء سلام الله عليهم تحمل بداخلها الحكمة والموعظة للناس كي تعتبر، فهي دروسٌ تُغني المرء من خلال أخذ العبرة والعمل بها والوقوف على الجوانب الإيجابية، والابتعاد عن الأخطاء التي وقع بها السابقون، وفي قصة سيدنا نوح عليه السلام نجد أن الإكثار من الدعاء والتّضرع لله عزّ وجلّ، وعدم اليأس مهما حدث حتى الوصول إلى الغاية المنشودة، فإنّ الله تعالى صانع للمعجزات وقادر على فعل كل شيء، ويجب أن يكون الإنسان على ثقة كاملة بقدرة الله تعالى على تغيير الأمور إلى الأفضل، واليقين أنّه مع كل عسر يسر، فعندما يصيب المرء أي عسر فإنّ الله تعالى سيرسل اليسر بعده، وكلها اختبارات من عند الله سبحانه وتعالى، والعلاقات التي تربط بين الناس ليست بالدم أو بالنسب، وإنما هي قرابة الدين والعقيدة. [6]

دعاء سيدنا نوح عليه السلام لقومه

ورد دعاء سيدنا نوح عليه السلام لقومه في العديد من آيات القرآن الكريم، حيث أرسل الله تعالى سيدنا نوحًا إلى قومه داعيًا إياهم إلى عبادة الله الواحد الأحد، قال تعالى في سورة الأعراف: “لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ”[7]، إذ كانوا يعبدون الأصنام، فطغوا وتمردوا واستكبروا، قال جلّ جلاله في سورة نوح: “وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا”[8]، حيث لبث يدعوا قومه ألف سنة إلا خمسين عامًا، قال عز وجل في سورة العنكبوت: “وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ”[9]، ولكن قومه لم يستجيبوا له، بل اتهموه بالكذب، ؤأن من اتبعه هم ضعفاء لا فكر لهم ولا رؤيه، يقول تعالى في سورة هود: “فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ”[10].

ورغم ذلك استمر سيدنا نوح في دعوة قومه بكل مناسبة ليلًا ونهارًا، سرًا ونهارًا، ولكنهم حالوا بينه وبين تبليغ رسالة ربه وهددوه بالرجم إن لم ينته، قال الله تعالى في سورة الشعراء: “قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ”[11]، فلما أيس نوح عليه السلام من إيمان قومه، وهددوه بالقتل وآذوه ومن آمن معه فما كان منه إلا أن دعا عليهم بقوله الذي ورد في سورة نوح: “وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا، إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلَا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا”[12]، وقد استجاب الله دعاء نوح عليه السلام وقضى بهلاك قوم نوح بالغرق. [13]

ومن خلال هذا المقال تكون قد بيّنا لكم من هو النبي الذي لقب بشيخ المرسلين، وهو سيدنا نوح عليه السلام الذي عاش ألف سنة إلا خمسين عامًا وهو يدعي قومة إلى الهداية وعبادة الله عز وجل، لكن قومه أدبروا عن الحق واستكبروا إلا قليلًا منهم.

المراجع

  1. ^ islamweb.net، آباء البشر الثلاثة
  2. ^ سورة العنكبوت، الآية 14
  3. ^ m.marefa.org، نوح
  4. ^ سورة هود، الآية 45-46
  5. ^ binbaz.org.sa، ما خطيئة نوح عليه السلام؟
  6. ^ alukah.net، عبر من قصة نوح عليه السلام
  7. ^ سورة الآعراف، الآية 59
  8. ^ سورة نوح، الآية 23
  9. ^ سورة العنكبوت، الآية 14
  10. ^ سورة هود، الآية 27
  11. ^ سورة الشعراء، الآية 116
  12. ^ سورة نوح، الآية 26-27
  13. ^ islamqa.info، نوح عليه السلام

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *