كيفية التخلص من اكتئاب ما بعد الولادة

كيفية التخلص من اكتئاب ما بعد الولادة
كيفية التخلص من اكتئاب ما بعد الولادة

كيفية التخلص من اكتئاب ما بعد الولادة، نعدّ مرحلة ما بعد الولادة مرحلة حساسة وانتقالية في مرحلة الأم، ويمكن أن تواجه بعض النساء العديد من المشكلات الصحية في مرحلة ما بعد الولادة، ولذلك لا بدّ من الحصول على الاهتمام والرعاية الكافية من قبل الأشخاص المحيطة بهن، ومن هذه المشكلات اكتئاب ما بعد الولادة، ويتساءل الكثير عن الطرق والأساليب التي تساعد في التخلّص منه، وهذا ما سيتم الإجابة عنه في هذا المقال.

اكتئاب ما بعد الولادة

اكتئاب ما بعد الولادة (Postpartum Depression) هو مزيج معقد من التغيرات الجسدية والعاطفية والسلوكية التي تحدث لبعض النساء بعد الولادة، ويرتبط اكتئاب ما بعد الولادة بالتغيرات الكيميائية والاجتماعية والنفسية التي تحدث عند الإنجاب، ويتم وصفه أيضًا بأنّه مجموعة من التغيرات الجسدية والعاطفية التي تعاني منها العديد من الأمهات الجدد، ولحسن الحظ يمكن علاج اكتئاب ما بعد الولادة بالأدوية والاستشارة الطبية والنفسية.[1]
وتتضمن التغيرات الكيميائية التي تترافق معه انخفاضًا سريعًا في الهرمونات بعد الولادة، لا يزال الرابط الفعلي بين هذا الانخفاض والاكتئاب غير واضح، لكن ما هو معروف أنّ مستويات هرمون الإستروجين والبروجسترون، الهرمونات التناسلية الأنثوية، تزيد عشرة أضعاف أثناء الحمل، ثم تنخفض بشكل حاد بعد الولادة، فبعد 3 أيام من ولادة المرأة، تنخفض مستويات هذه الهرمونات إلى ما كانت عليه قبل الحمل، وبالإضافة إلى هذه التغيرات الكيميائية، فإن التغيرات الاجتماعية والنفسية لإنجاب طفل تزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب أيضًا.[1]

كيفية التخلص من اكتئاب ما بعد الولادة

إنّ الخطوة الأولى في التخلّص من اكتئاب ما بعد الولادة هي إدراك الأم بأنّها مصابة به، وبالتالي تقوم بالتوجّه إلى الطبيب لتشخيص حالتها والبدء بالخطة العلاجية، وذلك لتحافظ على صحتها وصحة طفلها الصغير، ويجب التفريق بين اكتئاب ما بعد الولادة والكآبة النفاسية، والتي لا تتطلب من الأم سوى أخذ قسط من الراحة وتقبّل من الأهل والأصدقاء، لتعود الأم إلى كامل نشاطها، وتهتم بطفلها الرضيع، أمّا بالنسبة لاكتئاب ما بعد الولادة، فيتضمّن علاجه الطرق الآتية، والتي على الطبيب اختيار الأنسب منها للأم بحسب حالتها المرضية:

مضادات الاكتئاب

وعادةً ما يتم وصفها من قِبل الطبيب للنساء المصابات باكتئاب ما بعد الولادة الشديد، وهي أدوية تعمل على تحقيق التوازن بين مواد محددة في الدماغ؛ ممّا يؤثّر على الحالة المزاجية، ويمكن أن يتم وصف نوع واحد أو أكثر من مضادات الاكتئاب، ويجب مناقشة فوائد ومخاطر استخدام هذه الأدوية أثناء الرضاعة الطبيعية مع الطبيب، على الرغم من أنّ هناك أنواعاً محددة منها يمكن استخدامها من قبل المرضعات دون التأثير على أطفالهم، ولكن يجب أخذ الحيطة والحذر، ويمكن لهذه الأدوية أن تحسّن قدرة الأم على التواصل م رضيعها، وتخفف مشاعر اليأس والتشتت، وقد يستغرق الأمر عدة أسابيع لتظهر فعالية الأدوية.[1]

المعالجة النفسية

أو ما يُطلق عليها بالعلاج بالاستشارة أو التحدّث، يتمّ هذا العلاج بمساعدة أحد أخصائيي الصحّة النّفسية؛ والذي يعمل على تحديد ما يشعر به المريض، وإيجاد أفضل الطرق لحلّ المشاكل التي تواجه الأم في هذه المرحلة، كما يُساعد هذا النّوع من العلاجات على التعامل مع الأحداث بصورة إيجابية، ووضع أهداف مستقبلية بطريقةٍ واقعية، ومن أبرز أشكال العلاج النفسي ما يأتي:[2]

  • العلاج السلوكي المعرفي: ويتناقش فيه الطبيب المعالج مع الأم حول المشاعر والأفكار السلبية وغير الواقعية التي تراودها، والتي تؤدّي إلى الشعور بالاكتئاب والقلق، ويهدف العلاج إلى التغلّب على هذه الأفكار وإيجاد طُرق تفكير جديدة يُمكن أن تُساعدها على التصرّف بأسلوب أكثر إيجابية، كما يتركّز على إكساب الأم مهاراتٍ وأدوات المُساعدة الذاتيّة بما يُمكّنها من مواجهة المشكلات، ويمنحها القدرة على التحكّم بسلوكياتها والسيطرة عليها، وعادةً ما تستمر جلسات العلاج السلوكي المعرفي لفترةٍ تتراوح بين ثلاثة إلى أربعة أشهر.
  • العلاج النفسي التفاعلي: ويتم بالتحدّث حول المشكلات التي تواجه الأم في هذه المرحلة، لمحاولة تحديد أسباب الاكتئاب والعوامل الأخرى التي أدّت للإصابة به، كما يعمل على تحديد مشاكل العلاقات مع العائلة، أو الأصدقاء أو الزوج، وما إذا كان لهم أي علاقة ارتباطهم بمشاعر الاكتئاب، وبالتالي فإنّه يُساعد على تحسين علاقة الأم مع الأشخاص المحيطين بها لكسب أفضل دعم وتواصل، وعادةً ما يستمر العلاج بهذه الطريقة من ثلاثة إلى أربعة أشهر.
  • العلاج الجماعي: والذي يتم ضمن مجموعات مكونة من أمهات مصابات باكتئاب ما بعد الولادة، وتقوم المشاركات بالتحدّث عن تجربتها في المرض، وكيف يؤثّر على أسرتها، ويساعد هذا النوع من العلاج على تقدير أنفسهن والتفكير بأسلوب إيجابي.
  • علاج الثنائي: أي العلاج الذي يتضمّن كلا الزوجين، ويهدف إلى الاستماع لمخاوف كِليهما، مع الحرص على توفير مساحة من الخصوصية لهما، لمساعدتهما على تحديد المشاكل التي تواجههما بسبب الاكتئاب ما بعد الولادة، ومحاولة استعادة علاقتهما العاطفية.
  • العلاج بالمساعدة الذاتية المُوجّهة: وتعني العلاج على نحوٍ فردي، أو بالاستعانة بالمعالج، وترتكز مواد الدورة التدريبية على إيجاد حلول للمشاكل التي قد تتمّ مواجهتها، مع تقديم المشورة السريرية حول كيفية التعامل معها، وتستمر الدورات العلاجية لفترةٍ تتراوح بين 9 إلى 12 أسبوعًا، في أغلب الحالات.

العلاجات الهرمونية

بما أنّ حالة الاكتئاب ما بعد الولادة قد تكون مرتبطة بمستويات الهرمونات الأنثوية بعد الولادة، فقد تفيد العلاجات الهرمونية في تخفيف الأعراض، وأهمّها العلاج بالإستروجين البديل، والذي غالباً ما يستخدم الإستروجين في تركيبةٍ واحدةٍ مع أدوية مضادات الاكتئاب، ممّا يرفع مستويات هرمون الإستروجين إلى الطبيعي، ويقلل من الشعور باليأس والحزن والكآبة.[2]

العلاج باستخدام الصدمات الكهربائية

والذي يتمثّل بتمرير تيارات كهربائيّة صغيرة عبر الدماغ، الأمر الذي يؤدي إلى إحداث نوبةٍ قصيرة يترتب عليها حدوث تغيّرات في كيمياء الدماغ، فيعمل ذلك على تخفيف أعراض الذّهان والاكتئاب، وفي الحقيقة، ويتم اللجوء لهذه الطريقة في كان الاكتئاب ما بعد الولادة شديدًا، أو إذا عانت الأم من ذهان وارتباك عقلي، أو في حال فشل العلاجات الأخرى في السّيطرة على الأعراض.[2]

التدابير المنزلية

بالإضافة إلى العلاجات السابقة، هناك بعض التدابير والأساليب المنزلية التي يمكن أن تساعد في تخفيف الأعراض وتحسين حالة الأم الصحية، ويجب التنويه إلى ضرورة متابعة العلاج الطبي والدوائي والنفسي، وفيما يأتي أهم التدابير المنزلية:[3]

  • اتّباع نظام غذائي صحي؛ يحتوي على كافة العناصر الغذائية المتوعة، والضرورية لصجة جسمها، وخاصةً بأنّها غالبًا ما تكون مرضعة.
  • الحصول على قسط كافٍ من الراحة؛ يمكن للأم أن تستغل نوم طفلها للحصول على ساعات نوم مريحة، أو وقت خاص مريح، ويمكنها الاستعانة بأشخاص مقربين لتوفير هذا الوقت.
  • ممارسة نشاطات محببة؛ مثل ممارسة التأمل أو اليوغا، أو أخذ حمام دافئ، أو القراءة، أو أي نشاط مفضل للأم، مما يساعدها على لتخلّص من التوتر، والشعور بالمتعة والبهجة بعض الشيء.
  • تخصيص الأم وقتًا لنفسها؛ والذي تخفف من خلاله التوتر والانزعاج، ويُمكنها الاستعانة بالأشخاص المُقربين، كالجدة أو الزوج.
  • التحلّي بالصبر، ووضع توقّعات منطقية؛ قد يستغرق اكتمال العلاج وقتًا طويلًا نوعًا ما، ولذلك يجب التحلّي بالصبر، كما ويجب عدم تكليف النّفس أكثر ممّا تستطيع في سبيل القيام بجميع الأمور؛ مع الحرص على تقليل التوقعات بشأن الأسرة المثالية.
  • التفكير بطريقة إيجابية؛ كالتفكير بالأشياء الصغيرة التي تعطي الشعور بالامتنان والتفاؤل والمحبة، والابتعاد عن التفكير بالأفكار السلبية.

شاهد أيضًا: كيفية التخلص من التوتر والقلق والاكتئاب

متى يظهر اكتئاب ما بعد الولادة وكم يستمر

عادةً ما يبدأ اكتئاب ما بعد الولادة في غضون 4 أسابيع بعد الولادة. ولا يعتمد تشخيص اكتئاب ما بعد الولادة على طول الفترة الزمنية بين الولادة والبدء فحسب، بل على شدة الاكتئاب، ومن الجدير ذكره أنّ الاكتئاب مشكلة شائعة بعد الحمل، إذ تعاني واحدة من كل 9 أمهات جدد من اكتئاب ما بعد الولادة، وتعتمد المدة التي تستمر فيها الأعراض على مدى الاستجابة والالتوام بالعلاج الدوائي والنفسي والادابير الأخرى.[1]

أعراض وعلامات اكتئاب ما بعد الولادة

قد تشعر بعض النساء بالخجل من أعراضهم، وقد تشعر بعضهم الآخر بأنهنّ أمهات سيئات، فيبدأن بجلد ذواتهن، وفي الواقع يحدث اكتئاب ما بعد الولادة بشكلٍ شائع للغاية، والإصابة به لا تعني أنّ الأم شخصٌ سيئٌ، وتتمثّل علامات وأعراض الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة بالآتي:[3]
  • الشعور بالحزن أو انعدام القيمة أو اليأس أو الذنب.
  • القلق المفرط أو الشعور بالضيق.
  • فقدان الاهتمام بالهوايات أو الأشياء التي كانت الأم تستمتع بها من قبل.
  • حوث تغيرات في الشهية أو عدم تناول الطعام.
  • فقدان الطاقة والتحفيز.
  • صعوبة النوم أو الرغبة في النوم طوال الوقت.
  • البكاء بلا سبب أو مبرر.
  • صعوبة في التفكير أو التركيز.
  • خواطر انتحارية، أو التمني بالموت.
  • عدم الاهتمام بالطفل أو الشعور بالقلق حوله بشكلٍ مبالغ فيه.
  • أفكار لإيذاء الطفل أو الشعور بأنها لا تريد وجوده في حياتها.

ويجب على الأم، وفي حال كان لديها أي من الأعراض التالية، التوجّه على الفور إلى مقدم الرعاية الصحية الخاص بها:[3]

  • أفكار متكرّرة لإيذاء نفسها أو طفلها.
  • الأفكار المتكررة عن الموت أو الانتحار.
  • مزاج مكتئب في معظم أوقات اليوم، أي كل يوم تقريبًا على مدار الأسبوعين الماضيين.
  • الشعور بالقلق أو الذنب أو اليأس أو الخوف أو الذعر أو انعدام القيمة.
  • اختلاف التفكير أو التركيز أو اتخاذ القرارات أو التعامل مع المواقف اليومية.
  • فقدان الاهتمام أو الاستمتاع بمعظم الأنشطة كل يوم تقريبًا على مدار الأسبوعين الماضيين.

أسباب اكتئاب ما بعد الولادة

في الواقع، هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد الصلة بين الانخفاض السريع في الهرمونات بعد الولادة والاكتئاب، إذ تزداد مستويات هرمون الإستروجين والبروجسترون عشرة أضعاف أثناء الحمل ولكنها تنخفض بشكل حاد بعد الولادة. وبحلول ثلاثة أيام بعد الولادة، تنخفض مستويات هذه الهرمونات إلى مستويات ما قبل الحمل، فتصاب المرأة بتغييرات جسدية في جسمها أو قلة النوم، أو القلق بشأن الأمومة أو تغييرات في علاقاتها مع زوجها، ولذلك لا يوجد سبب واحد لاكتئاب ما بعد الولادة، ولكن هذه المشكلات الجسدية والعاطفية قد تساهم في الإصابة به:[4]
  • الهرمونات: قد يلعب الانخفاض الكبير في هرمون الإستروجين والبروجسترون بعد الولادة دورًا في ذلك،و قد تنخفض الهرمونات الأخرى التي تفرزها الغدة الدرقية أيضًا بشكلٍ حادّ، وتجعل الأم تشعر بالتعب والركود والاكتئاب.
  • قلة النوم: عندما يكون الشخص محرومًا من النوم ومرهقًا، فقد يواجه مشكلة في التعامل حتى مع المشكلات البسيطة، وهذا ما يحدث مع الأم بعد الولادة، فغالبًا ما يصبح نومها مضطربًا بسبب الطفل الرضيع.
  • القلق: قد تكون الأم قلقةً بشأن قدرتها على رعاية المولود الجديد.
  • الصورة الذاتية: قد تشعر الأم بأنّها أقل جاذبية، أو قد تشعر بأنّها فقدت السيطرة على حياتها، ممّا يمكن أن يسبب إصابتها باكتئاب ما بعد الولادة.

شاهد أيضًا: كيفية التخلص من الاكتئاب والوسواس

عوامل خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة

هناك بعض عوامل الخطر التي تزيد من احتمالية إصابة المرأة باكتئاب ما بعد الولادة، وتتضمّن الآتي:[3]
  • تاريخ من الاكتئاب قبل الحمل أو أثناء الحمل.
  • العمر؛ كلما حدث الحمل في سن أصغر، زادت فرصة الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
  • التردد حول الحمل.
  • وجود الأطفال؛ فكلما زاد عدد الأطفال لدى الأم، زادت احتمالية إصابتها بالاكتئاب في فترة الحمل المتأخرة.
  • وجود تاريخ عائلي لاضطرابات المزاج.
  • المرور بحدث مرهق للغاية، مثل فقدان الوظيفة أو أزمة صحية.
  • إنجاب طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة أو المشاكل الصحية.
  • إنجاب توأم أو ثلاثة توائم.
  • وجود تاريخ من الاكتئاب أو الاضطراب المزعج الذي يسبق للحيض.
  • دعم اجتماعي محدود.
  • وجود صراع مستمر مع الزوج.

كيف يتم تشخيص اكتئاب ما بعد الولادة

لا يوجد اختبار محدد يشخص اكتئاب ما بعد الولادة، ولكن سيقوم مقدم الرعاية الصحية أو الطبيب بتقييم الحالة عند زيارته، على النحو الآتي:[3]
  • في أول زيارة ما بعد الولادة؛ تتم مناقشة تاريخ الأم الصحي، وكيف شعرت منذ الولادة.
  • الفحص البدني، وفحص الحوض والاختبارات المعملية.
  • يقوم العديد من مقدمي الخدمة بجدولة الزيارات في غضون أسبوعين أو ثلاثة أسابيع بعد الولادة للكشف عن الاكتئاب، ممّا يضمن للأم الحصول على المساعدة التي تحتاجها في أسرع وقت ممكن.
  • قد يقوم الطبيب بطرح سلسلة من الأسئلة لتقييم ما إذا كانت الأم تعاني من اكتئاب ما بعد الولادة، كالسؤال يسألونك عن شعورها وكيف حال طفلها، وغيرها من الأمور.
  • قد يطلب الطبيب المعالج إجراء فحص الدم لأن اكتئاب ما بعد الولادة يمكن أن يسبب أعراضًا مشابهة للعديد من حالات الغدة الدرقية.

ما هي مخاطر اكتئاب ما بعد الولادة؟

قد ينتج مخاطر ومضاعفات عن الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة، خاصةً إذا لم يتم معالجته بالشكل الصحيح، وقد تؤثّر هذه المضاعفات على الأم وطفلها على حدٍّ سواء، إذ يمكن أن يضعف اكتئاب ما بعد الولادة الذي لا يتم علاجه من قدرة الأم على الارتباط بطفلها، ويؤثّر على الأسرة بأكملها، بالشكل الآتي:[4]
  • صحة الأم: يمكن أن يستمر اكتئاب ما بعد الولادة الذي لا يتم علاجه لأشهر أو أكثر، حتى يتحول إلى اضطراب اكتئابي مزمن، حتى وإنّ تم علاجه، يمكن أن يجعل الأم أكثر عرضة للإصابة بنوبات الاكتئاب في المستقبل.
  • صحة الأب: عندما تصاب الأم الجديدة بالاكتئاب، قد يكون الأب أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب أيضًا.
  • صحة الطفل: من المرجح أن يعاني أطفال الأمهات المصابات باكتئاب ما بعد الولادة من مشاكل في النوم وتناول الطعام، والبكاء أكثر من المعتاد، والتأخير في تطور اللغة.

هل هناك أعشاب طبيعية لعلاج اكتئاب ما بعد الولادة

هناك بعض الأعشاب الطبيعية التي قد تساعد الأم في التغلّب على اكتئاب ما بعد الولادة، وتحسين مزاجها، ومن أهم هذه الأعشاب ما يأتي:[5]

  • الهال: تحتوي حبوب الهال على مواد تساعد على تخليص الجسم من السموم، ولذلك فيمكن للأم بعد الولادة أن تضيفه لمشروباتها اليومية بعد سحقه جيداً، ويضاف للشاي والقرفة خصوصاُ، مما يحسن من مزاج الأم.
  • الشعير: حيث إن الشعير يخلص الأم بعد الولادة من نوبات القلق بالتدريج، ويزيد من إدرار اللبن، ويخلص جسمها من السموم، وقد تم استخدامه منذ آلاف السنين، وهو وصفة نبوية تريح القلب وتخلص النفس من الحزن على الميت.
  • الزعفران: يعد الزعفران من البهارات التي تستخدم في الطهي، وله عدة أنواع ومنها الغالي والرخيص، يمكن تناوله على شكل مشروب أو يمكن أن يضاف إلى الطعام في فترة ما بعد الولادة، حيث يحتوي الزعفران في تركيبته على فيتامينات B والعناصر التي ترفع نسبة مادة السيروتونين في الدماغ ممّا يحسن المزاج بصورة طبيعية.
  • الهليون: وهو من النباتات التي تحتوي على نسبة كبيرة من حمض الفوليك ومادة التربتوفان التي تعالج الكآبة والتوتر النفسي بطريقة طبيعية وبدون آثار جانبية، ويمكن أن يطهى مع البيض أو مع الأطباق الأخرى.

طرق الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة

في الحقيقة، لا يمكن الوقاية من اكتئاب ما بعد الولادة تمامًا، ولكن هناك بعض النصائح التي قد تساعدك في منع إصابتك بهذا الاضطراب، وهي كالآتي:[4]
  • كوني واقعية بشأن توقعاتك لنفسك ولطفلك.
  • قللي من عدد الزوار عند عودتك للمنزل لأول مرة قدر الإمكان.
  • اطلبي المساعدة؛ دعي الآخرين يعرفون كيف يمكنهم مساعدتك.
  • يجب عليكِ أن تحصلي على قسط من النوم أو الراحة عندما ينام طفلك.
  • مارسي التمارين الرياضية، كالمشي أو ركوب الدراج في الهواء الطلق.
  • لا تعزل نفسكِ، وابقِ على اتصال مع عائلتك وأصدقائك.
  • عززي علاقتك مع شريكك بتخصيص وقت لبعضكما البعض.
  • توقعي أنّه سيكون هناك بعض الأيام الجيدة وبعض الأيام السيئة.
  • احصلي على تغذية جيدة، واشربي كميات كافية من الماء، بمعدّل 8 أكواب من الماء.

هل يفيد القرآن الكريم في علاج اكتئاب ما بعد الولادة

قد تساعد قراءة القرآن الكريم على تخفيف أعراض اكتئاب ما بعد الولادة، فهو يعطي الشعور بالراحة والسكينة، ولكن وفي حالة الاكتئاب الشديد، يكون التدخل الطبي ضروريًا وأساسيًا، ومعظم حالات الاكتئاب لا تشفى كليًا إلّا باستخدام الأدوية، ولذلك يجب الحرص على تناول الأدوية بانتظام، والالتزام بمراجعة الطبيب المعالج كما هو مجدول، ويجب اتّباع توجيهاته ونصائحه بدقّة.[2]

الفرق بين اكتئاب ما بعد الولادة والكآبة النفاسية

الكآبة النفاسية أو كآبة ما بعد الولادة (Baby Blues)، وهي حالة نفسية تعاني منها العديد من النساء بعد الولادة، وغالبًا ما تزول أعراضها في غضون 3-5 أيام، إلى أسبوعين كأقصى حدّ، وهي الشعور بالفراغ، أو انعدام العاطفة، أو الحزن، أو البكاء المتكرر، بينما اكتئاب ما بعد الولادة هو اضطراب عقلي نفسي له تشخيص سريري مثبت، وتستمر فيه مشاعر الحزن واليأس والفراغ وغيرها من الأعراض لمدّة تزيد عن أسبوعين. لكن لا يعتمد تشخيصه فقط على مدة استمرار الأعراض، بل أيضاً على شدة وحدة الاكتئاب.[4]

وبهذا أعزّائنا القراء، نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال، وتم التعرّف على كيفية التخلص من اكتئاب ما بعد الولادة، بما في ذلك الأدوية والمعالجة النفسية والتدابير المنزلية المفيدة في ذلك، وأعراض وأسباب وعوامل خطر الإصابة به، بالإضافة إلى أهم الأعشاب التي تفيد في تخفيف أعراضه، وكيفية الوقاية منه.

المراجع

  1. ^ webmd.com، Postpartum Depression، 22/12/2022
  2. ^ nhs.uk، Treatment - Postnatal depression، 22/12/2022
  3. ^ my.clevelandclinic.org، Postpartum Depression، 22/12/2022
  4. ^ apa.org، Postpartum depression: Causes, symptoms, risk factors, and treatment options، 22/12/2022
  5. ^ dremilylesnak.com، 4 Herbal Remedies for Postpartum Anxiety، 22/12/2022

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *