السور التي تقرأ في صلاة الوتر

السور التي تقرأ في صلاة الوتر
السور التي تقرأ في صلاة الوتر

السور التي تقرأ في صلاة الوتر وهو ما سيتناوله موضوع في هذا المقال، فقد فرض الله -سبحانه وتعالى- على العباد الفرائض التي يجب على العبد المسلم أن يؤديها، وجعل هنالك نوافل وسنن قد تزيد من الأجور وتضاعف الحسنات، ومن هذه النوافل صلاة الوتر، فقد سنّها النبيّ -عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم- للمسلمين في كلّ يوم وليلة، ومن الواجب على المسلم أدائها بطريقة صحيحة ومعرفة ما يقرأ بها، ومن خلال هذا المقال سيتم بيان السور التي تقرأ في صلاة الوتر.

صلاة الوتر

وهي الصلاة يؤدّيها المسلم من بعد صلاة العشاء، وهي سنّة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وتبدأ بعد العشاء وتنتهي بطلوع الفجر، وتكون صلاة الوتر صلاةٌ فردية، بحيث يستطيع المسلم أن يصلي ركعة واحدة أو ثلاثة أو خمسة أو سبعة أو ثمانية أو أكثر من ذلك [1]، وهو ما ورد ذكره في الحديث الذي روي عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- عندما سئلَتْ بكم كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يوترُ؟ فقالتْ: “كان يوترُ بأربعٍ وثلاثٍ، وستٍّ وثلاثٍ، وعشرٍ وثلاثٍ، ولم يكنْ يوترُ بأنقصَ من سبعٍ, ولا بأكثرَ من ثلاثِ عشرةَ”[2]، ومن الجدير بالذّكر أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- حثَّ على المحافظة عليها فقد روى علي بن أبي طالب -كرم الله وجهه- عن النَّبي محمد -صلى الله عليه وسلم- قال: “يا أَهلَ القرآنِ أوتِروا فإنَّ اللَّهَ وترٌ يحبُّ الوِترَ”[3].

السور التي تقرأ في صلاة الوتر

إنّ السور التي تقرأ في صلاة الوتر هي سورة الأعلى والكافرون والإخلاص[4]، وذلك وفقًا لسنّة الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلمّ، بدليل ما ورد في  حديث أبي بن كعب -رضي الله عنه- حينما قال: “كان رسولُ اللهِ يقرأُ في الركعةِ الأولَى مِن الوِترِ ب سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأعْلَى وفي الثَّانيةِ ب قُلْ يَا أيُّهَا الْكَافِرُونَ وفي الثَّالثةِ ب قُلْ هُوَ اللَّهُ أحَدٌ”[5]، كما استحب بعض الأئمة أن يقرأ المسلم المعوذتين بعد سورة الإخلاص في الركعة الثالثة، واستدلوا بما ورد عن عائشة -رضي الله عنها- عندما سُئِلت بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يُوتِرُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فقَالَتْ: “كَانَ يَقْرَأُ فِي الْأُولَى بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ، وَفِي الثَّانِيَةِ بِقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، وَفِي الثَّالِثَةِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ”[6]، ولكن لا حرج على المسلم أن يقرأ ما تيسر من القرآن الكريم في صلاة الوتر.

شاهد أيضًا: طريقة صلاة الوتر والدعاء فيها

حكم صلاة الوتر

أجمع الجمهور من الفقهاء بأن صلاة الوتر سُنة مؤكدة وليست واجبة، ولكن خالفهم أبو حنيفة وقال بأنَّ صلاة الوتر واجبة، بينما الرأي الرَّاجح هو أنّ هذه الصَّلاة سنة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بما ورد عن غالبية أهل الدين [7]، بدليل حديث طلحة بن عبد الله -رضي الله عنه- عن نبي الله -عليه الصلاة والسلام- قال: “جاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- مِن أهْلِ نَجْدٍ ثائِرُ الرَّأْسِ، نَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِهِ، ولا نَفْقَهُ ما يقولُ حتَّى دَنا مِن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فإذا هو يَسْأَلُ عَنِ الإسْلامِ، فقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: خَمْسُ صَلَواتٍ في اليَومِ، واللَّيْلَةِ فقالَ: هلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ؟ قالَ: لا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ”[8].

وقت صلاة الوتر

إنّ وقت صلاة الوتر هو ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر، فإن طلع الفجر خرج وقتها ولا تُصلّى[9]، فقد ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنّه قال: “إذا طلَعَ الفجَرُ فقد ذَهَبَ كلُّ صلاةِ الليلِ، والوترُ، فأَوْتِروا قبلَ طلوعِ الفجرِ”[10]، كما بيّن أهل العلم والاختصاص بأن أفضل الوقت لصلاة الوتر هو آخر الليل، فقد استدلّ العلماء بذلك من الحديث الصحيح الذي ورد عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “ينزلُ ربُّنا كلَّ ليلةٍ إلى السَّماءِ الدُّنيا حين يبقَى ثلثُ اللَّيلِ الآخرِ فيقولُ مَن يَدعوني فأستجيبَ له ومَن يسألُني فأعطيَه ومَن يستغفرُني فأغفرَ له”[11]، وبناءً على ذلك وجد أهل العلم أنّ خير الأوقات التي يصلّى بها الوتر هو الثلث الأخير من الليل.

شاهد أيضًا: كيفية صلاة الوتر ثلاث ركعات

كيفية صلاة الوتر بالتّفصيل

يستطيع المسلم أن يصلي صلاة الوتر بركعة واحدة وفقًا لما ورد عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنه- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال: “رَكْعَةٌ مِن آخِرِ اللَّيْلِ”[12]، إضافةً إلى جواز الوتر بثلاث، أو خمس، أو سبع، أو تسع ركعات، ولكن إذا صلى المسلم صَّلاة الوتر ثلاث ركعات لها طريقتان، حيثُ تكون الأولى بأن يتم صلاة الثلاث ركعات بتشهد واحد، تبعًا لما ورد عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: “كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لا يُسلِّمُ في رَكعَتَيِ الوِترِ”[13]، أو قيام المسلم بالتسليم من الركعتين، ومن ثم البدأ في الوتر بواحدة، وذلك لما ذُكر عن ابن عمر رضي الله عنهما: “أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- كان يفصلُ بين الشَّفعِ والوترِ بتسليمةٍ يُسمعُناها”[14]، ومن الجدير بالذّكر أنّ المسلم يستطيع أن يصلّي الوتر بتواصل سواء بثلاث ركعات أو خمسة أو سبعة أو تسعة أو إحدى عشرة ركعة، وتكون بدون تشهّد المسلم فيها إلّا في آخرها، أو يمكن أن يتشهد بتشهدين في آخر ركعتين فقط.[15]

هل يجوز قراءة ثلاث سور في صلاة الوتر

يجوز قراءة ثلاث سور في صلاة الوتر، ويمكن الاقتصار على قراءة سورة الفاتحة فقط [16]، ولكن من الأفضل اتباع سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وقراءة سورة الأعلى في الركعة الأولى وفي الثانية سورة الكافرون، وفي الثالثة سورة الإخلاص والمعوذتين أو الإخلاص فقط، حيثُ إنّ قراءة هذه السور مستحبة وليست واجبة ولو قرأ بغيرها، أو زاد سورة أخرى صحت صلاته، لعموم قوله جل وعلا: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ القرآن}[17].

هل يجوز قراءة أي سورة في الشفع والوتر

أوضح أهل العلم بأنه يجوز للمسلم أن يقرأ أي سورة في الشّفع والوتر ولا حرج في ذلك على الإطلاق[18]، فقد قال -تعالى- في محكم تنزيله: {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ}[17]، حيثُ يجوز للمسلم أن يقرأ ما تيسّر من القرآن الكريم سواء كانت سورًا قصيرة أو طويلة، وليس هناك سور معينة، كما بيّن الشيخ ابن باز -رحمه الله- أنّ الواجب في صلاة الوتر قراءة سورة الفاتحة فقط، أما ما زاد على الفاتحة فهو مستحب، ولا يتعيّن على المرء الالتزام به.[19]

شاهد أيضًا: عدد ركعات صلاة الوتر ، ما أهي أفضل أوقات صلاة الوتر

عجائب صلاة الوتر

تعتبر صلاة الوتر بأنها من العبادات التي حثُ النبي -صلى الله عليه وسلم- على المحافظة عليها وأوصى بها صحابته الكرام رضوان الله عليهم، وتأكيدًا على أهميّتها ذهب أهل العلم إلى وجوبها ومنهم من أكّد أنّها من السنن المؤكدة، فقد قال الإمام أحمد رحمه الله: “من ترك الوتر عمدا فهو رجل سوء لا ينبغي أن تقبل له شهادة”[20]، وفيما يأتي سيتم بيان عجائب صلاة الوتر وهي على النحو الآتي:[21]

  • تعتبر من العبادات العظيمة التي التزم بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولم يكن يدعها في حضر ولا في سفر، بدليل ما ثبت في حديث عائشة -رضي الله عنها-:”أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، كانَ يُصَلِّي باللَّيْلِ إحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، يُوتِرُ منها بوَاحِدَةٍ، فَإِذَا فَرَغَ منها اضْطَجَعَ علَى شِقِّهِ الأيْمَنِ، حتَّى يَأْتِيَهُ المُؤَذِّنُ فيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ”[22].
  • تُعتبَر صلاة الوتر بأنها  من صلاة الليل، وصلاة الليل لها فضل عظيمٌ عند ربّ العالمين، وقد ورد في الحديث حسن الإسناد عن بريدة بن الحصيب الأسلمي -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “الوِترُ حَقٌّ، فمن لم يوتِرْ فليس مني، الوتر حقٌّ فمن لم يوتِرْ فليس منِّي، الوتر حقٌّ فمن لم يوتر فليس مني”[23].
  • تُعدّ من أفضل صلوات الليل فقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه بها، فقال أبو هريرة -رضيَ الله عنه-: “أَوْصَانِي خَلِيلِي بثَلَاثٍ لا أدَعُهُنَّ حتَّى أمُوتَ: صَوْمِ ثَلَاثَةِ أيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وصَلَاةِ الضُّحَى، ونَوْمٍ علَى وِتْرٍ”[24].
  • تُضاهي صلاة الوتر أموال الدنيا، بدليل حديث خَارِجَةَ بْنِ حُذَافَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلّى الله عليه وسلّم-: “إنَّ اللهَ أمدَّكم بصلاةٍ هي خيرٌ لكم من حُمْرِ النَّعمِ. قلنا: وما هي يا رسولَ اللهِ؟ قال: الوترُ ما بين صلاةِ العشاءِ إلى طلوعِ الفجرِ”[25].

دعاء صلاة الوتر

يعتبر الدعاء من أفضل العبادات وأعظم الطاعات والقربات إلى الله، حيثُ إنّ اللجوء إلى الله -تعالى- بالدعاء يبعث في القلب الطمأنينة والسكينة، وقد ورد في سنة النّبي -صلى الله عليه وسلّم- الكثير من الأدعية الثّابتة التي كان يدعو بها في صلاة الوتر، من أبرز هذه الأدعية ما يأتي:

  • “اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ، أنْتَ نُورُ السَّمَواتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ، أنْتَ قَيِّمُ السَّمَواتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ، أنْتَ الحَقُّ، ووَعْدُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، ولِقاؤُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خاصَمْتُ، وإلَيْكَ حاكَمْتُ، فاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ، أوْ: لا إلَهَ غَيْرُكَ”.

  • “اللهمَّ اهْدِني فيمن هديتَ، وعافِني فيمن عافيتَ، وتولَّني فيمن توليتَ، وبارِكْ لي فيما أعطيتَ، وقِنِي شرَّ ما قضيتَ، فإنك تقضي ولا يُقْضَى عليك، وإنَّهُ لا يَذِلُّ من واليتَ، ولا يَعِزُّ من عاديتَ، تباركتَ ربنا وتعاليتَ، لا مَنْجَا منك إلا إليكَ”.

إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا الذي تعرفنا من خلاله على السور التي تقرأ في صلاة الوتر، فقد استعرضنا مفهوم صلاة الوتر، بالإضافة إلى بيانالسور التي تقرأ في صلاة الوتر، كما قمنا ببيان الكيفية الصحيحة لصلاة الوتر بالتفصيل،  كما ختمنا مقالنا بتوضيح الإجابة الصحيحة على سؤال هل يجوز قراءة أي سورة في الشفع والوتر، وبيان عجائب صلاة الوتر.

المراجع

  1. ^ islamweb.net، معنى الشفع والوتر، 12/01/2022
  2. ^ البدر المنير ، عائشة أم المؤمنين، ابن الملقن ، 4/302 ،صحيح.
  3. ^ صحيح أبي داود، علي بن أبي طالب، الألباني، 1416، صحيح.
  4. ^ islamqa.info، إذا أوتر بركعة واحدة، فماذا يقرأ فيها؟، 12/01/2022
  5. ^ صحيح النسائي ، أبي بن كعب، الألباني ، 1699 ،صحيح
  6. ^ تخريج صحيح ابن حبان، عائشة أم المؤمنين ، شعيب الأرناؤوط، 2448 ، صحيح.
  7. ^ islamweb.net، حكم الوتر وكيفية قضائه
  8. ^ صحيح مسلم، طلحة بن عبيدالله، مسلم، 11 ، صحيح.
  9. ^ binbaz.org.sa، أفضل وقت لصلاة الوتر، 12/01/2022
  10. ^ صحيح الترمذي، عبد الله بن عمر، الألباني، 469، صحيح.
  11. ^ صحيح الترمذي، أبو هريرة، الألباني، 3498 ،صحيح.
  12. ^ صحيح مسلم ، عبدالله بن عمر، مسلم، 752، صحيح.
  13. ^ تنقيح التحقيق ، عائشة أم المؤمنين، الإمام أحمد، 2/420، إسناده ضعيف
  14. ^ تحفة المحتاج ، عبدالله بن عمر،  ابن الملقن، 1/404، صحيح أو حسن
  15. ^ islamqa.info، الكيفيات الواردة لصلاة الوتر، 12/01/2022
  16. ^ binbaz.org.sa، المشروع قراءته في صلاة الوتر، 12/01/2022
  17. ^ سورة المزمل، الآية 20
  18. ^ islamweb.net، القراءة في صلاة الوتر، 12/01/2022
  19. ^ binbaz.org.sa، هل تُشرع قراءة سور معينة في الوتر؟، 12/01/2022
  20. ^ islamweb.net، فضل الوتر وحكم من تركه، 12/01/2022
  21. ^ shamela.ws، التمهيد في فضل الوتر وما ورد في قيام الليل، 12/01/2022
  22. ^ صحيح مسلم ، عائشة أم المؤمنين، مسلم ، 736، صحيح .
  23. ^ شرح فتح القدير ، بريدة بن الحصيب الأسلمي ، الكمال بن الهمام ، 1/438 ، حسن.
  24. ^ صحيح البخاري، البخاري ، أبي هريرة، 1178، صحيح.
  25. ^ حاشية بلوغ المرام لابن باز، خارجة بن حذافة العدوي ، ابن باز، 263، إسناده حسن.

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *