عناصر المقال
عمر الجمل للأضحية وشروط أضحية الإبل، إنَّ من الشعائر الظاهرة المتعلقة بعيد الأضحى، هي الأضحية، وقد فصَّل الشرع بالحديث عن أحكام الأضحية، وفي هذا المقال الذي يطرحه موقع تصفح، سيتمُّ الحديث عن أحكام الأضحية بشيءٍ من التفصيل، حيث سيتمُّ العمر الواجب أن يبلغه الجمل لتصحَّ الأضحية به، كما سيتمُّ تعريف الأضحية بالاصطلاح الشرعي وبيان أدلة مشروعيته والحكمة منها، وما يُشرع به الأضحية كما سيتمُّ بيان شروط الأضحية وحكم الاشتراك بثمنها، وسوف نعرف كم عمر الأضحية من الابل وما هي شروط اضحية العيد كاملة، ومعرفة الحد الأدنى لسن الأضاحي من الإبل، وغير ذلك من التفاصيل الأخرى.
عمر الجمل للأضحية
لقد بيَّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّ من شروط التضحية بالإبل أن تكون مسنَّة، حيث قال: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ”،[1] وقد اتفق الأئمة الأربعة وهم الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة على أنَّ المسنَّة من الإبل هي من أتمَّت الخمس سنواتٍ، وبناءً على ذلك فإنَّ عمر الجمل للأضحية لا بدَّ أن يكون قد أتمَّ الخمس سنواتٍ، والله تعالى أعلى وأعلم.[2]
تعريف الأضحية
يُمكن تعريف الأضحية على أنَّها ما يُذبح من النعم من يوم العيد إلى آخر أيام التشريق، بغية التقرب إلى الله -عزَّ وجلَّ- وهي من الأمور المشروعة في الإسلام، وقد دلَّ على مشروعيتها عددًا من النصوص الشرعية، سواء في القرآن الكريم أم في السنة النبوية المطهرة، وفيما يأتي ذكر بعض النصوص التي دلَّت على مشروعية الأضحية:[3]
من القرآن الكريم
في هذه الفقرة سيتمُّ ذكر الآيات القرآنية التي دلَّت على مشروعية الأضحية، وفيما يأتي ذلك:
- قال الله تعالى: {وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُم مِّن شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ ۖ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ ۖ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}.[4]
- قال الله تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}.[5]
من السنة النبوية المطهرة
في هذه الفقرة سيتمُّ ذكر الأحاديث النبوية الشريفة التي دلَّت على مشروعية الأضحية، وفيما يأتي ذلك:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ به في يَومِنا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ، فمَن فَعَلَ ذلكَ فقَدْ أصابَ سُنَّتَنَا، ومَن ذَبَحَ قَبْلَ أنْ يُصَلِّيَ فإنَّما هو لَحْمٌ عَجَّلَهُ لأهْلِه، ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شيءٍ”.[6]
- قال أنس بن مالك -رضي الله عنه-: “ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ، فَرَأَيْتُهُ واضِعًا قَدَمَهُ علَى صِفَاحِهِمَا، يُسَمِّي ويُكَبِّرُ، فَذَبَحَهُما بيَدِهِ”.[7]
الحكمة من مشروعية الأضحية
لا بدَّ أن يعلم المسلم أنَّ الأضحية ما هي إلَّا عبادة يتقرب بها العبد إلى ربِّه، ويمتثل من خلالها أمره، وإن لم تظهر له الحكمة منها، ثمَّ بعد ذلك يبدأ بالبحث عن الحكمة منها، ومن الحِكمِ التي من أجلها شرع الله -عزَّ وجلَّ- الأضحية، ما يأتي:[3]
- أنَّ في الأضحية إحياءً لسنة إبراهيم -عليه السلام- حيث همَّ بذبح ابنه امتثالًا لأمر الله، ثمَّ فدى الله -عزَّ وجلَّ- اسماعيل بكبشٍ عظيم.
- أنَّ في الأضحية توسعةً من المسلم على أهل بيته وجيرانه وأقاربه وعلى المساكين والفقراء؛ إذ أنَّه يُندب للمسلم أن يأكل منها ويُطعم منها، ويتصدَّق منها.
حكم الأضحية
تمَّ فيما سبق بيان مشروعية الأضحية مع ذكر الأدلة سواء من القرآن الكريم أم من السنة النبوية المطهرة، لكن هل هي من الواجبات أم من المستحبات؟ في هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ بيان أقوال أهل العلم في لك، وفيما يأتي لك:[8]
القول الأول
ذهب جمهور أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة إلى استحباب الأضحية، مستدلين على ذلك بعددٍ من الأدلة الشرعية، وفيما يأتي ذكرها:
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “مَن كانَ له ذِبْحٌ يَذْبَحُهُ فإذا أُهِلَّ هِلالُ ذِي الحِجَّةِ، فلا يَأْخُذَنَّ مِن شَعْرِهِ، ولا مِن أظْفارِهِ شيئًا حتَّى يُضَحِّيَ”.[9]
- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “ثلاثٌ هنَّ عليَّ فرائضٌ ولكم تطوُّعٌ : النحرُ والوِترُ وركعتا الضحَى”.[10]
القول الثاني
ذهب الإمام أبو حنيفة إلى وجوب الأضحية على المسلم القادر، وقد استدلَّ على ذلك بالحديث الشريف الذي أورده الألباني في صحيح الجامع عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: “مَن كان له سَعَةٌ ولم يُضَحِّ ، فلا يَقْرَبَنَّ مُصَلَّانا”.[11]
ما يُشرع الأضحية به
لقد بيَّن الله -عزَّ وجلَّ- أنَّ الأضحية لا تصحُّ إلَّا من بهيمة الأنعام، حيث قال الله تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۗ فَإِلَٰهُكُمْ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا ۗ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}،[12] وبهيمة الأنعام هي: الإبل والبقر والغنم، ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ الإبل هي أفضل ما يُضحَّى به، والله تعالى أعلى وأعلم، ومما يدلُّ على عدم جواز الأضحية بغير بهيمة الأنعام، أنَّه لم يثبت عن رسول الله أنَّه ضحَّى بغيرها.[3]
شروط الأضحية من الإبل
هناك عددًا من الشروط التي لا بدَّ أن تححق في الأضحية لتصحَّ، وفي هذه الفقرة من مقال عمر الجمل للأضحية، سيتمُّ بيان تلك الشروط بشيءٍ من التفصيل، وفيما يأتي ذلك:[3]
- أن تكون الاضحية قد بلغت السن المحدد شرعًا، ويختلف هذا السن باختلاف نوع الأضحية، وفيما يأتي تفصيل ذلك:
- لقد تمَّ في الفقرة الأولى من هذا المقال أنَّ عمر الجمل للأضحية لا بدَّ أن يكون قد أتمَّ السنة الخامسة، وطعن في السادسة.
- لا بدَّ أن تتمَّ البقرة السنة الثانية وتطعن في الثالثة.
- لا بدَّ أن يتمَّ الماعز من الغنم السنة الثانية ويطعن في الثالثة، بينما الضأن أن يتمَّ السنة الأولى ويطعن في الثانية.
- أن تكون الأضحية خالية من العيوب، وقد بيَّن النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- هذه العيوب في قوله: “أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ العوراءُ بيِّنٌ عورُها والمريضةُ بيِّنٌ مرضُها والعرجاءُ بيِّنٌ ظلعُها والكسيرُ الَّتي لا تَنقى”، وفيما يأتي تفصي هذه العيوب:
- العرج البين: أي الشاة التي يمنعها العرج من المشي والذهاب إلى المرعى طلبًا للطعام، والذي يؤدي ذلك إلى نقصان اللحم منها.
- العور البين: أي الذبيحة التي فقد إحدى عينيها، بحيت لا تستيطع أن تبصر بها.
- المرض البين: أي الشاة التي يمنعها مرضها من الحركة والأكل، ومن الأمراض التي تمنع الإجزاء في الأضحية الجرب.
- العجفاء: أي الشاة التي ليس لها مخٌ في عظمها بسبب الضعف والهزل.
هل يجوز الاشتراك في ثمن الأضحية
يجوز اشتراك سبعة أشخاص في ثمن الأضحية إن كانت من الإبل والبقر،[3] ودليل ذلك الحديث الذي أخرجه مسلم في صحيحه عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- حيث قال: “نَحَرْنَا مع رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ عَامَ الحُدَيْبِيَةِ البَدَنَةَ عن سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عن سَبْعَةٍ”، أما إن كانت الأضحية من الغنم فلا تُجزئ إلَّا عن واحد.[15]
اضحية الإبل عن كم شخص
لقد اختلف الفقهاء من أهل العلم في عدد الأشخاص الذين تجزئ عنهم أضحية الإبل، فقد رأى بعضهم إلى أنها تجزئ عن سبعة أشخاص ورأى بعضهم أنها تجزئ عن عشرة أشخاص، ولكن الراجح من تلك الأقوال هو أن الأضحية من الإبل تجزئ عن سبعة أشخاص، حيث ورد عن ابن قدامة في كتابه المغني ما قيل في هذه المسألة حيث ورد فيه: “قال أحمد: ما علمت أحدا إلا يرخص في ذلك, إلا ابن عمر . وعن سعيد بن المسيب, أن الجزور عن عشرة, والبقرة عن سبعة . وبه قال إسحاق ; لما روى رافع , أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم فعدل عشرة من الغنم ببعير . متفق عليه . وعن ابن عباس , قال : كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر , فحضر الأضحى , فاشتركنا في الجزور عن عشرة، والبقرة عن سبعة . رواه ابن ماجه . ولنا ما روى جابر , قال: نحرنا بالحديبية مع النبي صلى الله عليه وسلم البدنة عن سبعة , والبقرة عن سبعة . وقال أيضا : كنا نتمتع مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذبح البقرة عن سبعة , نشترك فيها “.[16]
مقالات قد تهمك
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي تمَّت فيه الإجابة على سؤال عمر الجمل للأضحية وشروط أضحية الإبل، كما تمَّ بيان تعريف الأضحية مع ذكر أدلة مشروعيتها والحكمة منها، كما تمَّ بيان أقوال أهل العلم في حكمها، كما تمَّ بيان ما يُشرع الأضحية فيه، ثمَّ بيان شروطها وحكم الاشتراك في ثمنها، وعرفنا كم يكون عمر الجمل للاضحية، وفصلنا في السن الواجب مراعاته في الأضحية من الإبل، وما إلى هنالك من معلومات.
.1020
المراجع
- ^ صحيح مسلم، جابر بن عبدالله، مسلم، 1963، صحيح
- ^ islamqa.info، السن الواجب مراعاته في الأضحية، 08/06/2024
- ^ aliftaa.jo، مختصر أحكام الأضحية في الفقه، 08/06/2024
- ^ سورة الحج، آية 36
- ^ سورة الكوثر، آية 2
- ^ صحيح البخاري، البراء بن عازب، البخاري، 968، صحيح
- ^ صحيح البخاري، أنس بن مالك، البخاري، 5558، صحيح
- ^ islamweb.net، مذاهب الفقهاء في حكم الأضحية، 08/06/2024
- ^ صحيح مسلم، أم سلمة أم المؤمنين، مسلم، 1977، صحيح
- ^ خلاصة البدر المنير، عبدالله بن عباس، ابن الملقن، 178/1، إسناده ضعيف
- ^ صحيح الجامع، أبو هريرة، الألباني، 6490، صحيح
- ^ سورة الحج، آية 34
- ^ صحيح أبي داوود، عبيد بن فيروز الديلمي، الألباني، 2802، صحيح
- ^ صحيح مسلم، جابر بن عبدالله، مسلم، 1318، صحيح
- ^ aliftaa.jo، لا يجوز الاشتراك في الشاة الواحدة على سبيل الأضحية، 08/06/2024
- ^ saaid.org، بحث عن الأضحية، 08/06/2024
التعليقات