متى ينتهي وقت الاضحية وما هي شروطها

متى ينتهي وقت الاضحية وما هي شروطها
متى ينتهي وقت الاضحية

متى ينتهي وقت الاضحية وما هي شروطها، حيث أنّ الأضحية هي إحدى شعائر الدين الإسلامي، والتي يتقرب بها المسلمون إلى الله سبحانه وتعالى بتقديم ذبح من بهيمة الأنعام، ويكون ذلك خلال أيام عيد الأضحى المبارك، والأضحية هي من أعظم الشعائر المشروعة والمجمع عليها، وفي مقالنا الآتي سنتعرف على الأضحية وما هو وقتها، وسوف نتعرف على متى ينتهي وقت الذبح في عيد الأضحى، وسنفصل في متى يبدأ وقت الذبح ومتى ينتهي في عيد الأضحى، وهل يجوز ذبح الأضحية رابع يوم العيد وسوف نعرف حكم ذبح الأضحية في الليل وما إلى هنالك من معلومات وتفاصيل.

متى ينتهي وقت الاضحية

تعدّدت آراء الفقهاء في متى ينتهي وقت الاضحية الذي ينتهي فيه ذبح الأضحية، وخلاصة أقوالهم فيما يأتي: [1]

  • الحنفية والمالكية والحنابلة: ذهب جمهور الفقهاء من الحنفية، والمالكية، والحنابلة إلى أنّه ينتهي وقت الأضحية مع غروب شمس اليوم الثاني عشر من شهر ذي الحجّة، وبذلك تكون أيّام الذَّبح هي: اليوم العاشر، والحادي عشر، والثاني عشر من شهر ذي الحجّة، ويعد أفضل وقت للذَّبح عند الحنابلة والمالكيّة هو اليوم العاشر من ذي الحجّة، أي هو يوم النَّحْر.
  • الشافعية: يرى جمهور الشافعية أنّه ينتهي وقت الأضحية بغروب الشمس من اليوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، وأيّام النَّحْر هي: يوم العيد، وأيّام التشريق الثلاثة، أي اليوم الحادي عشر، والثاني عشر، والثالث عشر من شهر ذي الحجّة.

هل يجوز ذبح الأضحية رابع يوم العيد

يجوز للمسلم أن يضحي في اليوم الرابع حتى غروب الشمس، لأنَّ وقت ذبح الأضاحي يستمر حتى غروب شمس آخر أيام التشريق وهو رابع أيام العيد في تاريخ 13 من شهر ذي الحجة، ولذلك لا يجوز أن يضحي المسلم بعد غروب شمس رابع أيام عيد الأضحى، فإن ذلك لا يجزئ، إلا إذا كان التأخير بعذر مقبول شرعًا، مثل الذي ينام عن الصلاة ويصليها عندما يذكرها.[1]

هل يجوز ذبح الأضحية في الليل

ذهب أكثر الفقهاء من أهل العلماء إلى جواز ذبح الأضحية في الليل كما في النهار ولا حرج في ذلك، إذ يمتد وقت ذبح الأضاحي من بعد صلاة عيد أول أيام عيد الأضحى وحتى غروب شمس رابع أيام عيد الأضحى المبارك، وقد قال ابن عثيمين رحمه الله تعالى: “من بعد صلاة العيد يوم النحر إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة ، فتكون أيام الذبح أربعة : يوم العيد بعد الصلاة ، وثلاثة أيام بعده ، فمن ذبح قبل فراغ صلاة العيد ، أو بعد غروب الشمس يوم الثالث عشر لم تصح أضحيته . . . لكن لو حصل له عذر بالتأخير عن أيام التشريق مثل أن تهرب الأضحية بغير تفريط منه فلم يجدها إلا بعد فوات الوقت ، أو يوكل من يذبحها فينسى الوكيل حتى يخرج الوقت ، فلا بأس أن تذبح بعد خروج الوقت للعذر ، وقياساً على من نام عن صلاة أو نسيها فإنه يصليها إذا استيقظ أو ذكرها . ويجوز ذبح الأضحية في الوقت ليلاً ونهارا ً، والذبح في النهار أولى ، ويوم العيد بعد الخطبتين أفضل ، وكل يوم أفضل مما يليه ؛ لما فيه من المبادرة إلى فعل الخير ” انتهى باختصار”.[1]

ما هو تعريف الأضحية

الأضحية لها تعريفان أحدهما لغوي والآخر اصطلاحي، وفيما يأتي بيان لهذين التعريفين: [2]

  • الأضحية لغة: يطلق هذا الاسم في اللغة على ما يُضحى به، وجمعها الأضاحي.
  • الأضحية اصطلاحًا: الأضحية في الاصطلاح الشرعي هي ما يذبح المسلم من بهيمة الأنعام في أيام عيد الأضحى المبارك بسبب العيد على وجه التقرب والتعبد إلى الله سبحانه وتعالى، والأنعام المجزئة شرعاً هي الإبل والبقر والغنم، وتبدأ الأضحية من يوم الأضحى بعد صلاة العيد وتمتد إلى آخر أيام التشريق وهي الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر من شهر ذي الحجة.

مشروعية الأضحية

لا يوجد خِلافَ بين الفقهاء على مشروعيَّة الأُضحِيَّة، فهي من أعظم شعائر الدين الإسلامي، وكما أنها شعيرة من شعائر نبي الله  ابراهيم -عليه الصلاة والسلام- والذي أُمِرنا باتِّباعه، ويوجد في الكتاب الكريم والسنة النبوية الشريفة والإجماع العديد من الأدلة على مشروعية الأضحية، وفيما يأتي بيان لهذه الأدلة: [3]

  • الأدلة من القرآن الكريم: الأضحية داخلة في النُّسك المقرون في الصلاة في قول الله سبحانه وتعالى: {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}، [4] وأيضاً في قول الله عز وجل: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}.[5]
  • الأدلة من السنة النبوية الشريفة: ما جاء في صحيح البخاري عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال أنّه: “ضَحَّى النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ذَبَحَهُما بيَدِهِ، وسَمَّى وكَبَّرَ، ووَضَعَ رِجْلَهُ علَى صِفَاحِهِمَا”. [6]
  • الإجماع: قد واظَب خُلَفاء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه على الأُضحِيَّة أثناء حياة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعدَ وَفاته أيضاً، وكذلك المسلمون من بعدهم في سائر الأعصار والأمصار، وذلك يدَلَّ على مشروعيَّة الأضحية في الكتابُ والسنَّة والإجماع.

ما هو حكم الأضحية

تعددت آراء الفقهاء  في حكم الأضحية، وفيما يأتي بيان لأقوالهم: [7]

الشافعية والمالكية والحنابلة ذهب جمهور الفقهاء من الشافعية والمشهور عند المالكية والحنابلة إلى أن الأضحية هي سنَّة مؤكَّدة ولكنها غير واجبة، وقد قال الشيخ محمد ابن عثيمين رحمة الله عليه: “الأضحية هي سنة مؤكدة للقادر عليها، فيُضحي الإنسان عن نفسه وأهل بيته”.
الحنفية جاء عن الحنفية وفي إحدى الروايتين عن أحمد وأحد القولين في مذهب مالك أن الأضحية هي واجبة، وهو ما اختاره ابن تيمية.

شروط الأضحية

للأضحية أحكام وشروط لا تصح الأضحية  إلّابها ولا تقبل إلا بها وهي كما يأتي: [8]

  • الشرط الأول: أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام، وهي: الإبل والبقر والأغنام، فلو ضحى المؤمن بغيرها حتى ولو كان أغلى منها ثمناً فإنها لا تكون أضحية.
  • الشرط الثاني: أن تكون الأضحية قد بلغت السن المحدد شرعاً وهي في الإبل: خمس سنوات، وفي البقر: سنتان، وفي الماعز: سنة واحدة، وفي الضأن: نصف سنة، والدليل ذلك قول رسول الله – صلى الله عليه وسلم-: “لا تَذْبَحُوا إلَّا مُسِنَّةً، إلَّا أنْ يَعْسُرَ علَيْكُم، فَتَذْبَحُوا جَذَعَةً مِنَ الضَّأْنِ”. [9]
  • الشرط الثالث: أن تكون الأضحية سليمةً من العيوب المانعة من الإجزاء، لأن هناك عيوباً تمنع من إجزاء البهيمة ولو كانت من بهيمة الأنعام، وقد بينها رسول الله – صلى الله عليه وسلم- في الحديث الوارد عن البراء بن عازب -رضي الله عنه-: “سألتُ البراءَ بنَ عازبٍ ما لا يجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ قامَ فينا رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ وأصابعي أقصرُ من أصابعِه وأناملي أقصرُ من أناملِه فقالَ أربعٌ لا تجوزُ في الأضاحيِّ فقالَ العوراءُ بيِّنٌ عورُها والمريضةُ بيِّنٌ مرضُها والعرجاءُ بيِّنٌ ظلعُها والكسيرُ الَّتي لا تَنقى قالَ قلتُ فإنِّي أكرَه أن يَكونَ في السِّنِّ نقصٌ قالَ ما كرِهتَ فدعهُ ولا تحرِّمهُ علَى أحدٍ”. [10]
  • الشرط الرابع: أن تؤدى الأضحية في الوقت المحدد لها، أي من ذبح قبل وقت الأضحية فلا أضحية له، ومن ذبح بعد انتهاء المدة فلا أضحية له، ووقت الأضحية هو من بعد صلاة عيد الأضحى المبارك إلى غروب شمس يوم الثالث عشر من شهر ذي الحجة، أي أن المدة كاملة مقدارها أربعة أيام.
  • الشرط الخامس: نية التضحية حيث يشترط على المضحي أن ينوي بالأضحية التضحية لله سبحانه وتعالى، فلو نوى غير ذلك فهي لا تعتبر أضحية.

العيوب التي لا تجوز في الأضحية

ذكر العلماء عدداً من العيوب التي لا يجوز تواجدها في الأضحية، والبهيمة التي لا تُجزئ عن الأضحية هي ما كان فيها الآتي: [11]

  • المريضة: وهي البهيمة التي تكون قد مرضت مرضاً يؤدي إلى إفساد لحمها، أو ينقصه، أو يجعلها هزيلة، فهي بذلك لا تكون مُجزِئة، أمّا إذا كان المرض يسيراً غير مُؤثّر، فإنّها تُجزئ.
  • الجرباء: وهي البهيمة الجرباء جَرَباً قليلاً أو كثيراً لا تجزئ، وذلك لأنّ الجَرَب يُفسد اللحم.
  • العرجاء: البهيمة العرجاء لا تُجزئ وهي التي يكون عرجها شديداً بحيث تتخلّف الشاة عن القطيع حين تمشي معه، ولا تُجزئ أيضاً إن كان طرفٌ من أطرافها الأربعة مكسوراً فتزحف على ثلاث، أمّا في حال كان العرج يسيراً فإنّها تُجزئ، وإن كانت سليمةً قبل الذَّبح وعند الذَّبح انكسرت، فإنّها لا تُجزئ أيضاً.
  • العمياء والعوراء: لا تُجزئ البهيمة العوراء التي ذهبت حدقة عينها، أمّا العشواء التي ترى في النهار؛ أي وقت الرَّعي، ولا ترى في الليل، فإنّها تُجزئ.
  • العجفاء: لا تُجزئ البهيمة التي ذهب مُخّ عظمها من شدّة ما بها من هُزال، أمّا إن كان بها بعض الهزال وبقي مخّها، فإنّها تُجزئ.
  • الثولاء: لا تُجزئ المجنونة التي تسبّب جنونها في هزلها؛ لأنّها لا ترعى إلّا يسيراً، ولا خِلاف في ذلك.
  • المقطوعة: وهي البهيمة التي قُطِعت أُذُنها؛ فإن كان بعض الأذن مقطوعاً والقَطع ليس ظاهراً فإنّها تجزئ، أمّا إن كان كثيراً فلا تُجزئ، وهي تُجزئ إذا كان هناك كَيّ في الأُذُن، أو كانت أُذُنها صغيرة، أمّا التي وُلِدت بلا أُذُن فإنّها لا تُجزئ.
  • المأكول بعضٌ منها: وهي المقطوع بعض منها من حيوان ما، كالذئب مثلاً، وفي ذلك تفصيل؛ فإن كان القَطع منها من إليَتها أو ضِرعها فهي لا تُجزئ، كما لا تُجزئ إن كان جزء من اللسان مقطوعاً، أمّا إن وُلِدت بلا إلية أو ضِرع فإنّها تُجزئ، وتُجزئ مكسورة القرن أو التي لا قرن لها؛ لأنّ ذلك لا يُؤثّر في اللحم.
  • المُتولّدة: لا تُجزئ البهيمة التي تعسّرت ولادتها إلّا إذا أفاقت وزال الخَطر عنها، كما لا تُجزئ المُصابة بمرض قد يتسبّب في موتها، كأن تُخنَق، أو تسقط من مرتفع، فإن أفاقت وزال الخطر عنها فإنّها تُجزئ.
  • العصماء: وهي البهيمة مكسورة القرن فيكره التضحية بها.
  • الشرقاء: وهي البهيمة التي اختُرِقت أُذُنها نتيجة الكيّ، ومن المكروه التضحية بها.
  • الخَرقاء: وهي ذات الأُذُن المَشقوقة بالطول، ويكره التضحية بها كذلك.
  • العضباء: وهي التي انكسر قَرْنها بالكامل، ويكره التضحية بها.

سنن الأضحية

هناك بعض الأمور تعتبر من السنن التي يستحب العمل بها عند ذبح الأضحية، ومن أبرزها نذكر الآتي:

  • التّسمية.
  • التكبير.
  • الاتجاه للقبلة.
  • أن تُحد السكين التي تذبح بها البهيمة جيداً.
  • أن يذبح المضحي الأضحية بنفسه إن استطاع.
  • أن يشهد المضحي ذبح الأضحية.

الأحكام المتعلقة بالأضحية

للأضحية العديد من الأحكام المتعلقة بها، ومن أبرز هذه الأحكام نذكر ما يلي: [12]

  • يجوز الأكل والإطعام والإدخار من لحم الأضحية.
  • يجوز أن تتم التضحية في ليالي أيام النحر.
  • لا يجوز إعطاء الجزار من لحم الأضحية كثمن للذبح.
  • لا يجوز أن يذبح الأضحية إلا مسلم.
  • تجوز التضحية عن الأموات والأحياء، كأن يضحي الرجل عن أهل بيته أحياءهم وموتاهم.

الحكمة من مشروعيّة الأُضحية

شرع الله -سبحانه وتعالى – الأضحية لعدة أسباب وهي كثيرة نذكر أبرزها فيما يأتي: [13]

  • امتثال لأوامر الله عز وجل، وتطبيقاً لأحكامه.
  • تقوى وشكر الله -سبحانه وتعالى- على نعمه وكرمه.
  • التعبد والتقرب إلى الله عز وجل، لأن الأضحية ون أعظم القربات لله سبحانه وتعالى.
  • التوسعة على الفقراء والمساكين.
  • إحياء سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
  • الاقتداء بسيدنا ابراهيم وسيدنا اسماعيل -عليهما الصلاة والسلام- في طاعتهما لله سبحانه وتعالى.
  • تعود الأضحية بالخير الوفير والنعم العظيمة على صاحب الأضحية وعلى المسلمين جميعاً.

كيفيّة ذَبْح الأُضحية

اتّفق الفقهاء من الشافعيّة، والحنفيّة، والمالكيّة على أنّ الأُضحية لا تصحّ إلّا إذا كانت من بهيمة الأنعام، أي من الإِبل، أو الغنم، أو البقر؛ واستدلوا على ذلك بقول الله -سبحانه وتعالى-: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ}، [14] وكما استدلّوا على ذلك أيضاً بفِعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ أنّه لم يرد أنّه قدّم الأُضحية بغير بهيمة الأنعام، وفيما يأتي توضيح تفصيلي لكيفية ذبح الأضحية من الغنم والبقر والإبل.

كيفيّة ذَبْح الأُضحية من الغنم والبقر

فيما يأتي كيفية ذبح الأضحية من البقر والغنم بالتفصيل وهي: [15]

  • تُوجَّه الأُضحية إلى اتِّجاه القِبلة عند الرغبة بذَبْحها؛ فالقبلة هي من أشرف وأعظم الجِهات، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يُوجّه أُضحيته إلى القبلة، وكذلك فعل صحابته رضي الله عنهم.
  • تضجع الأضحية على جانبها الأيسر في حال كان الشخص الذي يذبح يستعمل يده اليُمنى، أمّا إذا كان أعسر، فيجوز له أن يُضجع الأُضحية على جانبها الأيمن مع الكراهة، ويستحب استنابة غيره، وذلك مع الحرص على رَفْع رأس الأضحية بعد الاضجاع.
  • تمسك السكّين المشحوذة جيداّ وتُمرَّر على حَلْق الأُضحية وصولاً إلى عظام الرَّقبة، وتُترَك القدم اليُمنى للأُضحية بعد الذَبْح؛ لتستريح بتحريكها، مع الإشارة إلى قَطْع الوَدَجين – وهما عرقان في العنق ينتفخان عند الغضب-، ومحاولة الإسراع في ذلك، ويُكرَه قَطع البعض دون الآخر.
  • تشحذ الشفرة أو السكّين المراد الذبح بها جيداً، وألّا يكون ذلك أمام الأضحية، وكذلك لا تُذبَح الأضحية أمام غيرها، مع الإحسان إليها، وعدم ضَربها، أو جرّها، وذلك امتثالاً لِما جاء عن شداد بن أوس أنه قال: “ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُما عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ”. [16]

كيفيّة ذَبْح الأُضحية من الإبل

كيفية ذبح الأضحية من الإبل بالتفصيل هي كما يأتي:

  • تُذبَح الإبل نَحْراً، إلّا أنّه تعددت آراء الفقهاء في بيان حقيقة النَّحْر فذهب جمهور الشافعيّة، والحنفيّة، والحنابلة بأنّ النَّحر يكون بقَطْع الأوداج، وذلك حين القدرة على الحيوان، أمّا جمهور المالكيّة فقالوا بأنّ النحر هو الطَعْن موتاً لحيوان مقدورٍ عليه وإن لم يُؤدِّ الطعن إلى قَطع الأوداج.
  • توجيه الإبل إلى اتجاه القبلة، ويتمّ ذلك والإبل قائمة أي واقفة وذلك مع رَبط الرُّكبة اليُسرى لها، ويستدل على ذلك بقول الله -سبحانه وتعالى-: {فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ} [17]، وقد رُوي أنّ ابن عبّاس -رضي الله عنهما- قال في تفسير هذه الآية: “أي قياماً على ثلاث”، وقد فصَّل المالكيّة فقالوا بأنّ الذابح يقف إلى القدم اليُمنى للإبل بعد رَبط اليُسرى، وينحر الإبل طَعناً باليد اليُمنى.
  • يحرص من يريد ذبح الإبل على شحذ السكّين وإحدادها جيداً قبل النَّحر، ويكون ذلك بعيداً عن نَظْر الإبل، ولا تُنحَر الإبل أمام غيرها، مع الإحسان في التعامُل معها قبل النَّحْر بعدم الضرب، أو الإهانة.

كيفية توزيع الأضحية

تعدّدت آراء الفقهاء في بيان كيفيّة توزيع وتقسيم الأُضحية شرعاً، وذهبوا في ذلك إلى ثلاثة أقوال، وهي كما يأتي: [18]

  • الحنفيّة والحنابلة: قالوا بأنّه يستحب تقسيم الأُضحية إلى ثلاثة أجزاءٍ وهي ثُلثٌ للفقراء، وثُلثٌ للمُضحّي، وثُلثٌ للإهداء، وقال الحنفيّة إنّ الأفضل للمُضحّي إن كان مُوسِراً أن يتصدّق بالثُلثَين، ويأكل الثُّلث.
  • الشافعيّة: قالوا بأنه من الأفضل توزيع الأُضحية على الفقراء والمحتاجين، وأن يأكل المُضحّي القليل فقط منها.
  • المالكيّة: قالوا بعدم وجود قِسمةٍ مُعيّنةٍ في توزيع الأُضحية، فالمُضحّي له الحُرّية الكاملة في تقسيمها، وتوزيعها كما يشاء؛ فيأكل منها ما يشاء، ويتصدّق بما يشاء، ويُهدي ما يشاء، ويوزّع الأضحية على الأقارب، وقد استدلّ المالكية بما جاء عن ثوبان مولى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم-: “ذَبَحَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ضَحِيَّتَهُ، ثُمَّ قالَ: يا ثَوْبَانُ، أَصْلِحْ لَحْمَ هذِه، فَلَمْ أَزَلْ أُطْعِمُهُ منها حتَّى قَدِمَ المَدِينَةَ”. [19]

مقالات قد تهمك

وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي وضح متى ينتهي وقت الاضحية وما هي شروطها، وما هو تعريف الأضحية، وما مشروعية الأضحية، وما هو حكم الأضحية وشروطها وسننها، وكما تطرّق المقال إلى ذكر العيوب التي لا تجوز في الأضحية، وما هي الطريقة الصحيحة للذبح وكيفية توزيع الأضحية، وعرفنا متى يكون اخر يوم لذبح الاضحية، وقد عرفنا الوقت المتاح لذبح الأضاحي وما إلى هنالك من المعلومات المتعلقة.

المراجع

  1. ^ islamqa.info، وقت ذبح الأضحية، 08/06/2024
  2. ^ alukah.net، تعريف الأضحية وحكمها، 08/06/2024
  3. ^ dorar.net، ذَبحُ الأضْحِيَّةِ، 08/06/2024
  4. ^ سورة الأنعام ، آية 162
  5. ^ سورة الكوثر، آية 2
  6. ^ صحيح البخاري، أنس بن مالك، البخاري، 5565، صحيح
  7. ^ binbaz.org.sa، حكم الأضحية وكيفيتها، 08/06/2024
  8. ^ aliftaa.jo، ما هي شروط الأضحية، 08/06/2024
  9. ^ صحيح مسلم، جابر بن عبدالله، مسلم، 1963، صحيح
  10. ^ صحيح أبي داود، عبيد بن فيروز الديلمي، الألباني، 2802، صحيح
  11. ^ saaid.net، أحكام الأضحية والذكاة، 08/06/2024
  12. ^ islamqa.info، تعريف الأضحية وحكمها، 08/06/2024
  13. ^ saaid.net، بحث عن الأضحية، 08/06/2024
  14. ^ سورة الحج، آية 34
  15. ^ binbaz.org.sa، الطريقة الشرعية في الذبح، 08/06/2024
  16. ^ صحيح مسلم، شداد بن أوس، مسلم، 1955، صحيح
  17. ^ سورة الحج، آية 36
  18. ^ binbaz.org.sa، ما المشروع في توزيع الأضحية؟، 08/06/2024
  19. ^ صحيح مسلم، ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مسلم، 1975 ،صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *