فوائد ذبح الأضحية في البيت وآدابها

فوائد ذبح الأضحية في البيت وآدابها
فوائد ذبح الأضحية في البيت

فوائد ذبح الأضحية في البيت وآدابها، شرع الله تعالى لأمة الإسلام العديد من المناسك التي يتقربون بها إليه ويطلبون بها رضاه ويستغفرون بها لذنوبهم، ومن بين هذه الشعائر العظيمة الأضحية وهي ذبيحة من الأنعام يتقرب فيها العبد إلى الله في أيام عيد الأضحى المبارك، وفي هذا المقال سنبين لكم فوائد ذبح الأضحية في البيت، وسوف نتعرف على الحكمة من الأضحية، وعلى فوائد ذبح الخروف في البيت كأضحية، وسوف نعرف فضل الأضحية للمرأةن إضافة إلى طريقة ذبح الأضحية الصحيحة، وآداب ذبح الأضحية في الأسلام وما إلى هنالك من تفاصيل متعلقة.

معنى الأضحية ومشروعيتها

الأضحية في اللغة هي ما يُضَحَّى به، أي ما يتمّ ذبحه في عيد الأضحى تقرباً إلى الله والجمع الأَضاحِيُّ، أما عن تعريف الأضحية في الشرع فهي  ما يذبح في عيد الأضحى من بهيمة الأنعام من الغنم أو البقر أو المعز أو الإبل ذكراً كان أو أنثى في أيام عيد الأضحى  تقرُّبًا إلى اللهِ تعالى.[1]

الحكمة من مشروعية الأضحية

والأضحية مشروعة بإجماع العلماء وقد نقل هذا الإجماع كل من ابنُ قُدامة، والشوكانيُّ وابنُ دقيق العيد، وابنُ حَجَر، ومن حكم مشروعية الأضحية ما يأتي:[1]

  • إحياءٌ لسنّة نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما رأى في منامه أنه يذبح ولده إسماعيل عليه السلام، ولأن رؤيا الأنبياء حق، فقد أخبر إبراهيم عليه السلام ولده إسماعيل بما رأى في منامه، فما كان جواب إسماعيل لوالده إلا أن يطيع أمر الله تعالى، وعندما همّ ابراهيم عليه السلام أن يذبح ولده تنفيذاً لأمر الله تعالى فداه الله بكبشٍ عظيم وكان ذلك من أعظم الابتلاءات التي ابتلى بها الله عباده المؤمنين، قال تعالى: { فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَىٰ فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَىٰ ۚ قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إِن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ }[2]
  • ومن مشروعية الأضحية أيضاً أنها شكر وثناء لله تعالى على ما رزق عباده من بهيمة الأنعام ولما سخره لهم فيها من فائدة، وأنه سبحانه أباح لهم ذبح الأنعام وإراقة دمائها والأكل من لحومها.
  • وأيضاً من مشروعية الأضحية أنها وسيلةٌ للتَّوسِعةِ على النَّفْسِ وأهلِ البَيتِ وإكرام الضيف والجار والصدقة على الفقراء والتحدُّثٌ بنعمةِ الله تعالى والفرح والسرور بما أنعَمَ اللهُ به على الإنسانِ.

فوائد ذبح الأضحية في البيت

الأضحية من الشعائر العظيمة التي شرعها الله لعباده، وأداؤها فيه تقرب من الله تعالى كما أن للأضحية الكثير من الفضائل العظيمة سواءً ذبحت داخل البيت أو خارجه، وفيما يأتي نعرض لكم فوائد ذبح الأضحية في البيت:[1]

  • تعظيم شعائر الله تعالى: فعندما يرى أفراد الأسرة أنهم يقومون بتقديم هذه الأضحية للتقرب إلى الله تعالى مع وعيهم بالهدف من هذا العمل وهو تعظيم شعائر الله سيزيد اليقين في قلوبهم وتتسل التقوى إلى صدورهم، قال تعالى” { ذَٰلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}[3]
  • التحقق من الذبح الصحيح للأضحية: فالأضحية لها شروط وآداب في كيفية الذبح وعندما يتمّ ذبح الأضحية في بيت المضحي وأمام عينيه سيكون ذلك أضمن لأن يتمّ ذبح الأضحية بالطريقة الإسلامية الشرعية.
  • أن يشهد المضحي أضحيته: فقد ورد في حديث ضعيف أن الله يغفر للمضحي جميع ذنوبه عند أول قطرة تقطر من دم أضحيته، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال لفاطمة رضي الله عنها: ” يا فاطمةُ قومي إلى أُضحيتِك فاشهدِيها ، فإنَّ لكِ بأولِ قطرةٍ تقطُرُ مِنْ دمِها يُغفرْ لكِ ما سلف من ذنوبِكِ . قالت : يا رسولَ اللهِ هذا لنا أهلَ البيتِ خاصَّةً أو لنا وللمسلمِين عامَّةً ؟ قال : بل لنا وللمسلمين عامَّةً . مرَّتينِ”[4]

حكم الأضحية في الإسلام 

الأضْحِيَّة من السنن المؤكدة في الإسلام، “وهذا مَذهَبُ جمهور الفقهاء من الشَّافعيَّة، والحَنابِلة، والمالِكيَّة في المشهور، وهو مذهب الظَّاهريَّة، وإحدى الرِّوايتينِ عن أبي يوسُفَ وبه قال أكثرُ أهلِ العِلمِ”، والدليل على أنها سنّة وأنها ليست بواجب هو حديث أمِّ سَلَمةَ رَضِيَ اللهُ عنها، قالت: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم:” إذا دخَل العَشرُ الأوَلُ فأراد أحدُكم أن يُضَحِّيَ فلا يَمَسَّ من شعَرِه ولا من بشَرِه شيئًا”[5]ففي هذا الحديث الشريف يعلّق رسول الله صلى الله عليه وسلّم عملية ذبح الأضحية بالإرادة والواجب لا يعلّق بالإرادة، لذلك فهي سنّة وليست واجباً، وفي حديث آخر عن أم المؤمنين عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها: ” أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَ بكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ في سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ في سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ في سَوَادٍ، فَأُتِيَ به لِيُضَحِّيَ به، فَقالَ لَهَا: يا عَائِشَةُ، هَلُمِّي المُدْيَةَ، ثُمَّ قالَ: اشْحَذِيهَا بحَجَرٍ، فَفَعَلَتْ: ثُمَّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الكَبْشَ فأضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قالَ: باسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِن مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بهِ”،[6]وفي هذا الحديث تروي السيدة عائشةَ رَضِيَ اللهُ عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قد ضحى عن نفسه وعن أهل بيته وعن أمته فهذه الأضحية تجزئ عن كل من لم يضحِّ منهم والله أعلم.[1]

كيفية ذبح الأضحية بالطريقة الشرعية

إن الله سخر الأنعام لخدمة الناس وأباح لهم ذبحها وإراقة دمائها وأكل لحومها ولكن عند ذبح الأضحية يوجد شروط وآداب يجب أن يتبعها المضحي في كيفية ذبح الأضحية فالله سبحانه وتعالى كتب الإحسان على كل شيء حتى عند ذبح الأنعام وقبل أن تخرج الروح منها، عن شداد بن أوس رضي الله عنه قال: “ثِنْتَانِ حَفِظْتُهُما عن رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: إنَّ اللَّهَ كَتَبَ الإحْسَانَ علَى كُلِّ شيءٍ، فَإِذَا قَتَلْتُمْ فأحْسِنُوا القِتْلَةَ، وإذَا ذَبَحْتُمْ فأحْسِنُوا الذَّبْحَ، وَلْيُحِدَّ أَحَدُكُمْ شَفْرَتَهُ، فَلْيُرِحْ ذَبِيحَتَهُ”[7]. وفي ما يأتي نبيّن لكم الطريقة الشرعية لذبح الأضحية:[8]

  • الذبح: والذبح مختص بالغنم والبقر والمعز، وأما كيفية الذبح فيتم سدح الذبيحة على جنبها الأيسر ويضع رجله على صحافها ثمّ يمسك رأس الذبيحة بيده اليسرى ويمسك السكين بيده اليمنى ويثني رقبتها ويذكر اسم الله تعالى ويكبر ويسأل الله القبول والمحل الذي يتم فيه الذبح هو ما بين الرأس والرقبة على أن تكون الجوزة أو جزء منها جهة الرأس، ثم يمرر السكين على الرقبة إلى أن يقطع الحلقوم والمريء والودجين أي العرقين المحيطين بالحلقوم والمريء وهو الكمال فإذا قطع ثلاثةً من هذه فهو جائز.
  • النحر: والنحر مخصص للإبل ويجوز النحر للبقر ولكن الذبح أولى، وموضع النحر هو الوهدة، وهي المكان المنخفض الذي بين العنق والصدر، وتُسمى أيضاً اللبة، والسبب في اختيار اللبة للنحر لخلوها من اللحم، والسنة في نحر الإبل أن تنحر وهي واقفة على ثلاث قوائم وأن تكون معقولة يدها اليسرى، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: ” أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابهِ كانوا ينحرونَ البدنةَ معقولةً اليسرى قائمةً على ما بقيَ من قوائمها”[9]، و لكن عند الحنفية لا فرق بين الأفضلية في نحرها قائمة أو باركة والله أعلم.

آداب ذبح الأضحية 

وعند ذبح الأضحية يجب اتباع الآداب الإسلامية في ذبح البهائم سواءً تم الذبح في البيت أو خارجه ومن هذه الآداب ما يأتي:[10]

  • استخدام السكين الحاد أو ما شابه ذلك من الأدوات والمعادن الحادة ولا يجوز الذبح بالظفر أو السنّ أو العظم.
  • حد السكين قبل إمساك الذبيحة وعدم سنّه بين يديها، عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه قال: ” مرَّ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ على رجُلٍ واضِعٍ رِجْلَه على صَفحةِ شاةٍ وهوَ يُحدُّ شفرتَه وهيَ تلحَظُ إليه ببصَرِها قال : أفلا قَبلَ هذا ؟ . أو تريدُ أن تُمِيتَها مَوتاتٍ ؟ !”. [11]
  • الإسراع في الذبح وعدم المماطلة فيه لأن في ذلك إراحة للذبيحة.
  • يتم سدح الذبيحة وإضجاعها على جنبها الأيسر لأن ذلك أيسر على الذابح الذي سيمسك السكين بيده اليمنى، قال النووي: “جاءت الأحاديث بالإضجاع وأجمع عليه المسلمون، واتفق العلماء على أن إضجاع الذبيحة يكون على جانبها الأيسر لأنه أسهل على الذابح في أخذ السكين باليمين وإمساك رأسها باليسار، وقاس الجمهور على الكبش جميع المذبوحات التي تحتاج فيها إلى الإضجاع”.
  • تجنب ضرب الذبيحة وينبغي أن تساق برفق إلى المذبح.
  • عند الشافعية يكبر الذابح ثلاثاً قبل التسمية وثلاثاً بعدها ويقول :اللهم هذا منك وإليك فتقبّله مني.
  • تجنب المجاوزة والمبالغة في الذبح وعدم فرس الذبيحة قال ابن الأثير في النهاية “معنى أن تفرس هو كسر رقبة الذبيحة قبل أن تبرد”.
  • عدم قطع أي جزء منها قبل خروج روحها.
  • عدم تحريكها ونقلها قبل خروج روحها.

فضل الأضحية للمرأة

الأضحية لها فضائل عظيمة للمرأة والرجل على حد سواء، وهي سنة مستحبة كما عرفنا بحق الرجال والنساء في الإسلام، وفيها إحياء لسنة النبي إبراهيم عليه الصلاة والسلام وسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي شعيرة من شعائر الله تعالى، وإقامة الشعائر وتعظيمها من تمام الإيمان وتقوى القلوب كما قال تعالى في كتابه العزيز، وفيها أيضًا تعويد للنفس على البذل والإنفاق والتصدق في سبيل الله تعالى، والتعود على الطاعات والصبر عليها، وفيها استجابة لأوامر الله تعالى، فقد حث على الذبح والأضحية في العديد من الآيات الكريمة، كما حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم في العديد من الأحاديث وبين أجرها العظيم، فقد ورد في الحديث عن عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- عن رسول الله أنَّه قال: “ما عملَ آدميٌّ من عملٍ يومَ النحرِ أحبُّ إلى اللهِ من إهراقِ دمٍ ، وإنهُ ليأتي يومَ القيامةِ في قرنِه بقرونِها وأشعارِها وأظلافِها ، وإنَّ الدمَ ليقعُ من اللهِ بمكانٍ قبلَ أن يقعَ في الأرضِ فطِيبُوا بها نفسًا”،[12] إضافة إلى أنها نوع من الصدقات تدخل الفرح والسرور على قلوب أهل البيت وعلى قلوب الفقراء والمساكين في أيام عيد الأضحى المبارك التي يجب أن تكون أيام فرح وسرور.[1]

مقالات قد تهمك

فوائد الأضحية للمضحي شروط توزيع الأضحية
لماذا سميت الأضحية بهذا الاسم فضل الأضحية للمرأة

إلى هنا نصل وإياكم أعزاءنا القراء إلى ختام مقالنا فوائد ذبح الأضحية في البيت وآدابها والذي تعرفنا فيه على معنى الأضحية ومشروعيتها و الفوائد من ذبحها في البيت ثم تعرفنا على حكم الأضحية في الإسلام و كيفية ذبح الأضحية بالطريقة الشرعية، وقد تم التفصيل في فضل ذبح الأضحية في المنزل وفضل الأضحية وثوابها، وعرفنا أنه يغفر الله عند أول قطرة من دمها الذنوب للمضحي، وما إلى هنالك من معلومات أخرى.

المراجع

  1. ^ dorar.net/feqhia، ذَبحُ الأضْحِيَّةِ، 07/06/2024
  2. ^ سورة الصافات، الآيات 103 - 107
  3. ^ سورة الحج ، الآية 32
  4. ^ البدر المنير، أبو سعيد الخدري، ابن الملقن، 9/313، ضعيف 
  5. ^ شرح مشكل الآثار ، أم سلمة أم المؤمنين، الطحاوي، 14/131، صحيح
  6. ^ صحيح مسلم، عائشة أم المؤمنين، مسلم،1967 ، صحيح
  7. ^ صحيح مسلم ، شداد بن أوس، مسلم، 1955، صحيح
  8. ^ islamweb.net، فروق بين الذبح والنحر، 07/06/2024
  9. ^ المجموع للنووي ، جابر بن عبدالله، النووي، 9/85، إسناده صحيح على شرط مسلم 
  10. ^ fiqh.islamonline.net، سنن وآداب ينبغي مراعاتها عند ذبح الأضحية، 07/06/2024
  11. ^ صحيح الترغيب، عبدالله بن عباس، الألباني، 1090،  صحيح
  12. ^ السنن الكبرى للبيهقي، عائشة، البخاري، (261/9)، مرسل

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *