عناصر المقال
- 1 حكم الأضحية للمرأة إن كان زوجها سيضحي
- 2 حكم ذبح المرأة للأضحية
- 3 حكم اشتراك الزوجين في ثمن الأضحية
- 4 حكم الهبة بين الزوجين في الأضحية
- 5 حكم أضحية المرأة من مال زوجها بغير إذنه
- 6 حكم أضحية المرأة من مالها بغير إذن زوجها
- 7 حكم أضحية المرأة عن زوجها بغير إذنه
- 8 هل يجوز للمراة أن تضحي عن أهل بيتها
- 9 حكم أضحية المرأة عن زوجها الميت
- 10 أحكام متعلقة بأضحية المرأة
- 11 مقالات قد تهمك
- 12 المراجع
حكم الأضحية للمرأة إن كان زوجها سيضحي، إنَّ الأضحية تعني ما يُذبح من الأنعام تقربًا لله -عزَّ وجلَّ- في يوم الأضحى وأيام التشريق الثلاثة، وهي مشروعة في حقِّ الرجل والمرأة، في الكتاب والسنة، وفي هذا المقال الذي يطرحه موقع تصفح سيتمُّ بيان الحكم الشرعي في عددٍ من المسائل المتعلقة بأضحية المرأة، كما سيتمُّ بيان بعض الأحكام الشرعية المتعلقة بالمرأة التي تريد الأضحية، وسوف نعرف هل تجب الأضحية على الزوجة التي يضحي زوجها إضافة إلى وسوف نفصل في سؤال هل يجوز للمرأة أن تضحي عن نفسها مع أن زوجها يضحي وما إلى هنالك من معلومات وتفاصيل متعلقة أخرى.
حكم الأضحية للمرأة إن كان زوجها سيضحي
إن أضحية الرجل تجزئ عنه وعن أهل بيته، من زوجةٍ وأولاد، إن نوى الأضحية عنه وعنهم، ودليل ذلك قول السيدة عائشة -رضي الله عنها-: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ أَمَرَ بكَبْشٍ أَقْرَنَ يَطَأُ في سَوَادٍ، وَيَبْرُكُ في سَوَادٍ، وَيَنْظُرُ في سَوَادٍ، فَأُتِيَ به لِيُضَحِّيَ به، فَقالَ لَهَا: يا عَائِشَةُ، هَلُمِّي المُدْيَةَ، ثُمَّ قالَ: اشْحَذِيهَا بحَجَرٍ، فَفَعَلَتْ: ثُمَّ أَخَذَهَا، وَأَخَذَ الكَبْشَ فأضْجَعَهُ، ثُمَّ ذَبَحَهُ، ثُمَّ قالَ: باسْمِ اللهِ، اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِن مُحَمَّدٍ، وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ ضَحَّى بهِ”،[1] وللزوجة في هذه الحالة أجر الأضحية، أمَّا إن لم ينوِ الزوج الأضحية عن أهل بيته ولم يشركهم بالأجر، فإنَّ الزوجة لا تُطالب بأضحيةٍ مستقلةٍ،[2] لكن هذا كلُّه لا يمنع جواز الأضحية للمرأة بذبيحةٍ مستقلةٍ، وبناءً على ذلك فإنَّه يجوز للمرأة أن تضحي عن نفسها وإن كان زوجها سيضحي.[3]
حكم ذبح المرأة للأضحية
لقد قبت في السنة النبوية أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أباح أكل الحيوان الذي ذبحته امرأة، وذلك في الحديث الذي رواه كعب بن مالك -رضي الله عنه- حيث قال: “أنَّهُ كَانَتْ لهمْ غَنَمٌ تَرْعَى بسَلْعٍ، فأبْصَرَتْ جَارِيَةٌ لَنَا بشَاةٍ مِن غَنَمِنَا مَوْتًا، فَكَسَرَتْ حَجَرًا فَذَبَحَتْهَا به، فَقالَ لهمْ: لا تَأْكُلُوا حتَّى أَسْأَلَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ -أَوْ أُرْسِلَ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَن يَسْأَلُهُ- وَأنَّهُ سَأَلَ النَّبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن ذَاكَ -أَوْ أَرْسَلَ- فأمَرَهُ بأَكْلِهَا”،[4] ومن هذا الحديث استدلَّ أهل العلم على جواز ذبح المرأة للأضحية، وجواز الأكل منها، والله تعالى أعلى وأعلم.[5]
حكم اشتراك الزوجين في ثمن الأضحية
إنَّ الأضحية من الغنم لا تُجزئ إلَّا عن واحد، أمَّا الأضحية من الإبل والبقر فتُجزئ عن سبعة، وبناءً على ذلك فلا يجوز للزوجين أن يشتركا في ثمنِ أضحيةٍ من غنمٍ، أو في سُبعِ أضحيةٍ من البقر والإبل، هذا بالنسبة لحكم اشتراكهما في الثمن، أمَّا بالنسبة لاشتراكهما في الأجر فيجوز ذلك، حيث يجوز للرجل أن ينوي بأضحيته عن نفسه وأهل بيته، وكذلك يجوز للمرأة أن تنوي أضحيتها عن نفسها وعن أهل بيتها، والله تعالى أعلى وأعلم بذلك.[6]
حكم الهبة بين الزوجين في الأضحية
تجوز الهبة في الأضحية، وذلك بأن يهب الرجل مالًا لزوجته، فتضحي به، أو أن تهب المرأة من مالها لزوجها ليضحي به، ويكون في هذه الحالة أجر الأضحية أصالةً للمضحي، ويأخذ الآخر ثواب الهبة، وبناءً على ذلك فإنَّه يجوز للمرأة أن تشارك زوجها في ثمن الأضحية من الغنم، أو في ثمن سُبع الأصحية من الإبل والبقر، إن كان لا يملك ثمنها، من باب المساعدة والهبة.[6]
حكم أضحية المرأة من مال زوجها بغير إذنه
إن أعطى الرجل للمرأة إذنًا عرفيًا وذلك بأن تتصرف بماله كيفما شاءت، فيجوز لها أن تضحي بماله من غير إخباره أو أخذ إذنه، حيث عدَّ أهل العلم الإذن العرفي في هذه الحالة بمثابة الإذن الصريح، كما أنَّهم عدُّوا الأضحية من النفقة بالمعروف، بينما لو منعَ الرجل زوجته من التصرف بماله، بحيث قال لها لا تضحي به أو لا تتصدقي بقليلٍ منه أو كثير، فإنَّه لا يجوز لها أن تضحي بغير إذنه في هذه الحالة؛ إذ أنَّ المنع الصريح ينفي الإذن العرفي، وهذا قول بعض أهل العلم، منهم شيخ الإسلام ابن تيمية، وابن قدامة، والله تعالى أعلى وأعلم بذلك.[7]
حكم أضحية المرأة من مالها بغير إذن زوجها
إنَّ الأضحية مشروعة في حقِّ الجميع، من غير تفريقٍ بين ذكرٍ وأنثى، وبناءً على ذلك فإنَّه يجوز للمرأة أن تضحي عن نفسها إن كان لها قدرةً ماليةً على الأضحية، سواء علم الزوج بذلك أم لم يعلم، وسواء أذن لها أم لم يأذن، وسواء رضي بذلك أم لم يرضَ؛ وذلك لأنَّ للمرأة ذمة مالية مستقلة، ويُمكن للمرأة أن تقوم بالأضحية بنفسها، أو أن تنيب غيرها عنها، والله تعالى أعلى وأعلم بذلك.[8]
حكم أضحية المرأة عن زوجها بغير إذنه
إنَّ الأضحية عبادةٌ من العبادات، ومن المعلوم أنَّ العبادة لا تصحُّ من غير نيةٍ، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “الأعْمَالُ بالنِّيَّةِ، ولِكُلِّ امْرِئٍ ما نَوَى”،[9] وبناءً على ذلك فإنَّه لا يجوز للمرأة أن تضحي عن زوجها -بحيث أن تكون الأضحية له- سواء من ماله أو من مالها بغير إذنه؛ إذ أنَّ النيابة في العبادة لا تجوز في الشرع الحنيف؛ وذلك لافتقارها للنية الواجبة، والله تعالى أعلى وأعلم.[10]
هل يجوز للمراة أن تضحي عن أهل بيتها
إنَّ الأضحية في الإسلام سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حق الشخص المسؤول عن الأسرة والمنفق عليها، وهي سنة في حق المقتدر والمستطيع عليها، ولكن رغم ذلك يجوز للمرأة أن تضحي عنها وعن أهل بيتها وعن زوجها إذا كانت مقتدرة ولا حرج في ذلك، وقد ذهب إلى هذا جمهور الفقهاء المسلمين، وقد أشار الفقهاء في موقع إسلام ويب إلى أن الأصل أن يضحي المنفق على الأسرة، ولكن أجاز بعضهم أن تضحي المرأة عن أهل بيتها، وقد ورد في الموقع ما مفاده: “فمن شروط جواز الاشتراك في الأضحية أن يكون المضحي منفقا علي من يريد إشراكه في أضحيته هذا هو مذهب المالكية وقول عند الشافعية صححه بعضهم ففي المنتقي للباجي وهو مالكي: يجوز للإنسان أن يضحي عن نفسه وعن أهل بيته بالشاة الواحدة يعني بأهل بيته أهل نفقته قليلا كانوا أو كثيرا والأصل في ذلك حديث أبي أيوب كنا نضحي بالشاة الواحدة يذبحها الرجل عنه وعن أهل بيته زاد ابن المواز عن مالك وولديه الفقيرين قال ابن حبيب: وله أن يدخل في أضحيته من بلغ من ولده وإن كان غنيا إذا كان في نفقته وبيته وكذلك من ضم إلى نفقته من أخ أو ابن أخ قريب فأباح ذلك بثلاثة أسباب: أحدها: الإنفاق عليه والثاني المساكنة له والثالث القرابة”.[10]
حكم أضحية المرأة عن زوجها الميت
تمَّ في الفقرة السابقة بيان عدم جواز الأضحية عن الزوج الحيِّ بغير إذنه، لكن لو كان الزوج ميتًا وأرادت زوجته أن تضحي عنه، فهل يجوز لها ذلك، في هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ بيان حكم ذلك بشيءٍ من التفصيل، وفيما يأتي ذلك:[11]
- إذا أوصى الزوج زوجته بأن تضحي عنه بعد موته، فيجوز للمرأة في هذه الحالة أن تضحي عن زوجها الميت، وهذا باتفاق أهل العلم.
- إذا لم يوصِ الزوج زوجته بأن تضحي عنه، فقد تباينت آراء أهل العلم في حكم الأضحية عنه في هذه الحالة، وفيما يأتي ذكر أقوالهم:
- القول الأول: ذهب فقهاء الحنفية والحنابلة إلى جواز أضحية المرأة عن زوجها الميت.
- القول الثاني: ذهب فقهاء المالكية إلى كراهة أضحية المرأة عن زوجها الميت.
- القول الثالث: ذهب فقهاء الشافعية إلى عدم جواز أضحية المرأة عن زوجها الميت.
أحكام متعلقة بأضحية المرأة
تمَّ في الفقرات السابقة بيان مشروعية الأضحية للمرأة، وأنَّه يجوز لها أن تقوم بهذه الشعيرة العظيمة كالرجلِ تمامًا، وفي هذه الفقرة من هذا المقال سيتمُّ بيان شروط ومحظورات وفضل الأضحية للمرأة، وفيما يأتي ذلك:
شروط المرأة التي ستضحي
اتفق أهل العلم على أنَّ المرأة التي تريد ذبح الأضحية، لا بدَّ أن تكون مسلمة عاقلة بالغة حرَّة ومقيمة ومستطيعة، لكنَّهم اختلفوا في مطالبة الصغيرة والمسافرة بها، وفيما يأتي بيان أقوال أهل العلم في ذلك، وفيما يأتي ذلك:[12]
- المسافرة: تباينت آراء أهل العلم في مطالبة المرأة المسافرة في الأضحية، وفيما يأتي ذكر أقوالهم في ذلك:
- ذهب فقهاء الحنفية إلى أنَّ المسافر لا تُطالب بالأضحية، ودليلهم في ذلك أنَّ أبا بكرٍ وعمر لم يضحيا في سفرهما.
- ذهب المالكية إلى أنَّ الأضحية في حقِّ المسافرة -غير الحاجَّة- سنة.
- ذهب فقهاء الشافعية إلى أنَّ الأضحية سنة في حقِّ المرأة المسافرة، سواء حاجَّة أم غير حاجَّة.
- الصغيرة: تباينت آراء أهل العلم في حكم الأضحية على الصغيرة، وفيما يأتي بيان أقوالهم في ذلك:
- ذهب بعض فقهاء الحنفية إلى وجوبها في حقِّ الصغيرة، وذهب آخرون إلي سنيتها في حقِّها.
- ذهب المالكية إلى أنَّ الأضحية في حقِّ الصغيرة سنة.
- ذهب الشافعية والحنابلة إلى أنَّ الأضحية لا تسنُّ في حقِّ الصغيرة.
محظورات الأضحية للمرأة
ذهب الإمام أحمد بن حنبل إلى أنَّه يُحظر على المضحي سواء أكان رجلًا أو امرأة قصُّ الأظافر أو الشعر بمجرد دخول العشر الأوائل من شهر ذي الحجة، بينما ذهب الحنفية ألى إباحة قصِّ الأظافر والشعر للمضحي وعدم حرمة ذلك، بينما ذهب فقهاء الشافعية إلى كراهة قصِّ الشعر والأظافر للمضحي، أمَّا المالكية ففي مذهبهم روايتان إحداهما الإباحة والأخرة الكراهة، وبناءً على ذلك فإنَّ المرأة التي تريد أن تضحي لا يُحظر عليها شيء عند جمهور الفقهاء، ويُحظر عليها عن الحنابلة قصُّ الشعر والأظافر، والله تعالى أعى وأعلم.[13]
فضل الأضحية للمرأة
إنَّ الأضحية تعدُّ عبادةً من العبادات التي يتقرب بها المسلم من الله -عزَّ وجلَّ- وما يدلُّ على فضلها أنَّ الله -عزَّ وجلَّ- قد قرن بينها وبين الصلاة في أكثر من موضعٍ في القرآن الكريم، كما أنَّ الأضحية من سنةِ المسلمين، ودليل ذلك قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ به في يَومِنا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ، فَنَنْحَرَ، فمَن فَعَلَ ذلكَ فقَدْ أصابَ سُنَّتَنَا، ومَن ذَبَحَ قَبْلَ أنْ يُصَلِّيَ فإنَّما هو لَحْمٌ عَجَّلَهُ لأهْلِه، ليسَ مِنَ النُّسُكِ في شيءٍ”،[14] ويُمكن القول بأنَّ من فضائلها تعظيمٌ لشعار الله -عزَّ وجلَّ- وقد أخبر الله أنَّ تعظيم شعائره إنَّما هو من تقوى القلوب.[15]
مقالات قد تهمك
وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان حكم الأضحية للمرأة إن كان زوجها سيضحي، والذي تمَّ فيه بيان الحكم الشرعي في عددٍ من المسائل المتعلقة بأضحية المرأة، كما تمَّ بيان بعض أحكام الأضحية المتعلقة بالمرأة، كما عرفنا حكم أضحية الزوجة عن نفسها إن كان زوجها سيضحي في عيد الأضحى، وعرفنا هل يجوز للمراة أن تضحي عن أهل بيتها وما إلى هنالك من معلومات وتفاصيل أخرى.
المراجع
- ^ صحيح مسلم، عائشة أم المؤمنين، مسلم، 196، صحيح
- ^ islamqa.info، أضحية واحدة تجزئ عن الزوجين ، وأهل بيتهما، 08/06/2024
- ^ islamweb.net، أضحية الزوجة عن نفسها إن كان زوجها سيضحي، 08/06/2024
- ^ صحيح البخاري، كعب بن مالك، البخاري، ، صحيح
- ^ islamweb.net، ذبيحة المرأة، 08/06/2024
- ^ islamqa.info، هل يصح أن يشترك الزوجان في ثمن شاة الأضحية ؟، 08/06/2024
- ^ islamweb.net، حكم تضحية المرأة من مال زوجها بلا إذنه، 08/06/2024
- ^ islamqa.info، إذا امتنع رب البيت من الأضحية فهل للمرأة أن تضحي عن نفسها وأهل بيتها ؟، 08/06/2024
- ^ صحيح البخاري، عمر بن الخطاب، البخاري، 54، صحيح
- ^ islamqa.info، هل تضحي المرأة الغنية عن زوجها؟، 08/06/2024
- ^ islamweb.net، التضحية عن الميت، 08/06/2024
- ^ shamela.ws، كتاب الفقه الإسلامي وأدلته للزحيلي، وهبة الزحيلي، 2711/4-2713، بتصرف كبير، 08/06/2024
- ^ islamweb.net، أقوال العلماء في نهي المضحي عن قص شعره وظفره إذا دخل العشر، 08/06/2024
- ^ صحيح البخاري، البراء بن عازب، البخاري، 968، صحيح
- ^ shamela.ws، كتاب الموسوعة الفقهية، مجموعة من المؤلفين، (341/2)، بتصرف، 08/06/2024
التعليقات