حكم طلب الطلاق بسبب مشاهدة الأفلام الإباحية

حكم طلب الطلاق بسبب مشاهدة الأفلام الإباحية هو أحد الأحكام الشرعية المهمة التي يتساءل عنها الكثير من المسلمين، والتي يجب أن يعرفها جميع المسلمين من باب التفقه في الدين والتعرف على الرأي الشرعي الصحيح في هذه المسألة الفقهية فكثير من المسلمين مبتلون بمشاهدة هذه الأفلام الخلاعية التي تتنافى مع مبادئ وقيم الإسلام، وفي هذا المقال سوف نقوم بالحديث عن حكم مشاهدة الأفلام الإباحية وعن هل يجوز طلب الطلاق بسبب مشاهدة الزوج للأفلام الإباحية وسنتحدث عن مجموعة من المسائل الفقهية التي تتعلق بهذه المسألة المهمة.

حكم مشاهدة الأفلام الإباحية

أجمع علماء المسلمين على أنّه لا يجوز للمسلم أن يشاهدة الأفلام الإباحية أو الجنسية وأن يبتعد عنها وأن يسأل الله تعالى العصمة من هذه الذنوب والمعاصي، وهذا في باب غض البصر الذي يدعو إليه القرآن الكريم، قال تعالى في سورة النور: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ * وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} ^[1]فعلى المسلم الذي ابُتلي بمشاهدة هذه الأفلام أن يسعى إلى الابتعاد عنها، ويكون ذلك بكثرة الذكر وتذكر الموت والخشية من الله رب العالمين. ^[2]

شاهد أيضًا: حكم مشاهدة الافلام الاباحية في رمضان قبل الافطار

حكم طلب الطلاق بسبب مشاهدة الأفلام الإباحية

إنّ طلب الطلاق بسبب مشاهدة الأفلام المباحية من الأمور التي فيها تفصيل، فإذا أصر الزوج على مشاهدة الأفلام الإباحية فهذا أمر يبيح للزوجة أن تطلب الطلاق من زوجها لأنه فاسق، ولكن يجب على المرأة ألّا تتعجل طلب الطلاق وأن تحاول إصلاح الأمر وإرشاد زوجها إلى طريق الصواب وتذكيره بعاقبة ما يفعل في الحياة الدنيا وفي الآخرة، وعلى الزوجة أن تدعو لزوجها أن يكرمه الله تعالى بالخلاص مما ابتلاه به، وأن تنصحه بطريقة مباشرة وغير مباشرة، فإذا ترك مشاهدة هذه الأفلام فهو خير، وإذا أصر على ذلك فعلى المرأة أن تقارن بين الضررين، بين أن تصبر على زوجها وتسعى إلى إرشاده للخير وبين الطلاق، فإن وجدت أن الصبر عليه أقل ضررًا فالأولى أن تبصر، وإن وجدت أن الطلاق أقل ضررًا فلها أن تطلب الطلاق، والله تعالى أعلم. ^[3]

شاهد أيضًا: هل مشاهدة الافلام الاباحية في رمضان يبطل الصيام

حكم الزوجة التي تشاهد الأفلام الإباحية

إنّ مشاهدة الأفلام الإباحية ذنب يفسد القلب ويسبب غضب الله تعالى، فإذا ابتلي الزوج بزوجة تشاهد هذه الأفلام ليس واجبًا عليه تطليقها، بل عليه أن يبين لها خطر الأمر الذي تقوم به ويحاول نصحها وتقديم العون لها، وأن يحاول تخويفها من عقاب الله تعالى يوم القيامة، وقد ذهب أهل العلم إلى أنّه ليس واجبًا على الزوج أن يطلق زوجته التي تركت الفرائض أو التي وقعت في الكبائر، وفيما يأتي نذكر أقوال المذاهب الإسلامية الأربعة في مسألة تطليق المرأة التي ترتكب الذنوب وتترك الفرائض: ^[4]

• المذهب الحنفي: ورد في كتاب النهر الفائق شرح كنز الدقائق: “ويكون الطلاق مستحبًّا، وهو: ما إذا كانت ‌مؤذية، أو تاركة للصلاة، لا تقيم حدود الله“.
• المذهب المالكي: ورد في كتاب حاشية الصاوي على الشرح الصغير: “وقد ‌يندب الطلاق لعارض، كما لو كانت بذية اللسان، أو كانت قليلة الحياء تتبرّج إلى الرجال“.
• المذهب الشافعي: ورد في كتاب روضة الطالبين للإمام النووي رحمه الله تعالى: “وأما المستحب، فهو: إذا كان يقصّر في حقّها لبُغْضٍ، أو غيرِه، أو كانت غير عفيفة“.
• المذهب الحنبلي: ورد عن ابن قدامة في كتابه المغني في حديثه عن أقسام الطلاق في الإسلام: “مندوب إليه، وهو: عند تفريط المرأة في حقوق الله الواجبة عليها -مثل الصلاة، ونحوها-، ولا يمكنه إجبارها عليها، أو تكون له امرأة غير عفيفة”، وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: “لا ينبغي له إمساكها؛ وذلك لأن فيه نقصًا لدِينه، ولا يأمن إفسادها لفراشه”.

شاهد أيضًا: كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلقة الثانية

ما حكم الزوج الذي يشاهد المحرمات

إنّ مشاهدة المحرمات هو من الأمور المنكرة التي تتنج عنها الكثير من المفاسد، وإذا كانت مشاهدة المحرمات من رجل متزوج محصن فهي أشد وأعظم ذنبًا، لأنّ المتزوج قد أكرمه الله تعالى بزوجة يمكنه أن يعف نفسه بها ويمتنع عن المحرمات بالاستمتاع المُباح بها، وهنا يجب القول إنّه إذا ابتليت المرأة بزوج يشاهد المحرمات فإن عليها أن تدعو له بالتوبة والهداية مما يقترف من ذنب، قال تعالى في سورة غافر: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ۚ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} ^[5]ثم إنّ من واجب المرأة أن تتزين وتتطيب لزوجها وتعينه على ترك المحرمات وأن تساعده على صرف نظره عن هذه المحرمات، فإذا صلح فلله الحمد والمنة، وإذا استمر في عصيانه فعلى المرأة أن تقارن في الضرر بين ضرر الصبر والبقاء معه وبين ضرر الطلاق، وتذهب في أقل الضررين، والله تعالى أعلم. ^[6]

شاهد أيضًا: مستحقات الزوجة بعد الطلاق ، حقوق المرأة بعد الطلاق في الإسلام

ما الحل مع الزوج الذي يشاهد الأفلام الإباحية

إنّ الحل مع الزوج الذي يشاهد الأفلام الإباحية هو الصبر أولًا واتباع مجموعة من الخطوات التي من شأنها أن تصلح الأمر بإذن الله تعالى، وهذه الخطوات هي: ^[6]

• الدعاء للزوج حتّى يصلح الله حاله، فعلى الزوجة أن تستمر بالدعاء لزوجها عسى أن يكون بالدعاء صلاح الأمر والتوبة من الذنب.
• تقديم النصائح للزوج بطريقة غير مباشرة وتذكير الزوج بأنّ هذا الفعل يسبب غضب الله تعالى، عسى أن يكون هذا سببًا في خوفه وتوبته السريعة.
• التزين للزوج والسعي إلى صرف نظره عن المحرمات وإغنائه بالحلال الطيب عن الحرام الخبيث.

إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه على حكم مشاهدة الأفلام الإباحية، وتحدثنا عن حكم طلب الطلاق بسبب مشاهدة الأفلام الإباحية ومررنا فيه على حكم الزوجة التي تشاهد الأفلام الإباحية وعلى ما الحل مع الزوج الذي يشاهد الأفلام الإباحية ليكون هذا المقال شاملًا لكل ما يتعلق بهذه المسألة الفقهية المهمة بالنسبة لجميع المسلمين.