لماذا كانت العشر الاواخر من رمضان هي افضل اوقات الاعتكاف

لماذا كانت العشر الاواخر من رمضان هي افضل اوقات الاعتكاف من المعلومات التي يبحث عنها كثير من المسلمين ويتساءلون عنها مع اقتراب حلول موعد شهر رمضان المبارك، إذ يعدُّ شهر رمضان من أعظم الشهور في الإسلام، ويغتنمه معظم المسلمين في الطاعات والعبادات والتقرب إلى الله تعالى، وسوف نتعرف في هذا المقال على تعريف الاعتكاف وأنواع الاعتكاف في الإسلام وشروط الاعتكاف، بالإضافة إلى سبب الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان ولماذا كانت أفضل،  ومعرفة فضل العشر الأواخر من رمضان وغير ذلك.

مفهوم الاعتكاف في الإسلام

يشير مفهوم الاعتكاف في اللغة العربية إلى إلزام النفس بالشيء وحبسها عليه سواء من أجل البرِّ أو العبادة أو غير ذلك، أي تخصيص الإنسان وقته وجهده من أجل شيء معين، وقد ورد في كتاب الله تعالى قوله: “وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِن قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ * إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَٰذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ * قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ”،^[1] وأمَّا في الاصطلاح الشرعي يشير مفهوم الاعتكاف إلى الانقطاع عن الانشغال بالحياة والناس، والاشتغال بعبادة الله تعالى وإفراغ القلب من أمور الدنيا، وتخصيص التفكير لمرضاة الله تعالى والعمل بما يقرب إليه فقط، ويكون عبر الإقامة في المساجد مع مظاهر الزهد في الدنيا والأنس بالله تعالى والمواظبة على طاعته والتقرب إليه، وللاعتكاف نوعان قد يكون واجبًا أو تطوعًا، ولكل من هذين النوعين شروطًا سوف نتعرف عليها مفصلة.^[2]

شاهد أيضًا: آيات واحاديث عن شهر رمضان ، اكثر من 20 اية وحديث عن شهر رمضان

لماذا كانت العشر الاواخر من رمضان هي افضل اوقات الاعتكاف

إنَّ العشر الأواخر من رمضان هي أفضل أيام السنة على الإطلاق وبالتالي هي أفضل الأيام من أجل الاعتكاف، ويحصل المسلم على أجر كبير ويضاعف الله تعالى الأجر والثواب للمسلمين في شهر رمضان وفي العشر الأواخر من رمضان بالتحديد، وفيما يأتي سيتم إدراج أهم النقاط التي تبين لماذا الاعتكاف أفضل في العشر الأواخر من رمضان:^[3]

• كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحرص على الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان ويداوم على ذلك، وعندما كان يترك الاعتكاف يكون ذلك لسبب دفعه إلى ذلك، وقد ثبت ذلك عنه في العديد من الأحاديث النبوية الشريفة، فقد ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه: “انَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَعْتَكِفُ في كُلِّ رَمَضَانٍ عَشَرَةَ أيَّامٍ، فَلَمَّا كانَ العَامُ الذي قُبِضَ فيه اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا”.^[4]
• العشر الأواخر من رمضان من أفضل الأيام وفيها فضل كبير لا يعلمه إلا الله تعالى، يضاعف الله تعالى فيها الأجر والثواب، وقد علم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك وبينه للمسلمين، وكان يحثُّ أهله على الاجتهاد في هذه الأيام المباركة، فقد ورد في حديث آخر عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا دَخَلَ العَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ المِئْزَرَ”.^[5]
• تضمُّ العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر المباركة، والتي بين الله تعالى ورسوله الكريم أنَّ أعظم ليلة والعبادة والطاعات فيها أفضل من عبادة ألف شهر، ويكون الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان من أجل تحري ليلة القدر واغتنامها والحصول على الأجر والثواب العظيم فيها، وقد أنزل الله تعالى سورةً كاملة باسم سورة القدر، فقد قال تعالى في كتابه العزيز: “إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ * سَلَامٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطْلَعِ الْفَجْرِ”،^[6]وقد ورد في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “التَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ لَيْلَةَ القَدْرِ، في تَاسِعَةٍ تَبْقَى، في سَابِعَةٍ تَبْقَى، في خَامِسَةٍ تَبْقَى”.^[8]
• إنَّ المسلم إذا اعتكف في العشر الأواخر من رمضان يرجو أن يحصل على الأجر الكبير والثواب الجزيل ويضاعف له الثواب، وأن يكون من عتقاء شهر رمضان من النار والنجاة من عذاب الله تعالى، وفي الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنه قالت: “لا أعلَمُ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قرأ القرآنَ كُلَّهُ في ليلةٍ ولا قامَ ليلةً حتَّى الصَّباحَ ولا صامَ شَهْرًا كاملًا قطُّ ، غيرَ رمضانَ”.^[7]

حكم الاعتكاف في الإسلام

إنَّ الاعتكاف في الإسلام سنَّة وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم للرجال والنساء، وقد أجمع الفقهاء في الإسلام على ذلك، وذلك اعتمادًا على ما ورد من أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن ذلك ليس فرضًا وليس واجبًا، ويعدُّ ذلك سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنَّ كان يواظب عليه، ولكنَّه كان يترك الاعتكاف في بعض السنوات إذا ما أجبره شيء على ذلك، إذا أنَّه أيضًا اعتكف في العشر الأوائل من رمضان واعتكف في العشر الوسطى من رمضان ثم داوم على العشر الأواخر من رمضان.^[3]

شاهد أيضًا: حديث الرسول عن التمر في رمضان

شروط الاعتكاف

يوجد للاعتكاف نوعان من الاعتكاف أحدها يكون واجبًا وهو ما يلزم الإنسان به نفسه عن طريق النذر أو ما شابه ذلك، وأمَّا الاعتكاف التطوعي فإنَّ غير واجب، ولا يوجد وقت محدد للاعتكاف بشكل عام، ولكنَّه كما سبق يكون أفضل في العشر الأواخر من رمضان، وتوجد شروط عديدة للاعتكاف أهمها: “العقل، الإسلام، النية، الطهارة عن الجنابة والحيض والنفاس”، وفيما يأتي سيتم إدراج تعريف كل نوع وشروط وأحكام الاعتكاف لكل منهما: ^[2]

الاعتكاف المفروض

ينذر بعض المسلمين أحيانًا بأن يعتكف لوجه الله تعالى عدة أيام إذا ما حصل معه أمر ما أو إذا ما حقَّق نجاحًا أو إذا يسَّر الله تعالى له شيئًا من أمور الدنيا، عند ذلك يجب عليه الوفاء بالنذر وأن يؤدي ذلك الاعتكاف لأنَّه أصبح فرضًا عليه، فقد ورد في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن نَذَرَ أنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ، ومَن نَذَرَ أنْ يَعْصِيَهُ فلا يَعْصِهِ”،^[9] وتختلف أحكام هذا الاعتكاف عن الاعتكاف التطوعي الذي يندب للمسلم القيام به وخصوصًا في العشر الأواخر في رمضان، وفيما يأتي سيتم إدراج أحكام الاعتكاف المفروض في الإسلام:

• لا يخرج المسلم من المسجد عندما يبدأ باعتكاف النذر حتى تنتهي أيام الاعتكاف، إلا للضرورة القصوى مثل الطعام والشراب وقضاء الحاجة إذا لم يستطع أن يقوم بذلك في المسجد، فإذا خرج من المسجد يبطل اعتكافه.
• إذا خرج المسلم من المسجد خلال الاعتكاف يجب عليه إعادة الاعتكاف وتجديد النية وإتمام الاعتكاف حتى تنتهي أيام النذر.
• عدم قطع نية الاعتكاف ويجب إتمام الاعتكاف.
• الابتعاد عن الجماع وإذا ما تعمَّد المسلم ذلك خلال أيام الاعتكاف يجب عليه التوبة إلى الله تعالى، وإعادة الاعتكاف وتجديد النية.

الاعتكاف التطوعي

يشير الاعتكاف التطوعي إلى التطوع المندوب في جميع أيام السنة وفي العشر الأواخر من رمضان، والذي هو سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيما يأتي أهم أحكام الاعتكاف التطوعي في الإسلام حسب ما بينها الفقهاء وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

• يكون الاعتكاف في المسجد ويبدأ بالنية أيضًا.
• يمكن للمعتكف في هذا الاعتكاف أن يخرج من أجل الطعام والشراب ومن أجل قضاء الحاجة، ولا حرج عليه في ذلك في هذا النوع من الاعتكاف.
• لا يجوز الجماع أيضًا في هذا الاعتكاف أيضًا، إذ يبطل الاعتكاف ويجب عليه أن يجدد النية من أجل تجديد الاعتكاف.

شاهد أيضًا: أحاديث قدسية عن رمضان

وقت دخول الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان

ورد أكثر من قول في وقت الدخول للاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان من قبل الفقهاء من أهل العلم، إذا أشارت بعض الأقوال إلى أنَّ وقت دخول الاعتكاف يجب أن يبدأ قبل غروب الشمس من يوم 20 من شهر رمضان المبارك أي في ليلة يوم 21 من شهر رمضان، بينما أشارت أقوال أخرى إلى أنَّ وقت الاعتكاف يبدأ بعد صلاة الفجر من يوم 21 من شهر رمضان بداية العشر الأواخر، وقد ورد في الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذَا أَرَادَ أَنْ يَعْتَكِفَ صَلَّى الفَجْرَ، ثُمَّ دَخَلَ مُعْتَكَفَهُ وإنَّه أَمَرَ بخِبَائِهِ فَضُرِبَ، أَرَادَ الاعْتِكَافَ في العَشْرِ الأوَاخِرِ مِن رَمَضَانَ، فأمَرَتْ زَيْنَبُ بخِبَائِهَا فَضُرِبَ، وَأَمَرَ غَيْرُهَا مِن أَزْوَاجِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بخِبَائِهِ فَضُرِبَ”،^[10] ولكنَّ ذهب فقهاء المذاهب الأربعة إلى أنَّ الراجح هو أنَّ وقت الدخول للاعتكاف يبدأ مع غروب شمس يوم 20 من شهر رمضان، لأنَّ الحديث يشير إلى النبي كان يعتكف في العشر الأواخر التي تبدأ في هذا الوقت، أمَّا الحديث الثاني فقد قال الفقهاء فيه:^[11]

“والذي نميل إليه أن الاعتكاف يبدأ قبل غروب الشمس ليلة الحادي والعشرين، وهو قول الجمهور، وأما حديث عائشة أنه صلى الله عليه وسلم صلى الفجر ثم دخل معتكفه فقد حمله الجمهور على أن المراد أنه دخل المعتكف وانقطع فيه واختلى بنفسه بعد صلاته الصبح لا أن ذلك وقت ابتداء الاعتكاف، بل كان من قبل الغروب معتكفا لابثا في المسجد، حكاه النووي رحمه الله”.

شاهد أيضًا: متى تبدأ صلاة التهجد في رمضان

طريقة الفوز بالعشر الاواخر من رمضان

إنَّ العشر الأواخر من رمضان أعظم أوقات السنة وهي الأوقات التي حضَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على اغتنامها وتخصيصها للطاعات والعبادات، ويجب القيام بالعديد من الطاعات والعبادات والتي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم بها، وفيما يأتي سيتم إدراج الأعمال التي يجب القيام بها في العشر الأواخر من رمضان من أجل الفوز بها:^[12]

الاعتكاف

إنَّ الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وينال فيها المسلم أجر كبير، فقد حضَّ النبي أهله على ذلك، وذكر فضل الطاعات والعبادات في هذه الأيام، وهي خير الأيام في شهر رمضان المبارك، ويشمل الاعتكاف الانقطاع عن الناس وعن مشاغل الدنيا والانشغال بالطاعات والعبادات والذكر وقراءة القرآن كما سبق.

قيام الليل

إنَّ القيام في شهر رمضان من أعظم الأعمال التي يتقرب بها المسلم إلى خالقه وينال بها الأجر العظيم ويفوز برضى الله تعالى وغفرانه، وقد ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يُرَغِّبُ في قِيَامِ رَمَضَانَ مِن غيرِ أَنْ يَأْمُرَهُمْ فيه بعَزِيمَةٍ، فيَقولُ: مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ. فَتُوُفِّيَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَالأمْرُ علَى ذلكَ، ثُمَّ كانَ الأمْرُ علَى ذلكَ في خِلَافَةِ أَبِي بَكْرٍ، وَصَدْرًا مِن خِلَافَةِ عُمَرَ علَى ذلكَ”.^[13]

قراءة القرآن

إنَّ قراءة القرآن الكريم لها أجر عظيم في جميع الأوقات، وفي رمضان أيضًا يضاعف الله تعالى الأجر والثواب للمسلمين، وقد ورد ذلك في الحديث عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ آلم حرفٌ، ولَكِن ألِفٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ”.^[14]

الصدقات

ذكر الله تعالى فضل الصدقات وأجر المتصدقين كثيرًا في كتابه العزيز، كما وردت العديد من الأحاديث التي تدل على ذلك، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان أجود من الريح المرسلة، ففي الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وكانَ أجوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ. وَعَنْ عبدِ اللَّهِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ بهذا الإسْنَادِ نَحْوَهُ، وَرَوَى أبو هُرَيْرَةَ، وفَاطِمَةُ رَضِيَ اللَّهُ عنْهمَا، عَنِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أنَّ جِبْرِيلَ كانَ يُعَارِضُهُ القُرْآنَ”.^[15]

الدعاء

يعدُّ الدعاء في الإسلام أهم العبادات، والله تعالى أمر المسلمين بأن يتوجهوا إليه بالدعاء في جميع الأوقات، وفي رمضان يضاعف الله تعالى أجر المسلم وخصوصًا في العشر الأواخر من رمضان، ولذلك يستحب الإكثار من الدعاء في هذه الأيام، فقد قال تعالى في سورة البقرة: “وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ”.^[16]

شاهد أيضًا: من يُباح له الفطر في رمضان ويجب عليه الكفارة

فضل أيام العشر الأواخر من رمضان

إنَّ جميع أيام شهر رمضان المبارك أيام مباركة وعظيمة، وقد وردت الكثير من الأدلة على ذلك في كتاب الله تعالى وفي الأحاديث النبوية الشريفة، وفيما يأتي سيتم ذكر بعض النقاط التي توضح فضل أيام العشر الأواخر من رمضان:^[12]

• كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العبادة كثيرًا في العشر الأواخر من رمضان كما ثبت في الأحاديث النبوية الصحيحة.
• تحتوي العشر الأواخر من رمضان على ليلة القدر والتي تعدُّ أعظم ليلة، وهي أفضل من ألف شهر كما ورد في كتاب الله تعالى.
• في العشر الأواخر من رمضان يكثر نزول الملائكة إلى الأرض، وذلك بسبب بركة هذه الأيام، وقد ذكر ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسير سورة القدر: “أي يكثر تنزل الملائكة في هذه الليلة لكثرة بركتها، والملائكة يتنزلون مع تنزل البركة والرحمة، كما يتنزلون عند تلاوة القرآن، ويحيطون بحِلَق الذِّكْر، ويضعون أجنحتهم لطالب العلم بصدق تعظيماً له”.

دعاء العتق من النار في العشر الأواخر من رمضان

لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه خصص شيئًا من الأدعية ليوم معين أو لفترة معينة من رمضان، ولكن ورد في الحديث أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ ، وَمَرَدَةُ الجِنِّ ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الجَنَّةِ ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ ، وَيُنَادِي مُنَادٍ : يَا بَاغِيَ الخَيْرِ أَقْبِلْ ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ، وَذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ”،^[17] وقد سألت السيدة عائشة رضي الله عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: “يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن وافقتُ ليلةَ القدرِ ما أدعو، قالَ تقولينَ اللَّهمَّ إنَّكَ عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنِّي”،^[18] وفيما يأتي سيتم إدراج بعض الأدعية التي يمكن الدعاء بها في العشر الأواخر من رمضان:

• اللهمَّ إنَّك عفو تحب العفو فاعف عني، اللهم اغفر ولوالدي والممؤمنين والمؤمنات يوم يقوم الحساب، اللهم خذ بنواصينا إلى البر والتقوى، ووفقنا إلى العمل بما تحب وترضى، واجعلنا من عبادك الراشدين، ربَّنا لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين ولا أقل من ذلك وأصلح لنا شأننا كله يا أرحم الراحمين.
• اللهم توفنا مسلمين وألحقنا بالصالحين واجعلنا من ورثة جنة النعيم، اللهم تقبل صيامنا وصلاتنا وقيامنا وركوعنا وسجودنا وأعمالنا كلَّها واجعلها خالصةً لوجهك الكريم، اللهمَّ تقبل رمضان خالصًا منَا لوجهك الكريم، واجعلنا وأهلنا والمسلمين من عتقاء شهر رمضان من النار يا أرحم الراحمين.
• اللهم تقبل صلاتنا وصيامنا وركوعنا وسجودنا وأعمالنا كلها واجعلنا من عتقاء شهر رمضان من النار يا أرحم الراحمين، ربنا اغفر لنا ذنوبنا واعف عنا وكفر عنا سيئاتنا، اللهم فرج عنَّأ الهم وأزل الغم ونفس الكرب واقض الدين، ربنا لا تزغ قلوبانا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب.
• ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، اللهم أن ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك وأبوء بذنبي فاغفر لي فإنَّه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

في نهاية مقال لماذا كانت العشر الاواخر من رمضان هي افضل اوقات الاعتكاف تعرفنا على تعريف الاعتكاف في الإسلام، كما عرفنا لماذا الاعتكاف أفضل في العشر الأواخر من رمضان، بالإضافة إلى شروط الاعتكاف وفضل العشر الأواخر من رمضان، وأدعية العشر الأواخر من رمضان وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل.