هل الرموش الاصطناعية حرام ، حكم تركيب الرموش المؤقتة

هل الرموش الاصطناعية حرام ، حكم تركيب الرموش المؤقتة
هل الرموش الاصطناعية حرام

هل الرموش الاصطناعية حرام ، حكم تركيب الرموش المؤقتة ، فهو من الأحكام الشرعية المهمة الّتي يجب على كلّ امرأة مسلمة أن تتعرف عليه، فمن فطرة المرأة منذ أن خلقها الله -تبارك وتعالى- وهي تحبّ التّجمّل وتحسين المظهر والتّزيّن بمختلف الوسائل، لذلك جاءت الشّريعة الإسلاميّة لتشمل هذا الجانب أيضًا من حياة المرأة، وتضع الأحكام على زينتها لتحميها من الوقوع بما حرّم الله تعالى، ومن هذا المنطلق سوف يتم بيان زينة المرأة المسلمة، وحكم الرموش الاصطناعية، بالإضافة إلى بعض من الأحكام الشرعية ذات العلاقة بالموضوع.

زينة المرأة المسلمة

إنّ الدين الإسلامي الحنيف أحاط المرأة بعناية ورعاية فائقة، واهتم بكل ما تحبه، فقد أجاز للمرأة المسلمة أن تتزيّن وتتجمّل، فالزّينة حق من حقوق المرأة ومن الفطرة الّتي قد زرعها الله -تعالى- في نفسها، ولكن جعل لهذه الزينة بعض من الضوابط حتى تتوافق مع ما جاء به الشّرع، ومنها ما يأتي:[1]

  • ألّا تبدي هذه الزينة لغير المحارم من الرّجال، وألّا يكون فيها مبالغةٌ.
  • ألا يكون في هذه الزينة تغييرٌ لخلق الله تعالى، أو أن تكون وسيلةً للخداع والتّدليس.
  • ألّا يكون في هذه الزينة ما يُحدث ضرراً بجسد المرأة، وذلك لعموم القاعدة الشرعية لا ضرر ولا ضرار.
  • ألا تخالف الزينة نصّاً شرعيّاً؛ حيثُ إنّ أصل الأشياء الإباحة، وإذا ورد فيها نصٌّ للتحريم صُرفت إلى الحُرمة.
  • ألّا تكون ممّا تتشبه به المرأة بالرجال، فهو أمر منهِ عنه في الإسلام، ومثله كذلك التشبّه بالكافرات، فإن كان في لباس المرأة شبهٌ بلباس الكافرات لم يكن جائزاً، حيث قال النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث: “من تشبَّه بقومٍ فهو منهم”[2].

شاهد أيضًا: حكم تركيب الأظافر في المناسبات ، حكم تركيب الأظافر وقت الدورة

هل الرموش الاصطناعية حرام

اختلفت المذاهب الفقهية الأربعة في حكم الرموش الصناعية، فمنهم من حرم تركيبها واعتبرها تدخل في الوصل وتغيير خلق الله، واستدلوا بقوله تعالى: {إِن يَدْعُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ إِنَاثًا وَإِن يَدْعُونَ إِلاَّ شَيْطَانًا مَّرِيدًا* لَّعَنَهُ اللَّهُ *وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا*وَلأُضِلَّنَّهُمْ وَلأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَن يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِّن دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُّبِينًا}[3]، وكذلك  لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن عبد الله بن عمر قال: “إن رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- لَعَنَ الوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ”[4]، كما استثنى أصحاب هذا الرأي من كان تركيبهم للرموش لضرورة مُلِحَّة بسبب مرض أو حرق أو غير ذلك من الحاجات الملحّة لقوله -تعالى- في محكم تنزيله: {وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ}[5]، أما أصحاب الرأي الثاني فقد  أجازوا تركيب الرموش الصناعية للزّينة، حيثُ إنهم اعتبروها أحد أنواع الزينة التي تتزين بها المرأة، وذهبوا إلى أنها لا تندرج في بند تغيير خلق الله -تعالى- ولا كوصل الشعر، إذ إنّ المقصود بحديث رسول الله شعر الرَّأس، وقد نوّه أصحاب هذا الرأي على ضرورة أن تكون هذه الرموش مانعة لوصول الماء حتى يصح الوضوء والغسل، وألا تسبب ضرر للجفن والعين بشكل عام، وإلا تصبح محرمة،  والله ورسوله أعلم. [6]

حكم تركيب الرموش ابن باز

بيّن الشّيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- أنّ تركيب الرّموش غير جائز، فهي بالغالب تدخل في حكم الوصل الّذي نهى عنه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، والأفضل ترك هذا الأمر إن لم تكن المرأة بحاجةٍ إليه كمرضٍ أو غيره، وأمّا إن كان غير ذلك فلا حاجة لها بتركيبها، فقد قال بعض أهل العلم إنّ لها ضررًا على العينين، حيث إنّ اللاصق الخاص بها يحتوي على أملاح النيكل ونوع من أنواع المطاط التي قد تؤدي إلى التهاب الجفن وتساقط الرموش الحقيقية، بالإضافة إلى أن هذه المادة اللاصقة تمنع من وصول الغسل للجفن والرموش الحقيقية أثناء الوضوء، وبذلك لن يصح الوضوء أو الغسل وبالتالي لن تصح الصلاة، أي لن يصح أهم ركنًا من أركان الإسلام، ومن المؤكد لن يكون أي أمر سواء للزينة أو غيرها أهم عند المسلم من دينه، والله أعلم.[7]

شاهد أيضًا: حكم صبغ الحواجب بالحناء ، حكم تشقير الحواجب

حكم تركيب الرموش ابن عثيمين

أوضح الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- إنّ وضع الرموش محرّم في الإسلام، وقد أشار إلى أنّ اللجنة الدائمة للإفتاء قد اختارت هذا القول، حيثُ إنّ الرموش الصناعية تشبه الوصل في الشعر فتأخذ حكمه، والواصلة والمستوصلة قد لعنهم النبي صلى الله عليه وسلم، وبيّن -رحمه الله- أنّ تركيب الرموش يجوز للضرورة كمن أصيب بحرقٍ فتلفت رموشه ونحوه، أما لو كان تركيب الرموش للزّينة ففيها مفسدتان، أولها أنّها تغيير لخلق الله -عزّ وجل- والثانية أنّها من الوصل الملعون فاعله والعياذ بالله[8]، كما سئل ابن عثيمين عن حكم استعمال الرموش الصناعية للتجمل بها عند الزوج؟، فأجاب:[9]

وهذه الرموش إذا كانت مما أتصوره الآن أن يوضع خيوط سوداء كالشعر على الرموش حتى تبدو وكأنها كثيرة تتجمل بها العين فإذا كان هكذا فهي من الوصل الذي لعن النبي  صلى الله عليه وسلم فاعلته في رأسها، أما إذا كانت الرموش بمعنى تلوين الشعر شعر الأجفان فإنه ليس بحرام. نعم.

تركيب الرموش المؤقتة

اختلف أهل العلم في حكم تركيب الرموش المؤقتة، فمنهم من رأى أنها جائزة للضَّرورة، لمن أصيب بمرض أو حرق، فهو في هذه الحالة فقط يكون مباحًا، فهذا الأمر لا حرج فيه، لأن الضرورات تبيح المحظورات، ولكن يشترط في وضعها أن تكون بالقدر المناسب غير المبالغ فيه، أما البعض الآخر فقد ذهبوا إلى حرمة تركيب الرموش المؤقتة، لأن بهما تقع مفسدتان، أولهما تغييرًا في خلق الله -سبحانه وتعالى- من خلال التعديل أو الزيادة والتجميل على خلقه، وثانيهما أن تركيب الرموش المؤقتة تدخل في باب المنهي عنها[10]، وفقًا لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن عبد الله بن عمر قال: “إن رَسولَ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- لَعَنَ الوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ، وَالْوَاشِمَةَ وَالْمُسْتَوْشِمَةَ”[4].

حكم تركيب الرموش الشهرية

لا يجوز تركيب الرُّموش الشهرية، لأنها تشبه الوصل، أي وصل شعر الرَّأس، ففيه تغيير لخلق الله -تعالى- وقد لعن النبي -صلى الله عليه وسلم- الواصلة والمستوصلة، أمَّا لو كانت لضرورة فلا حرج في ذلك، لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- أذن لعرفجة بن سعد -رضي الله عنه- وكان قطعت أنفه في الحرب أن يتخذ أنفا من ذهب، أما إن كان للتجميل الزائد وزيادة الحسن فهذا لا يجوز، فقد قال الشيخ ابن جبرين -رحمه الله- في ذلك: “لا يجوز تركيب هذه الرموش على العينين، لدخوله في وصل الشعر، فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن الواصلة والمستوصلة، فإذا نهي عن وصل شعر الرأس بغيره فكذلك رمش العين لا يجوز وصله”.[11]

هل تركيب الرموش يمنع الوضوء

إن تركيب الرموش يمنع الوضوء، وهذا لأنه يتم تثبيتها بمادة لاصقة تلتصق على الجفن، مما تمنع وصول ماء الوضوء إلي مكان التصاقها، وبهذا لا يتطهر الجزء الذي يقع تحته، ولا تصح الطهارة للصلاة، لأن الجفن يجب أن يصله ماء الوضوء ليطهره، لذلك لا يجوز أن يتم تركيبَ الرموشِ في الإسلام، واستدل العلماء بصحة ذلك فيما قاله الإمام النَّووي -رحمه الله- في المجموع شرح المهذب (1/ 467: “إذا كان على بعْضِ أعضائِه شمعٌ أو عجينٌ أو حنَّاء أو أشباه ذلك، فمنع وصولَ الماء إلى شيْءٍ من العضو – لَم تصحَّ طهارتُه، سواءٌ كثُر ذلك أم قلَّ، ولو بقي على اليدِ وغيرِها أثرُ الحِنَّاء ولونُه دون عينِه، أو أثر دُهنٍ مائع بِحيثُ يمسُّ الماءُ بشرة العضو، ويجري عليها لكن لا يثبتُ – صحة طهارتُه”، والله تعالى أعلم.[12]

وإلى هنا نكون قد وصلنا معكم إلى ختام مقالنا هذا هل الرموش الاصطناعية حرام ، حكم تركيب الرموش المؤقتة حيث تناولنا فيه العديد من المواضيع الفرعية المتعلقة بموضوع الرموش الاصطناعية، وتعرفنا على حكم تركيب الرموش وما رأي المذاهب الفقهية الأربعة فيه، وبينّا حكم تركيب الرموش المؤقتة، وحكم تركيب الرموش الشهرية، وفي الختام تطرقنا للإجابة الصحيحة حول سؤال هل تركيب الرموش يمنع الوضوء، ونسأل الله العظيم أن يرينا وإياكم الحق حقًا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلًا ويرزقنا اجتنابه.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
كم مرة تستخدم الرموش الصناعية؟
تستخدم الرموش الصناعية لمرة واحدة، فعندما يتم نزعها تصبح غير صالحة للاستعمال مرة أخرى.
كيف يتم ازالة الرموش الدائمه؟
يمكن إزالة الرموش الدائمة من خلال استخدام الزّيوت الطبيعية كزيت جوز الهند، وزيت اللّوز الطبيعي، أو استخدام الفازلين أو زيت الأطفال، حيثُ إنّ هذه الزيوت تساهم في تفكك الغراء المُستخدم لتثبيت الرموش، ولكن في هذه الحالة لا يمكن استخدام الرموش مرة أخرى.
هل تركيب الاظافر حلال ام حرام؟
إنّ تركيب الأظافر لمجرد الزينة حرام شرعًا، فهو يدخل في باب تغيير خلق الله، لما ورد عن ابن مسعود -رضي الله عنه-أنه قال: “لَعَنَ اللَّهُ الواشِماتِ والمُسْتَوْشِماتِ، والمُتَنَمِّصاتِ والمُتَفَلِّجاتِ لِلْحُسْنِ، المُغَيِّراتِ خَلْقَ اللَّهِ ما لي لا ألْعَنُ مَن لَعَنَهُ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، وهو في كِتابِ اللَّهِ".
ما هي اضرار الرموش الاصطناعية؟
إنّ تركيب الرموش الاصطناعية لها العديد من الأضرار ومنها، تكاثر البكتيريا، وجفاف العين، وتساقط الرموش الطبيعية بسبب انغلاق المسام، بالإضافة إلى التهاب العين واحمرارها.
هل تركيب الرموش رمشة رمشة حرام؟
الرموش الصناعية لا تجوز؛ لأنها تشبه الوصل، أي وصل شعر الرأس، وقد لعن النبي -صلى الله عليه وسلم- الواصلة والمستوصلة، فإذا نهي عن وصل شعر الرأس بغيره فكذلك رمش العين، لا يجوز وصله.

المراجع

  1. ^ alukah.net، زينة المرأة، 15/03/2023
  2. ^ صحيح الجامع ، عبد الله بن عمر، الألباني، 2831، صحيح.
  3. ^ سورة النساء، الآية 117
  4. ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عمر، الألباني، 5942 ،صحيح.
  5. ^ سورة الأنعام، الآية 119
  6. ^ islamonline.net، حكم تركيب الرموش المستعارة، 15/03/2023
  7. ^ binbaz.org.sa، هل تدخل الرموش الصناعية في الوَصْل؟، 15/03/2023
  8. ^ dorar.net، المطلب الثالث: العَدَساتُ المُلَوَّنةُ والرُّموشُ الصناعيَّةُ، 15/03/2023
  9. ^ binothaimeen.net، حكم استعمال الرموش الصناعية عند الزوج للزينة، 15/03/2023
  10. ^ islamweb.net، يحرم تركيب الرموش إلا لعذر، 15/03/2023
  11. ^ islamweb.net، حكم تعديل الحاجبين واستخدام الرموش الاصطناعية، 15/03/2023
  12. ^ ar.islamway.net، القول الفصل في الرموش الصناعية بأنواعها، 15/03/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *