هل يجوز الاحتفال بعيد الأم

هل يجوز الاحتفال بعيد الأم من المعلومات التي يجب التعرف عليها من قبل جميع المسلمين قبل حلول موعد عيد الأم، إذ يحتفل كثير من المسلمين بعيد الأم دون معرفة حكم الاحتفال بهذا العيد، وقد ذهب العلماء مذاهب عديدة في هذا الحكم، ويجب على المسلم التعرف على مختلف الأحكام الشرعية حتى لا يقع فيما لا يرضي الله تعالى، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن الاحتفال بيوم الأم العالمي، ونتعرف على حكم الاحتفال بيوم الأم العالمي وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.

الاحتفال بعيد الأم العالمي

يعدُّ الاحتفال بيوم الأم العالمي من أبرز الاحتفالات التي ظهرت في مطلع القرن العشرين، إذ تحتفل كثير من الدول حول العالم بعيد الأم تكريمًا للأم والأمومة في كل مكان، بالإضافة إلى تعزيز رابطة الأم بالأولاد وتأثير الأم عليهم وعلى المجتمع بأكمله، وقد نادى بتلك الفكرة عدد من المفكرين في أوربا بعد أن لاحظوا مدى إهمال الأبناء للأمهات ولاحظوا عدم أداء حقوق أمهاتهم على أكمل وجه، ويختلف موعد عيد الأم من دولة إلى أخرى حول العالم، إذ تحتفل الدول في الوطن العربي بعيد الأم بتاريخ 21 من شهر آذار / مارس من كل عام من السنة الميلادية، ويجري الاحتفال في الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا بعيد الأم في يوم الأحد الثاني من شهر مايو / أيار، ويكون عيد الأم في النرويج بتاريخ 2 من شهر فبراير وفي 1 من شهر مايو في جنوب أفريقيا، ولكن معظم الدول حول العالم يجري الاحتفال بيوم الأم في الأحد الثاني من شهر مايو كما في الولايات المتحدة الأمريكية.^[1]

شاهد أيضًا: بوستات عيد ميلاد اخي مكتوبة 2023

هل يجوز الاحتفال بعيد الأم

اختلف الفقهاء من أهل العلماء في الإسلام حول حكم الاحتفال بعيد الأم مثل غيره من الأعياد الأخرى غير الأعياد الدينية في الإسلام، إذ أنَّ الأعياد المعترف بها في الإسلام هي عيد الفطر وعيد الأضحى فقط، ولذلك غالبًا ما يدور خلاف بين الفقهاء حول الاحتفال بغيرها من الأعياد مثل عيد المعلم وعيد الميلاد وعيد الفصح وما إلى هنالك، وفيما يأتي سيتم إدراج أقوال العلماء في حكم الاحتفال بيوم الأم:

جواز عيد الأم

ذهب كثير من الفقهاء في الإسلام إلى جواز الاحتفال بيوم الأم، حيث أنَّ بر الوالدين من أصول الشرع الإسلامي، وتكريم الأم واجب على المسلم على مدار السنة وفي جميع أيامها، ولا يقتصر تكريم الأم على يوم معين، ومن هنا لم يجد كثير من الفقهاء حرجًا في تخصيص يوم لتقديم هدية للأم أو التعبير فيه عن شكرها وتقديرها وما إلى هنالك، ويقول الشيخ عبد الفتاح عاشور أحد علماء الأزهر الشريف حول ذلك: “الاحتفال بأيام فيها تكريم للناس، أو إحياء ذكرى طيبة لم يقل أحد بأن هذا احتفال ديني، أو عيد من أعياد المسلمين، ولكنه فرصة لإبداء المشاعر الطيبة نحو من أسدوا لنا معروفًا، ومن ذلك ما يعرف بالاحتفال بيوم الأم، أو بعيد الأم، فإن الأم لها منزلة خاصة في دين الله، بل في كل دين، ولذلك يجب أن تكرم، وأن تحترم وأن يحتفل بها”، ولا يوجد حسب اعتقادهم مانع شرعي من تخصيص يوم لإظهار مشاعر الحب والتكريم والشكر للأم، ولكن لا يجوز اعتبار ذلك اليوم عيدًا شرعيًا، بل يوم لزيادة تكريم الأم وإظهار مشاعر الشكر والتقدير لها، كما أنَّ هذا لا يعدُّ تقليدًا للغرب، لأنَّ التقليد يكون في الأمور الخاصة بالغرب، أمَّا الأمور التي لها أصل في الشرع فلا تعدُّ تقليدًا والله تعالى أعلم.^[2]

تحريم عيد الأم

ذهب كثير من الفقهاء إلى عدم جواز الاحتفال بعيد الأم كونها من البدع المحدثة التي لا أصل لها في الدين، ولم يكن هذا العيد معروفًا في السلف الصالح، وهو من العادات الغربية التي انتقلت إلى العالم العربي، ولذلك فهي تشبه بأعداء الله تعالى كما ذهب كثير من الفقهاء، وإنَّ الأعياد الشرعية في الإسلام هي عيد الفطر وعيد الأضحى فقط، ويوم الجمعة هو العيد الأسبوعي، ولا يوجد في الإسلام سوى هذه الأعياد، ولذلك يحرم لدى هؤلاء العلماء الاحتفال بعيد الأم كونه من البدع، وفي الحديث عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَن أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليسَ فِيهِ، فَهو رَدٌّ”،^[3]  وعلى هذا لا يجوز إظهار أية مشاعر أو مظاهر في يوم الأم مثل الفرح والسرور وتقديم الهدايا وما إلى هنالك، وإلى هذا القول ذهب كثير من الفقهاء مثل الشيخ ابن عثيمين وغيره من العلماء المسلمين.^[4]

شاهد أيضًا: كلام جميل عن الام قصير … اجمل عبارات وكلمات عن الأم

حكم الاحتفال بعيد الأم إسلام ويب

ذهب الفقهاء في موقع إسلام ويب إلى أنَّ الأيام التي يتكرر الاحتفال بها كل عام تدخل في معاني الأعياد، وهذا ما تتميز به كل أمة عن غيرها، ولذلك ذهبوا إلى أنَّ الاحتفال بتلك الأعياد لا يجوز، لأنَّ الأعياد الشرعية هي فقط عيد الفطر وعيد الأضحى، وقد نهى الإسلام عن الاحتفال بالأعياد الجاهلية بغض النظر عن أصل كل عيد، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك: “السنة الجاهلية كل عادة كانوا عليها، فإن السنة هي العادة وهي الطريق التي تتكرر لتتسع لأنواع الناس مما يعدونه عبادة أو لا يعدونه عبادة، فمن عمل بشيء من سننهم فقد اتبع سنة جاهلية”، ولا يجوز الاحتفال بعيد الأم حتى لو كان من دون نية التعبد والتقرب، ولذلك حتى لو لم يكن هذا العيد بدعة فإنه يكون حرامًا كونه سنة جاهلية أو تشبهًا بغير المسلمين، وقد حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على مخالفة عادات غير أهل الإسلام، سواء من أهل الكتاب أو من غيرهم، ولذلك قال اليهود عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه أنس بن مالك رضي الله عنه: “ما يُرِيدُ هذا الرَّجُلُ أنْ يَدَعَ مِن أمْرِنَا شيئًا إلَّا خَالَفَنَا فِيهِ”،^[5] ولذلك لا يجوز الاحتفال بعيد الأم حسب أقوالهم والله أعلم.^[6]

شاهد أيضًا: ما هو حكم الاحتفال بالكريسماس ورأس السنة

حكم الاحتفال بعيد الأم الإسلام سؤال وجواب

ذهب موقع الإسلام سؤال وجواب إلى أنَّ الاحتفال بعيد الأم لا يجوز، وهو من البدع المحدثة وفيه تشبه بالغرب، وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالغرب وعده من الأمور المذمومة، وقد ذهب لجنة الإفتاء الدائمة إلى ذلك أيضًا، وقد ورد عنها: ” لا يجوز الاحتفال بما يسمى “عيد الأم” ولا نحوه من الأعياد المبتدعة لقول النبي صلى الله عليه وسلم “من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد”، وليس الاحتفال بعيد الأم من عمله صلى الله عليه وسلم ولا من عمل أصحابه رضي الله عنهم ولا من عمل سلف الأمة، وإنما هو بدعة وتشبه بالكفار”، ولذلك يعتبر كثير من الفقهاء أنَّ الأعياد في الإسلام هي فقط عيد الفطر وعيد الأضحى، وجميع الأعياد الأخرى المبتدعة والتي تأتي من الغرب غير جائزة في الإسلام.^[7]

في ختام مقال هل يجوز الاحتفال بعيد الأم تعرفنا على يوم الأم العالمي ولمحة عنه، كما تعرفنا على أقوال الفقهاء المختلفة في حكم الاحتفال بعيد الأم في الإسلام، كما تعرفنا على حكم الاحتفال بعيد الأم حسب ما ذهب إليه الفقهاء في إسلام ويب وفي موقع الإسلام سؤال وجواب، وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة بحكم الاحتفال بعيد الأم.