حكم الصداقة بين الرجل والمرأة على الفيس بوك

حكم الصداقة بين الرجل والمرأة على الفيس بوك
حكم الصداقة بين الرجل والمرأة على الفيس بوك

حكم الصداقة بين الرجل والمرأة على الفيس بوك، إن مواقع التواصل الإجتماعي لها محاسنها ومساوؤها التي لا يمكن لأحد أن ينكرها ولذلك ينبغي أن يكون الوعي هو الحاكم للإنسان في استخدامه لهذه المواقع ولا يترك لشهواته أن تسيره حتى لا ترديه في مهالك الفتنة والفساد، ولذلك سيتناول موقع تصفح موضوع الصداقة بين الجنسين عبر مواقع التواصل وخصوصًا الفيس فكونوا بالقرب.

حكم الصداقة بين الرجل والمرأة على الفيس بوك

إن الصداقة بين الرجل والمرأة هو أمر غير جائز سواء كانت هذه الصداقة على أرض الواقع أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي فكلاهما يأثم، لأنها باب كبير للفتنة  فمن أهم مقاصد الشريعة سد الذرائع التي قد توصل إلى الحرام، ولا تجوز المحادثة بين الجنسين إن لم يوجد حاجة، ويجب حذف مثل هذه الصداقات مخافة الفتنة وإن كان لا بد فيجب عدم الخوض في الأحاديث عبر المسنجر إلا للضرورة القصوى ولحاجة ماسة وعدم الخضوع بالقول في التعليقات والمحادثات وهذا ما وصانا به المولى في كتابه العظيم قال تعالى: {فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا} [1] ، وإن الأصل أنه لا حرج في إضافة الرجل لامرأة في الفيسبوك أو غيره من وسائل التواصل إن كان ذلك لغرض صحيح، وروعيت الضوابط الشرعية في التعامل مع الفتيات، بأن يكون الكلام معهن فيما يباح وللحاجة وبقدرها، وإلا فعليك عدم إضافة الرجال الأجانب لحسابك على الفيس بوك ولا تنحرجي من ذلك خوفًا على مشاعرهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: “مَن التمَس رضا اللهِ بسخَطِ الناسِ، كفاه اللهُ مَؤُونةَ الناسِ، ومَن التمَس رضا الناسِ بسخَطِ اللهِ، وكَله اللهُ إلى الناسِ.” [2] ، وأما إن كانت الصفحة عامة ولمصلحة دعوية أو علمية أو لغرض الفائدة العامة فلا ضير في ذلك ولكن بشرط أن يلتزم الطرفان بالضوابط الشرعية وعدم نشر الصور ومقاطع الفيديو والمنشورات التي من شأنها أن تهيج الشهوات ولا تليق ويفتن القلوب، وعدم السماح بالمحادثات الخاصة بين الجنسين لأنه باب للفتنة عظيم. والله ورسوله أعلم. [3]

شاهد أيضًا: آيات تحريم الصداقة بين الرجل والمرأة

ما هي حدود العلاقة بين الرجل والمرأة

إن حدود العلاقة بين الرجل والمرأة هو ما تؤتمن معه الفتنة وما ينفذ معه ضوابط الشرع كتجنب الخلوة والخضوع بالقول والالتزام بالحجاب وغض البصر، وإن عدم المراعاة لأحد هذه الضوابط أو أغلبها يودي إلى المفاسد والبلايا وتفشي الفتن في المجتمعات، وإن المزاح والأحاديث التي لا حاجة لها ولا فائدة فلا تجوز قطعًا، وإنما يجوز ما كان لحاجة أو لأمر ضروري أو ضمن حدود العمل مع مراعاة الشروط السابقة، ومحاولة الفصل بين الرجال والنساء في أماكن العمل قدر المستطاع، وقد أكدت المرأة على أهمية ستر المرأة وإقصائها عن أماكن الشك والريبة والأماكن التي يُظن فيها الفتنة وحتى ولو كان في المسجد، فإن ما يحرم كأن تكون هناك مماسة بين الجنسين، أو عدم احتجاب النساء، أو خضوعهن بالقول [4] ، وأما مجرد الاجتماع بين الجنسين تحت سقف واحد فلا ضير فيه إن حكمته الضوابط الشرعية في المسجد أو على مائدة واحدة أو على طاولة الاجتماع في العمل، فقد كان مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم يظل الصحابة رجالًا ونساء دون أن يكون بينهم حواجز، فعن سهيل بن سعد قال: “كان رجال يصلون مع النبي صلى الله عليه وسلم عاقدي أزرهم على أعناقهم كهيئة الصبيان، ويقال للنساء: لا ترفعن رؤوسكن حتى يستوي الرجال جلوساً.” وقد كان هذا النهي حتى لا تلمح النساء عند رفع رؤوسهن شيئًا من عورات الرجال. أي قد يكون الاختلاط لضرورة العمل ولكن وضع الاحتياطات اللازمة للحد من الفتنة هو واجب الجميع. [5]

هل يجوز أن يكون للمرأة صديق

الصداقة بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه لا تجوز في الإسلام لأنها ستودي للحرام لا محالة، ولا يقتصر الحرام بين الجنسين على الزنا فهمناك الكثير من الأمور المحرمة كاللمس والحضن والنظر لما لا يجوز رؤيته والخضوع بالقول وكل ما يودي إلى الفتنة، وقد ورد في الحديث الشريف أن للجوارح نصيبًا من الزنا، ففي الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” إنَّ اللَّهَ كَتَبَ علَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنَ الزِّنَا، أدْرَكَ ذلكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا العَيْنِ النَّظَرُ، وزِنَا اللِّسَانِ المَنْطِقُ، والنَّفْسُ تَمَنَّى وتَشْتَهِي، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذلكَ أوْ يُكَذِّبُهُ.” [6] ، ولا يوجد أخوة بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه وإن أطلقا على علاقتهما اسم الأخوة فهي صداقة وكم من علاقة بدأت بأخوة وانتهت بعلاقة حب أو بكارثة، وأما عن قوله تعالى: “إنما المؤمنون إخوة” [7] ، فإنها أخوة الدين الشاملة وليس للعلاقات الخاصة بين الجنسين. والله أعلى وأعلم. [8]

شاهد أيضًا: افعال تثير غيرة الرجل ، كيفية إصابة رجل بالغيرة

هل يجوز الزواج عن طريق الفيس بوك

إن برامج التعارف والمواقع الإلكترونية ليست مكانًا لاختيار شريك الحياة الصحيح، فحينما يتم التعارف بين الطرفين وأحيانًا وإعطاء كل منهما مواصفاته للثاني وأحيانًا صورته الشخصية وبعد أن يثق أحدهما بالآخر قد يكون الطرف الآخر كاذبًا محتالًا يعبث في مشاعر الطرف الآخر بنية التسلية، أو قد يعطي أحد الطرفين معلومات مغلوطة عن نفسه تؤدي إلى بناء العلاقة على أسس هشة لا صحة فيها فينصدم الطرف الآخر بعد الزواج بكذب الشريك وهذا طبعًا إن وصلوا لمرحلة الزواج، ولذلك فإن هذه البرامج والتطبيقات ليست سوى سبيل للغش وللعبث بالمشاعر وفي أغلب الأحيان تنتهي بنتائج لا تُحمد عقباها، وليست هي الطريقة الصحيحة لمن أراد أن يحصن نفسه بالحلال ويتزوج، فالطريق الشرعي للزواج معروف والحلال لا يختلف عليه اثنان، وإن اتخاذ هذه الوسائل الغير شرعية والغير آمنة لإرسال الرسائل الغرامية وتبادل الصور بدعوى الزواج فهذا غير جائز أبدًا فهو الباب الذي يتخذه المفسدون للطيح بكرامة الصادقين. والله تعالى أعلم. [9]

شاهد أيضًا: مبطلات الصيام في رمضان بين الزوجين ابن باز

هل يجوز ارسال طلب صداقة

إن الانترنت سلاح ذو حدين فإن استغل بالحق والخير كان من أعظم نعم المولى عز وجل، فمن أراد استغلاله في الخير ونشر الفضيلة نال ثوابًا عظيمًا فقد يطلع عليه العديد من الناس وينتفعون به فيكون له من الأجر مثل أجر من اتبعوه ولا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ” مَن دَعا إلى هُدًى، كانَ له مِنَ الأجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن أُجُورِهِمْ شيئًا، ومَن دَعا إلى ضَلالَةٍ، كانَ عليه مِنَ الإثْمِ مِثْلُ آثامِ مَن تَبِعَهُ، لا يَنْقُصُ ذلكَ مِن آثامِهِمْ شيئًا.” [10] ، وإن مجرد قبول طلبات الصداقة لا يعني أبدًا الاختلاط الذي قصدته النصوص الشرعية، ولكن لهذا حدود وضعتها الشريعة، إن كان فيه مصلحة دعوية أو علمية وبتجنب الخضوع بالقول والمزاح وتناول الأحاديث الجانبية والاقتصار على الحاجة فقط وعدم المحادثة على الخاص وعدم نشر ما يهيج الشهوة من صور ومقاطع فيديو وأي شيء لا يليق ولا يرقى بأخلاق المسلمين حتى لا يكون بابًا من أبواب الفتنة. والله تعالى أعلم. [11]

وإلى هنا نكون قد وصلنا معكم أحبابنا إلى نهاية هذا المقال حكم الصداقة بين الرجل والمرأة على الفيس بوك، تناولنا فيه إجابة مفصلة عن هذا السؤال إضافة إن كان يجوز إرسال طلبات صداقة بين الجنسين وهل يجوز الزواج عن طريق الفيس وإن كان يجوز أن يكون للمرأة صديق وغير ذلك من المواضيع التي تصب في ذات السؤال الأساسي للمقال، ونسأل الله أن يجنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
ما هو الزنا الإلكتروني؟
هو التراسل بين الجنسين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وما يتبعه من ممارسات منحرفة وشاذة من أقوال وأفعال أمام شاشة الهاتف يفعلها كل طرف للآخر فتحرك الغرائز وتلهب الشهوات وتورث الإثم والذنب العظيم.
العلاقة المحرمة على الإنترنت هل تدخل في الزنا؟
هي من وسائل الزنى وقد سماها الشرع زنى فكما أخبرنا النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف: "كتب على ابن آدم نصيبه من الزنى، مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر، والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل زناها الخطى، والقلب يهوى ويتمنى، ويصدق ذلك الفرج ويكذبه." وهذا يبين خطورة الأفعال هذه رغم أنها ليست زنى حقيقي التي يجب عليها الحد، وقد تستدرج إلى الحقيقي فقد حذرنا المولى تبارك وتعالى من الانجرار خلف كل ما يقودنا إلى الزنى فقال تعالى: {ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ومقتًا وساء سبيلًا} سورة الإسراء الآية 32
كيف اتوب من الزنا عبر الهاتف؟
التوبة والإنابة إلى الله عز وجل والندم والعزم على عدم العودة لمثل هذا والابتعاد عن كل ما يعينها على المعصية من جديد كإضافة الشباب إلى حسابها أو التأمل في بروفايلات الشباب وصورهم وللرجال أيضًا بالمقال نفس الكلام، وأن تكتم سرها عن الخلق فإن الله يسامح ويبدل سيئاتك حسنات بتوبتك ولكن الناس لن تنسى لك ذلك إن عرفوا، فاستري على نفسك فالله ستير يحب الستر.

المراجع

  1. ^ سورة الأحزاب، الآية: 32
  2. ^ تخريج زاد المعاد، عائشة أم المؤمنين،شعيب الأرناؤوط،3/14،صحيح
  3. ^ islamweb.net، حكم إضافة المرأة رجالا على صفحتها في مواقع التواصل، 18/03/2023
  4. ^ islamweb.net، حدود التعامل المسموح به بين الجنسين في الوظائف المختلطة، 18/03/2023
  5. ^ islamweb.net، اجتماع الرجال والنساء على مائدة واحدة، 18/03/2023
  6. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة،البخاري،6612،صحيح
  7. ^ سورة الحجرات، الآية: 10
  8. ^ islamweb.net، الصداقة بين الرجال والنساء في الإسلام، 18/03/2023
  9. ^ islamweb.net، الزواج عن طريق الإنترنت، 18/03/2023
  10. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة،مسلم،2674،صحيح
  11. ^ islamweb.net، حكم إضافة أجنبيات أو قبول طلب الصداقة منهن على الفيسبوك، 18/03/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *