خطبة النبي في استقبال شهر رمضان مكتوبة

خطبة النبي في استقبال شهر رمضان مكتوبة
خطبة النبي في استقبال شهر رمضان

خطبة النبي في استقبال شهر رمضان مكتوبة، يبحث عنها كثير من المسلمين مع دخول أول أيام شهر رمضان المبارك، إذ يحرص معظم المسلمين على اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ينالوا الأجر الكبير والثواب العظيم ويكونوا في نهاية شهر رمضان من عتقاء شهر رمضان من النار بإذن الله تعالى، وسوف نتعرف في هذا المقال على كيفية استقبال شهر رمضان المبارك، وخطبة رسول الله في استقبال شهر رمضان وصحة خطبة النبي في استقبال شهر رمضان وخطبة يوم الجمعة عن استقبال رمضان وغير ذلك.

استقبال شهر رمضان

يعد شهر رمضان أعظم شهر عند المسلمين، ففيه يؤدي المسلمون فريضة الصيام وهي أحد أركان الإسلام الخمسة التي أشار إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح، وفيها ليلة من أعظم ليالي السنة وهي ليلة القدر التي نزل فيها القرآن الكريم، ولذلك يجب اتباع العديد من الخطوات من أجل استقبال هذا الشهر العظيم، فمن أهم تلك الخطوات الدعاء بأن يبلغنا الله تعالى شهر رمضان، فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو بذلك في شهر شعبان، ومع دخول أول أيام الشهر الفضيل يحمد المسلم الله تعالى أن بلغه شهر رمضان وهو قادر على القيام بالطاعات والعبادات، إضافة إلى الاستبشار والفرح بقدوم رمضان، فقد ورد في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “أتاكم شهرُ رمضانَ ، شهرٌ مبارَكٌ ، فرض اللهُ عليكم صيامَه ، تفتحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ ، و تُغلَق فيه أبوابُ الجحيم ، وتُغَلُّ فيه مَرَدَةُ الشياطينِ ، وفيه ليلةٌ هي خيرٌ من ألف شهرٍ ، من حُرِمَ خيرَها فقد حُرِمَ”،[1] ومن طرق استقبال رمضان تعلم أحكام الصيام والأحكام المتعلقة برمضان، وعقد العزم على الطاعات والعبادات والتخطيط للقيام بها على أكمل وجه، وترك المعاضي والذنوب والتوبة الخالصة إلى الله تعالى حتى يكون المسلم جاهزًا للصيام والقيام في هذا الشهر الفضيل.[2]

شاهد أيضًا: هل حقن السيولة تفطر الصائم ، هل الحقن المسكنة تفطر الصائم

خطبة النبي في استقبال شهر رمضان

وردت في بعض الكتب أحاديث تشير إلى خطبة استقبال شهر رمضان عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد وردت أكثر من خطبة، وقد رويَت إحدى الخطب عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وإحداها عن سلمان الفارسي رضي الله عنه، وفيما يأتي سيتم إدراج خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في استقبال شهر رمضان التي رويت عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه:[3]

أيها الناس، إنه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات؛ هو شهر دُعيتم فيه إلى ضيافة الله وجُعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاؤكم فيه مستجاب؛ فاسألوا الله ربكم بنيَّات صادقة وقلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه وتلاوة كتابه؛ فإن الشقي كل الشقي مَن حُرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوعَ يوم القيامة وعطشه، وتصدَّقوا على فقرائكم ومساكينكم، ووقِّروا كباركم وارحموا صغاركم وصِلوا أرحامكم واحفظوا ألسنتكم وغضُّوا عما لا يحل النظر إليه أبصاركم وعمَّا لا يحل الاستماع إليه أسماعكم، وتحننوا على أيتام الناس، يُتحنَّن على أيتامكم، وتوبوا إلى الله من ذنوبكم وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء، في أوقات صلاتكم؛ فإنها أفضل الساعات يَنظر الله فيها إلى عباده بعين الرحمة، يُجيبهم إذا ناجَوْه ويلبيهم إذا نادَوْه ويعطيهم إذا سألوه ويستجيب لهم إذا دعَوْه، أيها الناس: إنَّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم، ففكوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم، فخفِّفوا عنها بطول سجودكم، واعملوا أن الله أقسم بعزته أن لا يعذب المصلين والساجدين وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين، أيها الناس: مَن فطَّر منكم صائمًا مؤمنًا في هذا الشهر كان له بذلك عند الله عتق رقبة ومغفرة لما مضى من ذنوبه، فقيل: يا رسول الله، وليس كلنا يقدِر على ذلك، فقال صلى الله عليه وآله وسلم: اتقوا الله ولو بشربة من ماء، واتقوا النار ولو بشق تمرة، أيها الناس: مَن حسُن منكم في هذا الشهر خُلُقه، كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام، ومن خفَّف فيه عما ملكت يمينه، خفَّف الله عليه حسابه، ومن كفَّ فيه شره، كفَّ الله عنه غضبه يوم يلقاه، ومَن أكرم فيه يتيمًا، أكرمه الله يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحِمه، وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه، قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه، ومن تطوع بصلاة، كتب الله له براءة من النار، ومَن أدى فيه فرضًا، كان له ثواب من أدى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة عليَّ، ثقَّل الله ميزانه يوم تخفُّ الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن، كان له مِثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور، أيها الناس: إن أبواب الجنان في هذا الشهر مفتحة, فاسألوا ربكم ألا يغلقها عليكم، وأبواب النيران مغلَّقة، فاسألوا الله ألا يفتحها عليكم، والشياطين مغلولة، فاسألوا ربكم ألا يسلطها عليكم، قال أمير المؤمنين علي رضي الله عنه: فقمت فقلت: يا رسول الله، ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟ فقال: يا أبا الحسن، أفضل الأعمال في هذا الشهر: الورع عن محارم الله، يقول أمير المؤمنين رضي الله عنه: ثم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقلت: ما يبكيك؟ فقال: أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر، كأني بك وأنت تصلي لربك وقد اتبعك أشقى الآخرين يتبع أشقى الأولين، شقيق عاقر ناقة ثمود، فضربك ضربةً على قرنك فخضب منها لحيتك، فقلت: يا رسول الله وذلك في سلامة من دِيني؟ فقال: نعم، في سلامة من دِينك، ثم قال صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي، أنت مني كنفسي، حربك حربي وسِلمك سلمي، مَن أحبك فقد أحبني ومَن جفاك فقد جفان.

شاهد أيضًا: دعاء استقبال شهر رمضان مكتوب

صحة خطبة النبي في استقبال شهر رمضان

لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنَّه خطب خطبة في استقبال شهر رمضان، وقد انتشرت كثير من الأحاديث غير الصحيحة التي تشير إلى النبي خطب المسلمين خطبة طويلة قبيل دخول أول أيام شهر رمضان المبارك، وقد وردت بعض الأحاديث المنكرة التي نسِبت إلى سلمان الفارسي رضي الله عنه، كما وردت الخطبة التي رواها علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتب الشيعة، ولم ترد في كتب السنة، إذ وردت في كتاب روضة المتقين وهو أول كتاب للمجلسي، وقد أشار إلى أنها وردت بسند موثق من الصحيح، كما ذكرها أيضًا الشيخ عباس القمي في كتاب مفاتيح الجنان، ولذلك فهي في محل قبول واعتبار عن الشيعة، أما عند السنة فإنها منكرة ولم ترد في أي من كتب السنة ولا يجوز الأخذ بها ولا ترديدها وقراءتها إلا لبيان بطلان نسبتها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.[3]

شاهد أيضًا: دعاء دخول رمضان ابن باز

خطبة الجمعة عن استقبال شهر رمضان مكتوبة

يبحث بعض الزوار عن خطبة مكتوبة عن استقبال شهر رمضان المبارك يمكن إلقاؤها في العديد من المناسبات التي تجرى قبل حلول شهر رمضان، كما يمكن قراءتها في صلاة الجمعة التي تسبق هذا الشهر الفضيل أو يوم الجمعة الأول من شهر رمضان، وفيما يأتي خطبة الجمعة عن استقبال شهر رمضان مكتوبة:

مقدمة خطبة الجمعة عن استقبال شهر رمضان مكتوبة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، الحمد لله الواحد الماجد، هو وحده من يستحق أن يحمَد بجميع المحامد، له الحمد في الأولى والآخرة وإليه ترجعون، أوصيكم عباد الله ونفسي المخطئة والمذنبة بتقوى الله عز وجل، وأحثكم على طاعته والمحافظة على مأموراته، وأستفتح بالذي هو خير فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره، ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره، وقد قال تعالى في محكم التنزيل: “لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا ۚ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ ۗ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ۚ رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ۖ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا ۚ أَنتَ مَوْلَانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ”،[6] أما بعد أيها الأخوة المسلمون.

نص خطبة الجمعة عن استقبال شهر رمضان مكتوبة

فقد قال تعالى في كتابه العزيز جل من قائل: ” شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”،[4] لقد أطلَّ علينا شهر رمضان المبارك، والناس في غفلة عن هذا الشهر العظيم، إذ ترى كثير من المسلمين منشغلين في تجهيز زينة رمضان والأطعمة التي سيتناولونها في رمضان، وكأنَّ هذا الشهر الفضيل أصبح واحدًا من أعياد اليهود والنصارى، أو كأنه شهر مخصص للطعام والشراب، فاتقوا الله عباد الله، وتجهزوا لشهر رمضان كما أراد الله تعالى ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وعلى الإنسان أن يكثر من الدعاء أن يبلغه هذا الشهر الفضيل، وأن يتوب إلى الله تعالى من جميع الذنوب والمعاصي ويقلع عنها دون رجعة، كما يعقد العزم على المواظبة على الطاعات والعبادات جميعها، وما أجمل أن يضع المسلم خطة يواظب عليها حتى لا يقع في التقصير كما يقع فيه كثير من المسلمين، إذ يبدأ المسلمون شهر رمضان بكثير من الطاعات والعبادات ولكن بعد مرور عدة أيام يتساهل في ذلك حتى أن المساجد تخلو من المصلين على صلاة الفجر، ويكثر عدد المصلين في صلاة التراويح، رغم أن صلاة الفجر في المسجد أهم بكثير من صلاة التراويح فتلك فريضة وهذه سنَّة، فاتقوا الله تعالى عباد الله وأطيعوا الله ورسوله، وحافظوا على الصلوات واسألوا الله تعالى الثبات في أيام شهر رمضان الفضيل وفي جميع الأيام، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحثُّ الناس على الاجتهاد في العبادة وأعمال الخير جميعها خلال رمضان وخصوصًا في العشر الأواخر من رمضان، وقد ورد في الحديث الصحيح الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنه حيث قال: “كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدَ النَّاسِ، وأَجْوَدُ ما يَكونُ في رَمَضَانَ، حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وكانَ جِبْرِيلُ عليه السَّلَامُ يَلْقَاهُ في كُلِّ لَيْلَةٍ مِن رَمَضَانَ، فيُدَارِسُهُ القُرْآنَ، فَلَرَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ أجْوَدُ بالخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ المُرْسَلَةِ”،[5] فعلى المسلم أن يكون حسن الخلق طيبًا لينًا محسنًا، يكثر من فعل الخيرات كما يكثر من الطاعات والعبادات ويكون قرآنًا يمشي على الأرض كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم.

خاتمة خطبة الجمعة عن استقبال شهر رمضان مكتوبة

فاحرصوا أيها الأخوة المسلمون على الإخلاص في جميع أعمالكم حتى تكون مقبولة عند الله تعالى، وحافظوا على الطاعة وحضور الجمَع والجماعة، والإكثار من الصلاة وقراءة القرآن والأذكار والدعاء في هذه الأيام المباركة، ونسأل الله تعالى أن يعيننا في هذا الشهر الفضيل على الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان وأن يتقبل منا أعمالنا جميعها ويجعلها خالصة لوجهه الكريم، ونسأله تعالى أن يجعلنا من عتقاء هذا الشهر الفضيل من النيران إنه ولي ذلك والقادر عليه سبحانه وتعالى، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

في نهاية مقال خطبة النبي في استقبال شهر رمضان تعرفنا على كيفية استقبال شهر رمضان في الإسلام، وعلى خطوات استقبال شهر رمضان، بالإضافة إلى صحة خطبة رسول الله في استقبال شهر رمضان، وتمَّ إدراج نص خطبة النبي في استقبال شهر رمضان مكتوبة، بالإضافة إلى خطبة مكتوبة عن استقبال شهر رمضان.

المراجع

  1. ^ صحيح الجامع، أبو هريرة، الألباني، 55، صحيح
  2. ^ saaid.net، عشر وسائل لإستقبال رمضان، 23/03/2023
  3. ^ dorar.net، أحاديث منتشرة لا تصح، 23/03/2023
  4. ^ سورة البقرة، الآية 185
  5. ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عباس، البخاري، 3554، صحيح
  6. ^ سورة البقرة، الآية 286

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *