هل لمس الفرج بدون قصد ينقض الوضوء ، حدود الفرج الناقض للوضوء

هل لمس الفرج بدون قصد ينقض الوضوء ، ما هي نواقض الوضوءْ لا بدَّ من التعرف على هذه الأحكام حتى لا يقع المسلم في خطأ دون قصد، إذ توجد أحكام عديدة للوضوء في الإسلام، واختلف الفقهاء في العديد من الأحكام التي تتعلق بالضوء، وسوف نتعرف في هذا المقال على مفهوم الوضوءْ في الإسلام، وإذا ما كان لمس الفرج من دون قصد ينقض الوضوءْ، أو لمس الفرج دون شهوة ينقض الوضوءْ، وسوف نتعرف على نواقض الوضوءْ بشكل موجز وغير ذلك.

الوضوء في الإسلام

إنَّ كلمة الوضوءْ في اللغة مشتقة من الوضاءة وهي البهاء والحسن، وفي الشرع الإسلامي تشير إلى الطهارة المائية التي تتناول أعضاء محددة في جسم الإنسان وبطريقة مخصصة على نية التعبد لله تعالى، فيجب أن يصحب الوضوءْ النية وإيصال الماء إلى جميع الأعضاء المحددة، وله أركان معروفة لا يحصل إلا بها وهي: النية وغسل الوجه واليدين إلى المرفقين، مسح الرأس ثم غسل الرجلين إلى الكعبين، وتوجد العديد من السنن والشروط والأفعال الأخرى التي اختلف العلماء حول ما إذا كانت فرضًا أو واجبًا.^[1]

شاهد أيضاً: هل مقوي الأظافر يمنع الوضوءْ

هل لمس الفرج بدون قصد ينقض الوضوء

اختلف الفقهاء والأئمة في الإسلام حول حكم مس الفرج من دون قصد فيما إذا كان ينقض الوضوءْ أم لا، وذلك بسبب اختلاف الأدلة والنصوص التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الشأن، وفيما يأتي سيتم توضيح مختلف أقوال العلماء في ذلك مع التفصيل:

لمس الفرج ينقض الوضوء

ذهب جمهور الفقهاء من المالكية والحنابلة والشافعية إلى أنَّ لمس الفرج من دون حائل ينقض الوضوءْ عمومًا، سواء كان اللمس بشهوة أو من دون شهوة، وسواء كان عن قصد أو عن غير قصد، وذهب إلى هذا القول أيضًا العديد من الفقهاء والعلماء منهم الشوكاني وابن باز رحمهم الله، واستدلوا بالحديث الذي روته بسرة بنت صفوان رضي الله عنها أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من مسَّ ذكرَه، فلا يصلي حتى يتوضأَ”،^[2] وبناءً على هذا فإنَّ لمس الذكر بالخطأ يبطل الوضوءْ عند أصحاب هذا المذهب.^[3]

لمس الفرج لا ينقض الوضوء

ذهب الحنفية وبعض المالكية وبعض الحنابلة، إلى أنَّ لمس الفرج لا ينقض الوضوءْ مطلقًا سواء كان بقصد أو من دون قصد، وإلى هذا القول أيضًا ذهب العديد من الفقهاء منهم ابن تيمية رحمه الله، حيث ورد في الحديث عن طلق بن علي الحنفي أنه قال: “خرجنا وفدًا حتَّى قدمنا علَى رسولِ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فبايعناهُ وصلَّينا معَه فلمَّا قضى الصَّلاةَ جاءَ رجلٌ كأنَّهُ بدويٌّ فقالَ يا رسولَ اللَّهِ ما ترى في رجلٍ مسَّ ذَكرَه في الصَّلاةِ قالَ وَهل هوَ إلَّا مضغةٌ منكَ أو بضعةٌ منكَ”،^[4] وهذا الحديث يدلُّ عندهم على أنَّ الذكر جزء من الإنسان ولا يضره لمسه.^[3]

لمس الفرج بشهوة ينقض الوضوء

ذهب بعض الفقهاء من أهل العلم إلى الجميع بين الأحاديث الواردة في حكم مس المسلم للفرج عند الوضوءْ، ومنهم الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، فقد ذهب إلى أنَّ مس الشهوة من دون شهوة لا ينقض الوضوءْ سواء كان بقصد أو من دون قصد وذلك ما أراده رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث طلق بن علي السابق، أما لمس الفرج بشهوة فإنه ينقض الوضوءْ وهذا ما قصده رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث بسرة بنت صفوان، وفي هذا يكون الجمع بين الأدلة، وقد جمع بعض الفقهاء بين الحديثين جمعًا آخرًا بأن حديث الوضوءْ جاء على سبيل الاستحباب لا الوجوب والله أعلم.^[5]

شاهد أيضًا: هل طلاء الاظافر يبطل الصلاة ، هل طلاء الأظافر يبطل الوضوءْ

حدود الفرج الناقض للوضوء

إنَّ الفرج الناقض للوضوء حسب ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من أهل العلم هو الذكر وفتحة الدبر فقط، ولا يضر المسلم إذا لمس غير ذلك حسب ما أشار إليه كثير من الأئمة والفقهاء، حيث أنَّه لم يتم تحديد ذلك بنص صريح، وقد اعتمد الفقهاء على النص الوارد في الوضوءْ من مس العورة، وقد أشار النووي في كتاب المجموع إلى حد الفرج الناقض للوضوء بقوله: “قال أصحابنا: لا ينقض مس الأنثيين وشعر العانة من الرجل والمرأة، ولا موضع الشعر، ولا ما بين القبل والدبر، ولا ما بين الإليتين، وإنما ينقض نفس الذكر، وحلقة الدبر، وملتقى شفري المرأة، فإن مست ما وراء الشفر لم ينقض”، وفي كتاب المغني يقول ابن قدامة رحمه الله تعالى: “ولا ينقض الوضوءْ بمس ما عدا الفرجين، من سائر البدن كالرفغ والأنثيين، والإبط، في قول عامة أهل العلم”، والله أعلم.^[6]

هل مس فرج الطفل ينقض الوضوء

ذهب الإمام ابن باز رحمه الله تعالى إلى أنَّ مس فرج الطفل ينقض الوضوءْ وبجب على الأم أن تعيد وضوءها إذا لمست فرج الطفل عند تنظيفه أو ما إلى هنالك، وعلى هذا فإنَّ مس فرج الزوج ينقض الوضوءْ وكذلك مس الزوج فرج زوجته ينقض الوضوءْ إذا كان من دون حائل طبعًا، وقد قال ابن باز في ذلك: “إذا مس الرجل فرجه أو فرج امرأته أو فرج الطفل انتقض الوضوءْ، وهكذا المرأة إذا مست فرجها أو فرج زوجها أو فرج أطفالها انتقض الوضوءْ”، ويأخذ حكم مس الإنسان فرجَ غيره نفس حكم مس الفرج السابق، فمن ذهب إلى أن لمس العورة لا ينقض الوضوءْ مطلقًا ينسحب على هذا الحكم، ويكون عندهم أن لمس فرج الطفل أو الزوج أو الزوجة لا ينقض الوضوءْ، والله تعالى أعلم.^[7]

شاهد أيضًا: لماذا سمي الوضوءْ بهذا الاسم

هل النظر إلى الفرج يبطل الوضوء

إنَّ كشف العورة أو النظر إليها لا ينقض الوضوءْ، وحتى لو كشفت عورة الشخص وشاهدها أحد فإن ذلك لا ينقض الوضوءْ، وهذا لا أصل له في الشرع الإسلامي ولم يرد فيه دليل ولا أي قول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد أشار ابن عثيمين رحمه الله إلى ذلك، وحتى لو كان منتشرًا بين الناس أنَّ النظر إلى العورة ينقض الوضوءْ فإنَّ ذلك غير صحيح ولا أصل له.^[8]

ما هي نواقض الوضوء

لقد حدد الفقهاء من أهل العلم نواقض الوضوءْ حسب ما ورد من أدلة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد اختلف الفقهاء حول العديد من هذه النواقض فيما إذا كانت تنقض الوضوءْ أم لا، وفيما يأتي سيتم ذكر نواقض الوضوءْ في الإسلام بشكل مفصل:^[1]

• كل ما خرج من السبيلين من الدبر أو القبل ويشمل ذلك: البول والبراز والريح والمني والمذي والودي، وهذا الناقض هو الناقض الوحيد الذي اتفق عليه الفقهاء.
• النوم الثقيل الذي يستغرق فيه صاحبه ولا يشعر بشيء من حوله.
• أكل لحم الإبل وقد اختلف الفقهاء على هذا الناقض، والراجح أنه ينقض الوضوءْ.
• مس الفرج، وفيه خلاف أيضًا وقد بيناه كما سبق.
• الجنون والإغماء.
• الشك، إذا كان متيقنًا من شكه أما إذا شك الإنسان في وضوئه بعد أن كان متيقنًا منه لا يتوضأ.

في ختام مقال هل لمس الفرج بدون قصد ينقض الوضوء ، ما هي نواقض الوضوء تعرفنا على معنى الوضوءْ في الإسلام وعلى حكم لمس الفرج من دون قصد إذا ما كان ينقض الوضوءْ أم لا، وعلى حكم مس فرج الغير عند الوضوءْ، وعرفنا هل مس فرج الطفل عند تنظيفه ينقض الوضوءْ، كما تم إدراج نواقض الوضوءْ بشكل مختصر.