حكم فوائد البنوك للشيخ الشعراوي وحكم التعامل مع البنوك الإسلامية

حكم فوائد البنوك للشيخ الشعراوي وحكم التعامل مع البنوك الإسلامية هو أحكام شرعية مهم بالنسبة للكثير من الأشخاص الذين يودعون أموالهم في البنوك في هذا العصر، وتحديدًا في البنوك التي تقدم فوائد على إيداع هذه الأموال في حساباتها، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على حكم فوائد البنوك كما وردت عن الشيخ الشعراوي وعن الشيخ يوسف القرضاوي وعن الشيخ محمد بن صالح العثيمين، وسنمر على رأي الغزالي في فوائد البنوك وسنتحدث في الختام عن حكم التعامل مع البنوك الإسلامية.

حكم فوائد البنوك للشيخ الشعراوي

أفتى الشيخ الشعراوي بأنّ فوائد البنوك محرمة وحكمها في حكم الربا، والربا من المحرمات التي ورد تحريمها بالنص الصريح في القرآن الكريم، قال تعالى في سورة البقرة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ۖ وَإِن تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ} ^[1]فالربا من السبع الموبقات، قال -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: “اجْتَنِبُوا السَّبْعَ المُوبِقاتِ، قالوا: يا رَسولَ اللَّهِ وما هُنَّ؟ قالَ: الشِّرْكُ باللَّهِ، والسِّحْرُ، وقَتْلُ النَّفْسِ الَّتي حَرَّمَ اللَّهُ إلَّا بالحَقِّ، وأَكْلُ الرِّبا، وأَكْلُ مالِ اليَتِيمِ، والتَّوَلِّي يَومَ الزَّحْفِ، وقَذْفُ المُحْصَناتِ المُؤْمِناتِ الغافِلاتِ” ^[2]والله أعلم. ^[3]

شاهد أيضًا: حكم لبس الحظاظة للرجال ، هل لبس الحلق للرجال حرام

حكم فوائد البنوك ابن عثيمين

أفتى الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى بأنّ وضع الأموال في البنوك والحصول على الفوائد منها لا يجوز في الإسلام أبدًا فهو في حكم الربا، والربا من المحرمات التي تم تحريمها في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة صراحة، وهخذا حكم شرعي واضح لا خلاف فيه بين أهل العلم، والفتوى فيه أخذوها مستندين على صريح الآيات القرآنية وصريح الأحاديث النبوية، قال تعالى في سورة النساء: {فَبِظُلْمٍ مِنَ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمُ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ ۚ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} ^[4]والله تعالى أعلم. ^[5]

رأي القرضاوي في فوائد البنوك

يرى الشيخ يوسف القرضاوي أنّ الفوائد التي يأخذها المودع من البنوك هي مال ربا، والربا من أشد الأشياء حُرمة في الشريعة الإسلامية، والأدلة على تحريم الربا كثيرة في القرآن الكريم وفي السنة النبوية الشريفة، قال تعالى في سورة البقرة: {يَمْحَقُ اللهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ وَاللهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ كَفَّارٍ أَثِيمٍ} ^[6]والله أعلم.^[7]

رأي الغزالي في فوائد البنوك

استنادًا على تعريف الربا وحكمه عند الإمام الغزالي، فإنّ الفوائد التي يتحصل عليها الإنسان في هذا العصر من إيداع أمواله في البنوك، هي أموال ربا وهي محرمة بنص القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ولا يجوز للمسلم أن يتهاون في هذا الأمر أبدًا فإن الله تعالى بمحق الربا ويفني كل المال الذي حصل عليه الإنسان من الربا، قال تعالى في سورة آل عمران: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} ^[8]والله أعلم. ^[9]

حكم التعامل مع البنوك الإسلامية

أباح علماء المسلمين التعامل مع البنوك الإسلامية، لأنّ هذه البنوك لا تتعامل مثل معاملة البنوك الربوية، وفقواعد البنوك الإسلامية كلها قواعد إسلامية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وهي بنوك تلتزم بالمعايير التي تُبعد كل شبهات الربا عن معاملاتها، وفيما يأتي نلقي الضوء على قول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في مسألة التعامل مع البنوك الإسلامية:

البنوك الإسلامية تجتنب المعاملة الربوية، فالتعامل معها ليس مثل البنوك الربوية، التعامل مع البنوك الإسلامية لا حرج فيه، والتعامل مع البنوك الربوية فيه الحرج في أي معاملة يكون فيها ربا، أما المعاملات التي ليس فيها ربا مثل: الحوالات بدون ربا، وما أشبه هذا لا بأس، لكن المعاملة الربوية مع أي إنسان سواءً كان مع البنك الربوي أو مع غيره، لا تجوز، وذلك مثل: وضع الودايع بربح خمسة في المائة، عشرة في المائة، الاقتراض بربح خمسة في المائة، عشرة في المائة، أكثر أقل، هذا وأشباهه ربا، سواء كان ذلك مع بنكٍ ربويٍ أو بنكٍ إسلاميٍ، أو مع تاجرٍ، أو مع غير ذلك.

إلى هنا نصل إلى ختام هذا المقال الذي مررنا فيه على حكم فوائد البنوك للشيخ الشعراوي وحكم التعامل مع البنوك الإسلامية وتحدثنا فيه عن رأي الشيخ ابن عثيمين وعن رأي الشيخ القرضاوي ورأي الغزالي.