عناصر المقال
هل يجوز الوضوء في الحمام وما حكم التسمية عند الوضوء في الحمام من المعلومات التي يجب على المسلمين التعرف عليها، إذ توجد كثير من الأحكام التي يجهلها بعض المسلمين ويقعون في كثير من الأخطاء نتيجة ذلك سواء في موضوع الطهارة أو في غيرها من الطاعات والعبادات، وسوف نتعرف في هذا المقال على الوضوء في الإسلام وبعض المعلومات حوله، وسوف نتعرف على حكم الوضوء في الحمام وعلى حكم الوضوء من دون ملابس في لحمام وغيرها من الأحكام المتعلقة.
الوضوء في الإسلام
إنَّ لفظ الوضوءْ في اللغة العربية مشتق من أصل الكلمة الوضاءة والتي تعني الحسن والبهاء، وأما في اصطلاح الشرع الإسلامي فإنَّ الوضوء يشير إلى الطهارة المائية التي يقوم بها المسلم وتشمل أعضاءً معينة في جسم الإنسان وتتم بطريقة مخصصة على نية التعبد والتقرب لله تعالى، ويجب أن يصاحب الوضوء النية أولًا وثم إيصال الماء إلى جميع تلك الأعضاء المحددة، وقد قال تعالى في كتابه العزيز: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِن كُنتُم مَّرْضَىٰ أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِّنكُم مِّنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُم مِّنْهُ ۚ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُم مِّنْ حَرَجٍ وَلَٰكِن يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ”،[1] وللوضوء أركان معروفة في الإسلام لا يصح إلا بها وهي: النية، غسل الوجه واليدين إلى المرفقين، مسح الرأس، غسل الرجلين إلى الكعبين، كما توجد الكثير من السنن والشروط والأفعال الأخرى التي اختلف العلماء حول ما إذا كانت فرضًا أو واجبًا حتى يصح بها الوضوء.[2]
هل يجوز الوضوء في الحمام
إنَّ الوضوء في الحمام مباح ولا حرج فيه حسب ما ذهب إليه كثير من الفقهاء من أهل العلم، إذ أنَّ الحمام قديمًا كان مكانًا لقضاء الحاجة أيضًا وقد كان مكروهًا فيه الوضوء خشية أن يصاب الإنسان بنجاسة أثناء الوضوء، أمَّا في الوقت الحالي فإنَّ النجاسة محصورة في مكان قضاء الحاجة فقط، ولا تنشتر في الحمام، ولذلك يجوز للمسلم أن يتوضأ في الحمام خصوصًا أنَّ معظم الحمامات معزولة عن مكان قضاء الحاجة، وحتى لو كان مكان قضاء الحاجة في الحمام فإنه مستقل ونظيف ولا يصله نجاسة، ولذلك يجوز الوضوء في الحمام والله أعلم.[3]
هل يجوز الوضوء في مكان قضاء الحاجة
إنَّ الوضوء في مكان قضاء الحاجة جائز للمسلم ولا حرج فيه ولكن يُخشى أن يصاب الإنسان بنجاسة من المكان، ولكن إذا أمن ذلك فلا حرج عليه أن يتوضأ في الحمام خصوصًا إذا دعت الحاجة إلى ذلك، ولكن الأفضل أن يتوضأ خارج الحمام، وقد سئلت لجنة الإفتاء الدائمة عن حكم الوضوء داخل الحمام فأجابت بالقول: “إذا تيسر له الوضوء خارج الحمام فالأكمل أن يتوضأ خارجه مع مراعاة التسمية أوله، وإلا توضأ داخل الحمام وتحفظ مما قد يكون فيه من نجاسة”[3]
شاهد أيضاً: هل مقوي الأظافر يمنع الوضوءْ
حكم التسمية عند الوضوء في الحمام
إنَّ التسمية واجبة في بداية الضوء عند بعض الفقهاء، ولكنها سنة عند جمهور الفقهاء من أهل العلم، وقد يجد بعض المسلمين حرجًا في التسمية في الحمام خصوصًا إذا كان مكانًا لقضاء الحاجة، وقد أشار كثير من الفقهاء إلى أنَّ المسلم يمكن أن يسمِّي الله تعالى في قلبه، وهذا ما أشار إليه ابن عثيمين عندما أشار إلى أنَّه إذا عطس المسلم في الحمام يحمد الله في قلبه أيضًا، وقد أجاز بعض الفقهاء التسمية في الحمام باللسان مثل ابن باز رحمه الله تعالى، وقد قال في ذلك:[4]
“لا بأس أن يتوضأ داخل الحمام إذا دعت الحاجة إلى ذلك، ويسمي عند أول الوضوء، يقول: (بسم الله)؛ لأن التسمية واجبة عند بعض أهل العلم، ومتأكدة عند الأكثر، فيأتي بها وتزول الكراهة؛ لأن الكراهة تزول عند وجود الحاجة إلى التسمية، والإنسان مأمور بالتسمية عند أول الوضوء، فيسمي ويكمل وضوءه”.
هل يجوز الوضوء عاريا
إنَّ وضوء المسلم عاريًا من دون ملابس صحيح ولا حرج عليه في ذلك، وقد أشار الفقهاء إلى أنَّه لم يرد أنَّ الوضوء عاريًا فيه شيء في الإسلام، ولكن الأفضل للمسلم أن يحافظ على ستر عورته ولا يكشفها إلى وقت الاستحمام، وقد شدد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك في الحديث الشريف إذ قال فيه: “يا رسولَ اللَّهِ عوراتُنا ما نأتي منها وما نذَرُ قالَ احفَظْ عورتَكَ إلَّا من زوجتِكَ أو ما ملكت يمينُكَ قلتُ يا رسولَ اللَّهِ أرأيتَ إن كانَ القومُ بعضَهم في بعضٍ قالَ فإنِ استطعتَ أن لا تُريَها أحدًا فلا تُرينَّها قلتُ يا رسولَ اللَّهِ فإن كانَ أحدُنا خالِيًا قالَ فاللَّهُ أحقُّ أن يُستحيا منهُ منَ النَّاسِ”،[5] وعلى هذا يجب أن يحافظ المسلم على الستر وألا يكشف عورته حتى لو كان وحيدًا.[6]
شاهد أيضًا: هل لمس الفرج بدون قصد ينقض الوضوء ، حدود الفرج الناقض للوضوء
هل يجوز الوضوء في الحمام بعد الاستحمام
إنَّ الوضوء في الحمام جائز كما سبق ولا حرج فيه، خصوصًا أنَّ الحمام في الوقت الحالي معزولة عن مكان قضاء الحاجة ولا يسبب إصابة بالنجاسة أو ما شابه ذلك، وقد أجاز الفقهاء الوضوء في الحمام سواء بعد الاستحمام أو دون استحمام ولا حرج في ذلك، كما أنَّه يجوز للمسلم أن يتوضأ عاريًا ولا يؤثر ذلك على وضوئه، وهذا يشير إلى جواز الوضوء بعد الاستحمام في الحمام، وقد أشارت دار الإفتاء عندما سئلت عن الوضوء في الحمام فقالت:[7]
“الوضوء في هذه الحالة صحيح، وتصحُّ به الصلاة؛ لأنه ليس من شروط الوضوء ستر العورة أثناءه، لكن لا ينبغي للإنسان المسلم أن يكشف عورته إلا لحاجة كالاستحمام، فإذا انتهت الحاجة عليه أن يبادر إلى ستر عورته؛ لأن معه من الملائكة المكرَّمين من ينبغي أن يستحيِي منهم”.
في ختام مقال هل يجوز الوضوء في الحمام وما حكم التسمية عند الوضوء في الحمام تعرفنا على الوضوء في الإسلام وعلى حكم الوضوء في الحكام بعد الاستحمام وعلى حكم الوضوء عاريًا من دون ملابس في الحمام، كما تعرفنا على حكم التسمية قبل الوضوء في الحمام وغير ذلك من الأحكام والتفاصيل المتعلقة بالوضوء.
المراجع
- ^ سورة المائدة ، الآية 6
- ^ wikiwand.com، وضوء، 29/03/2023
- ^ islamqa.info، حكم الوضوء داخل الحمام، 29/03/2023
- ^ binbaz.org.sa، حكم الوضوء داخل الحمام، 29/03/2023
- ^ صحيح ابن ماجه، معاوية بن حيدة القشيري، الألباني، 1672، حسن
- ^ islamweb.net، من توضأ وهو عريان فوضوؤه صحيح، 29/03/2023
- ^ aliftaa.jo، حكم الوضوء في الحمام، 29/03/2023
التعليقات