حكم الحقن المسكنة في الصيام وهل حقن العضل أو الوريد تبطل الصيام

حكم الحقن المسكنة في الصيام وهل حقن العضل أو الوريد تبطل الصيام من المعلومات التي يجهلها كثير من الناس، ولا بدَّ من الاطلاع على هذه الأحكام خصوصًا في شهر رمضان من أجل المحافظة على الصيام كما أراد الله تعالى، وحتى لا يفسد الصيام نتيجة جهل المسلم في نهار رمضان، وسوف نتعرف في هذا المقال على مبطلات الصيام في نهار رمضان، وعلى حكم الحقن المسكنة في الصيام في شهر رمضان، وعلى حكم أخذ حقن العضل والوريد في نهار رمضان وغيرها من الأحكام المتعلقة بمفطرات رمضان.

مفسدات الصيام في رمضان

إنَّ مفهوم الصيام في الإسلام يشير إلى امتناع المسلمين عن المفطرات جميعها في وقت محدد يبدأ من طلوع الفجر ويستمر حتى غروب الشمس، وأما في الوقت الحالي فيتم الاعتماد في تحديد ذلك الوقت من أذان الفجر حتى أذان المغرب، وتتمحور المفطرات السبعة في الإسلام حول شهوتي البطن والفرج، وأما المفطرات في الإسلام بشكل مفصل هي: الأكل والشرب والجماع والاستمناء وما كان بمعنى الأكل والشرب، بالإضافة إلى الحجامة ودم الحيض أو النفاس والقيء عمدًا، وقد ورد في الحديث الصحيح ما يدور حول ذلك عن أبي هريرة رضي الله عنه: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، قالَ: الصِّيَامُ جُنَّةٌ فلا يَرْفُثْ ولَا يَجْهلْ، وإنِ امْرُؤٌ قَاتَلَهُ أوْ شَاتَمَهُ فَلْيَقُلْ: إنِّي صَائِمٌ مَرَّتَيْنِ وَالَّذِي نَفْسِي بيَدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ تَعَالَى مِن رِيحِ المِسْكِ. يَتْرُكُ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ وشَهْوَتَهُ مِن أجْلِي الصِّيَامُ لِي، وأَنَا أجْزِي به والحَسَنَةُ بعَشْرِ أمْثَالِهَا”،^[1] وهذا الحديث يدل على أنَّ المحورين الأساسيين الذين تدور حولهما المفطرات في الإسلام هما شهوة البطن وشهوة الفرج.^[2]

شاهد أيضًا: هل الجرح يفطر الصائم ، هل جروح ونزيف الحجامة يفسد الصيام

حكم الحقن المسكنة في الصيام

إنَّ الحقن المسكنة لا تفسد الصيام ويجوز استخدامها وأخذها في نهار رمضان لأنَّها تعدُّ من الحقن العلاجية، حيث أشار الفقهاء إلى أنَّ جميع الحقن والإبر العلاجية لا تبطل الصيام ولا حرج من أخذها في نهار رمضان كونها ليست بمعنى الطعام والشراب، وقد فصل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في ذلك فقال:^[3]

“الصائم إذا احتقن بالإبر في وريده، أو في عضلاته، فإن صومه لا يفسد بذلك، لأن هذا ليس بأكل ولا شرب، ولا بمعنى الأكل والشرب، والله تبارك وتعالى يقول للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ”،^[4] فكل شيء يحتاج الناس إليه لاسيما في عباداتهم العظيمة كالصوم، فإن الشرع لا بد أن يبينه، ولم يأت عن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لفظ عام يدل على أن الصائم يفطر بكل ما يدخل إلى جوفه من أي طريق، وإنما جاء بالفطر بالأكل والشرب، وعلى هذا فالإبر في العضلات، أو في العرق لا تفطر حتى لو أحس بطعمها في حلقه”.

هل حقن العضل أو الوريد تبطل الصيام

إنَّ صحة الصيام أو بطلانه لا يتعلق بالحقنة فيما إذا كانت بالوريد أو بالعضلات، وإنما بنوع المحلول الموجود في الإبرة التي يأخذها المسلم نفسها، وقد أشار الفقهاء إلى أنَّ الإبر العلاجية لا تبطل الصيام ولا تفسده سواء كانت في العضل أو في الوريد كونها لا تعدُّ من الطعام والشراب ولا بمعنى الطعام والشراب، بينما الإبر المغذية تبطل الصيام ولا يجوز أخذها في نهار رمضان، لأنها بمعنى الطعام والشراب، حيث أنَّه من مفطرات الصيام ما كان بمعنى الأكل والشرب والله تعالى أعلم.^[3]

شاهد أيضًا: حكم الترجيع في الصيام ، مذاهب العلماء في رجوع القيء من الصائم

حكم حقن الفيتامين في الصيام

إنَّ حقن الفيتامينات سواء كانت مأخوذة تحت الجلد أو في العضل لا تفسد الصيام إذا كانت للعلاج فقط، كونها ليست بمعنى الطعام والشراب، وأمَّا إذا كانت للتغذية فإنها لا تجوز وتفطر الصائم في نهار رمضان، وقد أشارت اللجنة الدائمة للإفتاء عندما سئلَت عن ذلك: “يجوز التداوي بالحقن في العضل والوريد للصائم في نهار رمضان، ولا يجوز للصائم تعاطي حقن التغذية في نهار رمضان لأنه في حكم تناول الطعام والشراب، فتعاطي تلك الحقن يعتبر حيلة على الإفطار في رمضان، وإن تيسر تعاطي الحقن في العضل والوريد ليلا فهو أولى”، ولذلك يجوز أخذها إذا كانت للعلاج فقط.^[5]

شاهد أيضًا: ما حكم الحجامة في رمضان ابن باز

هل الحقن تحت الجلد من مفطرات الصيام

إنَّ الحقن تحت الجلد لا تعدُّ من المفطرات ولا تؤثر في الصيام، حيث أنَّ أخذ الإبر تحت الجلد لا يتصل بمنفذ إلى المعدة، وإذا ما أخذت الإبر تحت الجلد للعلاج فلا يؤثر ذلك على الصيام، وأما إذا كانت الإبر من أجل التغذية فإنها تفطر الصائم ولا يجوز أخذها في نهار رمضان، سواء كانت تحت الجلد أو في العضل أو في الوريد، وذلك لأن هذه الإبر تغني عن الأكل والشرب ويكون حكمها حكم الأكل والشرب لأنهما تقوم مقامهما والله أعلم.^[6]

حكم أخذ حقن البنسلين والأنسولين في نهار رمضان

إنَّ إبر البنسلين والأنسولين تعدُّ من الحقن العلاجية التي يأخذها الناس من أجل العلاج والتداوي من العديد من الأمراض ولا تؤخذ من أجل الغذاء، ولذلك يجوز أخذها في نهار رمضان بالنسبة للصائم ولا يؤثر أخذها على صحة الصيام، وقد أشار معظم الفقهاء إلى هذا الحكم منهم ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى وغيرهما من الفقهاء قديمًا وحديثًا، سواء كانت تؤخذ تحت الجلد أو في العضل ولا يؤثر ذلك في الصيام ولا في صحته.^[3]

في ختام مقال حكم الحقن المسكنة في الصيام وهل حقن العضل أو الوريد تبطل الصيام تعرفنا على مفسدات الصيام في الإسلام، وعرفنا حكم أخذ الحقن المسكنة في نهار رمضان، وعلى حكم إبر الفيتامينات في نهار رمضان أيضًا، وعرفنا حكم حقن العضل والوريد في الصيام وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.