هل يجوز لبس الاحرام المطاط وما حكم إحرام التنورة هيئة كبار العلماء

هل يجوز لبس الاحرام المطاط وما حكم إحرام التنورة هيئة كبار العلماء من الأسئلة التي تكثر من قبل المسلمين الذين يرغبون بأداء عبادة الحج أو العمرة، ويجب على المسلم أن يطلع على كل ما يهمه من أمور دينه حتى يؤدي العبادات التي يتقرب فيها إلى الله تعالى دون أن يقع في أخطاء قد تبطل تلك العبادة، وسوف نقدم في هذا المقال معلومات عن لباس الإحرام في الإسلام، وحكم لبس الإحرام المطاط وحكم لبس التنورة حسب هيئة كبار العلماء، بالإضافة إلى حكم لباس المخيط للنساء في الإحرام وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل.

لباس الإحرام في الإسلام

إنَّ مفهوم الإحرام في الإسلام يشير إلى النية في دخول العبادة أو النسك سواء في الحج أو العمرة، وتوجد للإحرام أحكام وأعمال خاصة مثل التلبية ولباس الإحرام، حيث يتجرد المسلم من ثيابه ويرتدي الإزار والرداء باللون الأبيض، ولا يجوز للمسلم أن يلبس المخيط من الثياب أو المفصَّل على الجسد، وقد دلَّ على ذلك حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه حيث قال: “أنَّ رجلًا سأل رسولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسَلَّم: ما يلبَسُ المُحْرِمُ مِنَ الثِّيابِ؟ فقال رسولُ اللهِ صلَّى الله عليه وسَلَّم: لا تَلْبَسوا القُمُصَ، ولا العمائِمَ، ولا السَّراويلاتِ، ولا البَرانِسَ، ولا الخِفافَ”،^[1] وقد ورد عن ابن عبد البر رحمه الله قوله في ذلك: “لا يجوز لبس شيء من المخيط عند جميع أهل العلم، وأجمعوا على أن المراد بهذا الذكور دون الإناث”، بينما ترتدي النساء ما تشاء من الملابس ولا يفرض عليها أي نوع، بل ترتدي ما كانت تلبس قبل الإحرام ولكن يجب أن يكون ساترًا فضفاضًا لا يصف ولا يشف وحسب الضوابط الشرعية في الإسلام.^[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز تاخير العمرة بعد الاحرام

هل يجوز لبس الاحرام المطاط

إنَّ لبس الإزار المطاط جائز في الإسلام، حيث أنَّ الإزار يجوز ربطه وتثبيته سواء بحزام أو عن طريق ربطه أو عن طريق المطاط ولا حرج في ذلك، ولكن لا يجوز أن يخيطه أو أن يضع له أزرار، وقد أشار الإمام الشيرازي في كتاب المهذب: “ويجوز أن يعقد عليه إزاره لأنه فيه مصلحة له، وهو أن يثبت عليه. وإن جعل لإزاره حجزة وأدخل فيها التِّكَّة واتزر جاز، وإن اتزر وجعل فوقه تكة جاز”، ويؤكد ابن قدامة على ذلك بقوله: “وليس للمحرم أن يعقد عليه الرداء ولا غيره إلا الإزار والهميان، وليس له أن يجعل لذلك زراً وعروة ولا يخلله بشوكة ولا إبرة ولا خيط، لأنه في حكم المخيط”، وهذا يشير إلى جواز ربط الإزار بمطاط لكن يجب ألا يكون مخيطًا، والمقصود بألا يكون من المخيط غالبًا ألا يفصل الجسم.^[3]

شاهد أيضًا: محظورات الإحرام للرجل في العمرة

حكم إحرام التنورة هيئة كبار العلماء

ذهبت الفقهاء في هيئة كبار العلماء إلى أنَّ الإحرام بالإزار الذي يشبه التنورة جائز ولا حرج فيه إذا لم يكن مفصلًا للجسم، حيث أنَّ المحرَّم في الإحرام هو ما كان مخيطًا يفصِّل الجسم، إذ يجوز تثبيت الإزار بحزام أو مطاط حتى لو كان على شكل تنورة، وقد أشار ابن عثيمين رحمه الله تعالى إلى أنَّ الإزار يجوز خياطته ولا حرج في ذلك حسب ما يناسب الشخص من أجل تثبيته، إذ قال:^[4]

“لا حرج، فلو أن الإنسان خاط الإزار ولبسه فلا حرج في هذا، حتى لو جعل فيه ربقة يشده بها؛ وذلك لأنه لم يخرج عن كونه إزاراً، والمشروع للمحرم أن يحرم بإزار ورداء، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: «من لم يجد إزاراً فليلبس السراويل». قال: «إزاراً» ولم يقل: إزاراً ليس فيه خياطة، فإذا خاط الإنسان إزاره، ووضع فيه الربقة، وشده على بطنه فلا حرج في هذا، ونقول: لو كان معه جوال وجعل له مخبأً في هذا الإزار فلا بأس”.

شاهد أيضًا: غسل العمرة للنساء ، طريقة الإحرام للعمرة للنساء

هل يجوز لبس المخيط للنساء في العمرة

يجوز للمرأة في الإحرام سواء في الحج أو العمرة أن تلبس المخيط وتلبس ما تشاء من الثياب، إذ أنَّ لباس المرأة في الإحرام ليس له شروط معينة أو خاصة به، بل تلبس الثياب نفسها التي كانت تلبسها شرط أن تكون ساترة للجسد حسب الضوابط الشرعية في الإسلام، وألا تكون الملابس لافتة للنظر أو مثيرة للفتنة ولا تكون ثياب شهرة وما إلى هنالك، وقد أشار ابن باز إلى ذلك في قوله: “ليس لها لباس خاص، فلو أحرمت في ثيابها العادية أجزأ ذلك، ولكن الأفضل أن تكون ملابسها ملابس لا تلفت النظر، ليس فيها شهرة وليس فيها زينة تلفت النظر، بل تكون ملابس عادية ليس فيها جمال يلفت أنظار الرجال، كالأسود السادة والأحمر السادة والأخضر ونحو ذلك الذي ليس فيه جمال يلفت الأنظار، هذا هو الأفضل لها والأحسن لها، ولو أحرمت في ملابسها العادية جاز ذلك وصح ذلك، ولكن الأفضل لها أن تحرم في ملابس لا تلفت النظر، ليس فيها ما يسبب فتنة الرجال بها، هذا هو الأفضل لها، مع سترها ما قد يفتن من حلي أو غيرها”.^[5]

شاهد أيضًا: حكم لبس البنطلون للنساء تحت العباءة في العمرة

هل يجوز لبس ملابس داخلية تحت الإحرام

إنَّ لباس الملابس الداخلية للنساء جائز ولا حرج فيه، إذ أنَّ المرأة في الإحرام ترتدي نفس الثياب التي كانت ترتديها  قبل الإحرام ولا حرج في ذلك وقد أجمع الفقهاء على هذا الحكم، بينما اختلف الفقهاء في حكم اللباس الداخلي للرجل وهو اللباس الذي يغطي العورة المغلظة فيه، ويطلق عليه العلماء اسم التبان، فقد ذهب بعض الفقهاء من أهل العلم إلى أنَّه جائز سواء كان ذلك للضرورة أو لغير ضرورة، وأشاروا إلى أنَّه لم يرد أي نص يمنع ارتداءه، ولم يدخل في الملابس المحرمة على المحرم، وقد ذهب جمهور الفقهاء إلى أنَّ ارتداء الملابس الداخلية لا يجوز ويدخل ضمن السراويل، وهو عندهم أولى بالمنع، وقد ورد عن ابن القيم قوله في ذلك: “قال المزني: الفقهاء من عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا وهلم جرّاً استعملوا المقاييس في الفقه في جميع الأحكام في أمر دينهم”، ولذلك ذهبوا إلى عدم جواز ارتداء الملابس الداخلية للرجال.^[6]

في ختام مقال هل يجوز لبس الاحرام المطاط وما حكم إحرام التنورة هيئة كبار العلماء تعرفنا على بعض المعلومات عن لباس الإحرام في الإسلام، وعلى حكم لبس الإحرام المطاط في وحكم لبس التنورة في الإحرام هيئة العلماء، وعلى حكم لبس المخيط للمرأة في الإحرام، ثمَّ تعرفنا على حكم الملابس الداخلية تحت الإحرام وغيرها من التفاصيل والأحكام المتعلقة.