لمن تجوز زكاة الفطر وعلى من تجب زكاة الفطر

لمن تجوز زكاة الفطر وعلى من تجب زكاة الفطر
لمن تجوز زكاة الفطر

لمن تجوز زكاة الفطر وعلى من تجب زكاة الفطر، للصائم زكاة يؤديها عند فطره لتمسح عنه ما كان منه من خطأ ولغو ورفث وفسوق من نظرة أو تضضيع صلاة أو قعل لا يرضاه الله له فتكفر عنه ما كان وهي مطعمة للمسكين تغنيه ولا تحيجه للسؤال في يوم العيد فتدخل الفرحة والمسرة إلى قلبه، وفي هذا المقال سنتناول معكم الأصناف التي يجب أن يدفع لها زكاة الفطر فكونوا بالقرب.

تعريف زكاة الفطر وحكمها

زكاة الفطر لغة: فالزكاة هي من الطهارة والبركة والنَّماء أما الفطر فالمقطود بها الإفطار بعد رمضان وهو سبب الزكاة، وهي تطهير للأبدان والأرواح من كل ذنب أو رفث أو فسوق، أما زكاة الفطر اصطلاحًا: فهي صدقة معلومة بمقدار معلوم بشروط مخصوصة عن طائفة مخصوصة لطائفة مخصوصة، وهي فرض على كل مسلم حرًا كان أو عبدًا، ذكرًا كان أو أنثى، صغيرًا كان أو كبيرًا، نتيجة الفطر من رمضان لتطهير نفسه من الرفث واللغو وطعمة للمسكين، وهذا ما روي عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من حديث عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- قال: “فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ زكاةَ الفطرِ طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطُعمَةً للمساكينِ من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فهيَ زكَاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فهيَ صدَقةٌ منَ الصَّدقاتِ” [1] ،  ووقتها يبدأ من غروب الشمس من ليلة العيد من لحظة فطرر آخر يوم برمضان إلى ما قبل أداء صلاة عيد الفطر، ومقدارها صاع من تمر أو صاع من شعير أو صاع من زبيب أو صاع من أقط أو صاع من قمح أو صاع من طعام وذلك لما روي عن أبي سعيد الخدري في الحديث الصحيح حيث قال: “كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الفِطْرِ صَاعًا مِن طَعَامٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أَوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن أَقِطٍ، أَوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ.” [2] ، وقد فرضت زكاة الفطر في السنة الثانية من الهجرة في ذات السنة التي فرض فيها الصيام. [3]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر في اول رمضان وهل يجوز إخراجها في العشر الأواخر

لمن تجوز زكاة الفطر

يجوز دفع زكاة الفطر لثمان أصناف ذكرهم المولى عز وجل في كتابه العزيز وبينها قوله في الآية الكريمة: “إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلفُقَراءِ وَالمَساكينِ وَالعامِلينَ عَلَيها وَالمُؤَلَّفَةِ قُلوبُهُم وَفِي الرِّقابِ وَالغارِمينَ وَفي سَبيلِ اللَّـهِ وَابنِ السَّبيلِ فَريضَةً مِنَ اللَّـهِ وَاللَّـهُ عَليمٌ حَكيمٌ” [4] ، ونوضح مصارف الزكاة هذه فيما يأتي: [5]

  • الفقراء: مفرده فقير وهو المحتاج الذي لا يجد قوت يومه ومن لا يجد ما يكفيه أو من يجد بعض ما يكفيه بالعمل والجد ولكن لا يصل إلى نصف حاجته وحاجة عياله.
  • المساكين: مفرده مسكين وهو الذي غلبت عليه القهر والخصوع للناس بسبب حاجته وقلة حيلته وهو الذي يجد نصف حاجته وأكثر ولكن لا يجد كفايته وكفاية من يلزمهم النفقة عليهم.
  • العاملون عليها: القائمون على شؤون جمع الزكاة وحفظها وتوزيعها والكتابة لموجوداتها، فيعطون من الزكاة كأجر مقابل عملهم عليها.
  • المؤلفة قلوبهم: من يُرجي إسلامهم من السادة المُطاعون في أقواهم، وقد يسلم أقوامهم بإسلامهم لتأثيرهم بهم، فيُعطون من الزكاة لترغيبهم بالإسلام، وكذلك يعطى من يُخشى شره أو من يُرجى بعطيته قوة إيمانه فيحصل المنفعة للإسلام.
  • الرِّقَاب: هم العبيد المكاتبون الذين يدفعون لأسيادهم ثمن فك رقابهم ويجهدون في جمع المال لهذا السبب ولذلك يجب أن يُعطَوا من زكاة الفطر لتعينهم على فك رقابهم، وكذلك تعطى لفك رقاب المسلمين الأسرى عند الكفار وهم أولى بذلك لينالون حريتهم واستقلالهم،
  • الغارمون: هم الذين عليهم دَين عجزوا عن الوفاء به لأصحابه، إما استدانوه لأمر مباح وعجزوا عن رده وإما أن تحملوا حمالة الإصلاح بين الناس وإما أن يكونوا قد ضمنوا شخصًا وعجز هذا الرجل عن دفع ما يجب عليه دفعه،ولذلك يعطى كل هؤلاء من مال الزكاة ما يجعلهم يؤدون ما عليهم من دَين.
  • في سبيل الله: يعطى المقاتلون في سبيل الله من زكاة الفطر ما يؤمن لهم السلاح والعتاد والمؤونة والنفقة له ولعياله حتى يتفرغ للقتال في سبيل الله ويتقوى على ذلك، وطالب العلم يعتبر أيضًا من الضاربين في سبيل الله لذا يجب أن يعطى طالب العلم من مال الزكاة ما يجعله يتقوى على طلب علمه ورفعة دينه ولا ينشغل بكسب المال عن السعي في طلب العلم، ومن العلماء من يرى أيضًا أن الفقير يعطى من مال الزكاة ما يكفيه ليؤدي فرض الحج.
  • ابن السبيل: هو المسافر الغريب الذي تاه في بلاد الغربة وانقطعت به السبل وليس معه مال، لذلك يعطى من مال الزكاة ما يكفيه للعودة إلى بلاده.

وقد اختلف الفقهاء في صرف الزكاة، فذهب الحنفية إلى إمكانية صرفها لأي نوع من الأنواع الثمان السابقة ويجوز أن يُخَص بها الفقراء، بينما ذهب الشافعية إلى أهمية صرف الزكاة لكل نوع من الأنواع الثمانية بالتساوي ووجوب ذلك استنادًا للآية الكريمة السابقة، بينما ذهب المالكية ومن بعده ابن تيمية وتلميذه ابن القيم إلى أن الزكاة تصرف على الفقراء والمساكين دون غيرهم من مصارف الزكاة الأخرى. [6]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر دين

على من تجب زكاة الفطر

تجب الزكاة على كل مسلم حر كان أو عبد صغير أو كبير ذكر أو أنثى، بحيث تلزم الزكاة عن الشخص وعمن تلزمه نفقتهم من المسلمين إن لم يكن لهم القدرة على أدائها عن أنفسهم، وذلك لقول عبد الله بن عمر رضي الله عنه: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِن رَمَضَانَ علَى كُلِّ نَفْسٍ مِنَ المُسْلِمِينَ حُرٍّ، أَوْ عَبْدٍ، أَوْ رَجُلٍ، أَوِ امْرَأَةٍ، صَغِيرٍ، أَوْ كَبِيرٍ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ.” [7] ، لذلك يجب على الرجل دفع زكاة الفطر عن نفسه وعن كل مسلم تلزمه نفقته من الأقارب، كالوالدين الفقيرين  والزوجة وإن كانت موسرة والأولاد الذكور حتى يبلغوا الحلم والعاجزين وإن كانوا بالغين، والإناث حتى يتزوجن، وزوجة أبيه الفقير، وعن خادمه وخادم كل من هو ملزم بنفقتهم، وعن عبده وزوجة عبده وحتى إن كان مُكاتبًا، وأما من كان نصفه حر فنفقته عليه وعلى سيده، ولا تلزمه فطرة الشخص الذي تكفل بمؤنته لأنه ليس ملزم بنفقته، ومن أراد أن يخرج زكاته بنفسه من هؤلاء الذين تجب فطرتهم على غيرهم بغير إذنهم فإنها تجزئهم لأنهم المخاطبون بها ابتداء والغير متحمل، ولا يلزم الأب بفطرة ابنه الراشد أو فطرة الأجنبي ولا يجوز أن يخرجها عنه إلا بإذنه. []

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر يوم 28

كيفيّة إخراج زكاة الفطر وأنواعها

يقوم المسلم بإخراج زكاة الفطر في آخر شهر رمضان ابتداء من ليلة العيد وحتى أداء صلاة عيد الفطر، وإن من الصحابة من كان يبدأ بإخراجها من اليوم الثامن والعشرين منه وحتى أداء صلاة عيد الفطر، ويكون مقدارها صاع من الشعير أو البر أي القمح أو التمر أو الزبيب أو الأقط أو من صنف الطعام الذي يتم اعتماده في ذلك البلد كالرز أو الذرة في بعض البلدان، ويقدر الصاع بين الكيلوين ونصف إلى الثلاثة كيلوات من كل ما ذكر، فإن أراد المزكي أن يخرج من غير هذه الأنواع يخرج بقيمة الصاع من هذه الأنواع [8]، وقد اختلف العلماء في إمكانية إعطاء قيمة الصاع لمن تجوز لهم زكاة الفطر، فقد قال الحنفية بجواز ذلك وأيدهم بذلك عمر بن عبدالعزيز والحسن البصريّ وسفيان الثوريّ، والإمام الرملي من الشافعيّة، وقال ابن تيمية بجواز دفع القيمة بدلاً من الطعام حين الحاجة، وترجيح المصلحة، فكان قوله وسطاً ما بين دفع القيمة والطعام [9]، وكل من أجاز دفع القيمة استدلّ بقول الله تعالى: {خُذ مِن أَموالِهِم صَدَقَةً تُطَهِّرُهُم وَتُزَكّيهِم بِها وَصَلِّ عَلَيهِم إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُم وَاللَّـهُ سَميعٌ عَليمٌ} [] ، بينما ذهب الشافعية والمالكية والحنابلة إلى عدم جواز إخراج الزكاة بالقيمة من الصاع واستدلوا بذلك على الحديث الذي أبي سعيد الخدري أنّه قال: “كنَّا نُخرِجُ في صدقةِ الفطرِ إذ كان فينا رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم صاعًا مِن طعامٍ أو صاعًا مِن تمرٍ أو صاعًا مِن شعيرٍ أو صاعًا مِن أَقِطٍ ولم نزَلْ كذلك حتَّى قدِم علينا معاويةُ مِن الشَّامِّ إلى المدينةِ قَدْمةً فكان فيما كلَّم به النَّاسَما أرى مُدَّيْنِ مِن سمراءِ الشَّامِ إلَّا تعدِلُ صاعًا مِن هذه فأخَذ النَّاسُ بذلك[] ، ولكن يبقى الأفضل أن ينظر المزكي إلى حاجة من سيعطيهم الزكاة فإن كانوا أحوج للطعام كانت زكاته عليهم من الطعام وإن كانوا مكتفين بالطعام فيعطيهم قيمة ما يجب أن يزكي به عليهم ليشتروا أمورًا أخرى يحتاجونها، والله تعالى أعلم. [12]

شاهد أيضًا: هل تجب زكاة الفطر على الجنين في بطن امه

ما هي شروط وجوب زكاة الفطر

تجب زكاة الفطر على كل مسلم يجد مؤونة يومه وليلته مع عياله من يوم العيد سواء كان حرًا أو عبدًا رجلًا أو امرأة صغيرًا أو كبيرًا عاقلًا أو مجنونًا فقيرًا أو غنيًا بشرط أن يملك الفقير ومن يعولهم مؤونة يوم العيد وليلته كما سنوضح لاحقًا وتجب على اليتيم يخرج عنه وليّه، ولا فطرة على الكافر أما المرتد ففطرته موقوفة إلى أن يعود إلى الإسلام، وكذلك فطرة من على المرتد مؤونته وعلى الكافر أن يخرج الفطرة عن قريبه المسلم من كانت عليه نفقته، وتتلخص مؤونة المسلم وعياله في يوم العيد وليلته بالقوت والمسكن وخادمًا يحتاج إليه وثوبًا وقميصًا وسراويل وعمامة تليق به وما يحتاج إليه من زيادة ليرد وتجميل، فإن كان مدينًا ومطالبًا برد الدين حالًا يقدَّم وفاء الدَّين،وإلا فعليه دفع الزكاة أولًا، ومن أعسلا وقت وجوب الزكاة فلا زكاة عليهولو أيسر بعدها، فإن لم يكن لديه مال ويمكنه اقتراضه لأدائها مع رجاء الوفاء فعليه أن يؤيها، وتجب الزكاة على من أدرك شوال وجزء من رمضان، فمن مات بعد غروب شمس ليلة العيد وجب إخراج الزكاة عنه وإن مات قبل ذلك فلا زكاة عليه، ومن ولد قبل غروب شمس ليلة العيد فيجب أن يخرج عنه زكاة فطر ويستحب إخراجها عن الجنين ولا يجب ذلك، وإذا كان الزوج معسرًا فلا فطرة عليه ولا على زوجته ولو كانت موسرة. [3]

إلى هنا نكون قد وصلنا معكم رواد موقعنا الأكارم إلى ختام مقال لمن تجوز زكاة الفطر وعلى من تجب زكاة الفطر، تناولنا فيه تعريفًا لزكاة الفطر وحكمه ولمن يجوز دفع زكاة الفطر وعلى من تجب والكيفية التي تخرج بها زكاة الفطر وإن كان بالإمكان إخراجها نقدًا، نسأل الله العظيم أن يتقبل صيامكم وزكاتكم ويختم لكم رمضان بذنب مغفور وأجر مضاعف وجنة عرضها السموات والأرض.

المراجع

  1. ^ شرح البخاري لابن الملقن، عبدالله بن عباس،ابن الملقن،10/636،صحيح
  2. ^ صحيح مسلم، أبو سعيد الخدري،مسلم،985،صحيح
  3. ^ wikiwand.com، زكاة الفطر، 12/04/2023
  4. ^ سورة التوبة، الآية: 60
  5. ^ ar.islamway.net، مع القرآن - الأصناف المستحقة للزكاة، 12/04/2023
  6. ^ docs.google.com، زكاة الفطر وآثارها الاجتماعية،محمد عبد الفتاح النبهاوي،ص47-48، 12/04/2023
  7. ^ صحيح مسلم، عبدالله بن عمر،مسلم،984،صحيح
  8. ^ bankalbilad.com، نوازل الزكاة دراسة فقهية تأصيلية لمستجدات الزكاة،عبد الله الغفيلي،ص515، 12/04/2023
  9. ^ feqhup.com، تحقيق الآمال في إخراج زكاة الفطر بالمال،أحمد الحسيني،ص125-127، 12/04/2023
  10. ^ سورة التوبة، الآية: 103
  11. ^ صحيح ابن حبان، أبو سعيد الخدري،ابن حبان،3305، أخرجه في صحيحه
  12. ^ ia601609.us.archive.org، فقه الزكاة،يوسف القرضاوي،ص949، 12/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *