ما هي الامكنه التي حددها النبي ليحرم منها من اراد الحج والعمره

الامكنه التي حددها النبي ليحرم منها من اراد الحج والعمره، فقد حدد رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- أمكنة للناس لكي يحرم منها من أراد الحج أو العمرة من المسلمين، بمعنى أنّ المسلم حين يصل إلى هذا المكان ينبغي له أن يتلبّس بلباس الإحرام ويعلن التلبية بالحج أو العمرة من هذا المكان، فما هي تلك الأمكنة، في هذا المقال سوف تكون هنالك وقفة مع بيان أمكنة الإحرام التي حددها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

ما هي المواقيت

المواقيت في اللغة هي جمع لكلمة ميقات، والميقات هو “الوَقتُ المضروبُ للفِعلِ والموضِعِ” كما يقول علماء اللغة العربية، ومن ثَمّ استُعير هذا المعنى للمكان فصار الميقات يُطلق على مكان معين كمواقيت الحج والعمرة، فإذا قيل: هذا ميقات أهل اليمن؛ فمعنى ذلك أنّ المكان الذي يحرمون منه، وفي الاصطلاح الشرعي الميقات هو “زمانُ النُّسُكِ، ومَوْضِعُ الإحرامِ له”.^[1]

الامكنه التي حددها النبي ليحرم منها من اراد الحج والعمره

تنقسم الأمكنة التي حددها النبي -عليه وآله الصلاة والسلام- للإحرام للحج والعمرة إلى ثلاثة أنواع: الأول هو مواقيت الآفاقي، وهو الذي يأتي من غير الحرم أو منطقة المواقيت، والثاني هو مواقيت الميقاتي؛ أي: الساكن في منطقة المواقيت، والثالث هو ميقات المكي أو الحرمي وهو ساكن مكة والحرم، وفيما يأتي تفصيل ذلك:

مواقيت الآفاقي للحج والعمرة

إنّ مواقيت الآفاقي هي ستة ذكرها أهل العلم استنادًا على بعض الأحاديث النبوية الصحيحة، وهي:^[2]

• ذو الحليفة: وهو ميقات أهل المدينة ومن مر بها من غير أهلها، يسمى اليوم آبار علي.
• الجحفة: وهو ميقات أهل الشام ومن جاء من قبلها من مصر والمغرب ومن ورائهم، وقد اندثرت وصار الحجاج يحرمون الآن من “رابغ” وهي تقع قبل الجحفة بقليل إلى جهة البحر لأنّ مكان الجحفة ليس معلومًا يقينًا للاحتياط.
• قرن المنازل أو “السيل الكبير”: وهو ميقات أهل نجد، وهو جبل مطل على عرفات وهو أقرب المواقيت إلى مكة المكرمة.
• يلملم: وهو ميقات أهل اليمن وتهامة، ويلملم هو جبل من جبال تهامة إلى الجنوب من مكة المكرمة.
• ذات عرق: وهو ميقات أهل العراق وسائر أهل المشرق، وهي قرية قد اندثرت.
• العقيق: وهو واد وراء ذات عرق مما يلي المشرق، وقد استحب الشافعية في مذهبهم إحرام أهل المشرق من هذا الوادي، بينما ذهب الجمهور من المذاهب الأربعة “الحنفية والمالكية والحنابلة” إلى استحباب الإحرام من ذات عرق الواقعة بعد العقيق.

مواقيت الميقاتي للحج والعمرة

والميقاتي هو ساكن منطقة المواقيت، وقال جمهور العلماء من المالكية والشافعية والحنابلة إنّ الذي يسكن بين المواقيت والحرم، أو كان نازلًا بها فإن ميقاته موضعه، فإن جاوزه أثم ووجب عليه الدم، ودليلهم حديث ابن عباس رضي الله عنهما: “إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وقَّتَ لأهْلِ المَدِينَةِ ذَا الحُلَيْفَةِ، ولِأَهْلِ الشَّأْمِ الجُحْفَةَ، ولِأَهْلِ نَجْدٍ قَرْنَ المَنَازِلِ، ولِأَهْلِ اليَمَنِ يَلَمْلَمَ، هُنَّ لهنَّ، ولِمَن أتَى عليهنَّ مِن غيرِهِنَّ مِمَّنْ أرَادَ الحَجَّ والعُمْرَةَ، ومَن كانَ دُونَ ذلكَ، فَمِنْ حَيْثُ أنْشَأَ حتَّى أهْلُ مَكَّةَ مِن مَكَّةَ”،^[3] والله أعلم.^[4]

ميقات المكي للحج والعمرة

والمكي هو من كان داخل الحرم عند إرادة الإحرام، سواء كان من أهل مكة أم عابر سبيل، وقال العلماء إنّ من كان منزله في مكة المكرمة أو في الحرم فإنّه يحرم من منزله للحج، سواء كان مستوطنًا مكة المكرمة أم نازلًا فيها، وأمّا للعمرة فإنّ المكي يخرج إلى مناطق الحل -وهو كل ما دون الحرم- فيحرم من حيث شاء، وهذا ما عليه المذاهب الأربعة، والله أعلم.^[5]

ماذا يفعل من فاته الإحرام من الميقات

إنّ من مرّ من ميقاته المعين للإحرام وفاته الإحرام من الميقات فإنّه يعود ويحرم من الميقات، فإن لم يعُد وأحرَمَ بعد الميقات فإنّه آثم باتفاق المذاهب الفهية الأربعية “الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي” ويلزمه الدم، والله أعلم.^[2]

لماذا فرض الميقات

قال العلماء إنّه لمّا كان بيت الله تعالى معظّمًا ومشرّفًا فإنّ الله تعالى قد جعل له حصنًا هي مكة المكرمة، وجعل للحرم حِمًى وهو الحرم، وجعل للحرم حرَمًا وهي المواقيت، فمن هنا كان الإحرام واجبًا على من قصد الحرم تعظيمًا لبيت الله الحرام وشعائره، والله أعلم.^[6]

مقالات قد تهمك

وإلى هنا يكون قد تم مقال الامكنه التي حددها النبي ليحرم منها من اراد الحج والعمره بعد الوقوف على تحديد هذه الأمكنة لمن قصد الحج أو العمرة من أهل مكة أو أهل الأمصار عامة ومن أهل المواقيت نفسها، وبعد الوقوف على بعض المسائل الأخرى المرتبطة بها.