حكم أداء الحج عمن توفي وهو في طريقه للحج

حكم أداء الحج عمن توفي وهو في طريقه للحج
حكم أداء الحج عمن توفي وهو في طريقه للحج

حكم أداء الحج عمن توفي وهو في طريقه للحج هو حكم شرعي من أهم الأحكام الشرعية التي يجب على جميع المسلمين معرفة الرأي الإسلامي الصحيح بها؛ وذلك من أجل حسن التصرف فيما يتعلق بالحج عن المتوفى، وفي هذا المقال سوف نقوم بتعريف الحج وسنتحدث عن أداء فريضة الحج عمن توفى وهو ذاهب للحج وسنتحدث عن حكم من مات وعليه حج واجب وهل يجوز الحج عن الميت وأنا لم أحج.

الحج في الإسلام

يُعرّف الحج في الإسلام بأنّه ركن أساسي من الأركان الخمسة التي بُني عليها الشرع الإسلامي، وهو عبارة عن منساك مخصوصة في وقت مخصوص تؤدي في البلاد المقدسة في مكة المكرمة، وهو واجب على كل مسلم مرة واحدة في العمر، وقد ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “بُنِيَ الإسْلَامُ علَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وأنَّ مُحَمَّدًا رَسولُ اللَّهِ، وإقَامِ الصَّلَاةِ، وإيتَاءِ الزَّكَاةِ، والحَجِّ، وصَوْمِ رَمَضَانَ” [1]وقد ورد الحج في القرآن الكريم في أكثر من موضع واحد، ومنها: [2]

  • قال تعالى في سورة الحج: {وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}. [3]
  • قال تعالى في سورة البقرة: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ ۖ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ ۗ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَن تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِن ظُهُورِهَا وَلَٰكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَىٰ ۗ وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}. [4]

حكم أداء الحج عمن توفي وهو في طريقه للحج

إذا مات الحاج وهو في طريفه للحج قبل الإحرام فالحج باق أي على من يرثه أن يخرج من تركته مالًا يحج به أحد عنه، وإذا حج أحد أبنائه عنه تبرعًا فهو خير والله تعالى يجزيه بذلك خير الجزاء أمّا إذا مات الحاج بعد الإحرام فليس عليه حج، لأنّه في زمن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- مات بعض الصحابة في عرفات، فقال عليه الصلاة والسلام: إنه يبعث يوم القيامة ملبيًا، والحديث في رواية عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- والذي قال فيه رسول الله عليه الصلاة والسلام: “أنَّ رجلًا مُحرِمًا صُرِعَ عن ناقتِهِ ، فأوقِصَ -ذُكِرَ أنَّهُ ماتَ- فقالَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ: اغسِلوهُ بماءٍ وسدرٍ وَكَفِّنوهُ في ثوبينِ، ثمَّ قالَ: علَى إثرِهِ خارجًا رأسُهُ، قالَ: ولا تُمِسُّوهُ طيبًا فإنَّهُ يُبعَثُ يَومَ القيامةِ مُلبِّيًا” [5]وفيما يأتي نذكر قول الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في هذه المسألة: [6]

إن كان مات قبل الإحرام فالحج باق؛ إذا كان يستطيع الحج ورث تركة فعليكم أن تحججوا عنه من تركته، إذا كان غنيًا يستطيع الحج في حياته فعليكم أن تحججوا عنه، وإن حج بعضكم تبرعًا عن والدكم فجزاكم الله خيرًا.

أما إن كان موته بعد إحرامه بالحج، فهذا لا شيء عليه؛ لأن الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- لما مات بعض الصحابة في عرفات قال: إنه يبعث يوم القيامة ملبيًا ولم يأمر بالحج عنه.

حكم من مات وعليه حج واجب

ذهب علماء المسلمين إلى أنّه من مات وعليه حج واجب بقي الحج في ذمته ووجب على من يرثه أن يحج عنه من تركته، سواء أوصى بالحج عنه أم لم يوصِ، وهذا ما ذهب إليه أتباع المذهب الشافعي والحنبلي والظاهرية وغيرهم، وفيما يأتي نذكر الأدلة على هذا القول من السنة النبوية الشريفة: [7]

  • عن بريدة بن الحصيب الأسلمي -رضي الله عنه- قال: “بيْنَا أَنَا جَالِسٌ عِنْدَ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، إذْ أَتَتْهُ امْرَأَةٌ، فَقالَتْ: إنِّي تَصَدَّقْتُ علَى أُمِّي بجَارِيَةٍ، وإنَّهَا مَاتَتْ، قالَ: فَقالَ: وَجَبَ أَجْرُكِ، وَرَدَّهَا عَلَيْكِ المِيرَاثُ، قالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّه كانَ عَلَيْهَا صَوْمُ شَهْرٍ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا؟ قالَ: صُومِي عَنْهَا، قالَتْ: إنَّهَا لَمْ تَحُجَّ قَطُّ، أَفَأَحُجُّ عَنْهَا؟ قالَ: حُجِّي عَنْهَا”. [8]
  • عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال: “إنَّ امْرَأَةً مِن جُهَيْنَةَ جاءَتْ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فقالَتْ: إنَّ أُمِّي نَذَرَتْ أنْ تَحُجَّ، فَلَمْ تَحُجَّ حتَّى ماتَتْ؛ أفَأَحُجُّ عَنْها؟ قالَ: نَعَمْ حُجِّي عَنْها؛ أرَأَيْتِ لو كانَ علَى أُمِّكِ دَيْنٌ أكُنْتِ قاضِيَةً؟ اقْضُوا اللَّهَ؛ فاللَّهُ أحَقُّ بالوَفاءِ”. [9]

هل يجوز الحج عن الميت وأنا لم أحج

اختلف أهل العلم في مسألة جواز الحج عن الميت إذا لم يكن المسلم قد حج عن نفسه وأدى ما فرض الله تعالى عليه، وذهبوا إلى قولين اثنين، وهما: [10]

  • القول الأول: يجوز الحج عن الميت إذا لم يحج المسلم عن نفسه، وهو ما ذهب إليه أبو حنيفة ومالك، والأفضل هو أن يحج المسلم عن نفسه أولًا.
  • القول الثاني: لا يجوز للمسمل أن يحج عن الميت إلّا بعد أن يحج عن نفسه، وهذا ما ذهب إليه الإمام الشافعي والإمام أحمد بن حنبل، قال ابن قدامة رحمه الله: “وجملة ذلك أنه ليس لمن لم يحج حجة الإسلام أن يحج عن غيره، فإن فعل وقع إحرامه عن حجة الإسلام، وبهذا قال الأوزاعي، والشافعي، وإسحاق، وقال أبوبكر عبد العزيز: يقع الحج باطلاً، ولا يصح ذلك عنه، ولا عن غيره، وروي ذلك عن ابن عباس، لأنه لما كان من شرط طواف الزيارة تعيين النّية، فمتى نواه لغيره ولم ينو لنفسه، لم يقع عن نفسه”.

مقالات قد تهمك

هل يجوز الحج بالدين وما حكم حج المدين
طريقة الحج الصحيحة والشروط الموجبة للحج

إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه بالتفصيل على تعريف الحج في الإسلام ثم ألقينا فيه الضوء على حكم أداء الحج عمن توفي وهو في طريقه للحج ثم مررنا على بعض الاحكام الشرعية المهمة مثل: حكم من مات وعليه حج واجب وهل يجوز الحج عن الميت وأنا لم أحج.

المراجع

  1. ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عمر، البخاري، 8، صحيح.
  2. ^ wikiwand.com، الحج في الإسلام، 20/05/2023
  3. ^ سورة الحج، الآية 27.
  4. ^ سورة البقرة، الآية 189.
  5. ^ صحيح النسائي ، عبد الله بن عباس، الألباني، 2854، صحيح.
  6. ^ binbaz.org.sa، حكم أداء الحج عمن توفي وهو في طريقه للحج، 20/05/2023
  7. ^ dorar.net، النِّيابةُ عَنِ المَيِّتِ، 20/05/2023
  8. ^ صحيح مسلم، بريدة بن الحصيب الأسلمي، مسلم، 1149، صحيح.
  9. ^ صحيح البخاري، عبد الله بن عباس، البخاري، 1852، صحيح.
  10. ^ islamweb.net، حكم من أراد أن يحج عن غيره ولم يحج عن نفسه، 20/05/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *