ما هو حكم حج المديون قبل قضاء دينه في الإسلام

ما هو حكم حج المديون قبل قضاء دينه في الإسلام هو من الأحكام الشرعية التي يتساءل عنها الكثير من المسلمين لأنّ الكثير من المسلمين يرغب بأداء فريضة الحج قبل أن يقضي ما عليه من دين، لذا سوف نقوم بتخصيص هذا المقال للحديث عن الرأي الشرعي الصحيح في حج المديون قبل أن يقضي ما عليه من دين بالإضافة إلى الحديث عن حج من عليه دين كما ورد في الإسلام سؤال وجواب وسنقدم مجموعة من الأقوال لعلماء مسلمين تحدثوا عن حج من عليه دين.

حكم حج المديون قبل قضاء دينه

إذا حج المديون قبل قضاء دينه فحجُّه صحيح ولا حرج فيه، ولكن الأفضل والأولى أن يبدأ الإنسان بالدين فيقضي حق الناس ثم ينوي الحج ويتوكل على الله رب العالمين، والحج إنها هو مع الاستطاعة وليس مع العجز، وقد ورد في سورة آل عمران قول الله تعالى: {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ ۖ وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ۗ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ۚ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} ^[1]والله تعالى أعلم وأحكم. ^[2]

حج من عليه دين الإسلام سؤال وجواب

إنّ الاستطاعة في الحج هي شرط واضح من شروط وجوبه، والاستطاعة هنا يُقصد بها الاستطاعة المادية والصحية، فإذا لم يكن المسلم مستطيعًا ماديًا فليس عليه أداء هذه الفريضة، ومن عليه دين هو شخص غير مستطيع ماديًا، فالأولى أن يؤدي المسلم حق الناس ثم يفكر في أداء فريضة الحج، وفيما يأتي نذكر قول فقهاء موقع الإسلام سؤال وجواب في هذه المسألة الفقهية: ^[3]

الاستطاعة على الحج شرط من شروط وجوبه ، فإن قدرت عليه وعلى دفع القسط المطلوب منك حين الحج لزمك أن تحج ، وإن تواردا عليك جميعاً ولا تستطيعهما معاً فقدم تسديد القسط الذي تطالب به ، وأخر الحج إلى أن تستطيعه

أقوال العلماء في حج من عليه دين

سوف نلقي الضوء في النقاط الآتية على أقوال أهل العلم في مسألة الحج لمن عليه دين في الإسلام:

• قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى حيث سُئل فضيلة الشيخ عن صحة الحج لمن عليه دين فأجاب: “فلا بأس، نعم يصح الحج، وإن كان الإنسان عليه دين، لكن كونه يبدأ بالدين أولى من الحج؛ لأن الحج لا يجب مع العجز، وإنما يجب مع الاستطاعة، والدين واجب القضاء، فعليك أن تبادر بالدين، إلا إذا كان عندك قدرة، تستطيع الحج، وقضاء الدين جميعًا”. ^[2]
• قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: “حج من عليه دين صحيح، ولكنه آثم إذا حج وعليه دين لأن الدين يجب قضاؤه، والحج ليس واجباً عليه فيما إذا كان عليه دين لأن الله تعالى اشترط في الحج الاستطاعة فقال: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا ومن عليه دين فإنه لا يستطيع أن يحج”.
• قال فقهاء اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: “من شروط وجوب الحج: الاستطاعة، ومن الاستطاعة: الاستطاعة المالية، ومن كان عليه دين مطالب به، بحيث إن أهل الدين يمنعون الشخص عن الحج إلا بعد وفاء ديونهم: فإنه لا يحج؛ لأنه غير مستطيع، وإذا لم يطالبوه ويعلم منهم التسامح فإنه يجوز له، وقد يكون حجه سبب خير لأداء ديونه”. ^[4]

هل يجوز الحج من مال الغير

ذكر علماء المسلمين أنّه يجوز للمسلم أن يحج على نفقة غيره، سواء كان هذا الشخص ابنًا أو أبًا أو صديقًا أو غير ذلك، وهذا لا يؤثر على صحة الحج، فلم يرد في الشريعة الإسلامية أنّ من صحة الحج أن ينفق المسلم من ماله، وقد سُئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء سؤالًا عن هذه المسألة فأجابوا بقولهم: “أداؤها الفريضة لا يؤثر على صحته أنها لم تنفق عليه شيئاً من مالها، أو أنها أنفقت الشيء القليل وقام غيرها بإنفاق الشيء الكثير من تكاليف حجها، وعليه فإذا كان حجها مستكملاً الشروط والأركان والواجبات فهو مسقط عنها فريضة الحج وإن قام غيرها بتكاليفه” والله تعالى أعلم وأحكم. ^[5]

مقالات قد تهمك

إلى هنا نصل إلى ختام ونهاية هذا المقال الذي ألقينا فيه الضوء على ما هو حكم حج المديون قبل قضاء دينه في الإسلام ومررنا فيه بالتفصيل على أقوال العلماء في مسألة حج المدين قبل قضاء دينه، ثم مررنا في الختام على هل يجوز الحج من مال الغير في الإسلام.