حكم التوكيل في رمي الجمرات بدون حضور الموكل

حكم التوكيل في رمي الجمرات بدون حضور الموكل هو ما سيتناوله موضوع هذا المقال، فإن رمي الجمرات من مناسك الحج والعمرة اللذان يساعدان على تعميق العلاقة بين الإنسان وربه، إذ أنهما من أفضل العبادات وأقربها إلى الله عز وجل، كما أنهما يساعدان على توحيد المسلمين من مختلف أجناسهم وثقافاتهم، ويغفر بهما الله سبحانه وتعالى الذنوب والمعاصي، ومن خلال هذا المقال سيتم الحديث عن نسك الرمي في الحج والعمر وبيان حكم التوكيل فيه.

رمي الجمار

إنّ الجمار في اللغة العربية هي الأحجار الصغيرة، ورمي الجمرات في الشريعة الإسلامية هو إلقاء الحصى الصغيرة (الجمرات) على ثلاثة أعمدة تمثل الشيطان أثناء أداء فريضة الحج والعمرة في منطقة مشعر منى بالمملكة العربية السعودية، حيث يتم رمي الجمرات ثلاث مرات، كل مرة يتم رمي سبع حصيات، وهذه الطقوس ترمز إلى رفض الشيطان ونبذه، وقد عرف أهل العلم رمي الجمار شرعًا كذلك بأنه القذف بالحصى في زمانٍ مخصوص، ومكانٍ مخصوص، وعددٍ مخصوص. ^[1]

حكم التوكيل في رمي الجمرات بدون حضور الموكل

إنّ الأولى في رمي الجمرات أن يرمي الحاج أو المعتمر بنفسه، ولكن لا مانع من التوكيل في رمي الجمرات بدون حضور الموكل في حال كان الحاج أو المعتمر عاجزاً عن الرمي والله أعلم، وقد بين أهل العلم والفقهاء ذلك في كتاب كشاف القناع ممزوجاً بمتن الإقناع: ^[2]

ومن كان مريضاً أو محبوساً أو له عذر جاز أن يستنيب من يرمي عنه كالمعضوب يستنيب في الحج كله إذا عجز عنه والأولى: أن يشهده إن قدر على الحضور ليتحقق الرمي ويستحب أن يضع المريض ونحوه الحصا في يد النائب ليكون له عمل في الرمي

حكم الإنابة في رمي الجمرات

إن رمي الجمرات من الواجبات التي فرضها الله عز وجل على الحاج والمعتمر، وإنّ الأصل في أداء هذا الواجب أن يقوم به المسلم بنفسه، ولا يجوز له أن ينيب عنه غيره ما لم يكن لديه عذر شرعي، فإن حصل العذر كانت النيابة جائزة في الرمي، وأما غير ذلك فإنه لا يجوز، وفعله يلزم صاحبه بدم وذلك لكونه قد ترك واجبًا من واجبات الحج، والله ورسوله أعلم. ^[3]

طريقة رمي الجمرات للمتوكل

إن التوكيل في رمي الجمرات أثناء أداء مناسك الحج والعمرة جائز للمسلمين في حال كان لديهم عذر شرعي، ويمكن للمتوكل أن يرمي الجمرات عن الموكل كما يأتي: ^[4]

• يذهب المتوكل إلى موقع الجمرات ويتوضأ ويتطهر.
• يبدأ المتوكل برمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات.
• بعد رمي الجمرة الأولى، يذهب المتوكل إلى المكان المخصص لذبح الهدي إن توجب عليه.
• يعود المتوكل إلى موقع الجمرات ويعيد رمي جمرة العقبة الكبرى بسبع حصيات مرة أخرى.
• يكرر المتوكل نفس الإجراء مع جمرة الوسطى، حيث يرميها بسبع حصيات ثم يعيد الرمي بمثلها.
• يكرر المتوكل الإجراء مع جمرة الصغرى، حيث يرميها بسبع حصيات ثم يعيد الرمي بمثلها.

ما الحكمة من رمي الجمرات

تعتبر شعيرة رمي الجمرات من أهم الشعائر الدينية التي يؤديها المسلمون خلال الحج والعمرة، وذلك لأنها ترمز إلى نبذ الشيطان والابتعاد عنه، ويتم ذلك بتقديم الحصيات ورميها في الجمرات الثلاث، وهي عبارة عن طريقة للتذكير بأهمية الابتعاد عن الشر، وأن الإيمان الحقيقي يتحقق من خلال العمل الصالح والاستمرار في محاربة الميل إلى الإثم والذنوب، ولذلك، فإن رمي الجمرات يعتبر من المظاهر البارزة للتعبد والعبادة في الإسلام، ويعد من المناسك التي يجب على كل مسلم تأديتها بطريقةٍ صحيحةِ في الحج والعمرة، وفيها طاعة لأوامر الله تعالى، فقد قال تعالى في سورة البقرة: { وَاذْكُرُواْ اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ} ^[5]والله ورسوله أعلم. ^[6]

سنن رمي الجمرات

إن سنن رمي الجمرات هي مستحبة وليست واجبة، لذا يحق للحاج أو المعتمر ترك بعضها إن كان مشغولًا أو نحو ذلك، وإن من سنن رمي الجمرات في الحج والعمرة ما يأتي: ^[7]

• التكبير: يكبر الحاج أو المعتمر عند رمي الجمرات.
• موقف الرامي لجمرة العقبة: يقف الحاج أو المعتمر باتجاه الجمرة، وتكون منى على يمينه ومكة عن شماله.
• الإسراع والموالاة: يعد من السنن أن يرمي الحاج أو المعتمر الجمرة بالعجلة، فيعمد إلى رمي الحصى بسرعة ودون توقف كثيرًا.
• قطع التلبية مع أول حصاة: وهو من الأمور المستحبة، وذلك لأنه يتحلل به لذا فإنه يشرع قطع التلبية فور ابتدائه.
• طهارة الحصيات: وذلك لكي لا يباشر الحاج أو المعتمر النجاسة بيده والله أعلم.

مقالات قد تهمك

بذلك نصل لختام هذا المقال حكم التوكيل في رمي الجمرات بدون حضور الموكل والذي قدم مجموعة من الأحكام الشرعية المتعلقة بالتوكيل والإنابة في رمي الجمرات أثناء أداء مناسك الحج والعمرة، كما ذكر المقال الحكمة الإلهية من مشروعية رمي الجمرات.