هل يجوز لبس الخاتم في السبابة أو الإبهام

هل يجوز لبس الخاتم في السبابة أو الإبهام، فقد صُنعت الخواتم لتُلبس في الأصابع، وتتزين بها النساء، ولكن جاء الإسلام ووضع القواعد والضوابط الشرعية لكل أمور الحياة، وذلك كي يعرف كل إنسان ما له وما عليه، فيسير على ما أحله الله سبحانه وتعالى وأكده النبي صلى الله عليه وسلم، ويبتعد عمّا حرمه، وفي ذلك حكمة من الله القدير.

هل يجوز لبس الخاتم في السبابة

يجوز للمسلم أن يلبس خاتمًا في أصابعه ولكن يُكره أن يلبسه في السبابة أو الوسطى، وهذا ما ثبت في صحيح مسلم عن على بن أبى طالب رضي الله عنه، قال: “نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتختم في أصبعي هذه أو هذه، قال: فأومأ إلى الوسطى والتي تليها”، وأجمع المسلمون على أن السنة جعل خاتم الرجل في الخنصر، ويكره للرجل جعله في الوسطى والتي تليها لهذا الحديث، وهي كراهة تنزيه، وبناءً على هذا فلبس الخاتم في الأصبع السبابة (الشاهد) مكروه خارج الصلاة وأثناءها. وأمّا المرأة فيجوز لها أن تلبس الخاتم في أي من أصابع يديها أو رجليها، لأنه تزين من حق المرأة، لذلك يجوز لها في ذلك ما لا يجوز للرجل، ولا يمكن أن يكون للرجل والمرأة في الإسلام نفس الحقوق والواجبات في نفس الأمور، فهناك مواضع لا يصلح للرجل أن يقوم مقام المرأة، ولا للمرأة أن تقوم مقام الرجل، والله سبحانه وتعالى ورسوله عليه الصلاة والسلام أعلم. ^[1]

هل يجوز لبس الخاتم في السبابة للمرأة

يجوز للمرأة أن تلبس الخاتم في أي إصبع تريده سواء كان في أصابع يديها أو أصابع رجليها، فليس الخاتم للمرأة هو تزين من حقها، أعطاها إياه الله سبحانه وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم، وفي هذا الأمر تختلف المرأة عن الرجل، فالرجل يُسن له أن يلبس الخاتم في خنصر يده اليسرى، فهذا ما ورد في صحيح مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: “كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم في هذه. وأشار إلى الخنصر من يده اليسرى”^[2]، وقد أجمع المسلمون على أن السنة جعل خاتم الرجل في الخنصر، وأما المرأة فإنها تتخذ خواتيم في أصابع، ولا يشرع لبس الخاتم في السبابة والوسطى بالنسبة للرجل، لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن على بن أبى طالب رضي الله عنه، قال: “نهاني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أتختم في إصبعي هذه أو هذه، قال: فأومأ إلى الوسطى والتي تليها”^[3]، وأما الإبهام فمختلف فيه، فمن أهل العلم من كره تختم الرجل فيه لاستهجان ذلك، ومنهم من رأى أن النهي لم يشمل، والحاصل أن المرأة تتختم في جميع أصابعها، وأن الرجل يسن له التختم في خنصر يسراه، ولا يشرع له التختم في السبابة والوسطى، ومختلف في تختمه في الإبهام، والله تعالى ورسوله الكريم أعلم. ^[4]

حكم لبس الخاتم في الإبهام

هناك اختلاف في حكم لبس الخاتم الإبهام بين الرجل والمرأة، فالرجل يُكره له لبس الخاتم في إبهامه، فقد جاء في كتاب “المبدع في شرح المقنع” لابن مفلح الحلبي أنه يُكره خاتم الرجل في السبابة، والوسطى، والإبهام؛ للنهي عنه، والسنة أن يلبسه في خنصر يده اليسرى؛ لما ورد في صحيح مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه، قال: “كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم في هذه، وأشار إلى الخنصر من يده اليسرى”، كما أجمع المسلمون على أن السنة جعل خاتم الرجل في الخنصر، وأمّا بالنسبة للمرأة فيجوز لها أن تلبس الخاتم في إبهامها اليمين أو اليسار، كما يجوز لها أن تلبس الخاتم في أي من أصابع يديها أو رجليها، لأنه تزين من حقها، وقد منحها هذا الحق الله سبحانه وتعالى، والنبي صلى الله عليه وسلم، ولذلك يختلف الحكم بين الرجل والمرأة في هذا الباب، فيجوز للمرأة ما لا يجوز للرجل، ومل ذلك بأمر من الله عز وجل، وتأكيد من رسوله عليه الصلاة والسلام، والله تعالى ورسوله أعلم. ^[5]

حكم لبس خاتم ذهب للرجل

لا يجوز للرجل أن يلبس خاتمًا من ذهب أو أي قطعة أخرى من الذهب؛ لأن الذهب محرم على الرجل، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “أحل الذهب والحرير لإناث أمتي، وحرم على ذكورها”^[6]، ومن ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتما من ذهب في يد رجل، فنزعه فطرحه، وقال: “يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده، فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمك انتفع به، قال: لا والله، لا آخذه أبدا وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم”^[7]، فالخاتم من الذهب يحرم على الرجل لبسه. أما الخاتم من الفضة أو غيرها من المعادن وإن كان ثمينًا فإنه لا بأس به للرجل إنما الذي يحرم، ولا يلبسه الرجل الخواتم من الذهب وغيرها، فالرجل لا يجوز له التحلي بالذهب مطلقًا، ويباح له ربط الأسنان بالذهب، إذا كان في ذلك حاجة طبية، وأمّا المرأة فيجوز لها أن تلبس الذهب والفضة وأي نوع من أنواع المعادن، ولا حرج عليها في ذلك، لأنه من باب التزين، والله عز وجل ورسوله عليه الصلاة والسلام أعلم.

حكم لبس خاتم فضة

يجوز لبس خاتم الفضة للرجل والمرأة، ولا حرج في ذلك، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم يلبسون خواتمًا من فضة، والمرأة بدورها يحق لها أن تتزين بأي نوع من أنواع الحُلي الفضية سواء كانت خواتمًا أو أقراطًا أو غير ذلك، كما يجوز لها أن تلبس الذهب وتتزين به، على عكس الرجل الذي حرم الله عز وجل عليه لبس الذهب، كما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ولما رأى رجلًا بيده خاتم من ذهب طرحه بيده، وقال: “يعمد أحدكم إلى جمرة من النار فيجعلها في يده”، والأفضل للرجل أن يلبس خاتم الفضة في الخنصر؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يلبسه في خنصره، وأمّا المرأة فلها أن تلبس الخاتم في من أصابع يديها أو رجليها، والله سبحانه وتعالى والنبي صلى الله عليه وسلم أعلم. ^[8]

مقالات قد تهمك

ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم هل يجوز لبس الخاتم في السبابة أو الإبهام، يجوز للمسلم أن يلبس خاتمًا في أصابعه ولكن يُكره أن يلبسه في السبابة أو الوسطى، وأمّا المرأة، فيجوز لها أن تختتم في أي من أصابعها.