عناصر المقال
خطبة عن منافع الحج وفوائده قصيرة، هو ما سنقدمه لكم في هذا المقال، فالحج ركن من أركان الإسلام فرضه الله على المستطيعين من المسلمين، ومع اقتراب موسم الحج تكثر الأسئلة والاستفسارات والبرامج التلفزيونية ودروس العلم عن الحج ومناسكه وفضائله ومنافعه، ويكون الحج هو موضوع خطب الجمعة في أكثر المساجد، وفي هذا المقال سندرج لكم خطبة عن منافع الحج وخطبة قصيرة عن فوائد الحج.
خطبة عن منافع الحج
وفيما يأتي ندرج لكم خطبة كاملة عن الحج ومنافعه ابتداءً بمقدمة الخطبة ثم الخطبة الأولى فالثانية ثمّ الدعاء:
مقدمة الخطبة
الحمد لله، الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله كثيراً كما أمر إقراراً بربوبيته وإرغاماً لمن جحد به وكفر، الحمد لله كلما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، خير نبيّ اطفاه وهداية للعامين أرسله.
وبعد أيها الإخوة فإنني أوصيكم وإياي بتقوى الله عز وجل وأحثكم وإياي على طاعته وأستفتح بالذي هو خير، عباد الله اتقوا الله، اتقوا الله حق التقوى ولا تغرنكم الحياة الدنيا، { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا }[1]، واعلموا إخوة الإيمان والعقيدة أننا عمّا قريب صائرون إلى محكمة قاضيها الله، فاحرصوا على أن لا تقولوا إلا خيراً واجتهدوا على ألا تعملوا إلا صالحاً فاللقاء قريب قريب.
الخطبة الأولى
و بعد أيها الإخوة المؤمنون فموضوع خطبتنا لهذا اليوم عن المنافع العظيمة والفوائد الثمينة لفريضة الحج، تلك العبادة التي افترضها الله على المستطيعين القادرين من أمة الإسلام، تطهيراً وتزكيةً وتكفيراً لذنوبهم وتقرباً إليه في أحبّ الأماكن إليه ومنفعةً لهم يجدون آثارها في الحياة الدنيا والآخرة، قال تعالى:{ وَأَذِّن فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ}[2]
فمن كتب الله له الحج ووفقه لتنفيذ مناسكه وآداء شعائره وكان مخلصاً في ذلك لله تعالى فقد نال من الخير الكثير، فالمنافع والثمرات التي يقطفها الحاج من هذه العبادة كثيرة جداً أولها أنّ الحاج الذي أتمّ حجةً على الأقل في حياته فقد وفقّ لإكمال أركان الإسلام الخمسة التي هي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والحج وصوم رمضان، وأما المنفعة الثانية فهي انقياد لأمر الله تعالى واستسلام لأوامره وتحمل المشقة والعناء في السفر تلبية لأمر الله تعالى وفي كل ذلك حلاوة في القلب لا يجدها إلا المؤمن الصادق، وأما المنفعة الثالثة فهي استذكار المراحل التي يمر بها الإنسان في دورة حياته ومماته من الموت والبعث والجزاء وما يجسد ذلك من التفاصيل التي يمر بها الحاج ابتداءً من وداع الأهل والأحبة ولبس ثياب الإحرام والوقوف في صعيد عرفات وغير ذلك من الأمور، وأما المنفعة الرابعة فهي الفوز بالوقوف في صعيد عرفة في ذلك اليوم العظيم والمكان المشهود والتذلل والدعاء بين يدي الله في موقف يغفر الله به الذنوب ويصفح عن الزلات ويحقق الآمال والمطالب ، ويعتق الرقاب من النار، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمُ المَلَائِكَةَ، فيَقولُ: ما أَرَادَ هَؤُلَاءِ؟[3]وأيضاً أيها الأحبة فإنّ من أعظم المنافع التي ينتفع بها الحاجّ الصادق هي مغفرة الذنوب وتكفير السيئات وزوال الآثام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ” سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقولُ: مَن حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ، ولَمْ يَفْسُقْ، رَجَعَ كَيَومِ ولَدَتْهُ أُمُّهُ.”[4]
ومن المنافع العظيمة للحج أيضاً أنها سوق عالمية ومعرض للإنتاج والحصاد السنوي، تجتمع فيه خيرات الأرض كلها ويتبادل الحجيج فيه منافع التجارة ويعقدون الصفقات المربحة، وقد تحرج الصحابة الكرام من جعل هذه الفريضة مكاناً للتجارة والبيع ولكن الله رفع هذا الحرج عنهم، قال تعالى: { لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَبْتَغُوا فَضْلًا مِّن رَّبِّكُمْ ۚ فَإِذَا أَفَضْتُم مِّنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِندَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ ۖ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِن كُنتُم مِّن قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ}[5]وبعد أيها الأحبة فالحديث يطول عن فريضة الحج وإلى هنا أكتفي في هذه الخطبة فالحمد لله رب العالمين وأستغفر الله العظيم لي ولكم فيا فوز المستغفرين استغفروا الله.
الخطبة الثانية
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسّلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد النّبي الأمي الكريم، وعلى آله وصحبه أجمعين، أمّا بعد: فالحج ركن من أركان الإسلام الخمس فمن كتب الله له أن يؤدي هذه الفريضة وكان محافظاً من قبل على أداء الفرائض الأخرى فقد نال شرف أداء الأركان الخمس، والحج أيها الأحبة موسم للدعاء والانكسار بين يدي الله تعالى والتذلل إليه وطلب الرحمة والمغفرة والعتق من النار في أفضل الأيام وأطهر البقاع على الأرض، ولكن ذلك لا يعني أن الذين لم يكتب الله لهم الحج محرومون من هذا العطاء الجزيل وإنما أيام الحج هي أيام خير للحاجّ وغيره، فمن لم يستطع اغتنام الوقوف في الأراضي المقدسة فليستشعر عظم وفضل تلك الأيام المباركة وليقبل فيها على الله كما يفعل الحاج وأكثر، وليسأل الله الرحمة والمغفرة ويسأله من الخير كله، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين والحمد لله رب العالمين.
دعاء الخطبة
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات إنك يا مولانا سميع قريب مجيب للدعوات، اللهم اكفنا بحلالك عن حرامك وبطاعتك عن معصيتك وبفضلك يا إلهنا عمّن سواك اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه، اللهم بلغنا أيام العشر من ذي الحجة وأنت راضٍ عنا، الله وفق كل حاجّ وقاصد يا رب العالمين ويسر لهم سفرهم وأعنهم على أداء حجهم على النحو الذي يرضيك واغفر لنا ولهم جميعاً يا كريم، اللهم اكتب لنا زيارة الأرض المقدسة واكتب لنا الحج واكتب لنا الوقوف بين يديك في عرفات واكتب لنا زيارة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يا رب العالمين.
خطبة قصيرة عن فوائد الحج ملتقى الخطباء
فيما يأتي خطبة عن فوائد الحج من موقع ملتقى الخطباء:[6]
الحمدُ لله، الحمدُ لله الذي زكَّى النُّفوسَ وطهَّرَها بالفرائِضِ والواجِبات، وحفِظَها من الخُبث والخبائِثِ بتحريم المُحرَّمات، وتركِ السيئات، وأمدَّ القلوبَ بحياة الإيمان بما أنزلَ مِن الآيات البيِّنات، وبما سنَّ رسولُنا -صلى الله عليه وسلم- من الهُدى وأبلَغ الكلمات.
أما بعد: فاتَّقُوا اللهَ بالقيام بما فرَضَ الله – عزَّ وجل – مِن أمرِه، والبُعد عما حذَّرَ اللهُ مِن نهيِه؛ فتقوَى اللهِ – تبارك وتعالى – خيرُ زادٍ ليوم المعاد، وخيرُ ما يُصلِحُ أمورَ العباد، قال الله تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا) [الطلاق: 4]. أيها المُسلمون: الحجُّ إلى بيتِ الله الحرام كُتِب على المُسلم البالِغِ المُكلَّف في العُمر مرةً واحدةً، وما زادَ على ذلك فهو تطوُّعٌ. فمَن كتبَ اللهُ له الحجَّ، ووفَّقَه لأدائِه فرضًا كان أو تطوُّعًا، وقامَ بأعمالِه كاملةً؛ فقد منَّ الله عليه بالنعمة العظيمة، والمنزِلَة الرفيعة، والمغفِرَة الواسِعة، والأجورِ المُتنوِّعة. وحُقَّ لمَن تفضَّل الله عليه بالحجِّ أن يفرَحَ به أشدَّ الفرَح، قال الله تعالى: (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) [يونس: 58]. إذ قد نالَ فضائلَ الحجِّ التي جاء بها القرآنُ الكريمُ والحديثُ النبويُّ: قال الله -تعالى- في عملِ شعائِرِ الحجِّ: (وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ) [الحج: 37]. وقال – سبحانه – في العملِ الصالِح في الحجِّ: (وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ) [البقرة: 197] أي: فيُجازِيكُم به. وقال -تعالى- فيمَن تقبَّل الله منه: (وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ * أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [البقرة:201-202]. وفي الحديثِ: “العُمرةُ إلى العُمرةِ كفَّارةٌ لما بينَهما، والحجُّ المبرُورُ ليس له جزاءٌ إلا الجنَّة» (رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-). وقال – عليه الصلاة والسلام -: “مَن حجَّ لله فلم يرفُث ولم يفسُق؛ رجعَ كيوم ولدَتْه أمُّه» (رواه البخاري ومسلم من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-). وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: يا رسولَ الله! نرَى الجِهادَ أفضلَ الأعمال، أفلا نُجاهِد؟ قال: “لكنَّ أفضلَ الجِهاد وأجملَه: حجٌّ مبرُورٌ» (رواه البخاري ومسلم والنسائي).
باركَ الله لي ولكم في القرآنِ العظيم، ونفَعَني وإياكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، ونفعَنا بهديِ سيِّد المُرسَلين وقولِه القَويم، أقولُ قولي هذا، وأستغفِرُ اللهَ لي ولكم وللمُسلمين، فاستغفِرُوه، إنه هو الغفورُ الرحيمُ.
خطبة كاملة عن الحج ومنافعه pdf
الحج ركن من أركان الإسلام ومغنم ثمين للمسلمين يكفر عنهم ذنوبهم ويقربهم إلى ربهم، وتحرص المراكز العلمية المتمثلة بالمدارس والمعاهد الشرعية وحلقات العلم إلى توعية الطلاب حول الحج ومناسكه ومنافعه، لذلك فإننا سنترك لكم فيما يأتي هذه الخطبة التي قدمناها لكم في هذا المقال بصيغة pdf لكي تستفيدوا من محتواها في صياغة الخطبة الخاصة بكم، ويمكنكم تحميل خطبة كاملة عن الحج ومنافعه pdf ” من هنا “.
مقالات قد تهمّك
الحكمة من أنساك الحج الثلاثة وما هي أنواع الحج الثلاثة بالتفصيل |
طريقة الحج الصحيحة والشروط الموجبة للحج |
دعاء الطواف والسعي في العمرة والحج بالأشواط مكتوب |
إلى هنا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي قدمناه لكم بعنوان خطبة عن منافع الحج والذي أدرجنا لكم فيه خطبة كاملة عن الحج ومنافعه ابتداءً بمقدمة الخطبة وما فيها من حمد الله والصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم الخطبة الأولى فالثانية ثمّ الدعاء، وأدرجنا لكم أيضاً خطبة قصيرة عن فوائد الحج ملتقى الخطباء و خطبة كاملة عن الحج ومنافعه pdf.
التعليقات