عناصر المقال
حكم صيام يوم قبل عاشوراء ويوم بعده وهو موضوع هذا المقال، حيث إنه من الأحكام التي يبحث عنها المسلمين بكثرة في الآونة الأخيرة، وذلك بالتّزامن مع اقتراب موعد يوم عاشوراء، يُعتبر يوم عاشوراء من الأيام الدينية التي يصح الصيام به، حيث كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يصوم يوم عاشوراء، وهو يوم مبارك نجى الله -تعالى- فيه نبيه موسى -عليه السلام- من بطش فرعون، ومن خلال هذا المقال سوف يبين موقع تصفح للزوار الكرام ما هو يوم عاشوراء، وما سبب صيامه، وسوف نعرف لماذا يستحب صيام الحادي عشر مع يوم عاشوراء وسوف نعرف
حكم صيام يوم عاشوراء
إن صيام يوم عاشوراء هو إحدى السنن الواردة عن الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث إنّ في صيامه شكر لله -تعالى- على نصره لنبيه موسى -عليه السلام- والمؤمنين معه، فقد كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصوم يوم عاشوراء ويحث على صيامه، وقد ورد ذلك في قوله: “هذا يَوْمُ عَاشُورَاءَ، وَلَمْ يَكْتُبِ اللَّهُ علَيْكُم صِيَامَهُ، وَأَنَا صَائِمٌ، فمَن أَحَبَّ مِنكُم أَنْ يَصُومَ فَلْيَصُمْ، وَمَن أَحَبَّ أَنْ يُفْطِرَ فَلْيُفْطِرْ”[1]، ويجدر بالذّكر أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- وصّى بصيام يوم تاسوعاء أي اليوم الذي يسبقه وصيام اليوم الذي يليه أي اليوم الحادي عشر من شهر محرم أو أحدهما، لذا فإن من واجب المسلمين الحرص على صيام عاشوراء لما فيه من الفضل والثواب بإذن الله تعالى.[2]
حكم صيام يوم قبل عاشوراء ويوم بعده
إنَّ صيام يوم قبل عاشوراء ويوم بعده من الأمور المستحبة في الإسلام، وهو يعتبر أكمل الصّوم وأفضله، وفيه مخالفة لليهود في صيامه، فقد جاء عن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّه أمر المسلمين بصيام تاسوعاء وعاشوراء واليوم الحادي عشر من شهر المُحرَّم، حيث ورد عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “صوموا يومَ عاشوراءَ، وخالِفوا فيه اليهودَ، صوموا قبلَه يومًا، أو بعدَه يومًا”[3]، ويجدر بالإشارة إلى أنه يستطيع المسلم أن يصوم يوم عاشوراء فقط ولا حرج في ذلك، لكن يُفضّل أن يقتدي المسلم بسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ويصوم تاسوعاء وعاشوراء واليوم الحادي عشر من شهر المُحرَّم من كل عام، وإن فاته صيام تاسوعاء فليحرص على صيام عاشوراء وما بعده، والله تعالى أعلم.[4]
سبب صيام يوم عاشوراء
يعتبر السبب الرئيسي لصيام المسلمين ليوم عاشوراء هو أنّ في هذا اليوم نجّى الله -سبحانه وتعالى- فيه موسى -عليه السلام- من بطش فرعون وجنوده، حيث إنّ الله -تعالى- أغرق فرعون ومن معه من المشركين ونجّى موسى ومن معه، فقد صام هذا اليوم موسى -عليه السّلام- شكرًا لله ثمّ صامه اليهود اقتداء به، وعندما جاء رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- والمسلمون مهاجرين من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة، رأوا أن اليهود يصومون عاشوراء، فأمر النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- المسلمين بصيام هذا اليوم، فقد قال الصحابي الجليل عبد الله بن عباس رضي الله عنه في الصّحيح: “قَدِمَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المَدِينَةَ فَرَأَى اليَهُودَ تَصُومُ يَومَ عَاشُورَاءَ، فَقالَ: ما هذا؟، قالوا: هذا يَوْمٌ صَالِحٌ هذا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إسْرَائِيلَ مِن عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى، قالَ: فأنَا أحَقُّ بمُوسَى مِنكُمْ، فَصَامَهُ، وأَمَرَ بصِيَامِهِ”[5]، والله تعالى أعلم.[6]
لماذا يستحب صيام الحادي عشر مع يوم عاشوراء
لقد أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن الأفضل صيام يوم التاسوعاء مع عاشوراء، وذلك من أجل مخالفة اليهود الذين كانوا يصومون هذا اليوم لأن الله تعالى نجى فيه موسى عليه الصلاة والسلام، وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن المسلمين أولى بموسى عليه الصلاة والسلام من اليهود، ولذلك أوصى بصيامه وصيام يوم آخر معه قبله أو بعده لمخالفة اليهود، وقد أشارت اللجنة الدائمة للإفتاء إلى ذلك بقول: “يجوز صيام يوم عاشوراء يوماً واحداً فقط، لكن الأفضل صيام يوم قبله أو يوم بعده، وهي السُنَّة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع”.[4]
فضل صيام عاشوراء
إنّ يوم عاشوراء من الأيام الفضيلة في الأشهر الحرم، وأجر الطاعات خلالها مضاعف، حيث إنّ فضله يقاس بفضل يوم عرفة بمحو الذنوب، وقضاء الحوائج واستجابة الدّعاء بدليل ما روى أبا قتادة -رضي الله عنه- أن النبيّ -صلى الله عليه وسلم- قال: “صِيامُ يومِ عَرَفَةَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التي قَبلَهُ، والسنَةَ التي بَعدَهُ، وصِيامُ يومِ عاشُوراءَ، إِنِّي أحْتَسِبُ على اللهِ أنْ يُكَفِّرَ السنَةَ التِي قَبْلَهُ”[7]، ولذلك حث الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- الصحابة -رضوان الله عليهم- والمسلمين على صيامه، كما يعتبر يوم عاشوراء بأنه من أفضل الصّيام بعد صيام شهر رمضان، لقول النّبي -صلى الله عليه وسلّم- فيما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- قال: “سُئِلَ: أَيُّ الصَّلَاةِ أَفْضَلُ بَعْدَ المَكْتُوبَةِ؟ وَأَيُّ الصِّيَامِ أَفْضَلُ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ؟ فَقالَ: أَفْضَلُ الصَّلَاةِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ المَكْتُوبَةِ، الصَّلَاةُ في جَوْفِ اللَّيْلِ، وَأَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمَضَانَ، صِيَامُ شَهْرِ اللهِ المُحَرَّمِ”[8]، والله أعلم.[1]
مقالات قد تهمك
وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال حكم صيام يوم قبل عاشوراء ويوم بعده، والذي سلط الضّوء على يوم عاشوراء وأهميته، وعرفنا هل يجب ان نصوم يوم قبل عاشوراء ويوم بعده، كما عرفنا هل يجوز صيام تاسوعاء وعاشوراء والحادي عشر، إضافة إلى التفصيل في حكم صيام عاشوراء دون صيام قبله أو بعده ابن باز، وعرفنا أن الأكمل في عاشوراء صوم يوم قبله ويوم بعده وما إلى هنالك من معلومات متعلقة أخرى.
المراجع
- ^ صحيح مسلم ، معاوية بن أبي سفيان، مسلم، 1129 ، صحيح.
- ^ islamweb.net، صوم عاشوراء.. ثوابه.. وحكمه، 25/06/2024
- ^ تخريج المسند لشعيب، عبدالله بن عباس، شعيب الأرناؤوط ، 2154 ، إسناده ضعيف
- ^ islamweb.net، الأكمل في عاشوراء صوم يوم قبله ويوم بعده، 25/06/2024
- ^ صحيح البخاري ، عبد الله بن عباس، البخاري، 2004، صحيح.
- ^ islamqa.info، ما هو سبب صيام عاشوراء ؟، 25/06/2024
- ^ صحيح مسلم ، أبو قتادة الحارث بن ربعي، مسلم، 1162، صحيح.
- ^ صحيح مسلم ، أبو هريرة، مسلم ، 1163، صحيح.
التعليقات