شرح قصيدة ابن سهل الأندلسي ومعاني مفرداتها

شرح قصيدة ابن سهل الأندلسي ومعاني مفرداتها هذا الشاعر الأندلسي الذي يُعدّ من بين أشهر الشعراء العرب في الأندلس والذي أبدع وكتب الكثير من القصائد الشعرية التي ذاع صيتها وانتشرت انتشارًا كبيرًا بين عشاق الشعر الأندلسي على وجه الخصوص، وفي هذا المقال سوف نقوم بالحديث عن ابن سهل الأندلسي وسوف نمر على شرح قصيدته والصور الفنية الموجودة فيها ومعاني المفردات في هذه القصيدة، كما سوف نقدم رباتط ملف بي دي إف يتضمن شرحَ قصيدةِ ابن سهل الأندلسيّ.

من هو ابن سهل الأندلسي

اسمه أبو إسحاق إبراهيم بن سهل الإسرائيلي الإشبيلي، وهو من مواليد سنة 605 هجرية الموافقة لسنة 1208 ميلادية، وهو من أسرة يهودية الأصل، كان أبو إسحاق الأندلسي شاعرًا وكاتبًا، ولد في مدينة إشبيلية الأندلسية، وفيها حضر مجالس العلم والأدب ودرس على يد كبار علمائها، بعد ذلك شغلته حياة اللهو واللعب فكتب شعر الغزل وكتب الشعر في الخمر وكتب الموشحات أيضًا فلُقّب بشاعر إشبيلية ووشاحها، ولكن سوء الأحوال السياسية في إشبيلية دفعه إلى مغادرة البلاد إلى جزيرة منورقة التي عاش فيها أكثر من سنة، وفي هذه الفترة كتب الشعر في مديح أبي عدنان بن حكم صاحب منورقة في ذلك الوقت، ثم غادر من منورقة إلى إشبيلية حيث كتب قصيدة مدح فيها الشيخ أبا فارس الفتح بن فارس بن أبي حفص والي إشبيلية ثم انتقل إلى سبتة.

وجدير بالقول إنّ ابن سهل الأندلسي اتصل بالوزير أبي علي بن خلاص والي سبتة وصار كاتبه، وبسبب المكانة المميزة التي حصل عليها عند هذا الرجل، قام إرساله في رحلة مع ابنه أبي القاسم إلى صاحب تونس، وفي الطريق إلى تونس بحرًا تعرض المركب إلى عاصفة هوجاء في البحر، أدى إلى غرقه ووفاته وكان هذا في سنة 649 هجرية وهي السنة التي وافقت عام 1251 ميلادية. ^[1]

شرح قصيدة ابن سهل الأندلسي

إنّ أشهر قصائد ابن سهل الأندلسي هي قصيدته الرائية التي يقول في مطلعها: الأرض قد لبست رداء أخضرا، وفيما يأتي سوف نضع أبيات هذه القصيدة مع شرح هذه الأبيات بالتفصيل:

• الأَرضُ قَد لَبِسَت رِداءً أَخضَرا * * * وَالطَلُّ يَنثُرُ في رُباها جَوهَرا
  هاجَت فَخِلتُ الزَهرَ كافوراً بِها * * * وَحَسِبتُ فيها التُربَ مِسكاً أَذفَرا

يصف الشاعر الطبيعة في المكان الذي هو فيه، فيقول إنّ الأرض قد اكتسب بالخضار وهو لون العشب المميز، ويقول إنّ الأطلال قد انتثر الجوهر على رباها من شدة الجمال وأناقة الطبيعية، ثم يصف الأزهار كيف فاح عبيرها كما يفوح عطر الكافور حتّى أنّه ظنّ أن التراب الذي نبتت فيه هذه الورود معجون بالمسك.

• وَكَأَنَّ سَوسَنَها يُصافِحُ وَردَها * * * ثَغرٌ يُقَبِّلُ مِنهُ خَدّاً أَحمَرا
  وَالنَهرُ ما بَينَ الرِياضِ تَخالُهُ * * * سَيفاً تَعَلَّقَ في نِجادٍ أَخضَرا

يتابع الشاعر الوصف فيقول إنّ السوسن في الأزهار يصافح الورود كما يقبل الفم الخد الأحمر فيملؤه خجلًا، ويقول إنّ صفاء النهر في هذه الطبيعة الغناء الرائعة يشبه السيف الشديد اللمعان الذي تعلق في غمد أخضر اللون، فكان شكل النهر بين العشب كشكل السيف في غمده الأخضر وهي صورة رائعة ومميزة.

• وَجَرَت بِصَفحَتِهِ الصَبا فَحَسِبتُها * * * كَفّاً تُنَمِّقُ في الصَحيفَةِ أَسطُرا
  وَكَأَنَّهُ إِذ لاحَ ناصِعُ فِضَّةٍ * * * جَعَلَتهُ كَفُّ الشَمسِ تِبراً أَصفَرا
  أَو كَالخُدودِ بَدَت لَنا مُبيَضَّةً * * * فَاِرتَدَّ بِالخَجَلِ البَياضُ مُعصفَرا

ثم يقول الشاعر إنّه بسبب شدة جمال هذا النهر ولمعانه ونقاء مياهه صار كالمرآة التي تعكس صورة الأشياء من حولها، فصار الرائي يظن أنّ الصورة في الماء حقيقية لشدة صفاء الماء، ثم يشبه بياض النهر وصفاءه بالفضة الناصعة، ثم يقول ما إنّ وصلت إليه أشعة الشمس حتّى صار النهر كالذهب الأصفر الصافي، ثم يشبه النهر بالخدود البيضاء وكيف أنّ البياض هذا إذا خجل تغير لونه وصار أجمل.

• وَالطَيرُ قَد قامَت عَلَيهِ خَطيبَةً * * * لَم تَتَّخِذ إِلّا الأَراكَةَ مِنبَرا

أدخل الشاعر ابن سهل الأندلسي في هذا البيت عنصرًا آخر من عناصر الطبيعة وهو الطير، فيقول إنّ الطيور قد حلقت في الأرجاء في تلك الطبيعة الساحرة الغناء، ويصف كيف تنطلق أصوات هذه الطيور في الفضاء وتخاطب الجميع وهي تقف على شجر الأراكة وتتخذها منبرًا لمخاطبة الطبيعة.

الصور الفنية في قصيدة ابن سهل الأندلسي

هناك الكثير من الصور الفنية المميزة في قصيدة ابن سهل الأندلسي، ولعل أبرز هذه الصور ما سيأتي ذكره فيما يأتي:

• الأَرضُ قَد لَبِسَت رِداءً أَخضَرا: في هذا الشطر استعارة تصريحية، حيث شبه الشاعر الخضرة والعشب بالرداء الأخضر، فحذف المشبه وهو الخضرة وذكر المشبه به وهو الأرض على سبيل الاستعارة التصريحية، وتعكس هذه الصور القيم الجمالية المميزة في هذا المنظر الرائع الذي كان يراه الشاعر.
• الطلّ يُـنْـثَـرُ في رباها جوهرا: شبه الشاعر الطل بالإنسان الذي ينثر، فذكر المشبه وهو الطل وحذف المشبه به وهو الإنسان وكنّى عنه بشيء من صفاته على سبيل الاستعارة المكنية.
• هاجَت فَخِلتُ الزَهرَ كافوراً بِها: في هذا الشطر الشعري تشبيه بليغ، حيث شبه الشاعر الزهر بالكافور، فذكر المشبه والمشبه به وحذف أداة التشبيه ووجه الشبه.
• وكأنّ سوسنها يصافح وردها:  في هذا الشطر استعارة مكنية، حيث شبه الشاعر السوسن بالإنسان الذي يصافح ويسلم، فذكر المشبه وحذف المشبه به وكنّى عنه بشيء من صفاته وهو المصافحة على سبيل الاستعارة المكنية.

معاني المفردات في قصيدة ابن سهل الأندلسي

يتضمن الجدول الآتي مجموعة من الكلمات أو المفردات الواردة في قصيدةِ ابن سهل الأندلسي مع شرح لكل مفردة من هذه المفردات:

شرح قصيدة ابن سهل الأندلسي pdf

إلى كل من يهتم بالحصول على ملف بي دي إف يتضمن شرح قصيدة جمال الطبيعية للشاعر الأندلسي أبي إسحاق إبراهيم بن سهل الإشبيلي الأندلسي، يمكن القيام بتحميل هذا الملف بشكل مباشر “من هنا“.

مقالات قد تهمك

إلى هنا وبهذه البيانات نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي مررنا فيه على معلومات عن ابن سهل الأندلسي، ثم مررنا علىشرح قصيدة ابن سهل الأندلسي ومعاني مفرداتها وتحدثنا عن الصور الفنية الموجودة في هذه القصيدة بشكل خاص، كما مررنا على رابط ملف بي دي إف يتضمن شرح قصيدة ابن سهل الأندلسي.