عناصر المقال
حكم تعمد تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد من الأحكام التي يجب على كل مسلم التعرف عليها قبل حلول عيد الفطر السعيد، إذ أنَّ أحكام زكاة الفطر كثيرة في الإسلام ومن الضروري الإحاطة بها من أجل أدائها على أكمل وجه، وبما يرضي الله تعالى وفي وقتها المناسب، وسوف نتعرف في هذا المقال على زكاة الفطر في الإسلام، وعلى حكم تأخير إخراج زكاة الفطر عن صلاة العيد عمدا، وحكم تقديم إخراج زكاة الفطر عن العيد يوم أو يومين وغير ذلك من المعلومات والأحكام المتعلقة بزكاة الفطر.
زكاة الفطر في الإسلام
إنَّ زكاة الفطر في الإسلام من العبادات المشروعة والتي تتعلق بشهر رمضان الفضيل، وأطلق عليها اسم زكاة الفطر لأنَّ المسلمين ينتهون من عبادة الصيام عند انتهاء شهر رمضان في عيد الفطر، والزكاة في الإسلام مصطلح يشير إلى الأموال التي يجري التصدق بها من قبل المسلمين على الفقراء والمحتاجين والمساكين وغيرهم ممن يستحقون الزكاة من أجل تزكية النفوس وتطهير الأموال والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى، وزكاة الفطر هي مقدار معين يخرجه المسلم عن نفسه أولًا وعن كل من تلزمه نفقتهم من عائلته أو من خارج عائلته مثل الخدم والعبيد وفق شروط محددة، كما يتم دفع زكاة الفطر إلى فئة محددة من المسلمين، وقد ثبتت زكاة الفطر في الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: “فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهْرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ ، وطُعمةً للمساكينِ ، فمن أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ، ومَن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ”،[1] وبناء على هذا الحديث اعتبر جمهور الفقهاء أن زكاة الفطر واجبة على كل مسلم ولا تسقط إلا عن الكافر أو المسلم المعسر الذي لا يملك ما يزيد عن قوته وقوت من يعولهم يوم العيد والله تعالى أعلم.[2][]
شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر يوم 27 رمضان
حكم تعمد تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد
إنَّ تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد لا يجوز في الإسلام، ويأثم المسلم إذا ما أخَّر زكاة الفطر عمدًا عن وقتها، فقد فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر أن تؤدى قبل صلاة العيد، وقد استدلَّ الفقهاء على ذلك بحديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه فقال: “فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهْرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ ، وطُعمةً للمساكينِ ، فمن أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ، ومَن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ”،[1] فمن أخَّرها فقد خالف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويأثم على ذلك، ولكن حسب جمهور الفقهاء من أهل العلم أنَّ زكاة الفطر واجبة لا تسقط بخروج وقتها، فيجب على المسلم أن يتوب إلى الله تعالى ويستغفره من الإثم الذي وقع فيه ويبادر إلى إخراج زكاة الفطر حتى لو كان ذلك بعد صلاة العيد، ويقول ابن حزم رحمه الله تعالى في ذلك:[3]
“فمن لم يؤدها حتى خرج وقتها، فقد وجبت في ذمته وماله لمن هي له، فهي دين له، وحق من حقوقهم، قد وجب إخراجها من ماله، وحرم عليه إمساكها في ماله، فوجب عليه أداؤها أبدًا، ويسقط بذلك حقهم، ويبقى حق الله في تضييعه الوقت، لا يقدر على جبره إلا بالاستغفار والندامة”.
حكم من نسي إخراج زكاة الفطر فأخرجها بعد الصلاة
إذا نسي المسلم إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد، فليس عليه شيء والله تعالى أعلم، فقد تجاوز الله تعالى عن المسلمين النسيان، وقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إنَّ اللهَ تعالى وضع عن أُمَّتي الخطأَ ، و النسيانَ ، و ما اسْتُكرِهوا عليه”،[4] ولكن يجب على المسلم في هذه الحالةأن يستغفر الله تعالى ويتوب إليه ويرجى ألا يأثم كونه نسيانًا وليس متعمدًا، وأن يبادر إلى إخراج زكاة الفطر فورَ تذكره لأنَّها واجبة ولا تسقط بخروج وقتها كما ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم.[3]
شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر قبل العيد بثلاث ايام
تقديم زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين
يجوز تقديم إخراج زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين حسب ما ذهب إليه كثير من الفقهاء من أهل العلم، وذلك لما ورد عن عبد الله بن عمر رضي الله تعالى عنه، حيث كان يخرج زكاة الفطر قبل العيد بيوم أو يومين، فقد ثبت في الحديث عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه: “أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمَر بإخراجِ زكاةِ الفطرِ أنْ تؤدَّى قبْلَ خروجِ النَّاسِ وأنَّ عبدَ اللهِ كان يؤدِّيها قبْلَ ذلك بيومٍ أو يومينِ”،[5] وذهب الإمام ابن باز رحمه الله تعالى إلى جواز إخراج زكاة الفطر في اليوم الثامن والعشرين من رمضان أو التاسع والعشرين أو الثلاثين من رمضان، فقد ورد عنه قوله: “أما زكاة الفطر فلا يؤخرها عن وقتها، الواجب أن تقدم قبل الصلاة -قبل صلاة العيد- يقدمها صباح العيد، أو في ليلة العيد في رمضان، أو في آخر الشهر، اليوم واليومين كالتاسع والعشرين، والثامن والعشرين، أو الثلاثين، ولا يؤخرها إلى بعد الصلاة”.[6]
وقت إخراج زكاة الفطر
إنَّ وقت إخراج زكاة الفطر الأصلي يبدأ من غروب شمس آخر يوم من شهر رمضان وتستمر حتى صلاة العيد في اليوم التالي، وقد استدل الفقهاء في ذلك على حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنه السابق، ولا يجوز تأخير زكاة الفطر إلى بعد صلاة العيد حتى لا يقع المسلم في الإثم كما سبق.[7]
مقدار زكاة الفطر في الإسلام
قدَّر رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر بنحو صاع من قوت الناس الغالب في البلد، وقد دل على ذلك الحديث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: “كُنَّا نُعْطِيهَا في زَمَانِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَاعًا مِن طَعَامٍ، أوْ صَاعًا مِن تَمْرٍ، أوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، أوْ صَاعًا مِن زَبِيبٍ، فَلَمَّا جَاءَ مُعَاوِيَةُ وجَاءَتِ السَّمْرَاءُ، قالَ: أُرَى مُدًّا مِن هذا يَعْدِلُ مُدَّيْنِ”،[8] وقد كان الصاع يعبر عن حجم معين وهو أربع حفنات باليدين، وقد قدره الفقهاء بنحو 3 كيلو غرام فقط، وقد أجاز بعض الفقهاء ومنهم أبو حنيفة رحمه الله إخراج زكاة الفطر مالًا بدل إخراجها طعامًا.[9]
شاهد أيضًا: ما الحكمة من إخراج زكاة الفطر وما حكم إخراج زكاة الفطر
الحكمة من زكاة الفطر
إنَّ زكاة الفطر في الإسلام لها كثير من الحكم الجليلة حسب ما جاء في الأحاديث النبوية الصحيحة، وقد فصل العلماء من أهل الفقه في تلك الحكم، حيث أنًّ زكاة الفطر تعدُّ تزكيةً وتطهيرًا للصائم تجبر الصيام من كل نقص أو خلل أو رفث أو لغو وقع فيه خلال شهر رمضان، وهي مثل سجود السهو في الصلاة لأنه يجبر الخلل في الصلاة، وزكاة الفطر طعمة للمساكين والفقراء كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تغنيهم عن السؤال والطواف على بيوت الناس ومد يد الذل في العيد، وقد ورد ذلك في الحديث الذي رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنه أنه قال: “فرَضَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطر؛ طُهْرةً للصَّائِمِ مِنَ اللَّغوِ والرَّفَثِ، وطُعمةً للمَساكينِ”،[1] وغايتها أيضًا تحقيق الفرحة والسرور للمسلمين جميعهم من الأغنياء والفقراء، وهي من وسائل شكر الله على النعم التي أكرم بها عباده المسلمين في شهر رمضان وأهمها نعم الصيام والقيام وبلوغ عيد الفطر، وتهدف أيضًا لزيادة التعاون والتكاتف وطرق التكافل والألفة والتضامن والمحبة بين المسلمين جميعًا.[10]
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال حكم تعمد تأخير زكاة الفطر عن صلاة العيد وتعرفنا على زكاة الفطر في الإسلام وبعض المعلومات عنها، كما تعرفنا على وقت زكاة الفطر الأصلي وحكم تقديم إخراج زكاة الفطر يومين قبل العيد، وعلى مقدار زكاة الفطر في الإسلام، كما تعرفنا على الحكم من زكاة الفطر وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة.
المراجع
- ^ صحيح ابن ماجه، عبد الله بن عباس، الألباني، 1492، حسن
- ^ wikiwand.com، زكاة الفطر، 19/04/2023
- ^ islamway.net، تأخير زكاة الفطر لبعد صلاة العيد نسيانا، 19/04/2023
- ^ صحيح الجامع، عبد الله بن عباس، الألباني، 1836، صحيح
- ^ صحيح ابن حبان، عبد الله بن عمر، ابن حبان، 3299 ، أخرجه في صحيحه
- ^ binbaz.org.sa، حكم تأخير دفع زكاة الفطر، 19/04/2023
- ^ islamqa.info، ما هو وقت إخراج زكاة الفطر؟، 19/04/2023
- ^ صحيح البخاري، أبو سعيد الخدري، البخاري، 1508، صحيح
- ^ islamqa.info، مقدار زكاة الفطر ووقت إخراجها، 19/04/2023
- ^ dorar.net، الحكمة من مشروعية زكاة الفطر، 19/04/2023
التعليقات