ما الحكمة من إخراج زكاة الفطر وما حكم إخراج زكاة الفطر

ما الحكمة من إخراج زكاة الفطر وما حكم إخراج زكاة الفطر
ما الحكمة من إخراج زكاة الفطر

ما الحكمة من إخراج زكاة الفطر وما حكم إخراج زكاة الفطر من المعلومات التي يبحث عنها كثير من المسلمين من أجل التعرف على زكاة الفطر وما يتعلق بها من أحكام، حتى يخرج المسلم زكاة الفطر ويدفعها على النحو المطلوب، وحتى ينال رضى الله تعالى ولا يقع في أخطاء عند إخرجها، وسوف نتعرف في هذا المقال على زكاة الفطر والكثير من المعلومات حولها، إضافة إلى التعرف على الحكمة من إخراج زكاة الفطر في الإسلام، ومقدار زكاة الفطر وحكم إخراج زكاة الفطر نقدا وغير ذلك.

زكاة الفطر في الإسلام

تعدُّ زكاة الفطر من العبادات المشروعة والمتعلقة بشهر رمضان المبارك، وسميت زكاة الفطر نسبة إلى إفطار الصائمين بعد انتهاء شهر رمضان وعبادة الصيام فيه، وفي الإسلام يطلَق اسم الزكاة على المال الذي يجري التصدق به من قبل المسلم على الفقراء والمساكين وغيرهم بهدف تزكية النفس وتطهير المال وتقربًا لله تعالى، وزكاة الفطر مقدار محدد يخرجه المسلم عن نفسه وعن كل من تلزمه نفقتهم من عائلته وفق شروط محددة، ويتم دفع الزكاة إلى فئة معينة أيضًا من المسلمين، وقد ورد في الحديث عن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: “فرضَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ زَكاةَ الفطرِ طُهْرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ ، وطُعمةً للمساكينِ ، فمن أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ، ومَن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ”،[1] ولذلك يجب إخراجها قبل صلاة العيد حسب ما ثبت في الحديث، ووقتها الأصلي من بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان وحتى صلاة العيد، وقد كان ابن عمر رضي الله تعالى عنه يخرجها قبل العيد بيوم أو يومين.[2]

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر بعد صلاة العيد

ما الحكمة من إخراج زكاة الفطر

إنَّ العبادات والطاعات التي فرضها الله تعالى وأمر بها عباده المسلمين لها حكم كثيرة بعضها بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم، واستنبطها الفقهاء من أهل العلم بناء على النصوص الواردة فيها، وبعضها بقيت عند علم الله تعالى لا يعلمها إلا هو جلَّ وعلا، وكذلك زكاة الفطر، فقد فرضها الله تعالى لحكم عديدة، وفيما يأتي سيتم ذكر الحكمة من إخراج زكاة الفطر في الإسلام:[3]

  • إنَّ زكاة الفطر تطهير للصائم من الرفث واللغو والخلل أو النقص الذي وقع في صيامه خلال شهر رمضان المبارك، وشبهها بعض الفقهاء بسحود السهو الذي يجبر النقص في الصلاة.
  • زكاة الفطر طعمة للفقراء والمساكين من المسلمين في يوم العيد، تغنيهم عن الطواف على بيوت الناس والسؤال في يوم العيد، حتى يكون يوم العيد مخصصًا للفرحة والسرور ويشترك فيه الفقراء والأغنياء في ذلك، وقد ثبت ذلك في الحديث السابق الذي رواه ابن عباس فقال فيه: “فرَضَ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلَّم زكاةَ الفِطر؛ طُهْرةً للصَّائِمِ مِنَ اللَّغوِ والرَّفَثِ، وطُعمةً للمَساكينِ”.[1]
  • زكاة الفطر من وسائل شكر الله تعالى على النعم التي أنعمها على عباده المسلمين بالصيام والقيام وختام شهر رمضان المبارك.
  • هي أيضا زكاة للبدن إذ عافاه الله تعالى وأحياه عامًا آخر، وأنعم عليه بالبقاء في هذه الحياة الدنيا ليغتنمها فيما يرضي الله تعالى، ولذلك وجبت على الكبير والصغير والمجنون والجميع.
  • الحصول على الأجر الكبير والثواب الجزيل من الله تعالى، وذلك من خلال دفعها في وقتها لمن يستحقها من المسلمين.
  • بزكاة الفطر يكتمل السرور والفرح بين المسلمين في يوم العيد، وتزداد أواصر التعاون والمحبة والألفة والتكافل بين المسلمين.

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر يوم 27 رمضان

ما حكم إخراج زكاة الفطر

ذهب الفقهاء مذاهب عديدة في حكم إخراج زكاة الفطر، فقد ذهب جمهور الفقهاء من أهل العلم إلى أنها واجبة على كل مسلم، ولكن خالفهم في ذلك كثيرون من الفقهاء، وفيما يأتي سيتم التفصيل في ذلك:[4]

زكاة الفطر واجبة

ذهب جمهور الفقهاء إلى أنَّ زكاة الفطر واجبة على كل مسلم يملك نفقته ونفقة من تلزمه نفقتهم ليلة ويوم العيد وزيادة، وقد استندوا بذلك على حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه قال: “أنَّ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ فَرَضَ زَكَاةَ الفِطْرِ مِن رَمَضَانَ علَى النَّاسِ، صَاعًا مِن تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِن شَعِيرٍ، علَى كُلِّ حُرٍّ، أَوْ عَبْدٍ، ذَكَرٍ، أَوْ أُنْثَى، مِنَ المُسْلِمِينَ”،[5] وإلى هذا القول ذهب أصحاب المذهب الشافعي والحنفي والحنبلي وقول عند المالكية، وفسروا قول فرض بمعنى أوجب.

زكاة الفطر سنة

ذهب أصحاب المذهب المالكي إلى أنَّ زكاة الفطر سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد فسروا كلمة “فرض” في الحديث بمعنى قدَّر ووقت، وقد أشاروا إلى أنَّ زكاة الفطر كانت واجبة ثمَّ نسخت بعد فرض زكاة المال في الإسلام، وذلك استنادًا إلى الحديث الصحيح، فقد ورد عن الصحابي قيس بن سعد رضي الله عنه أنه قال: “كنَّا نصومُ عاشوراءَ ، ونؤدِّي زَكاةَ الفطرِ، فلمَّا نزلَ رمَضانُ ، ونزلتِ الزَّكاةُ ، لم نُؤمَر بِهِ ولم نُنهَ عنهُ، وَكُنَّا نفعلُهُ”،[6] واستدلوا أيضًا بحديث الرجل الذي جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسأله عن الإسلام، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم عن الصلوات الخمس وصيام رمضان وزكاة المال، وسأله الرجل: هل عليَّ غيرها، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: لا إلا أن تطوع، وأشاروا إلى أنه لو كانت زكاة الفطر واجبة ومفروضة لذكرها رسول الله صلى الله عليه وسلم والله أعلم.

شاهد أيضًا: هل يجوز اخراج زكاة الفطر قبل العيد بثلاث ايام

مقدار زكاة الفطر

فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأحاديث الصحيحة التي وردت في السنة النبوية إخراج صاع من البر أو التمر أو الشعير أو الزبيب عن كل فرد في زكاة الفطر، حيث ورد في الحديث الصحيح عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال: “كُنَّا نُعْطِيهَا فِي زَمَانِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ ، أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ”،[7] وقد ذهب الفقهاء في تفسير كلمة بر إلى أنه القمح وقال بعضهم بأنه قوت الناس الذي يعتمدون عليه سواء كان قمحًا أو طحينًا أو أرزًا أو غيره من الأطعمة المختلفة، والصاع في الأساس حجمًا وليس وزنًا ولكن الفقهاء تسهيلًا على المسلمين قدَّروه بنحو ثلاثة كيلو غرام فقط من قوت البلد الذي يعتمد عليه الناس في طعامهم.[8]

هل يجوز إخراج زكاة الفطر مال

ذهب جمهور أهل العلم من الفقهاء إلى أنَّ الأصل في زكاة الفطر أن تكون من غالب قوت الناس فقط، ومن الذين ذهبوا إلى هذا القول الإمام الشافعي والإمام مالك والإمام أحمد رحمهم الله تعالى، ولا يجوز حسب رأيهم أن يتم إخراج زكاة الفطر مالًا أو نقدًا بدلًا من القوت، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر المسلمين بإخراجها من قوت البلد، وقد وردت بعض الآراء الأخرى التي خالفت ذلك الرأي، فقد ذهب الإمام أبو حنيفة رحمه الله إلى أنَّ إخراج زكاة الفطر نقدًا جائز ولا حرج فيه وهذا يجزئ في زكاة الفطر والله أعلم، وأما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقد ذهب إلى أنه يجوز إخراج زكاة الفطر نقدًا حسب حاجة الفقير وما يتوافق مع مصلحته، وقد أشار الإمام أبو حنفية النعمان إلى حكم إخراج زكاة الفطر مال في قوله: “يجوز حكاه ابن المنذر عن الحسن البصري وعمر بن عبد العزيز والثوري، قال: وقال إسحاق وأبو ثور: لا تجزئ إلا عند الضرورة”، ولذلك يجوز للمسلم أن يخرج زكاة الفطر نقدًا ومالًا ولا حرج في ذلك حسب مذهب أبي حنيفة رحمه الله تعالى.[9]

وإلى هنا وصلنا إلى نهاية مقال ما الحكمة من إخراج زكاة الفطر وما حكم إخراج زكاة الفطر وقد تعرفنا على زكاة الفطر في الإسلام وبعض المعلومات عنها، كما تعرفنا على حكم دفع زكاة الفطر حسب مختلف الفقهاء، وعلى الحكمة من زكاة الفطر في الإسلام، كما عرفنا مقدار زكاة الفطر، وعلى حكم إخراج زكاة الفطر نقدا وما إلى هنالك من تفاصيل متعلقة.

المراجع

  1. ^ صحيح ابن ماجه، عبد الله بن عباس، الألباني، 1492، حسن
  2. ^ wikiwand.com، زكاة الفطر، 17/04/2023
  3. ^ dorar.net، الحكمة من مشروعية زكاة الفطر، 17/04/2023
  4. ^ alukah.net، فقخ زكاة الفطر بالتفصيل على المذاهب الأربعة بالتفصيل، 17/04/2023
  5. ^ صحيح مسلم، عبد الله بن عمر، مسلم، 984، صحيح
  6. ^ صحيح النسائي، قيس بن سعد، الألباني، 2505 ، صحيح
  7. ^ صحيح البخاري، أبو سعيد الخدري، البخاري، 1508 ، صحيح
  8. ^ islamqa.info، مقدار زكاة الفطر ووقت إخراجها، 17/04/2023
  9. ^ islamqa.info، هل تجزئه زكاة الفطر التي يخرجها عنه والده نقدا؟، 17/04/2023

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *