حكم قراءة القران للحائض ابن باز

هل يجوز للمرأة الحائض قراءة القرآن من الموبايل

إنّ الخَوض في بيان حكم قراءة القُرآن للحائض ابن باز -رحمه الله- يدفع البعض إلى البحث عن الحكم الَّشرعيّ لقراءة المرأة الحائض القرآن الكريم من الموبايل، حيثُ يجوز للمرأة الحائض قراءة القُرآن الكريم من المُوبايل أو الحاسُوب المَحمُول، وهو قول مالك واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية، ومن الجدير بالذّكر أنّه يشترط لجواز القرآة أن يكون بدون مس المصحف، فإن المحدث ممنوع من مس المصحف  سواء كان حدثه أصغر أو أكبر وهذا قول الجمهور، كما قال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك في تعقيبه على هذه المسألة الفقهية:^[6]

يظهر أن الجوال ونحوه من الأجهزة تختلف عن وجودها في المصحف، فلا توجد بصفتها المقرؤة، بل توجد على صفة ذبذبات تتكون منها الحروف بصورة عند طلبها فتظهر الشاشة وتزول بالانتقال إلى غيرها وعليه، فيجوز مس الجوال أو الشريط الذي سجل فيه القرآن وتجوز القراءة منه ولو من غيرطهارة.

شاهد أيضًا: دعاء ختم القران مكتوب كامل بخط كبير

هل يجوز للمرأة الحائض قراءة القرآن من المصحف

بيّن الجمهور من أهل العلم بأنَّه يُحرَم على المرأة الحائِض قراءة القُرآن الكريم من المُصحف الشَّريف حتى تطهر^[7]، فقد قال الله -تعالى- في محكم تنزيله: “لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ”^[8]، ولكن تعتبر هذه المسألة بانها خلاف بين العلماء ولذلك تستطيع الحائض أن تقرأ القرآن الكريم عن ظهر قلب على الصحيح لأن مدتها قد تطول، مع الحرص على عدم مسِّ المصحف، أما إذا دعت الحاجة إلى ذلك فقد أوضح الشيخ ابن باز -رحمه الله- تعقيبه على هذه المسألة الفقهية فقال: ” فالواجب على من أراد مس المصحف أن يتوضأ، وأن يمس المصحف، ويقرأ فيه، أو يقرأ عن ظهر قلب، لكن إذا دعت الحاجة إلى مسه؛ فإنه يمسه من دون حائل، يكون في يديه حائل يمسه به، كالقفازين، أو غيرهما عند الحاجة، وإلا فالواجب الوضوء حتى يتمكن من مسه بدون كلفة، وبدون مشقة، وبدون حائل”.^[9]

حكم قراءة القرآن للحائض على المذاهب الأربعة

لا حرج على الحائض أن تقرأ القرآن عن ظهر قلب وهو رأي جمهور أهل العلم وهو الصحيح، فقد أوضح الشيخ ابن باز -رحمه الله- بأنَّه يجوز للحائض والنفساء قراءة القرآن عن ظهر قلب، لأن مدتهما تطول فقياسهما على الجنب غير صحيح، ولكن اختلف العُلماء في حُكم أكل لحم الحصان، وفيما يلي سيتم بيان رأي كل من الأئمة الأربعة وهو كالآتي:^[10]

• الشافعيَّة: فقد ذهبوا إلى حُرمة قراءة الحائض للقرآن الكريم لأنّ في ذلك إخلال للتعظيم، ولكن يجوز لها أنْ أن تمرر القرآن الكريم على قلبها أو تنظر إليه وتمرره في قلبها، كما تستطيع المراة الحائض أن تهمس فيه بحيث لا تسمع نفسها لأنّ ذلك لا يُعدّ من قراءة القرآن.
• المالكيَّة: ذهبوا إلى جواز قراءة الحائض القرآن في حال تتابع الدَّم، فقد تطول مدة الحيض ولكن لا يجوز لها قراءة القرآن إذا انقطع الدم إلا بعد أن تغتسل.
• الحنفيَّة: فقد ذهبوا إلى حُرمة قراءة الحائض للقرآن بقصد التِّلاوة، ولكن يجوز لها القراءة بقصد ذكر الله تعالى، حيثُ تستطيع قراءة سورة الفاتحة من أجل الدعاء، أما بعض من السور التي  لا تؤثر فيها النيّة لا يجوز قراءتها بالمطلق، كما أنّهم أجازوا للمعلّمة قراءة القرآن كلمة كلمة أو تتهجّى حرفًا حرفًا مع القطع في كلا الحالين لأنّها لا تعدّ بذلك قارئة.
• الحنابلة: فقد بينوا بأنه يُحرم على الحائض قراءة آية فأكثر من القرآن الكريم، كما يجُوز لها تكرار الآية ما لم تقصد بذلك المخادعة في القراءة، فهي تستطيع التفكّر في القرآن وتحريك شفتيها مع عدم بيان الحروف، فقد قال ابن تيمية: “يباح لها قراءة القرآن إن خافت أن تنساه بل يجب عليه في هذه الحالة، لأّن ما لا يتمّ الواجب إلا به فهو واجب”.

شاهد أيضًا: هل يجوز قراءة سورة البقرة متقطعة في اليوم