حكم قص الشعر والاظافر ناسيا للمضحي

حكم قص الشعر والاظافر ناسيا للمضحي، إذ يحرص المسلمون على السير على خطا النبي صلى الله عليه وسلم ونهجه في القيام بالشعائر الدينية التي شرعها الله سبحانه وتعالى، والتي سنّها النبي عليه الصلاة والسلام، وللأضحية شروط يجب التقييد بها لتكون صحيحة، وكذلك للشخص المضحي عليه أن يلتزم بما شرعه الله عز وجل، وفي هذا المقال سنعرف حكم قص الشعر والاظافر ناسيا للمضحي، وسوف يتم إدراج حكم قص الشعر والاظافر للمضحي من النساء والرجال، إضافة إلى من الذي يمسك عن قص الشعر والاظافر عند التضحية، وما إلى هنالك من أمور أخرى.

حكم قص الشعر والاظافر ناسيا للمضحي

إنَّ حكم قص الشعر والاظافر ناسيا للمضحي هو لا شيء عليه لا فدية ولا كفارة، فإن الله عز وجل يضع الخطأ والنسيان عن عباده في مثل هذا الأمر وأشباهه، ولذلك من أراد أن يضحي فلا يجوز له أن يأخذ شيئًا من شعره أو أظافره أو بشرته بعد أن يدخل شهر ذو الحجة إلى أن يُتم الأضحية، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم هو من نهى عن ذلك، فعن أمِّ سلمة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِذَا دَخَلَتْ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا”^[1]، وقد صحح هذا الحديث كثير من المحدثين، وورد في العديد من كتب الحديث، وأما من فعل ذلك عمدًا فعليه التوبة إلى الله سبحانه وتعالى ولا شيء عليه؛ أي ليس عليه فدية أو كفارة، والله تعالى ورسوله الكريم أعلم. ^[2]

حكم قص الشعر والاظافر للمضحي

لا يجوز لمن أراد أن يُضحي أن يأخذ شيئًا من شعره أو أظافره أو بشرته، ولا يأخذ من رأسه، ولا من بقية بدنه، لا من إبطه، ولا من عانته، ولا من شاربه بعد أن يدخل شهر ذو الحجة الذي يسميه الناس شهر أضحية إلى أن يُتم الأضحية، وقد ورد في الحديث النبوي الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم هو من نهى عن ذلك، فعن أمِّ سلمة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِذَا دَخَلَتْ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا”، وأما من فعل ذلك عمدًا فعليه التوبة إلى الله سبحانه وتعالى ولا شيء عليه؛ أي ليس عليه فدية أو كفارة، وهذا على الذكور والإناث فمن أراد أن يضحي الأضحية الشرعية عن نفسه وأهل بيته عن أبيه عن أمه، هذه الأضحية لا يأخذ معها شيئًا حتى يضحي، والله تعالى ورسوله الكريم أعلم. ^[3]

هل يجوز الأخذ من الشعر والأظافر عمدا للمضحي

إن الأخذ من الشعر والاظافر عمدًا لمن أراد أن يضحي هو مكروه كراهة تنزبه حتى يضحي، وقد أجمع أهل العلم أنه لا يجوز لمن أراد التضحية أن يأخذ شيئًا من شعره أو أظافره أو بشرته بعد أن يدخل شهر ذو الحجة إلى أن يُتم الأضحية، وقد ورد ذلك في الحديث النبوي الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، وأمّا من فعل ذلك عمدًا أو نسيانًا فلا شيء عليه، كما أنه لا يؤثر في صحة أضحيته، قال ابن قدامة في المغني بعد ذكر أقوال العلماء في المسألة: “إذا ثبت هذا؛ فإنه يترك قطع الشعر وتقليم الأظافر، فإن فعل استغفر الله تعالى ولا فدية فيه إجماعًا سواء فعله عمدًا أو نسيانًا”، نسأل الله أن يتقبل من جميع المضحين في كل عام، وأن يكتبها في ميزان حسناتهم. ^[4]

هل يجوز للمرأة المضحية أن تقص شعرها

إن حكم التضحية في الإسلام يشمل الرجال والنساء، فما يكره للرجال يكره أيضًا للنساء، وما يمنع عن الرجل يمنع أيضًا عن المرأة، وقد أجمع علماء المسلمين أنه لا يجوز لمن أراد التضحية أن يأخذ شيئًا من شعره أو أظافره أو بشرته بعد أن يدخل شهر ذو الحجة إلى أن يُتم الأضحية، وقد ورد ذلك في الحديث النبوي الشريف أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، فعن أمِّ سلمة رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “إِذَا دَخَلَتْ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا”، وأمّا من فعل ذلك عمدًا أو نسيانًا فلا شيء عليه، كما أنه لا يؤثر في صحة أضحيته، قال ابن قدامة: “إذا ثبت هذا؛ فإنه يترك قطع الشعر وتقليم الأظافر، فإن فعل استغفر الله تعالى ولا فدية فيه إجماعًا سواء فعله عمدًا أو نسيانًا”، والله تعالى أعلم. ^[5]

هل يجوز للمضحي أن يأخذ من شعره لعذر

يجوز للمضحي أن يأخذ من شعره إذا كان لديه عذر يسمح بذلك، فقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “من احتاج إلى أخذ الشعر والظفر والبشرة ، فأخذها فلا حرج عليه، مثل: أن يكون به جرح، فيحتاج إلى قص الشعر عنه، أو ينكسر ظفره، فيؤذيه فيقص ما يتأذى به، أو تتدلى قشرة من جلده، فتؤذيه فيقصها، فلا حرج عليه في ذلك كله”، والمرجح عند أهل العلم أنه لا يجوز الأخذ من الشعر والظفر والبشرة لمن أراد أن يضحي؛ لقوله عليه الصلاة والسلام: “إِذَا دَخَلَتْ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا”، ويجوز الأخذ من شعر الشارب دفعًا الحرج إذا كان ترك الأخذ منه يسبب شينًا ظاهرًا أو أذى وحرجًا. ^[6]

متى يجوز حلق الشعر للمضحي

يمكن للمضحي أن يحلق شعره ويقص أظافره بعد أن يذبح أضحيته، وذلك من بعد صلاة عيد الأضحى مباشرة، أما قبل ذلك فإن ذلك مخالف لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأفضل والأكمل له ولأضحيته أن يمسك من حلق شعره وقص أظافره ليكون ممن ينالون الأجر والثواب كاملًا، وقد يتساءل البعض حول هل قص الشعر والأظافر يضيع ثواب الأضحية، وقد عرفنا أن قص الشعر والأظافر مكروه لمن أراد أن يضحي خلال العشر من شهر ذي الحجة، وقد ذهب بعض الفقهاء إلى أنه لا شيء على المضحي لأن الأمر ليس حرامًا، ولكن يستغفر ويتوب إلى الله تعالى.^[6]

الحكمة من عدم قص الشعر والاظافر للمضحي

إن كل أمر من أمور الدين له حكمة بالغة عند الله تعالى، فما من أمر أو نهي إلا وله حكمة فهو أعلم بما ينفعهم في دنياهم وآخرتهم، وفي بعض الحالات قد يظهر الله تعالى الحكمة وقد يخفيها، والمسلم يستجيب لله تعالى حتى لو لم يعرف الحكمة من الأمر، وقد ذهب بعض الفقهاء من أهل العلم إلى أن الحكمة من الإمساك عن قص الشعر والأظافر للمضحي، أنه تشبه بالحجيج في بيت الله الحرام الذين يحرمون في الحج ويمتنعون عن قص الشعر والأظافر، وقد ذهب البعض إلى أن الحكمة منه أن يبقى المضحي بكامل جسده حتى يتم عتق كامل جسده من النار مع شعره وأظافره كاملًا، فكل حزء من الأضحية هو فداء لجزء من صاحب الأضحية، والنهي عن إزالة الشعر والأظافر حتى لا يفقد قسمًا عندما تنزل رحمة الله على العبد عند ذبح الأضحية، والمسلم أن يلتزم بأوامر الله تعالى ويطيعه، وقد ورد في قوله تعالى: ” وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّـهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ”.^[7]

مقالات قد تهمك

ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنا لكم حكم قص الشعر والاظافر ناسيا للمضحي وهو لا شيء عليه لا فدية ولا كفارة، وعرفنا حكم من أراد الأضحية واخذ من شعره وأظافره ناسيًا أو متعمدًا، كما عرفنا أنه لا كفارة على من نوى الأضحية وحلق شعره بعد دخول العشر من ذي الحجة، إضافة إلى الحكمة من الإمساك عن الشعر والاظافر لمن أراد أن يضحي، وتم تبيان صحة حديث عدم قص الشعر والاظافر للمضحي وما إلى هنالك من تفاصيل.