هل يجوز أن يقول المسلم لأخيه المسلم يا يهودي

حكم قول يهودي لمسلم، هي من العبارات التي يستخدمها بعض الأشخاص أثناء غضبهم للسب أو الشتم، وعلى المسلم أن يحذر كل الحذر من زلات اللسان، وأن ينتبه لألفاظه وعباراته وأن يتأدب بآداب الإسلام، وينبغي على المؤمنِ أنْ يتخَلَّق بالأخلاق الحميدةِ، ويترُكَ الأخلاقَ السَّيِّئةَ، وفي مقالنا الآتي سنعرض ما هو حكم قول يهودي لمسلم أو قول يا كافر أو قول يا نصراني، وغيرها.

حكم قول يهودي لمسلم

لا يجوز قول يهودي لمسلم لأن هذا رمي له بالكفر، لا على سبيل الجد ولا على سبيل المزح ولا في حال الغضب ولا في غيره، وعليه أن يستغفر الله عز وجل، ويستبيح أخاه الذي قال له هذا الكلام؛ لأن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- حذر من ذلك ونهى عنه، فإذا كان المقصود من كلمة يهودي هو السب والشتم فيكون المسلم قد انتقص من أخيه المسلم، وأتى محرماً من المحرمات الظاهرة، واقترف من سقطات اللسان ما يراكم عليه السيئات ويأكل الحسنات، فقد قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}،^[1]وأما إذا قصد بقول يهودي أنه على دين اليهود وملتهم فإن التحريم في هذا يكون أشد، وعليه فلا يجوز للمسلم أن يقول يهودي لأخاه المسلم حتى ولو كان يقصد بذلك أن فيه صفة من صفات اليهود أو النصارى أو غيرهم، وألا يتساهل في مثل هذا القول، فيعتدي على حرمة أخيه المسلم، والله تعالى أعلم.^[2]

شاهد أيضاً: ما هو حكم قول لولا الله وفلان أو بفضل الله ثم فلان

حكم قول يا كافر مازحاً

لا يجوز قول يا كافر ورمي المسلم بالكفر لا جداً ولا مزحاً، فمن مقاصدِ الشَّريعةِ حِفظُ أعراضِ المسلِمينَ عن السَّبِّ والشَّتمِ وسائِرِ الألفاظِ التي تتَّهِمُ المسلِمَ؛ ولذلك نَهى الإسلام أنْ يَرميَ الرَّجلُ أخاه، فيتَّهِمَه بِالفسقِ أوِ الكفرِ أو الخروجِ عن طاعةِ اللهِ تعالى، وذلك كما جاء في حديث رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- حيث قال: “أَيُّما امْرِئٍ قالَ لأَخِيهِ: يا كافِرُ، فقَدْ باءَ بها أحَدُهُما، إنْ كانَ كما قالَ، وإلَّا رَجَعَتْ عليه”،^[3] وعليه فإن المسلم إن قال يا كافر لأخيم المسلم تجب عليه التوبة والاستغفار، كما يجب عليه استسماح من رماه بهذا القول لما فيه من الأذى إن كان ذلك الاستسماح لا يثير غضبه، والاستغفار والتحلل من المظلوم سبب لمحو الذنوب، فقد قال الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّهَ يَجِدِ اللَّهَ غَفُورًا رَحِيمًا}،^[4]والله تعالى أعلم.^[5]

شاهد أيضاً: حكم قول والنبي وما هي كفارة الحلف بالنبي

حكم من قال لأَخِيهِ يا فاسق

لا يجوز للمسم أن يقول لأخيه المسلم يا فاسق، ويعتبر آثماً إن قالها وعلى المسلم ألاّ يتلفظ بالألفاظ البذيئة وأن يتحلى بالأخلاق الحميدة، فالأخلاقُ في الإسلامِ لها أهمِّيَّةٌ عُظْمَى، وقد بُعِثَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ علَيه وسلَّم ليُتمِّمَ صالِحَ الأخلاقِ ومكارِمَها ويُكَمِّلَها، وينبغي على المسلم حفظ لسانه وعدم التكلم بأي لفظ قد يسيء لأخيه المسلم، وذلك كما جاء في حديث رسول الله -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- حيث قال: “ليسَ المؤمنُ بالطَّعَّانِ ولا اللَّعَّانِ ولا الفاحشِ ولا البَذيءِ”،^[6]وتعتبر كلمة يا فاسق هي اعتداء على الغير، وعلى المسلم التوبة والاستغفار عنها، وطلب السمح من أخيه المسلم، والله تعالى أعلم.^[7]

شاهد أيضاً: حكم قول اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين

حكم من قال أنا يهودي مازحًا

من قال أنا يهودي وهو غير مكره ولا في معرض يمين فقد ارتد عن الإسلام إن كان قاصداً ذلك، والمسلم بهذا القول يكون قد أساء إلى نفسه إساءة بالغة، فقد نص الفقهاء على أن من وصف نفسه بأنه يَهُودِيٌّ، أَوْ نَصْرَانِيٌّ، أَوْ مَجُوسِيٌّ، أَوْ مُرْتَدٌّ، أَوْ عَلَى غَيْرِ مِلَّةِ الْإِسْلَامِ، فإنه يكون كافرًا بذلك؛ سواء كان مازحًا أم جاهلًا، وما يصدر من المسلم من قول أنا يهودي إن كان في غير معرض يمين وكان عن قصد للكفر فهو ردة، وعليه أن يرجع إلى الإسلام ويغتسل، وأن يندم على قوله ويتوب إلى الله عز وجل عسى أن يغفر الله له، ويتجاوز عنه، فقد قال الله سبحانه وتعالى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ}،^[8] والله تعالى أعلم.^[9]

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا الذي بين ما هو حكم قول يهودي لمسلم، وأيضاً ما هو حكم قول يا كافر مازحاً، وكما تطرّق المقال لبيان الحكم ممن قال لأَخِيهِ يا فاسق، وحكم من قال أنا يهودي مازحًا، وتجدر الإشارة إلى أنه على المسلم أن يتجنب الألفاظ السيئة ويتحلى بمكارم الأخلاقالتي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم.