حكم من فاتته صلاة العيد ابن باز وما حكم خروج النساء لصلاة العيد

حكم من فاتته صلاة العيد ابن باز وما حكم خروج النساء لصلاة العيد، يوم العيد هو يوم الجائزة الذي يكافئ به المولى عز وجل عباده الصائمين لشهر رمضان المبارك وهو اليوم الذي تغمر به السعادة قلوب المسلمين وتزيد أواصل المحبة والمودة والصلة بينهم وتكثر اللقاءات العائلية وتزاد الأواصل الأسرية، وسيقدم لكم موقع تصفح القول لشرعي لمن فاتته صلاة العيد ماذا عليه أن يصنع؟ كونوا بالقرب لتعرفوا الإجابة.

وقت صلاة العيد وكيفية أدائها

وقت صلاة العيد يبدأ من ارتفاع الشمس مقدار رمح أي إذا ابيضت الشمس وذهبت حمرتها أي بعد طلوع الشمس ب ربع ساعة وينتهي وقتها بزوال الشمس ^[1] ، ودليل ذلك ما ورد في الحديث الصحيح فيما رواه عقبة بن عامر -رضي الله عنه- قال: “ثَلَاثُ سَاعَاتٍ كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ، أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حتَّى تَغْرُبَ”. ^[2]

وأما كيفية أدائها: فتتلخص في ركعتين، يكبر في الركعة الأولى سبعًا من غير تكبيرة الإحرام، يقرأ فيها الفاتحة وسورة الأعلى أو سورة ق، ويكبر في الركعة الثانية خمس تكبيرات بعد تكبيرة القيام ويقرأ بعد الفاتحة سورة الغاشية أو سورة القمر، ويقوم الإمام ليخطب في الناس بعد الصلاة يعظهم ويأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويأمرهم بإقامة شرع الله، مرتكزًا بذلك على ما كان يفعله النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما رواه أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- حين قال: “كانَ رَسولُ اللَّهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْرُجُ يَومَ الفِطْرِ والأضْحَى إلى المُصَلَّى، فأوَّلُ شَيءٍ يَبْدَأُ به الصَّلَاةُ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ، فَيَقُومُ مُقَابِلَ النَّاسِ، والنَّاسُ جُلُوسٌ علَى صُفُوفِهِمْ، فَيَعِظُهُمْ، ويُوصِيهِمْ، ويَأْمُرُهُمْ، فإنْ كانَ يُرِيدُ أنْ يَقْطَعَ بَعْثًا قَطَعَهُ، أوْ يَأْمُرَ بشيءٍ أمَرَ به، ثُمَّ يَنْصَرِفُ.” ^[3] ، والله تعالى أعلم. ^[4]

شاهد أيضًا: كيفية صلاة العيد على المذاهب الأربعة

حكم من فاتته صلاة العيد ابن باز

ورد في موقع الشيخ العلامة ابن باز رحمه الله سؤالًا يقتضي معرفة الحكم الشرعي لمن فاتته صلاة العيد، سنورد لكم اقتباسًا له في السطور التالية: ^[5]

السؤال: إذا فاتت صلاةُ العيد على القول بأنها فرض كفايةٍ يُعيدها الواحد؟
الجواب:  الأفضل يُعيدها، أما إذا قلنا بالوجوب العيني وجب القضاء. أما بالقول بأنها كفاية أو أنها سنة استحبّ قضاؤها ركعتين.

السؤال: صلاة العيد فاتته ركعة؟
الجواب: يأتي بركعةٍ مثل الجمعة.

حكم صلاة العيد ابن باز

وبعد معرفة حكم من فاتته صلاة العيد ابن باز، ينبغي أن نعرف حكم صلاة العيد لمن يتخلف عنها من غير عذر وإن كان يجوز منع المرأة من أداء صلاة العيد مع الناس ورأي ابن باز بذلك أيضًا، اختلف العلماء في حكم صلاة العيد فهي فرض كفاية عند معظم أهل العلم تسقط عن البعض إن أداها البعض، ولكن تأديتها في جماعة ومشاركة إخوانه في صلاتها سنة مؤكدة ولا يجوز التخلف عنها لغير عذر، وعند بعض أهل العلم فإن صلاة العيد فرض عين لا يجوز التخلف عنها لأي مكلف من الرجال مستوطنين كانوا وأحرارًا لأنها كصلاة الجمعة، وهذا القول هو الأقرب للصواب والأجدر للتنفيذ والأظهر في الأدلة الشرعية، ولكنها سنة للنساء ولكن ينبغي على من أرادت الخروج لأدائها أن تعتني بحجابها وسترها وأن تبتعد عن التطيب والتبرج وتلتزم بأخلاق المسلمت العفيفات وألا تكون مدعاة للفتنة فخروجها للعبادة لا لشيء آخر. ^[6]

شاهد أيضًا: ماذا يقرأ في صلاة العيد بين التكبيرات

حكم خروج النساء لصلاة العيد

وبعد تبيان حكم صلاة العيد لا بد من معرفة هذا الحكم إن كان يخص الرجال فقط أم أنه في حق النساء أيضًا، فخروج النساء لصلاة العيد هو أمر أكد عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر به المسلمات في عصره فالأفضل للمرأة أن تخرج لأداء صلاة العيد، فعن أم عطية رضي الله عنها قالت: “أَمَرَنَا رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، أَنْ نُخْرِجَهُنَّ في الفِطْرِ وَالأضْحَى، العَوَاتِقَ، وَالْحُيَّضَ، وَذَوَاتِ الخُدُورِ، فأمَّا الحُيَّضُ فَيَعْتَزِلْنَ الصَّلَاةَ، وَيَشْهَدْنَ الخَيْرَ، وَدَعْوَةَ المُسْلِمِينَ، قُلتُ: يا رَسولَ اللهِ، إحْدَانَا لا يَكونُ لَهَا جِلْبَابٌ، قالَ: لِتُلْبِسْهَا أُخْتُهَا مِن جِلْبَابِهَا.” ^[7] ، فهذا الحديث يؤكد أفضلية خروج المرأة لأداء صلاة العيد و مشروعية ذلك بكرًا كانت أو ثيبًا كبيرة أو عجوزًا أو شابة أو حائض ما لم تكن في عدّة أو لها عذر أو في خروجها فتنة، فخروجها لصلاة العيد أفضل من صلاتها في بيتها بأمر من النبي -صلى الله عليه وسلم- حتى التي لم تعتد الخروج من بيتها كالعواتق وذوات الخدود اللاتي تكلم عنهن الحديث الشريف، فكلهمنّ مأمورات بالخروج إلى صلاة العيد حتى الحائض إلا أنها تعتزل المصلى فلا تدخله لأنه كالمسجد ينبغي أن يكون طاهرًا ولا يجوز أن تجلس به الحائض، ويجوز لها أن تمر به مرورًا تقضي حاجتها وتخرج دون جلوس، وبهذا فكل النساء مأمورات بالخروج إلى صلاة العيد لما فيه من خير وذكر ودعاء وأمر بمعروف ونهي عن منكر في خطبة العيد، ولكن ينبغي أن تحذر المسلمة من أن تكون مدعاة للفتنة بلباسها أو مشيتها أو صوتها أو رائحتها، فهي مأمورة بالاحتشام في كل ذلك لتنال مبتغاها برضى المولى عز وجل من خلال خروجها لأداء صلاة العيد. ^[8]

حكم ترك صلاة الجمعة لمن صلى صلاة العيد ابن باز

حينما يصادف يوم العيد يوم جمعة يجتمع صلاتي العيد والجمعة، فهل تصلى صلاة الجمعة أم تصلى صلاة الظهر بدلًأ عنها؟، و هذا ما سيجيبنا عليه ابن باز رحمه الله حيث قال بأفضلية أن يصلي المسلم صلاة العيد وكذلك صلاة الجمعة ولا يترك إحداهما عند اجتماعهما في يوم واحد، اقتداء بالنبي عليه الصلاة والسلام فقد كان يصليهما جميعًا ولكنه صلى الله عليه وسلم رخص للناس الذين حضروا صلاة العيد وخيرهم في أن يصلوا الجمعة أو أن يصلوا الظهر، ولكنه صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين صلاة العيد وصلاة الجمعة فمن الأفضل أن يصلي المسلم الجمعة جماعة لما فيها من خير عظيم وانتفاع بخطبة الجمعة وذلك فيما ورد في الحديث الصحيح عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: “كانَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَقْرَأُ في العِيدَيْنِ وفي الجُمُعَةِ بـ{سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى}، وَ{هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}. قالَ: وإذَا اجْتَمع العِيدُ وَالْجُمُعَةُ في يَومٍ وَاحِدٍ، يَقْرَأُ بهِما أَيْضًا في الصَّلَاتَيْنِ.” ^[9] ، ولكنه إن صلى الظهر ولم يصل الجمعة باجتماع السببين جاز له ذلك لأدائه لصلاة العيد كما جاء في السنة من ترخيص النبي بذلك. والله تعالى أعلم. ^[10]

شاهد أيضًا: ما الحكم إذا اجتمع يوم العيد ويوم الجمعة

كيفية إدراك ما فاته من صلاة العيدين

يوجد ثلاثة نقاط ينبغي أن نبينها في هذه المسألة فقد يفوت المسلم التكبيرات الزوائد من الركعة الأولى ويبدأ مع الإمام في قراءة القرآن ومنهم من تفوته الركعة الأولى ومنهم من تفوته صلاة الركعتين ويحضر للمسجد والإمام يخطب وفيما يأتي قول الشرع في كل نقطة من هذه النقاط:

• من فاتته التكبيرات الزوائد من الركعة الأولى في صلاة العيد مع الإمام وتداركه في القراءة هناك اختلاف بين المذاهب الفقهية ولكن القول الراجح هو أن يكبر تكبيرة الإحرام ثم يأتي بالزوائد التي تتجلى بسبع تكبيرات في الركعة الأولى وذها مذهب الحنفية والمالكية والشافعية القديم، أما مذهب الحنابلة والشافعية الجديد فتلخص في أنه لا يتدارك ما فاته من تكبيرات الإحرام لأنه ذكر مسنون فات محله. ^[11]
• إن فاتته الركعة الأولى من صلاة العيد مع الإمام فإنه يكملها على هيئتها، فيكبر فيها التكبيرات المشروعة في الركعة الثانية وهي خمس تكبيرات في الأخيرة بعد تكبيرة القيام لأن الركعة التي صلاها مع الإمام رغم أنها الثانية ولكنها الأولى بالنسبة له لذلك يكمل ليقضي الركعة التي فاتته فيصلي ركعة ثانية بخمس تكبيرات وهذا الأفضل وإن اكتفى بتكبيرة القيام فلا حرج في ذلك، ولكن قضاءه لها على هيئة صلاة العيد يكون أفضل. ^[12]
• فمن حضر المسجد والإمام يخطب وقد فاتته صلاة العيد لا يجلس حتى يصلي تحية المسجد، وهناك قولين للعلماء فمنهم من قال يقضيها ومنهم من قال بأنه لا يقضيها لأنها تصلى جماعة، وأما من قال بأنها تقضى فعليه أن يصليها على هيئتها مع الإمام فإن استطاع صلاها جماعة مع نفرأو وحده بركعتين يكبر بالأولى سبعًا بعد تكبيرة الإحرام وفي الثانية خمسًا بعد تكبيرة القيام. ^[13]

شاهد أيضًا:  ما يقال في خطبة عيد الفطر وخطبة عيد الفطر كاملة

وإلى هنا نصل معكم أعزاءنا رواد موقع تصفح إلى ختام مقال حكم من فاتته صلاة العيد ابن باز وما حكم خروج النساء لصلاة العيد تناولنا فيه وقت صلاة العيد وكيفية أدائها وبينا فيه حكم صلاة العيد وحكم فواتها أيضًا وحكم خروج النساء لصلاة العيد، وكيف يدرك المسلم ما فاته من صلاة العيد وتناولنا أيضًا حكم ترك صلاة الجمعة إن اجتمعت مع صلاة العيد في ذات اليوم وحكم تخصيص يوم العيد لزيارة المقابر، نسأل الله أن يتقبل منكم صيامكم وقيامكم ويجعل ختام رمضان خاتمة لكل بؤس في حياتكم وكل عام وأنتم بألف خير.