عناصر المقال
- 1 كاتب قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا
- 2 شرح قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا
- 3 معاني المفردات في قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا
- 4 الأفكار العامة في قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا
- 5 الصور الفنية في قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا
- 6 السمات الفنية في قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا
- 7 شرح قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا PDF
- 8 مقالات قد تهمك
- 9 المراجع
شرح قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا لأبو تمام وهو موضوع هذا المقال، حيث يبحث عن هذه القصيدة الكثير من الزوار وخصوصًا من محبي قصائد الَّشاعر والاديب أبو تمام، تُعتبر قصيدة إذا جاريت في خلق من القصائد العمودية التي نظمها على البحر الوافر، وقافية الهمزة، وتميزت في قوة وجزالة الألفاظ والتراكيب المستخدمة، وفي هذا المقال سوف نقوم بتسليط الضوء على قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئًا، وبيان معلومات عن كاتب القصيدة الشاعر أبو تمام، ثمّ بيان نص القصيدة وشرحها بالتفصيل، كما سوف نمر على معاني المفردات والأفكار العامة في القصيدة.
كاتب قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا
إنّ كاتب قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا هو الشاعر والأديب أبو تمام، وهو من أعظم الشعراء العرب في العصر العباسي، واسمه هو حبيب بن أوس الطائي صليبية، والمولود في سوريا في قرية جاسم عام 190هـ، وقد نشأ أبو تمام وترعرع في الشام، وتلقى علوم الدين واللغة والشعر في حلقات المساجد، اشتهر أبو تمام بذكائه الحاد، وقوّة في الإحساس، وعمق في التفكير، وامتاز في ابتعاده عن السطحية في النظر للأشياء، فقد اتّجه إلى التعمق بالمعاني، وبالتالي فهم الأشياء بشكل دقيق، ونأى به عن الوقوع في الخطأ في الفهم والتقدير.
ويعرُف عن أبي تمام قصائد عدة مثل القصيدتين النونية والدالية اللتين نظمهما في مصر بعد نزوله في الفسطاط وإقامته في مسجد عمرو بن العاص، وعرف عنه أيضًا بتنوع الأغراض الشعرية على اختلافها، حيث كتب أبو تمام 513 قصيدة تنوعت بين المدح والغزل، والرثاء، والعتاب، والوصف والفخر، بالإضافة إلى قصائد الوعظ والزهد، ويجدر بالإشارة إلى أنّ أبو تمام كان له طابع خاص في كتابة الشعر، فقد قيل عنه: “ما كان أحدٌ من الشعراء يقدر على أن يأخذ درهماً في حياة أبي تمام فلما مات اقتسم الشعراء ما كان يأخذه”، أما وفاته فقد كانت في الموصل في عام 231هـ.[1]
شرح قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا
تعتبر هذه القَصيدَة من أشهر قصائد الشاعر أبي تمام، فقد كتبها بمناسبة الحديث عن أهم خصال الإنسان الحميدة ألا وهو الحياء، وقد قال في مطلعها: إِذا جارَيتَ في خُلُقٍ دَنيئاً فَأَنتَ وَمَن تُجاريهِ سَواءُ، وهي قصيدة قصيرة تمّ كتابتها ونظمها على البحر الوافر وقافية الهمزة، ويبلغ عدد أبيات القصيدة كاملة 8 أبيات فقط، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شَرح القََصيدة بالتفصيل:
-
إِذا جارَيتَ في خُلُقٍ دَنيئاً فَأَنتَ وَمَن تُجاريهِ سَواءُ
رَأَيتُ الحُرَّ يَجتَنِبُ المَخازي وَيَحميهِ عَنِ الغَدرِ الوَفاءُ
وَما مِن شِدَّةٍ إِلّا سَيَأتي لَها مِن بَعدِ شِدَّتِها رَخاءُ
يبدأ الشاعر في هذه الأبيات بالحديث عن عدم مسايرة الرفيق ذي الخلق السيء، حيث يطلب عدم مرافقتهم أو الاختلاط بهم حتى لا يصبح واحد منهم، فالشخص يومًا بعد يوم يبدأ بأخذ أطباعهم دون أن يشعر، ومن الأفضل للإنسان أن يبحث عن أشخاص يتصفون بالأخلاق الحميدة، والابتعاد عن أخلاق السوء، ثمّ يبين الشاعر أنّ الإنسان الحر هو لذي يبتعد بعدًا تامًا عن الأشياء المُخزية، ويعود السبب في ذلك لاتصافه بالحياء الذي يحميه من الأفعال السيئة التي قد يقوم بها، ويتابع الشاعر الحديث عن الشدة التي تصيب الإنسان والتي يأتي بعدها الفرج والنعيم، فالعسر لا يستمر كثيرًا، ويأتي يأتي دائمًا معه اليسر كما أخبر الله- سبحانه وتعالى- عباده في القرآن الكريم .
-
لَقَد جَرَّبتُ هَذا الدَهرَ حَتّى أَفادَتني التَجارِبُ وَالعَناءُ
إِذا ما رَأسُ أَهلِ البَيتِ وَلّى بَدا لَهُمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ
يَعيشُ المَرءُ ما اِستَحيا بِخَيرٍ وَيَبقى العودُ ما بَقِيَ اللِحاءُ
يتحدث الشاعر عن تجاربه في الحياة، ويوضح أنها علمته الكثير من الأشياء حتى أصبح لديه خبرة كبيرة، ليقول إنه لا شيء يأتي للإنسان دون تعب واجتهاد، ثمّ يبين الشاعر أنّ الكثير من الناس قد تحترمك بسبب مكانتك أو مكانة والدك، وبمجرد أن تزول هذه المكانة أو هذا المنصب الكبير سيزول هذا الاحترام، بل وسيعاملك الناس بالكره ويتركون المعاملة الجيدة التي اعتدت عليها منهم، يتابع الشاعر الحديث عن الحياة وأهميته، فهو شعبة من شعب الإيمان، فهو زينة للمرء، كما أنه يصونه ويحفظه من الوقوع في الأخطاء، فالإنسان إذا ذهب حياؤه أصبح بلا فائدة.
-
فَلا وَاللَهِ ما في العَيشِ خَيرٌ وَلا الدُنيا إِذا ذَهَبَ الحَياءُ
إِذا لَم تَخشَ عاقِبَةَ اللَيالي وَلَم تَستَحيِ فَاِفعَل ما تَشاءُ
يبدأ الشاعر هذه الأبيات بأسلوب القسم، حيث يقسم أنه لا خير في هذه الحياة ولا قيمة لها إذا لم يتصف الناس بالحياء، فهو زينة للإنسان ومن يتصف به تصبح حياته ذات قيمة وسعيدة وخالية من الأخطاء، والفائدة من الحياء بأنّه يكون رادعًا للإنسان، بحيث يمنعه من الوقوع في الأخطاء، مهما كانت تلك الأخطاء صغيرة أو كبيرة، لينهي الشاعر هذه الأبيات بقوله إن لم تكن تخاف مما سيصيبك في هذه الأيام والليالي، ولم يكن الحياء من صفاتك الخلقية، وبالتالي ليس هناك رادع في حياتك يمنعك من الوقوع في الشرور فاصنع ما تريد.
معاني المفردات في قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا
يجد بعض من القراء صعوبة في فهم تلك الكلمات الواردة في قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئًا، وذلك لأنّ الشاعر أبو تمام يستخدمه الكلمات والتراكيب الصعبة في شعره، فقد تميزت أشعاره بالألفاظ القوية والعميقة، وبالتالي تحتاج إلى توضيح من أجل فهم المعنى بكل سهولة، لذلك، وفيما يأتي سوف يتم إدراج معاني أهم المفردات في هذه القصيدة لتسهيل فهمها على الزوار:
المفردة | شرح المفردة |
العود | غصن من الشجر. |
اللحاء | القشرة الخارجية للنبات. |
ولّى | ذهب. |
الجفاء | ترك الرفق في المعاملة. |
الحياء | الاحتشام والوقار. |
عاقبة | خاتمة الشيء، أو آخره. |
الدهر | الزمان. |
تخشَ | تخف. |
الأفكار العامة في قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا
أظهر الشاعر أبو تمام في قصيدته المشهورة إذا جاريت في خلق دنيئا مجموعة من الأفكار الرئيسية المهمة، حيث إنها لم تقتصر على فكرة واحدة فقط، فقد حرص على أن تسيطر هذه الأفكار على أجواء القصيدة حتى تصل إلى جميع القراء، وبالتالي فهم كافة الأبيات والغاية منها بكل سلاسة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الأفكار الرئيسية في قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا:
- الفكرة الأولى: يتحدث الشاعر عن السعادة التي تكمن في الوفاء والحياء والابتعاد عن الأشياء المخزية.
- الفكرة الثانية: يعبر الشاعر عن عدم مجاراة السفهاء، فهي تجعلك واحدًا منهم لا محال.
- الفكرة الثالثة: يوضح الشاعر أنّ بعد الشدة الفرج بإذن الله تعالى.
- الفكرة الرابعة: أهمية الحياء في حياة الإنسان، فهو الذي يحفظه من الوقوع بالأخطاء.
- الفكرة الخامسة: الصبر على الشدائد، والاستفادة من تجارب الآخرين في الحياة.
الصور الفنية في قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا
احتوت قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا على الكثير من الصور الفنية والبلاغية التي وهبت القصيدة قيمة فنية عالي، فقد أضافت لمسات جمالية على المبنى والمعنى للنص الشعري، مما زاد من إقبال النفوس على الشعر العربي، وكثيرًا ما تستخدم هذه الصور الفنية من كنايات وتشبيهات واستعارات وتوكيد وطباق وجناس، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية والبلاغية في قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا للشاعر أبو تمام:
- استعارة مكنية: وردت الاستعارة المكنية في قول الشاعر: يَعيشُ المَرءُ ما اِستَحيا بِخَيرٍ وَيَبقى العودُ ما بَقِيَ اللِحاءُ، فقد شبه الشاعر حياء الإنسان بالعود الذي يغطي اللحاء، حيث إنه حذف المشبه به وأبقى شيء من لوازمه.
- أسلوب الكناية: يكنَّي الشعراء والأدباء عادة بكثير من العبارات والكلمات لبيان معاني أخرى غير المعاني الأصلية الموضوعة لها، وفي قول الشاعر: إِذا ما رَأسُ أَهلِ البَيتِ وَلّى بَدا لَهُمُ مِنَ الناسِ الجَفاءُ، فقد كنَّى الشاعر بقول “رأس البيت” كناية عن المنصب أو المكانة، وهي تدل على الأب أو ربّ الأسرة.
- أسلوب الطباق: وهو يشير إلى استخدام كلمات متعاكسة ومتضادة في القصيدة، وقد وردت في البيتين: وَما مِن شِدَّةٍ إِلّا سَيَأتي لَها مِن بَعدِ شِدَّتِها رَخاءُ، لَقَد جَرَّبتُ هَذا الدَهرَ حَتّى أَفادَتني التَجارِبُ وَالعَناءُ، فكلمة الرخاء عكس كلمة العناء، كما جاءت في قول الشاعر :رَأَيتُ الحُرَّ يَجتَنِبُ المَخازي وَيَحميهِ عَنِ الغَدرِ الوَفاءُ، فقد وردت في كلمة الوفاء، وكلمة الغدر.
السمات الفنية في قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا
اشتملت القصيدة على عدد من الخصائص الفنية، التي أعطتها قيمة فنية وجمالية تختلف عن القصائد الأخرى، وقد زاد إقبال القراء عليها بسبب دقة الوصف وجمال وعمق المعاني، وبالإضافة إلى ذلك سيتم بيان مجموعة من أهم الخصائص الفنية التي تميزت بها القصيدة:
- الفصاحة والبلاغة في العبارات.
- صياغة واضحة للجمل والمفاهيم.
- عدم الإكثار من استخدام الصور الفنية.
- استخدام الشاعر لأسلوب التوكيد والقسم والشرط.
- استخدام الشاعر مجموعة من الألفاظ القوية والعميقة.
- عدم احتواء القصيدة على كلمات صعبة وغير واضحة.
- توظيف العديد من المحسنات البديعية مثل الجناس والطباق.
- استعمال المرادفات في الكلام أي استخدام الألفاظ المترادفة للتأكيد على المعنى الذي يريد الالتفاف حوله.
- استخدام مجموعة من الألفاظ القوية التي استطاعت من خلال اندماجها معًا أن تصنع لوحة فنية متينة المعنى.
شرح قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا PDF
تعتبر قصيدة أبو تمام إذا جاريت في خلق دنيئا من أشهر القصائد التي كتبها في العصر العباسي ، فقد كانت هذه القصيدة تمثالًا جيدًا لتعلم أهمية الحياء في حياة الإنسان، والابتعاد عن الأمور المخزية، مما يتسبب هذا الأمر في المحافظة على الذات من الوقوع بالأخطاء، ومن أهمية هذه القصيدة يبحث العديد من الزوار عن شرحها بشكل مفصل، ومن أجل تقديم الفائدة العامَّة إلى كافة الزوار والقراء يمكن تحميل شرح مفصل لقصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا بصيغة ملف pdf “من هنـــــــــا“، حيثُ تعتبر صيغةً مميزة ومناسبة لحفظ المواضيع والشروحات والملخصات، سواء كان على الجهاز المحمول مثل الموبايل والآيباد أو الحاسوب وغير ذلك، وبالتالي استعماله في أوقات أخرى لاحقة، كما يرغب البعض بالحصول عليه من أجل طباعته واستخدامه بشكل ورقي في أمور عديدة.
مقالات قد تهمك
وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقال شرح قصيدة إذا جاريت في خلق دنيئا لأبو تمام، والذي سلّط الضّوء على كاتب القصيدة الشاعر أبو تمام، ثمّ بيّنا شرح وتحليل القصيدة بالتفصيل، كما تمّ بيان أهم المعاني والمفردات الجديد في القصيدة، وأدرجنا الأفكار الرئيسية في قصيدةِ إذا جاريت فِي خلق دنيئًا، وختمنا المقال في بيان الصور البيانية والبلاغية، بالإضافة إلى أهم السمات الفنية في القصيدة نرجو أن نكون قد وفقنا في كتابة هذا المقال وأن نكون حملنا لكم الفائدة والمتعة فيه.
التعليقات