عناصر المقال
شرح قصيدة ابن نباتة في مدح الرسول وأجمل الصور الفنية فيها هي من القصائد الشعرية المميزة التي كُتبت في مديح الرسول صلّى الله عليه وسلّم في تاريخ الأدب العربي؛ حيث أبدع الشعراء العرب في مختلف العصور بكتابة قصائد المديح النبوي الشريف، وسوف نخصص هذا المقال للحديث عن الشاعر المصري ابن نباتة والحديث عن شرح قصيدته التي كتبها في مديح خير الخلق سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، كما سوف نمر على الصور الفنية وشرح المفردات الصعبة في قصيدة ابن نباتة في مديح الرسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم.
من هو الشاعر ابن نباتة
ابن نباتة هو الشاعر محمد بن محمد بن محمد بن الحسن الجذامي الفارقي المصري المعروف بأبي بكر جمال الدين، وهو شاعر وأديب ولد في مدينة القاهرة في سنة 1287 ميلادية ويرجع الشاعر ابن نباتة في أصله إلى ميافارقين، وهو من نسل الخطيب عبد الرحيم بن محمد بن نُباتة، وقد عاش الشاعر ابن نباتة في دمشق الشام في حوالي عام 715 هجرية، وعمل في نظارة القمامة في مدينة القدس في زمن زيارة المسيحين، وعاد إلى القاهرة في سنة 716 هجرية، وجدير بالقول إنّ ابن نباتة كان من الشعراء المعروفين، وله ديوان شعر كبير، وهو أيضًا كاتب مشهور كتب كتاب سرح العيون في شرح رسالة ابن زيدون، وكتب أيضًا كتاب تلطيف المزاج في شعر ابن الحجاج وكتب كتاب مطلع الفرائد وكتاب سير دول الملوك، وقد توفي في مدينة القاهرة في سنة 1366 ميلادية وهي السنة التي وافقت عام 768 هجرية. [1]
شرح قصيدة ابن نباتة في مدح الرسول
تُعدّ قصيدة ابن نباتة في مديح رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من أجمل قصائد المديح النبوي التي كتبها الشعراء العرب، وفيما يأتي سوف نقوم بذكر مجموعة من أبيات هذه القصيدة التي كُتبت على البحر الطويل، مع شرح هذه الأبيات:
- صَحَا الْقَلْبُ لَوْلَا نَسْمَةٌ تَتَخَطَّرُ / / / وَلَمْعَةُ بَرْقٍ بِالْغَضَا تَتَسَعَّرُ
وَذِكْرُ جَبِينِ الْبَابِلِيَّةِ إِذْ بَدَا / / / هِلَالُ الدُّجَى وَالشَّيْءُ بِالشَّيْءِ يُذْكَرُ
- سَقَى اللهُ أَكْنَافَ الْغَضَا سَائِلَ الْحَيَا / / / وَإِنْ كُنْتُ أُسْقَى أَدْمُعًا تَتَحَدَّرُ
وَعَيْشًا نَضَا عَنْهُ الزَّمَانُ بَيَاضَهُ / / / وَخَلَّفَهُ فِي الرَّأْسِ يَزْهُو وَيُزْهِرُ
تَغَيَّرَ ذَاكَ اللَّوْنُ مَعْ مَنْ أُحِبُّهُ / / / وَمَنْ ذَا الَّذِي يَا عَز لَا يَتَغَيَّرُ
وَكَانَ الصِّبَا لَيْلًا وَكُنْتُ كَحَالِمٍ / / / فَيَا أَسَفِي وَالشَّيْبُ كَالصُّبْحِ يُسْفِرُ
- يُعَلِّلُنِي تَحْتَ الْعِمَامَةِ كَتْمُهُ / / / فَيَعْتَادُ قَلْبِي حَسْرَةٌ حِينَ أَحْسِرُ
وَيُنْكِرُنِي لَيْلِي وَمَا خِلْتُ أَنَّهُ / / / إِذَا وَضَعَ الْمَرْءُ الْعِمَامَةَ يُنْكَرُ
- تَنَقَّلَ نُورًا بَيْنَ أَصْلَابِ سَادَةٍ / / / فَللهِ مِنْهُ فِي سَمَا الْفَضْلِ نَيِّرُ
بِهِ أُيِّدَ الطُّهْرُ الْخَلِيلِيُّ فَانْتَحَتْ / / / يَدَاهُ عَلَى الْأَصْنَامِ تَغْزُو وَتَكْسِرُ
- وَمِنْ أَجْلِهِ جِيءَ الذَّبِيحَانِ بِالْفِدَى / / / وَصِينَ دَمٌ بَيْنَ الدِّمَاءِ مُطَهَّرُ
وَرُدَّتْ جُيُوشُ الْفِيلِ عَنْ دَارِ قَوْمِهِ / / / فَلِلهِ نَصْلٌ قَبْلَ مَا سُلَّ يَنْصُرُ
في هذه الأبيات يتحدث الشاعر عن قصة الذبيحين، وهما نبي الله إسماعيل عليه الصلاة والسلام وهو جد الرسول محمد صلّى الله عليه وسلّم الذي افتداه الله رب العالمين بكبش عظيم، والذبيح الآخر هو والد الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- عبد الله بن عبد المطلب، ثم يقول إنّ الله تعالى قد رد جيوش أبرهة الحبشي والفيلة التي جاءت معه عن الكعبة الشريفة في السنة التي ولد فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فكأن الله تعالى نصر سيف سيدنا محمد على المشركين قبل أن يُسلّ هذا السيف عليهم فعلًا.
- ونظّمت شعري فيك تزهى قصيدةٌ / / / على كلِّ ذي بيتٍ من الشعر يعمرُ
معظّمة المعنى يكرَّر لفظها / / / فيحلو نباتيّ الكلام المكرَّرُ
دنت من صفات الفضل منك وإنها / / / لتفضل ما قالته طيُّ وبحترُ
في آخر أبيات هذه القصيدة يتحدث الشاعر كيف أنّه كتب الأشعار في هذه القصيدة في مديح الحبيب المصطفى صلّى الله عليه وسلّم، وكيف أنّ كل بيت من هذه القصيدة يفوق ويعلو كل أبيات الشعر التي كُتبت؛ لأنّه في مديح خير البشر عليه الصلاة والسلام، وكيف أنّه صاغ أبيات هذه القصيدة بمعنى عظيم، وكيف أنّ هذه القصيدة استطاعت أن تدنو من صفات الفضل التي يملكها الرسول الكريم، لتكون أفضل من الأبيات الشعرية التي كتبها العرب في طي وبحتر في مديح الرسول عليه أفضل الصلاة وأتمّ التسليم.
الصور الفنية في قصيدة ابن نباتة في مدح الرسول
هناك العديد من الصور الفنية في قصيدة ابن نباتة في مديح النبي محمد صلّى الله عليه وسلّم، وأبرز هذه الصور الفنية هي:
- صَحَا الْقَلْبُ لولا نسمة تتخطر: شبه الشاعر ابن نباتة القلب بالإنسان الذي يصحو، فحذف المشبه به وهو الإنسان وكنّى عنه بشيء من صفاته على سبيل الاستعارة المكنية.
- فَيَا أَسَفِي وَالشَّيْبُ كَالصُّبْحِ يُسْفِرُ: في هذا الشطر الشعري شبه الشاعر الشيب بالصبح الذي يسفر، وهو تشبيه تام الأركان، فالشيب هو المشبه والصبح هو المشبه به والكاف هي أداة التشبيه والإسفار هو وجه الشبه.
- وَيُنْكِرُنِي لَيْلِي: في هذه الجملة استعارة مكنية، حيث شبه الشاعر الليل بالإنسان الذي يُنكر، فحذف المشبه به وهو الإنسان وكنّى عنه بشيء من صفاته على سبيل الاستعارة المكنية.
شرح مفردات قصيدة ابن نباتة في مدح الرسول
سوف نعرض من خلال ما سيأتي مجموعة من المفردات الصعبة التي وردت في قصيدة ابن نباتة في مدح الرسول صلّى الله عليه وسلّم، وسوف نذكر الشرح الصحيح لهذه الكلمات من أجل تسهيل فهم أبيات القصيدة ومعناها العام:
- الغضا: هو شجر صلب الخشب.
- الدجى: شدة الليل.
- أكناف: أي ظل الشيء أو ما هو جانبه.
- نضا: أي سل أو انتزع أو خلع.
- نصل: أي سيف.
- طيّ وبحتر: أسماء قبائل عربية.
شرح قصيدة ابن نباتة في مدح الرسول pdf
يهتم ويسعى الكثيرون إلى الحصول على ملف بي دي إف يتضمن شرح قصيدة ابن نباتة التي مدح فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وذلك من أجل سهولة الاطلاع على القصيدة وعلى شرحها وسهولة طبعها على ورق، فإلى كل من يرغب بالحصول على هذا الملف يمكن تحميله بشكل مباشر “من هنا“.
مقالات قد تهمك
إلى هنا نصل إلى نهاية وختام هذا المقال الذي ألقينا فيه الأضواء على من هو الشاعر ابن نباتة المصري، ثم مررنا على شرح قصيدة ابن نباتة في مدح الرسول وأجمل الصور الفنية فيها وألقينا فيه الأضواء على معاني المفردات الصعبة في هذه القصيدة وختمناه برابط ملف بي دي إف يتضمن شرح هذه القصيدة بالتفصيل.
المراجع
- ^ wikiwand.com، ابن نباتة المصري، 31/08/2023
التعليقات