عناصر المقال
شرح قصيدة سلوا كؤوس الطلا لأحمد شوقي والصور الفنية فيها يبحث عنها كثيرون من محبي الشعر العربي وخصوصًا الشعر التقليدي القديم، إذ تحتاج كثير من القصائد إلى شرح من أجل فهم معانيها الصحيحة، وسوف نقدم للزوار الكرام في هذا المقال معلومات عن الشاعر أحمد شوقي، وسوف نتعرف على شَرح قصيدته الغزلية، كما سوف نتعرف على معاني المفردات والألفاظ الصعبة فيها، وعلى الصور الفنية والبلاغية التي احتوتها القصِيدَة وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل المتعلقة الأخرى.
من هو كاتب قصيدة سلوا كؤوس الطلا
يعتبر الشاعر المصري أحمد شوقي هو كاتب هذه القصيدة، وهو أحد أشهر الشعراء العرب في أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين في العالم العربي من المحيط إلى الخليج، ولد أمير الشعراء أحمد شوقي في القاهرة في تاريخ 16 من شهر أكتوبر عام 1868م لأب من أصول شركسية وأم من أصول تركية يونانية، وقد كانت جدته لوالدته تعمل وصيفة في قصر الخديوي إسماعيل وهي من العائلات الثرية، فتولت رعاية حفيدها وكفلته وصارت ترعاه ونشأ معها في قصر الخديوي، وعندما صار عمره 14 عامًا التحق بالكتاب، وقد أظهر نبوغًا كبيرًا منذ أن كان صغيرًا.
ثم راح يقرأ دواوين كبار الشعراء قديمًا وحفظ الكثير من أشعار العرب، وصار يجري الشعر على لسانه، درس شوقي في قسم الترجمة ثم سافر إلى فرنسا لإكمال دراسته وتأثر هناك بالثقافة الفرنسية والشعراء الفرنسيين مثل راسين وموليير وغيرهما، يعدُّ شوقي أحد أعظم الشعراء العرب في العصر الحديث، حيث أطلق عليه لقب أمير الشعراء من قبل جميع معاصريه، ويعد أيضًا رائد الشعر المسرحي في العالم العربي ومن أهم أعماله المسرحية الشعرية: قمبيز ومصرع كليوباترا ومجنون ليلى وعلي بك الكبير وغيرها، توفي في تاريخ 14 من شهر أكتوبر عام 1932م.[1]
شرح قصيدة سلوا كؤوس الطلا
تعدُّ هذه القَصيدَة من أشهر قصائد الشاعر أحمد شوقي، وقد غنتها له أم كلثوم بعد وفاته بسنوات وقد لحنها لها الملحن الكبير رياض السنباطي، حيث يقول الشاعر في مطلعها: سَلوا كُؤوسَ الطِّلا هل لامست فاها واستخبروا الراح هل مسّت ثناياها، وهي قصيدة من قصائد أحمد شوقي القصيرة نظمَها الشاعر على البحر البسيط وقافية الهاء المفتوحة مع ألف الإطلاق، ويبلغ عدد أبيات القصيدة كاملة 9 أبيات فقط، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شَرح القََصيدة:
- سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها
واستخبروا الراح هل مسّت ثناياها
باتت على الروض تسقيني بصافية
لا للسُّلاف ولا للورد رياها
يبدأ الشاعر أحمد شوقي قصيدته بتوجيه سؤال إلى الآخرين الذين يستمعون إلى القصيدة فيقول: اسألوا كؤوس الخمر هل لمست في يوم من الأيام فم الحبيبة الجميلة، واستخبروا أيضًا إذا ما كانت الخمرة قد سرى في جسدها ومسَّ برقة وكنوع من الخدر والثمل جميع ثناياها، وفي هذا إشارة إلى حالة من نشوة الحب التي سيطرت على شوقي وهو يتغنى بمحبوبته، ثم يذكر واحدة من الجلسات والذكريات له ولها فيقول: لقد كنا ذات ليلة ونحن نجلس في إحدى الحدائق الغناء الجميلة وتسقيني بخمرها الصافية التي لا يمكن لأفضل أنواع الخمر ولا لشراب الورد أن تشبه تلك السقيا أو أن تروي الظمآن مثلها.
- ما ضر لو جعلت كأسي مراشفها
ولو سقتني بصافٍ من حمياها
هيفاء كالبان يلتف النسيم بها
وينثنى فيه تحت الوشى عِطفاها
ثمَّ ينتقل الشاعر إلى أسلوب مختلف فيقول: يا ليتها كانت قد شربت بكأسي وتبادلنا الشرب معًا من نفس الكأس، أو لو أنها كان سقتني من أصفى الشراب الساخن منها، حيث يقصد ربما بذلك أنها كان يتمنى أن تمنح القبل بعد اللقاء الذي وقع بينهما، حيث أنَّ هذه الحبيبة شكلها بديع جدًّا إذ أن بطنها ضامرة وخصرها مضموم مثل حزمة ورد، كما أنَّ جسدها رقيق متوازن القوام مثل عود الخيزران طريًا يتمايل مع نسمات الهواء، ومن شدة ليونة جسدها فإنها كلما تمايلت وانثنى جسدها انثنت معه الثياب التي تلتفُّ عليها.
- حديثها السحر إلا أنه نغم
جرت على فم داود فغنّاها
حمامةُ الأيك من بالشجو طارحها
ومَن وراءَ الدجى بالشوق ناجاها
كما أنها حين تتحدث فإنَّ حديثها يبدو مثل السحر الذي ينبعث من عالم آخر، ولكنه في الحقيقة نغمًا مختلفًا عن كل صوت وكل حديث، وكأنها أنغام كانت قد جرت من مزامير داود وجرت على فمه وصدح بها منذ زمن بعيد، في إشارة إلى جمال صوتها وحديثها الساحر، ثم يتساءل الشاعر عن حمامة الأيك فيقول: من يا ترى الشخص الذي كان يبادل حمامة الأيك التي تصدح بتغرديها الحزين الأشجان والأحزان والمواجع، ومن كان في الليل كل يوم ومن وراء أردية الظلام يناجيها عن الشوق والغرام والحب والهوى، فقد يكون هو أو حبيبته أو كلاهما معًا.
- ألقت إلى الليل جيدا نافرا ورمت
إليه أذنا وحارت فيه عيناها
وعادها الشوق للأَحباب فانبعثت
تبكي وتهتف أحيانا بشكواها
يا جارة الأيك أيام الهوى ذهبت
كالحلم آها لآيام الهوى آها
أما الحبيبة فقد استسلمت في الليل وكشفت عن صدرها في ظلمة الدجى وأنصتت إلى صمت الليل الذي لا ينتهي، ونظراتها حائرة في ظلمته العميقة، وفي ذلك تعبير عن حالة الشوق والحزن التي أصابتها، وقد روادتها مشاعر الشوق والحنين للأحبة، وغلبتها دموعها فبدأت تبكي على فراق الأحبة والهوى الذي عاشته معهم، وصارت تكثر من الشكوى والحزن على ذلك، ثمَّ يخاطبها بصفة يا جارة الأيك ويسألها عن أيام اللهو والغرام والحب ويتأسف عليها، فقد ذهبت تلك الأيام التي عشناها معًا في أجواء من الحب والغرام مثل حلم بعيد ولن تعود أبدًا فيا لها من أيام جميلة وبديعة.
الصور الفنية في قصيدة سلوا كؤوس الطلا
إنَّ قصيدة الشاعر أحمد شوقي تضمُّ العديد من الصور الفنية والبلاغية والتي يستخدمها الشعراء في قصائدهم وتعمل على إضفاء موسيقى لغوية متميزة في النص إضافة إلى ألوان لغوية عديدة الهدف منها تزييِن وزخرفة العبارات الشعرية، بالإضافة إلى إيصال المعاني إلى القراء بطرق فنية مختلفة غير مباشرة، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الصور الفنية في القصيدَة:
- أسلوب الكناية: ورد أسلوب الكناية أكثر من مرة في القصيدة في قول الشاعر: حمامةُ الأيك من بالشجو طارحها ومَن وراءَ الدجى بالشوق ناجاها، كنَّى الشاعر بهذا البيت عن الحزن الواقع في النفوس من قبله وقبَل محبوبته بسبب ذهاب أيام اللهو والحب والغرام.
- استعارة مكنية: بدأ الشاعر قصيدته بأسلوب استعارة مكنية فقال: سلوا كؤوس الطلا هل لامست فاها واستخبروا الراح هل مسّت ثناياها، شبه الشاعر في البيت كؤوس الطلا بالإنسان وشبه الراح أيضًا بالإنسان، وحيث أنَّ كؤوس الطلا والراح كل منهما مشبه، والمشبه به هو الإنسان ولكنه حذفه ودل عليه واحدة من صفاته وهي بكلمة “سلوا” وكلمة “استخبروا”.
- استعارة تصريحية: وردت الاستعارة التصريحية في القصيدة في قول الشاعر: هيفاء كالبان يلتف النسيم بها وينثنى فيه تحت الوشى عِطفاها، فقد شبه محبوبته بالبان، ولكن لم يذكر المحبوبة بل حذفها، وأدرج أداة الشبه وهي الكاف والبان هو المشبه به، وبما أنه صرح عن المشبه به فهي استعارة تصريحية.
معاني المفردات الصعبة في قصيدة سلوا كؤوس الطلا
توجد كلمات عديدة يمكن أن تكون صعبة بالنسبة للكثير من الأشخاص في القصائد العربية وبشكل خاص القصائد التقليدية أو الكلاسيكية من قصائد العصر الحديث والتي اعتمدت على لغة أصعب قليلًا، حيث أنَّ بعض تلك الكلمات لم تعد مستخدمة في الوقت الحالي ويجب أن يتمَّ البحث عنها في معاجم اللغة العربية، وفيما يأتي سوف يتم إدراج شرح المفردات الصعبة في القصيدة:
المفردة | شرح المفردة |
كؤوس الطلا | هي الكؤوس والأقداح ما دام فيها الخمر |
الراح | الخمرة |
مست | من لمست وهو مرور اليد بشكل خفيف ورقيق على الشيء |
السلاف | أفضل وأجود أنواع الخمر |
رياها | من الري وهو ذهاب العطش والظمأ |
مراشف | مواضع الرشف والشرب |
هيفاء | الفتاة ضامرة البطن دقيقة الخصر |
البان | شجرة صحراوية معتدلة القوام ورقها مثل ورق الصفصاف، وتشبه بها الحسناوات بالطول واللين |
الوشي | الزخرفة والزركشة |
الأيك | الشجر الكثيف والملتف |
الدجى | الليل والظلام |
نافر | ظاهر وبارز ومميز عما حوله |
شرح قصيدة سلوا كؤوس الطلا pdf
إنَّ كثيرين من الزوار يفضلون الاحتفاظ بملف شَرح قصِيدة أحمد شوقي في الغزل على الهاتف المحمول أو الآيباد أو اللابتوب وغير ذلك من الأجهزة من أجل استعمالها في وقت لاحق عند الحاجة، ويمكن توفير ذلك من خلال الحصول على الملف بصيغة pdf، ويمكن استخدام ذلك الملف في العديد من الأمور الأخرى، كما يرغب بعض الأشخاص بالحصول على شَرح القصيدَة من أجل طباعة الملف واستخدامه ورقيًا في أمور شتى مختلفة، ويمكن الحصول على شرحِ أبيات القَصيدة في ملف pdf وذلك من خلال الضغط على الرابط التالي “من هنا“.
مقالات قد تهمك
وإلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقال شرح قصيدة سلوا كؤوس الطلا لأحمد شوقي والصور الفنية فيها وقد تعرفنا على بعض المعلومات عن الشاعر المصري أحمد شوقي، وتعرفنا على شَرح أبيات قصيدته السابقة، كما تمَّ أيضًا إدراج الصور الفنية والبلاغية فيها، وتعرفنا على معاني الكلمات الصعبة وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل الأخرى المتعلقة بها.
التعليقات