عيوب الأضحية التي لا تجوز وشروط الأضحية

عيوب الأضحية التي لا تجوز وشروط الأضحية
عيوب الأضحية التي لا تجوز

عيوب الأضحية التي لا تجوز، لقد شرع الله -عزَّ وجلَّ- للمسلمين ذبح الأضاحي، ثمَّ بين الأحكام الشرعية المتعلقة بالأضحية، ومن الأمور التي بيَّنها ووضحها هي العيوب التي تصيب بعض الأنعام والتي لا يجوز للمسلم ذبحها على سبيل الأضحية، وفي هذا المقال الذي يطرحه موقع تصفح، سيتمُّ بيان عيوب الأضحية التي لا تجيزها، وسوف نتعرف على عيوب الأضحية عند الشافعية إضافة إلى عيوب الأضحية عند المالكية وحسب الأمور التي أجمع عليها الفقهاء من أهل العلم، وحسب أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، وبذلك سيتم التفصيل في فرع مذاهب العلماء في عيوب الأضحية  وغير ذلك من التفاصيل.

عيوب الأضحية التي لا تجوز

لقد بيَّن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العيوب التي تمنع إجزاء الأضحية، حيث قال: “العَرجاءُ البَيِّنُ ظَلَعُها، والعَوراءُ البَيِّنُ عَوَرُها، والمَريضةُ البَيِّنُ مَرضُها، والعَجفاءُ التي لا تُنقي“،[1] وفي هذه الفقرة من هذا المقال، سيتمُّ بيان المراد من هذه العيوب بشيءٍ من التفصيل، وفيما يأتي ذلك:[2]

  • العرجاء البين ظلعها: وهي الشاة التي أقعدها عرجها عن الذهاب إلى المرعى وطلب الطعام، والذي يؤدي بها إلى نقصان لحمها.
  • العوراء البين عورها: والمراد الشاةَ أو البقرة أو البدنة التي فقدت إحدى عينيها، بحيث أصبحت لا تبصر بها.
  • المريضة البين مرضها: وهي الذبيحة المريضة التي يقعدها مرضها عن الأكل والحركة.
  • العجفاء التي لا تنقى: وهي الذبيحة التي لا مخَّ في عظامها من شدة الهزل والضعف.

ضابط العيوب التي تمنع إجزاء الأضحية

لا تقتصر العيوب المانعة من إجزاء الأضحية على العيوب المذكورة في الحديث الشريف المذكور سابقًا، بل يُقاس على هذه العيوب كلَّ عيبٍ يتسبب في هزال الأضحية وإنقاص لحمها، وهذا هو ضابط العيوب التي تمنع إجزاء الأضحية والله تعالى أعلى وأعلم، وبناءً على ذلك يُمكن القول بأنَّ العور الخفيف الذي لا يُفقد بصر الذبيحة، وكذلك العرج الخفيف الذي لا يمنعها من طلب الرعي لا يؤثر على إجزاء الأضحية، بل يجوز الأضحية بها، والله أعلم،[2] وفي هذه الفقرة من هذا المقال، سيتمُّ ذكر بعض الأمراض والعيوب التي تصيب الأنعام، وبيان حكم الأضحية بها:

الأضحية بالشاة الثولاء

إنَّ الثول عبارة عن استرخاءٍ يصيب أعضاء الغنم، فيجعلها تدور حول نفسها ولا تتبع الغنم، وإنَّ الراجح من أقوال أهل العلم هو جواز الأضحية بالشاة الثولاء ما دام مرضها لم يُصبها بالهزل والضعف، أمَّا إن تسبب الثول في إصابتها بالضعف والهزل فلا تُجزئ في الأضحية، ولا بأس في هذه الفقرة من بيان أقوال أهل العلم في ذلك:[3]

  • الحنفية: يجوز الأضحية بالشاة الثولاء، بشرط أن لا يمنعها مرضها عن الاعتلاف، لكن إن منعها عن الاعتلاف فلا يجوز الأضحية بها؛ إذ أنَّ مرضها يتسبب في هلاكها وهزلها.
  • المالكية: لا يجوز الأضحية بالشاة الثولاء، إن كان مرضها دائم، وأفقدها التمييز، وجعلها لا تهتدي لما ينفعها، ولا تستطيع تجنب ما يضرها، أمَّا إن كان مرضها غير دائم فلا يمنع الإجزاء.
  • الشافعية: لا يجوز عند الشافعية الأضحية بالشاة التي تدور حول نفسها، ولا ترى فتهزل.

الأضحية بالشاة مقطوعة أو مشقوقة الأذن

لا يجوز للمسلم أن يذبح الشاة مقطوعة الأذن على سبيل الأضحية،[2] بينما الشاة مثقوبة أو مشقوقة الأذن يجوز للمسلم ذبحها على سبيل الأضحية؛ إذا أنَّ شقَّ الأذن وثقبها لا يؤدي إلى نقصان لحمِ الشاةِ ولا يسبب تشويهًا لمظهرها، أي أنَّ ضابط العيوب التي تمنع الإجزاء في الأضحية لا ينطبق على الشاة مثقوبة الأذن، والله تعالى أعلى وأعلم.[4]

الأضحية بالشاة الجماء

إنَّ الشاة أو البقرة الجمَّاء هي التي لا قرن لها،[5] وقد اتفق الأئمة الأربعة من الحنفية والمالكية والحنابلة والشافعية على جواز الأضحية بها؛ إذ أنَّ القرنَ لا يتعلق به مقصود، ولا يتسبب في إنقاص لحم الأضحية، كما أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لم ينهى عن الأضحية بها، ولا بدَّ من التنبيه إلى أنَّ الأضحية بابشاة التي لها قرنٌ أفضل، ودليل ذلك أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد ضحَّى بكبشين أقرنين، والله تعالى أعلى وأعلم.[6]

حكم الأضحية بالبهيمة المصابة بالخراج

تمَّ فيما سبق بيان أنَّ ضابط العيوب التي تمنع الأضحية، هي العيوب التي تُنقص لحم البهيمة أو تقلل من قيمتها، وبناءً على ذلك فإنَّ كلَّ عيبٍ يُنقص قيمة البهيمة أو يُنقص لحمها فلا تُجزئ للأضحية، وإنَّ زيادة اللحم لا تُجبر العيب، وعليه، فإن كان هذا الخراج ينقص اللحم أو القيمة فلا تجزئ في الأضحية، وإن لم ينقص فلا يضر، والله تعالى أعلم.[7]

هل يجوز الأضحية المجروحة

ذهب الفقهاء في الإسلام إلى جواز الأضحية بالأضحية المجروحة ولا حرج في ذلك، لأن العيوب التي تمنع الأضحية هي التي تنقص من لحمها، وكل عيب ينقص من لحم الأضحية هو الذي يمنع من جوازها، ولذلك فإن الأضحية المجروحة يجوز تقديمها كأضحية، وقد أشار كثير من الفقهاء إلى ذلك، وأكدوا على أن الجرح إذا لم يكن يترتب على الجرح مرض بين وكبير فلا بأس، ويجوز التضحية بها، ولكن إذا مرضت من الجرح مرضًا كبيرًا لا تجزئ حسب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.[7]

شروط الأضحية في الإسلام

توجد عدة شروط في الإسلام يجب توفرها في الأضحية، وفيما يأتي سوف يتم إدراج أهم الشروط التي يجب توفرها في الأضحية:[8]

  • يجب أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام من الإبل والبقر والغنم، وذلك يستوي فيه الذكر والأنثى منها.
  • أن تبلغ الأضحية السن المعتبرة في الشرع للذبح، فالبقر يجب أن تتجاوز الأضحية عمر سنتين، والإبل خمس سنوات، والغنم أن يزيد عمرها عن 6 أشهر.
  • أن تكون خالية من العيوب التي تم الحديث عنها في الفقرات السابقة.
  • أن تذبح في الوقت المخصص للذبح وهو من بعد صلاة عيد الأضحى وإلى غياب شمس آخر أيام التشريق وهو رابع أيام العيد.
  • أن ينوي المضحي في الذبيحة الأضحية عن نفسه أو عن غيره، وأن تكون ذلك بغرض الأضحية، لأن النية من شروط صحّة الأضحية باتفاق المذاهب الفقهية الأربعةِ: الحَنَفيَّة، والمالِكيَّة، والشَّافعيَّة والحَنابِلة، وذلك حسب ما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلّم: “إنَّما الأعمالُ بالنِّيَّاتِ وإنَّما لِكلِّ امرئٍ ما نوى فمن كانت هجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ فَهجرتُهُ إلى اللَّهِ ورسولِهِ ومن كانت هجرتُهُ إلى دنيا يصيبُها أو امرأةٍ ينْكحُها فَهجرتُهُ إلى ما هاجرَ إليْهِ”.[9]

مقالات قد تهمك

وبذلك تمَّ الوصول إلى ختام هذا المقال، والذي يحمل عنوان عيوب الأضحية التي لا تجوز، وقد تمَّ فيه بيان العيوب التي تمنع إجزاء الأضحية، مع ذكر الدليل الشرعي من السنة النبوية المطهرة، كما تمَّ بيان ضابط هذه العيوب، وذكر حكم الأضحية بالذبيحة الثولاء ومقطوعة أو مشقوقة الأذن، وبذلك فصلنا في عيوب الأضحية من الغنم والبقر والإبل وغيرها، وعرفنا هل الخراج يضر الأضحية أم لا، وعرفنا هل يجوز الأضحية المجروحة وما إلى هنالك من معلومات وتفاصيل متعلقة أخرى.

المراجع

  1. ^ تخريج المسند لشعيب، شعيب الأرناؤوط، البراء بن عازب، 18675، صحيح
  2. ^ aliftaa.jo، مختصر أحكام الأضحية في الفقه، 07/06/2024
  3. ^ islamqa.info، حكم التضحية بالخروف المصاب بالجنون أو بالثول، 07/06/2024
  4. ^ aliftaa.jo، هل يجوز التضحية بذات الأذن المشقوقة وذات القرن المكسور، 07/06/2024
  5. ^ shamela.ws، كتاب العين، أحمد بن خليل الفراهيدي، (27/6)، بتصرف، 07/06/2024
  6. ^ shamela.ws، كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، مجموعة من المؤلفين، (294/15)، بتصرف، 07/06/2024
  7. ^ shamela.ws، كتاب فتاوى اللجنة الدائمة - المجموعة الثانية، (418/10)، بتصرف كبير، 07/06/2024
  8. ^ dorar.net، ذبح الأضحية، 07/06/2024
  9. ^ مجموع الفتاوى، عمر بن الخطاب، ابن تيمية، 20/223، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *