فضل قراءة سورة الإخلاص في ليلة القدر

فضل قراءة سورة الإخلاص في ليلة القدر، وهو ما سيتم بيانه في هذا المقال، حيثُ تعتبر ليلة القدر من الليالي العظيمة والمباركة، فقد نزل فيها القرآن الكريم على خير البشر والخلق محمد صلى الله عليه وسلم، ولعظيم قدر هذه الليلة خصّها الله -سبحانه وتعالى- بسورةٍ باسمها في القرآن يتلوها النّاس إلى يوم يُبعثون، كما أنّ تلاوة القرآن الكريم في هذه الليلة من الأعمال المستحبة والتي لها أجر كبير من الحسنات، ولذلك سوف نقدم في هذا المقال معلومات عن ليلة القدر، وبيان فضل قراءة سورة الإخلاص في ليلة القدر، وغيرها من التفاصيل المتعلقة بليلة القدر.

ليلة القدر

تعتبر ليلة القدر بأنها ليلة مباركة في الإسلام، فهي إحدى ليالي العَشْر الأواخر من شهر رمضان المُبارك، كما أنها من الليالي الوترية التي حثَّ سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم- المسلمين على تحريها في العشر الأواخر من الشهر الفضيل للحصول على أجرها وثوابها، بدليل ما ورد عن السيدة عائشة أمّ المؤمنين -رضي الله عنها- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “تحرُّوا ليلةَ القدرِ في العشرِ الأواخرِ من رمضانَ”^[1]، وقد تمّت تسميتها بهذا الاسم لتقدير الله -تعالى- فيها ما يشاء من مقادير السنة إلى ليلة القدر التالية، ويجدر بالذّكر أنّ ليلة القدر تمتلك فضلًا عظيمًا ومكانة عالية عند الله عزّ وجل، فقد جعل الله -سبحانه وتعالى- العبادة فيها خيرٌ من ألف شهر، ووعد أهلها بالمغفرة من كلّ ذنب لمن قامها بتضرّعٍ خالصٍ لوجهه الكريم، فضلًا عن أنّها اللّيلة التي أُنزل فيها القرآن الكريم كاملًا على خاتم الأنبياء والمرسلين^[2]، والدّليل على ذلك قوله الله -تعالى- في سورة القدر: {إنّا أنزلناه في ليلة القدر}^[3].

فضل قراءة سورة الإخلاص في ليلة القدر

إنَّ قراءة سورة الإخلاص ليس لها فضل مخصوص في ليلة القدر، غير أنَّه لم يثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنَّه أشار إلى فضل قراءة سورة الإخلاص في ليلة القدر بأحد الأحاديث الصحيحة، ولكن تعتبر سورة الإخلاص بأنها واحدة من أعظم سور القرآن الكريم، وهي السورة التي يتبين فيها التوحيد لله عز وجل ولأسمائه وصفاته، كما أنَّها من السور التي يستحب للمسلم قراءتها بشكل كبير في ليلة القدر وفي كل يوم، حيثُ إنّ لقراءتها فضلًا عظيمًا في الإسلام، وهو كالآتي:^[4]

• تعدل ثلث القرآن الكريم: أي أنَّه إذا قرأها المسلم ثلاث مرات فقد كُتبت له ختمة كاملة للقرآن الكريم، بدليل ما روى مسلم عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ :” أَيَعْجِزُ أَحَدُكُمْ أَنْ يَقْرَأَ فِي لَيْلَةٍ ثُلُثَ الْقُرْآنِ ؟ قَالُوا : وَكَيْفَ يَقْرَأْ ثُلُثَ الْقُرْآنِ . قَالَ : قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ تَعْدِلُ ثُلُثَ الْقُرْآنِ”^[5].
• تبني لقارئها بيتًا في الجنة: فقد ورد عن النبي -عليه الصلاة والسلام- أن من قرأ سورة الإخلاص عشر مرات بنى الله له بيتا في الجنة، ودليل ذلك ما جاء عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ، عَنْ أَبِيهِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ الْجُهَنِيِّ صَاحِبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ” مَنْ قَرَأَ: قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ حَتَّى يَخْتِمَهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ، بَنَى اللهُ لَهُ قَصْرًا فِي الْجَنَّةِ”^[6].
• تحفظ المسلم من كل شرّ: فالمسلم الذي يقرأ سورة الإخلاص عند نومه فإن الله تعالى يحميه من شرور الشياطين، ويظل في حفظه تعالى وأمانته حتى يصبح، فقد ورد عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: ” كَانَ إِذَا أَوَى إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾، وَ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ﴾، وَ﴿ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ ﴾، ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا مَا اسْتَطَاعَ مِنْ جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وَمَا أَقْبَلَ مِنْ جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّات”^[7].
• دخول الجنة بإذن الله: فقد كانَ رجل من الأنصار يؤُمُّ الصحابة -رضي الله عنهم- في مسجدِ قُباء، وكان يكثر من قراءة سورة الإخلاص، فذكر الصحابة ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقالَ: “يا فُلاَنُ مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَفْعَلَ مَا يَأْمُرُكَ بِهِ أَصْحَابُكَ وَمَا يَحْمِلُكَ عَلَى لُزُومِ هَذِهِ السُّورَةِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ؟، فقال: إني أُحِبُّها، فقالَ: حُبُّكَ إياهَا أدخلكَ الجنَّةَ”^[8].

شاهد أيضًا: افضل وقت للقراءة بعد صلاة الفجر

الأحاديث الصحيحة في فضل سورة الإخلاص

فيما يأتي بعض من الأحاديث الصحيحة عن فضل سورة الإخلاص، حيثُ يحث الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذه الأحاديث على قراءتها في كل وقت، وبيان الجزاء العظيم من الله على المداومة عليها، وفيما يأتي ستكون هنالك وقفة مع بعض الأحاديث النبوية الصحيحة حول فضل سورة الإخلاص، ومنها ما يأتي:

• عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:”احشُدُوا؛ فإنّي سأقرأُ عليكُم ثُلُث القُرآن” فحشد من حشد، ثم خرج النبي – صلى الله عليه وسلم – فقرأ: “قُل هُو اللهُ أحدٌ” ثم دخل، فقال بعضنا لبعض: إنا نرى هذا خبرًا جاءه من السماء فذلك الذي أدخله، ثم خرج نبيُّ اللهُ – صلى الله عليه وسلم – فقال: “إنّي قُلتُ لكُم: سأقرأ عليكُم ثُلُث القُرآن، ألا إنّها تعدلُ ثلُث القُرآن”^[9].
• عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: “أيعجزُ أحدُكُم أن يقرأ في ليلةٍ ثُلُث القُرآن؟ ” قالوا: وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: “قُل هُو اللهُ أحدٌ تعدلُ ثُلُث القُرآن”^[5].
• عن عائشة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – بعث رجلاً على سريّةٍ، وكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بقُل هُو اللهُ أحدٌ، فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي – صلى الله عليه وسلم -، فقال: “سلُوهُ لأيّ شيءٍ يصنعُ ذلك؟ ” فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن؛ وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي – صلى الله عليه وسلم -: “أخبرُوهُ أنّ الله يُحبُّه”^[10].
• عن مُعاذ بن عبد الله بن خُبيب عن أبيه – رضي الله عنه – أنه قال: خرجنا في ليلة مطر، وظُلمة شديدة، نطلب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليصلي بنا فأدركناه، فقال: “قُل، فلم أقُل شيئًا, ثمّ قال: قُل، فلم أقُل شيئًا، ثُمّ قال: قُل, قُلتُ: يا رسُول الله ما أقُول؟ قال: قُل هو اللهُ أحدٌ، والمُعوّذتين حين تُصبحُ وحين تُمسي ثلاث مراّتٍ تكفيك من كُلّ شيءٍ”^[11].

شاهد أيضًا: ما هو فضل قراءة القران في شهر رمضان

فضل سورة الإخلاص على حياة المسلم

تعتبر سورة الإخلاص بأنها من السور المباركة والعظيمة في القرآن الكريم، وهي من سور المعوّذات، كما أنّ هذه السورة لها فضل عظيم للمسلم، فالمداومة عليها يساهم في نيل حب الله -عزّ وجل- والدخول للجنة، وفيما يأتي سيتم بيان فضلها على حياة المسلم:^[18]

• يُدرك المسلم أنّ الله -تعالى- منزّه عن صفات الخلق من ولادة وكِبَر وموت.
• تغرس لدى المسلم اليقين بأنّ الله -عزّ وجل- هو وحده من يَحميه ويُعينه ووحده من يقضي حوائجه.
• شعور المسلم بالأمان والطّمأنينة، فهذه السّورة العظيمة تدلّ على أنّ الله -سبحانه وتعالى- هو وحده متفرد بالألوهية وأمور الكون كلّها بيده وحده.
• يجد المسلم الملاذ الآمن والملجأ والاستغاثة في الله الصَّمد، فالله وحده من تصمد إليه الخلائق في حاجاتها، وترجوه وتسأله وتضرع إليه، فهو الصمد الذي لا جوف له، وهو من يعين المسلم في حياته ويسهل له كل أمر.
• لا يحتاج المسلم لشفيع أو واسطة بينه وبين ربّه، وهكذا يشعر  المسلم بأنّ الله تعالى- قريبٌ منه عباده ويجيب دعواتهم ويَقبل توبتهم ويغفر ذنوبهم ويعفُ عنهم.
• إنّ الله -تبارك وتعالى- هو الذي يجزي النّاس عن أعمالهم الحسنة، ويجازي عن الأعمال السيئة، فلا ينتظر المسلم الأجر من النّاس على العمل الذي يقوم به.
• يدرك المسلم أنّ الله -تعالى- ليس له ندّ  يكافئه في القدرة أو العمل، فهو وحده المتفرد بالخلق والأمر كله بيده، مما يُولّد عند المسلم التّعظيم لله -تعالى- والخشية منه.

وبهذا نكون قد وصلنا إلى ختام مقالنا مقدار فضل قراءة سورة الإخلاص في ليلة القدر، والذي بيّنا فيه ما هي ليلة القدر، ثمّ أدرجنا الإجابة الصحيحة حول السؤال المطروح، وقد أرفقنا بعض من المعلومات حول فضل قراءة سورة الإخلاص 10 مرات، ثمّ أدرجنا فضل قراءة سورة الإخلاص 100 مرة، كما تطرقنا من خلال مقالنا إلى بيان مجموعة من الأحاديث الصحيحة في فضل سورة الإخلاص، كما ختمنا المقال ببيان فضل سورة الإخلاص على حياة المسلم.