حكم قراءة سورة يس ثلاث مرات ليلة النصف من شعبان

حكم قراءة سورة يس ثلاث مرات ليلة النصف من شعبان
حكم قراءة سورة يس ثلاث مرات ليلة النصف من شعبان

حكم قراءة سورة يس ثلاث مرات ليلة النصف من شعبان ، وما حكم تخصيصها بالعبادات والأعمال والاحتفال، فمع اقتراب ليلة النصف من شهر شعبان المبارك يكثر المسلمون من البحث عن فضلها وفضل العمل فيها، وذلك من حرصهم على اغتنام أوقات الفضيلة التي جعلها الله -سبحانه وتعالى-  في بعض أيّامه وأشهره، والمسلمون مأمورون بالتحري عن هذه الفضائل وإتيانها لكن بأدلةٍ شرعية صحيحة، ومن خلال هذا المقال سيتم معرفة هل يجوز قراءة سورة يس بعدد مرات معين في النصف من شهر شعبان.

ليلة النصف من شعبان

إن ليلة النصف من شهر شعبان تبدأ من غروب يوم الرابع عشر من شهر شعبان المبارك، وتنتهي مع طلوع فجر الخامس عشر من ذات الشهر، وإن مما لا شك فيه أن الله -سبحانه وتعالى- قد فضل الأيام والشهور بعضها على بعض، وقد وردت الكثير من الأدلة الشرعية التي تبيّن فضل شهر شعبان وفضل العمل فيه، ولكن لم يرد في فضل ليلة النصف من شعبان إلا قلة من الأحاديث التي تبين مغفرة الله لعباده فيها، ولا يشرع فيها أن يتم تخصيصها بالعبادة أو الصيام أو الدعاء، أما شهر شعبان فهو شهرٌ تُرفع فيه الأعمال إلى الله -سبحانه تعالى- وفيه كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الصيام، وقد ثبت فيه أن النصف من شعبان يغفر الله فيها لخلقه بعد أن يطّلع عليهم إلا المشاحنين والمباغضين والمشركين، فشهر شعبان بعمومه شهر بركة وشهر طاعة، يلحق بشهر رجب ويسبق شهر رمضان المبارك.[1]

حكم قراءة سورة يس ثلاث مرات ليلة النصف من شعبان

اتفق أهل العلم أنّه لا يجوز للمسلمين قراءة سورة يس في ليلة النصف من شعبان وذلك لأنه لا يوجد أي دليل شرعي ينص على ذلك، بل هي بدعة محدثة ابتدعها أهل البدع من الفاطميين حيث اجتمعوا في ليلة النصف من شعبان بعد صلاة المغرب في المساجد لقراءة سورة يس فيقولون أن المرة الأولى تكون بنية طول العمر، والثانية تكون بنية سعة الرزق، والثالثة تكون على نية الاستغناء عن الناس، ثم يقوم الإمام بتلقينهم أدعيةً موضوعة محدثة مكذوبة عن بعض الصحابة الكرام، وهذا كلّه لا يجوز بلا خلافٍ بين أهل العلم، وقد اعتقد بعض الناس أن في ليلة النصف من شعبان لها مكانة خاصة عند الله وأن الاجتماع فيها لإحيائها والعبادة فيها أمرٌ مشروع، ولذلك فقد وضعوا لأنفسهم نظام عبادةٍ خاصة بالاجتماع في المسجد في ليلة النصف من شعبان، يصلون صلاة النصف، ويقرأون معها سورة يس من القرآن الكريم بعددٍ معين، ثم يتبعونها بأدعية النصف من شعبان، التي لا أدلة فيها ولا إثبات، وجملة هذه الأعمال منكرة محرمة لا يصح القيام بها ولا الاعتقاد بمشروعيتها والله ورسوله أعلم.[1]

شاهد أيضًاحكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

حكم قراءة سور معينة في النصف من شعبان

لا يجوز للمسلمين القيان بقراءة سورة يس أو غيرها من سور القرآن الكريم بوجهٍ مخصوص وبعددٍ معين لغرضٍ معين في وقتٍ معين، فقيام بعض الناس بتحديد آياتٍ من القرآن لقراءتها في ليلة النصف من شعبان بعدد معين لا يجوز ولا يصح ما لم يرد دليل صحيح من القرآن والسنة أو إجماع أهل العلم فيه، فلا ينبغي للمسلمين تحديد العبادات وتخصيصها وإحداثها بغير دليل، وكذلك يدخل فيه قراءة القرآن الكريم، فلا مجال للرأي في العبادات والدين، إنما الواجب اتباع ما جاء به الإسلام في مصادر التشريع من القرآن والسنة، وقد يظن الناس من العوام أن الابتداع في الدين أمرٌ يُتقرب به إلى الله وهذا أمرٌ خاطئ، بل حذّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من الإحداث في أمر العبادات، والقرآن يباح للمسلم تلاوته في أي وقت، والدعاء بعده بأي دعاءٍ مشروع، من غير تخصيصٍ بعددٍ أو وقتٍ بعينه أو دعاءٍ بعينه من غير دليل، وقد ذكر المباركفور في تحفة الأحوذي قوله: “فليسأل الله به ـ أي فليطلب من الله تعالى بالقرآن ما شاء من أمور الدنيا والآخرة” والله ورسوله أعلم.[2]

هل يوجد أذكار خاصة بليلة النصف من شعبان

اتفق أهل العلم على أن ليلة النصف من شعبان لم يرد فيها أي دليلٍ شرعي يخصها بدعاءٍ أو ذكرٍ معينٍ بعينه، وكل من يقوم بتخصيصها بأية أذكار أو أدعية فإنه مبتدع، لأنه يحدث في الدين ويأتي أمورًا لا توجد فيه ولم يأمر بها النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا صحابته الكرام، فكل الأدعية والأذكار الخاصة بهذه الليلة لم يرد فيها أي دليلٍ شرعي، ويكثر فيها الابتداع والتأليف بين عموم الناس الذين وقعوا في مصيدة البدعة، وقد يظن البعض أن دعاء: “اللهم يا ذا المنِّ ولا يمن عليه، يا ذا الجلال والإكرام، يا ذا الطول والإنعام ، لا إله إلا أنت ظهر اللاجئين وجار المستجيرين وأمان الخائفين، اللهم إن كنت كتبتني عندك في أم الكتاب شقيًا أو محرومًا أو مطرودًا أو مُقَتَّرًا علي في الرزق فامْحُ اللهمَّ بفضلك شقاوتي وحرماني وطردي وإقتار رزقي..” إلى آخر الدعاء هو دعاءٌ مخصوص وذكرٌ محدد لليلة النصف من شعبان، لكن ذلك لا يصح، فنسبة هذا الدعاء إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- باطلة حيث إنه لا يوجد أي حديثٍ صحيح يدل على نسبته للنبي، وقد أخبر أهل العلم أن فيه من المغالطات الشرعية لذلك فمع البدعة في تخصيصه فإن ترك الدعاء به في أي وقتٍ آخر أمرٌ مطلوب والله ورسوله أعلم.[3]

شاهد أيضًاكلام عن ليلة النصف من شعبان ، عبارات عن ليلة النصف من شعبان

أهم أعمال ليلة النصف من شعبان

لم يرد في ليلة النصف من شعبان في الشريعة الإسلامية أي أدلةٍ شرعية تبيّن وتدل على أنها تُخصص بعملٍ أو عبادة أو طاعة أو دعاء أو ذكر، ولم يقم النبي -صلى الله عليه وسلم- فيها بأي عملٍ مخصوص ولم يأمر بشيء وكذلك فعل أصحابه الكرام، إلا أن بعض التابعين من أهل الشام قاموا بالاجتهاد فيها بالعبادة، مستشهدين بذلك على آثارٍ من الإسرائيليات، فعارضهم كثيرٌ من أهل العلم بل جمهورهم في ذلك، وتحديدًا في الأعمال التي اجتمع الناس لها أو خصصوها، فلو اجتهد المسلم بينه وبين نفسه لا حرج عليه أما أن يدعو الناس ويجمعهم فيها مدعيًا فضلًا معينًا لعبادةٍ معينة بطريقةٍ مخصوصة وأعدادٍ محددة فذلك حرامٌ شرعًا، فلا يوجد ما يسمى صلاة النصف من شعبان، ولا يجوز الاجتماع لها، ولا يوجد دعاء النصف من شعبان، ولا يصح للمسلمين الدعوة إليه والاجتماع له والاعتقاد بصحته بغير دليل، وكذلك لا يجوز تخصيص نهارها بالصيام إلا أن يكون الصيام موافقًا للرجل بصيامه الأيام البيض، فأحاديث أعمال ليلة النصف من شعبان كلها موضوعة أو ضعيفة جدًا والله أعلم.[4]

حكم الاحتفال بليلة النصف من شعبان

اختلف أهل العلم في مسألة الاحتفال بليلة النصف من شعبان وإحيائها، فمنهم من قال يحرم ذلك ومنهم من يقال يكره، ومنهم من قال يباح، أما من قال بإباحة إحيائها والاحتفال بها فقد استشهد بحديث اطّلاع الله على خلقه فيها ومغفرته لذنوبهم، ففيها مزية المغفرة والرحمة، وقالوا في هذه المزية يستحب للرجل أن يتعرض لها بالصلاة أو الذكر أو الدعاء أملًا أن تصيبه نفحات بركة هذه الليلة، وقيام الليالي جميعها من غير تخصيص مستحب للمسلم، وقد ورد عن الشافعي وابن حجر الهيثمي أنهما أخبرا بأن في هذه الليلة أي النصف من شعبان يكون فيها استجابة للدعاء، ولكن أكّد وحذّر القائلون بإباحة إحيائها، أنه على الرجل أن يحذر من البدع فيها، فلا يقوم بالرقص والغناء وإقامة ما يعرف بالموالد التي فيها غلو بمدح النبي -صلى الله عليه وسلم- والتي تصل في بعضها درجة الشرك بالله، ولا يقوم فيها الناس بالاجتماع لأي عبادة أو أي عمل فيها،  إنما يكون الاحتفال والإحياء لليلة النصف من شعبان منفردًا بعمل المسلم بينه وبين خالقه، كما أنه ولو أحياها منفردًا لا يجوز له التخصيص بعدد لصلاة أو ذكر أو دعاء أو تخصيص دعاء بعينه، كصلاة الرغائب وصلاة الألفية فذلك لا يجوز والله ورسوله أعلم.[5]

شاهد أيضًاأحاديث صحيحة عن ليلة النصف من شعبان

ما ورد في فضل ليلة النصف من شعبان

إن ليلة النصف من شعبان ليلة من الليالي المباركة ولا خلاف بين أهل العلم في هذه المسألة، لكن بالرغم من بركتها إلا أنه لا يشرع فيها تخصيصها بعمل، ولا بركة معلومة مثبتة شرعًا لأي عبادة فيها، وقد ورد في فضل ليلة النصف من شعبان الكثير من الأحاديث، لكن في معظمها هي أحاديث موضوعة أو ضعيفة، ولا يوجد فيها أحاديث صحيحة إلا بروايات قليلة للغاية، فالثابت فيها أنها ليلة مغفرة ورحمة ولا شيء غير ذلك، ومما ورد في فضلها في السنة النبوية الشريفة الصحيحة ما يأتي:

  • عن أبو موسى الأشعري -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إنَّ اللهَ تعالى لَيطَّلِعُ في ليلةِ النصفِ من شعبانَ فيغفرُ لجميعِ خلْقِه ، إلا لمشركٍ أو مشاحنٍ”.[6]
  • عن أبو ثعلبة الخشني -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “إنَّ اللهَ يَطَّلِعُ علَى عِبادِه في ليلةِ النِّصفِ مِن شعبانَ ، فَيغفِرُ للمؤمنينَ ، و يُمْلِي للكافِرينَ ، و يَدَعُ أًهلَ الحِقْدِ بِحقْدِهِمْ حتَّى يَدَعُوهُ”.[7]

إلى هنا نكون قد بلغنا ختام مقال حكم قراءة سورة يس ثلاث مرات ليلة النصف من شعبان، حيث تم فيه بيان حكم تخصيص ليلة النصف من شعبان بسور معينة بعدد معين، وحكم تخصيصها بالعبادات من صلاة وصيام وذكر ونحوه.

أسئلة شائعة

أسئلة شائعة
كم مرة تقرأ يس في ليلة النصف من شعبان؟
يحرم على المسلم قراءة سورة يس في ليلة النصف من شعبان تخصيصًا لها بعدد معين أو دون غيرها من الليالي.
متى تقرأ سورة يس في نصف شعبان؟
لا يجوز أن يتم تخصيص نصف شعبان لقراءة سورة يس.
ما هي السور التي تقرا في النصف من شعبان؟
لا يوجد أيّة سور مخصصة شرعًا لقراءتها في ليلة النصف من شعبان ولا يجوز للمسلم أن يقوم بالتخصيص أو الاعتقاد بذلك دون دليل شرعي صحيح.

المراجع

  1. ^ alukah.net، ليلة النصف من شعبان وحكم الاحتفال بها، 02/03/2023
  2. ^ islamweb.net، حكم تحديد قراءة سورة، أو آية معينة بعدد معين لغرض معين، 02/03/2023
  3. ^ ar.islamway.net، دعاء ليلة النصف من شعبان، 02/03/2023
  4. ^ islamweb.net، ماورد في ليلة النصف من شعبان ـ إن صح ـ لايقتضي تخصيصها أو يومها بعبادة أو صيام، 02/03/2023
  5. ^ aliftaa.jo، حكم إحياء ليلة النصف من شعبان، 02/03/2023
  6. ^ صحيح الجامع ، أبو موسى الأشعري، الألباني، 1819، حسن
  7. ^ صحيح الجامع ، أبو ثعلبة الخشني، الألباني، 1898، حسن

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *