قصة سيدنا لوط مختصرة.. 5 دروس مستفادة

قصة سيدنا لوط مختصرة نعرضها في السطور التالية التي ستتضمن كافة الأحداث المتعلقة بهذا النبي ، حيث ذكر اسم لوط عليه السلام أكثر من خمس وعشرين مرة في القرآن الكريم في مواضع مختلفة ضمن قصص الأنبياء عليهم جميعا السلام ، وفي هذا المقال نعرض قصة سيدنا لوط مختصرة وما فيها من حكم وعبر ومواعظ.

قصة سيدنا لوط مختصرة

أول ما يجب الإشارة إليه في قصة سيدنا لوط مختصرة ، هو نسبه عليه السلام، وهو لوط بن هارون أخو نبي الله إبراهيم عليه السلام، واسم لوط ليس عربيًّا وإنما هو اسم أعجمي ويقال أن معناه شدة التعلق، ويقال أنه أطلق على نبي الله لوط لتعلقه بالخليل عليه السلام.

ويعد لوط أول من صدَّقَ دعوة الخليل إبراهيم واهتدى بهديه كما جاء في الآية 26 من سورة العنكبوت، حيث قال الله تعالى في كتابه العزيز:

﴿فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.

قصة قوم لوط وإجرامهم

عاش قوم لوط في منطقة سدوم في إحدى قرى الأردن، ويقال أنها مكان البحر الميت الآن،  وقد بعث الله تعالى لوطا إلى قومه عند بلوغه سن الأربعين ليهديهم إلى التوحيد وعبادة الله الأحد ونبذ المنكرات والمعاصي.

وقد عرف قوم لوط بأنهم كانوا طغاة ظالمين يأتون الفواحش ولا يبالون بحرمات الله، حيث كانوا يأتون الرجال شهوة من دون النساء، وقد ورد ذكر ذلك  في القرآن الكريم على لسان لوط عليه السلام في القرآن الكريم في سورة الأعراف:

“وَلوطًا إِذ قالَ لِقَومِهِ أَتَأتونَ الفاحِشَةَ ما سَبَقَكُم بِها مِن أَحَدٍ مِنَ العالَمينَ* إِنَّكُم لَتَأتونَ الرِّجالَ شَهوَةً مِن دونِ النِّساءِ بَل أَنتُم قَومٌ مُسرِفونَ* وَما كانَ جَوابَ قَومِهِ إِلّا أَن قالوا أَخرِجوهُم مِن قَريَتِكُم إِنَّهُم أُناسٌ يَتَطَهَّرونَ”.

دعا سيدنا لوط عليه السلام قومه لنبذ هذه الفواحش المنكرات،  وأخذ يذكرهم بالآخرة وبعاقبة ما يفعلونه، لكنهم أبوا تركها ولم يؤمن به إلا أهل بيته عدا زوجته.

اقرأ أيضا: من هو النبى الذى صام عن الكلام ثلاث ايام.. القصة الكاملة

قصة ضيف سيدنا إبراهيم عليه السلام

وجاء في سياق قصة سيدنا لوط مختصرة، أنه لما زاد قوم لوط في عنادهم وكفرهم وتمادوا في فعل المنكرات ، أرسل الله عز وجل ملائكة لإهلاكهم، ويقال أنهم جبريل وميكائيل واسرافيل .

وذكر القرآن الكريم في قصة سيدنا لوط مختصرة ، أن الملائكة مروا في طريقهم إلى قرى قوم لوط على سيدنا إبراهيم عليه السلام ، ودخلوا عليه على هيئة ضيوف غرباء  بوجوه وهيئة حسنة.

فقدم لهم الخليل واجب الضيافة، لكنه توجس منهم خيفة عندما لاحظ أنهم لا يأكلون، وهنا أخبروه أنهم مرسلون من الله تعالى إلى قوم لوط، وبشروه بأنه سيرزق بغلام.

وقد سألهم سيدنا إبراهيم عن سبب مجيئهم، فأخبروه أنهم مرسلين إلى قوم لوط لإهلاكهم:

( قال فما خطبكم أيها المرسلون ( 31 ) قالوا إنا أرسلنا إلى قوم مجرمين ( 32 ) لنرسل عليهم حجارة من طين ( 33 ) مسومة عند ربك للمسرفين ( 34 )

– الذاريات

الملائكة في بيت لوط عليه السلام

توجه الملائكة إلى القرية التي يسكنها لوط عليه السلام وقومه، وقصدوا النبي الكريم  وسألوه أن يستضيفهم في منزله، ما أوقع لوط في حرج كبير حيث خاف عليهم من قومه .

وأخبرهم أن أهل قريته من أخبث  البشر وحاول صرفهم عن المبيت عنده بشتى الطرق، لكنهم أصروا على المبيت في بيت لوط عليه السلام.

أمام إصرارهم لم يجد بداً من تلبية رغبتهم ولكنه طلب منهم الانتظار للمساء حتى يحل الظلام ولا يراهم أحد من أهل القرية ، وذلك من فرط خوفه عليهم.

وبمجرد حلول الليل صحب سيدنا لوط الضيوف إلى بيته دون أن يراهم أحد.

اقرأ أيضا: من هو النبي الذي كان يبرئ الاعمى

زوجة سيدنا لوط

وتتوالى أحداث قصة سيدنا لوط مختصرة ، حيث حاول لوط جاهدا إخفاء ضيوفه عن قومه، لكن زوجته ما أن رأتهم حتى تسللت خارج المنزل ،  وأسرعت وأخبرت القوم بقدوم ضيوف إلى بيت لوط عليه السلام.

ثم ذاع الخبر في المدينة فجاء القوم مُسرعين إلى بيت لوط، يريدون ضيوفه، فعرض النبي لوط عليهم الزّواج من بناته كما جاء ذلك في الآيات الكريمة:

(وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِنْ قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ قَالَ يَا قَوْمِ هَؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ)

وصول القوم إلى بيت لوط عليه السلام

ولم يستجب القوم لموعظة لوط وأخذوا يسخرون منه، فما كان منه إلا أن أحكم إغلاق باب بيته ، بينما أخذ  قومه يقرعون الباب بشدة ، وهنا تمنى لوط  لو يأوي إلى مكان يعصمه منهم كما جاء في الوصف القرآني:

“قال لو أن لي بكم قوة أو آوى إلى ركن رشيد”

أما ضيوفه من الملائكة  فكانوا يجلسون في هدوء ، ثم أخبروه ألا يخاف وأنهم  رسل من عند الله وسيمنعون عنه أذاهم.

بعد ذلك انكسر الباب واندفع قوم لوط  نحو الضيوف وعندها نهض سيدنا جبريل عليه السلام وأشار بطرف جناحه فطمست أعينهم كما جاء في الآيات

“ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابي ونذر ” القمر 37

هلاك قوم لوط ونجاته وأهله إلا زوجته

ويأتي آخر فصول قصة سيدنا لوط مختصرة، حيث أمر الملائكة سيدنا لوط عليه السلام باصطحاب أهله أجمعين عدا زوجته،  والخروج  بهم ليلا وعدم الالتفات للوراء مهما سمعوا من أصوات.

وأخبر الملائكة لوطا عليه السلام أنه وأهله سيسمعون أصواتاً رهيبة حيث سينزل  الله تعالى بقومه عذابا غير مسبوق ويهلكهم جميعا في الصباح الباكر.

وبالفعل خرج سيدنا نوح وابنتيه في الليل، وقضى الله تعالى على قومه ، حيث ورد أن جبريل عليه السلام اقتلع القرية وما جاورها بمن فيهن من الأمم وما معهم من الحيوانات بطرف جناحه .

ويقال أنه رفع تلك القرى عاليا  ثم قلبها عليهم  فأصبح عاليها سافلها بينما السماء ترميهم  بحجارة من الجحيم، كما جاء الوصف في قول تعالى في سورة هود:

 “فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وامطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة من عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد”.

اقرأ أيضا: قصة سيدنا يوسف عليه السلام كاملة مكتوبة.. 8 دروس وعبر

أهم الدروس المستفادة من قصة سيدنا لوط مختصرة

يمكن تلخيص الدروس المستفادة من قصة سيدنا لوط مختصرة في النقاط التالية:

1. وجوب الابتعاد عن أماكن المعاصي، وبيان عاقبة الإصرار على ارتكابها.
2. أن إكرام الضيف والدفاع عنه من شيم الكرام والصالحين.
3. الإصرار على تقديم النصح وإنكار المنكر والتسلح بالإيمان واليقين في نصرة الله تعالى لأصحاب الحق والرسالات.
4. أن الكرم من الصفات الحميدة التي يتوجب على المسلم أن يتحلى بها.
5. وجوب الإيمان بوجود الملائكة وأنهم خلق الله تعالى يستخدمهم كيفما شاء.

عرض موقع تصفح في هذا المقال قصة سيدنا لوط مختصرة ، حيث أوضحنا قصة قوم لوط  وإجرامهم، و قصة ضيف سيدنا إبراهيم عليه السلام، ومبيت الملائكة في بيت لوط عليه السلام، ثم ما كان من زوجة سيدنا لوط عليه السلام وتسببها في وصول القوم إلى بيت لوط عليه السلام، وقصة هلاك قوم لوط ونجاته وأهله إلا زوجته، وأخيرا، عرضنا أهم الدروس المستفادة من قصة سيدنا لوط .