كم عمر الأضحية من الغنم وشروطها

كم عمر الأضحية من الغنم وشروطها، يحرص المسلمون في العالم على اتباع ما أنزله الله سبحانه وتعالى، والسير على هدي النبي محمد صلى الله عليه وسلم وسُنته، ومما سنه النبي عليه الصلاة والسلام هو الأضحية لمن استطاع، ولهذه الأضحية شروط يجب التقيد بها، ومن هذه الشروط أن يكون للأضحية عمرٌ محدد، وفي هذا المقال سنعرف كم عمر الأضحية من الغنم، وسوف نتعرف على سن الأضحية من الغنم عند المالكية وغيرهم من الفقهاء، وسن ذبح الخروف للأضحية، وسوف نفصل في ما هي شروط الأضحية في عيد الأضحى وغير ذلك من المعلومات الأخرى.

ما هي الأضحية

إن الأضحية هي سُنّة قام بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث كان يضحي كل عام بكبشين أملحين، واحدٌ عن محمد وآل محمد، ولثاني عمن وحد الله من أمته صلوات الله عليه وسلامه، فهذه كانت عادته كل عام، يضحي بكبشين أملحين من الغنم، وبالتالي فهي سُنّة مؤكدة مع الاستطاعة، يضحي الإنسان بواحدة عنه وعن أهل بيته عنه وعن زوجته وأبويه ونحو ذلك يعني: عنه وعن أهل بيته وإن كثروا، وليست واجبة، بل هي سنة مؤكدة مع الاستطاعة، واحدة واحدة عنه وعن أهل بيته وإن ضحى بأكثر فلا بأس، وإن كان عاجزاً فلا شيء عليه، إنما هي سنة مؤكدة مع القدرة. ^[1]

كم عمر الأضحية من الغنم

إنَّ عمر الأضحية من الغنم هو من ستة أشهر إلى سنتين، وهذه هي السن المعتبرة شرعًا بالنسبة للأضحية من الغنم، ويجب أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام؛ أي الإبل والبر والغنم، وهذا شرط إجراء الأضحية، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: “لِّيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ۖ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ”^[2] وقد ورد ذلك في العديد من الأحاديث النبوية عن الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن ذلك ما رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا تذبحوا إلا مسنة، إلا أن يعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن”^[3]، والمسنة: هي الثنية أو الثني من الإبل والبقر والغنم، فلا يجزئ من الإبل إلا ما أتم خمس سنين، ولا من البقر إلا ما أتم سنتين، ولا من المعز إلا ما أتم سنة، وأما الضأن فيجزئ منها الجذع، وهو ما أتم ستة أشهر، لما رواه أحمد وابن ماجه عن أم بلال بنت هلال عن أبيها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “يجزئ الجذع من الضأن ضحية”، والفرق بين الضأن وغيرها، هو نص صاحب الشريعة. ^[4]

شروط الأضحية من الغنم

للأضحية في الإسلام شروط يجب التقييد بها لكل من أراد أن يضحي، وذلك كي تكون أضحيته صحيحة ومقبولة، وهذه الشروط فيما يأتي: ^[5]

• أن تكون من بهيمة الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم ضأنها ومعزها لقوله تعالى: “وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ”^[6]الحج/34، وبهيمة الأنعام هي الإبل ، والبقر ، والغنم.
• أن تبلغ السن المعتبرة شرعً، ا بأن تكون جذعة من الضأن، أو ثنية من غيره لقول النبي عليه الصلاة والسلام: “لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن”.
• أن تكون خالية من العيوب المانعة من الإجزاء وهي: العور البين والمرض البين والعرج البين والهزال المزيل للمخ، ويلحق بها ما كان مثلها أو أشد، مثل:ـ العمياء التي لا تبصر بعينيها، المبشومة حتى تثلط ويزول عنها الخطر، والمتولدة إذا تعسرت ولادتها حتى يزول عنها الخطر، والمصابة بما يميتها من خنق وسقوط من علو ونحوه حتى يزول عنها الخطر، الزمنى وهي العاجزة عن المشي لعاهة، ومقطوعة إحدى اليدين أو الرجلين.
• أن تكون ملكًا للمضحي، أو مأذونًا له فيها من قبل الشرع، أو من قبل المالك، فلا تصح التضحية بما لا يملكه كالمغصوب والمسروق والمأخوذ بدعوى باطلة ونحوه؛ لأنه لا يصح التقرب إلى الله بمعصيته، وتصح تضحية وليّ اليتيم له من ماله إذا جرت به العادة وكان ينكسر قلبه بعدم الأضحية.
• أن لا يتعلق بها حق للغير فلا تصح التضحية بالمرهون.
• أن يضحي بها في الوقت المحدود شرعًا وهو من بعد صلاة العيد يوم النحر إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة.

أيام نحر الأضحية

إنَّ وقت ذبح الأضحية بحسب الراجح من أقوال أهل العلم يبدأ من بعد صلاة العيد يوم النحر إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق؛ أي إلى اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، وذلك لحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “كل أيام التشريق ذبح”، فتكون أيام الذبح أربعة: يوم العيد بعد الصلاة، وثلاثة أيام بعده وهي أيام التشريق، فمن ذبح قبل الصلاة، أو بعد غروب الشمس يوم الثالث عشر لم تصح أضحيته، وقد قال الإمام النووي في المجموع: “أيام نحر الأضحية يوم النحر وأيام التشريق الثلاثة، هذا مذهبنا وبه قال علي بن أبي طالب وجبير بن مطعم وابن عباس وعطاء والحسن البصري وعمر بن عبد العزيز وسليمان بن موسى الأسدي فقيه أهل الشام ومكحول وداود الظاهري”. وقال مالك وأبو حنيفة وأحمد: “يختص بيوم النحر ويومين بعده، وروي هذا عن عمر بن الخطاب وعلي وابن عمر وأنس رضي الله عنهم”. ^[7]

هل يجوز ذبح الأضحية قبل بلوغها السن المقرر شرعا

لا يجوز للمسلم أن يذبح الأضحية إذا كان دون السن التي أقرها الشرع الإسلامي والتي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعمل عليها الصحابة والتابعون من بعده، ولذلك لا يلتفت إلى الأضحية إذا كانت سمينة بل يحب مراعات السن المحددة كما عرفنا في الفقرات السابقة، وإذا ضحى المسلم بأضحية دون السن المحدد فإنَّ ذلك لا يجزئ ولا تعتبر أضحية بل هي صدقة عادية وليست أضحية حسب ما أشار الفقهاء، فإذا كانت الأضحية قد بلغت السن المطلوب وحتى لو لم تكن سمينة جاز أن تكون أضحية على أن تخلو من العيوب، وقد ورد في موقع إسلام ويب حول هذ الشأن ما مفاده: “فإذا توفرت السن المعتبرة وخَلَتِ الأضحية من العيوب المذكورة في قوله صلى الله عليه وسلم: أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعرجاء البين ضلعها، والعجفاء التي لا تنقي. رواه أبو داود والنسائي. فإذا خلت الأضحية من العيوب وتوفرت فيها السن المعتبرة، جاز أن يضحى بها، وأما إذا لم تصل إلى السن المعتبرة، فلا تجزئ أضحية ولو كانت سمينة”.^[8]

مقالات قد تهمك

ومن خلال هذا المقال نكون قد بيّنت لكم كم عمر الأضحية من الغنم وشروطها، وهو من ستة أشهر إلى سنتين، وهذه هي السن المعتبرة شرعًا بالنسبة للأضحية من الغنم، ويجب أن تكون الأضحية من بهيمة الأنعام؛ أي الإبل والبر والغنم، وبذلك تعرفنا على أقوال العلماء في سن الأضحية من الغنم وغيرها، وعرفنا الحد الأدنى لسن الأضاحي من مختلف البهائم التي يشرع التضحية بها وغير ذلك من المعلومات والتفاصيل.