كيفية التخلص من وسواس الموت

كيفية التخلص من وسواس الموت، اضطراب الوسواس القهري هو أحد الاضطرابات المرتبطة بالقلق، ويسبب أفكارًا ومخاوفًا غير عقلانية لدى المصابين، مما يدفعهم إلى تبني سلوكيات قهرية معينة “أي يجبرون على القيام بها”، وعلى الرغم من محاولاتهم للتغيير أو تجاهل هذا التفكير، فهذه المحاولات تزيد من حدة القلق وتختلف أنواع المخاوف والأفكار بالنسبة للمصابين، فمثلاً هناك من يصاب بالخوف من الإصابة بالجراثيم، مما يدفعهم إلى غسل أيديهم باستمرار، مما يتسبب أحيانًا في حدوث جروح وندبات على الجلد، وهناك من يخاف من موته أو موت من يحب، وهذا ما سيتمّ التعرف عليه في هذا المقال.

الوسواس

يعتبر الوسواس من أكثر الأمور المزعجة في حياة الإنسان، مما يجعله عبئًا ثقيلًا على صاحبه والوساوس قادر على تحويل حياة الشخص المستقرة إلى جحيم لا يطاق، لأنها ليست كوابيس أو نوبات عابرة؛ بل هي ظواهر ذات أصل مرضي تصيب الإنسان وتسبب اضطرابات نفسية وعصبية، ومعظمها أمراض مزمنة أي يمكن أن ترافق المريض لفترات طويلة من الأشهر أو حتى سنوات، والذي يتابع أخبار الوقائع والجرائم في الصحف ونشرات الأخبار عدد الأشخاص الذين يعانون من الوسواس، حيث دفعتهم هواجسهم ووساوسهم إلى اللجوء إلى العنف، وارتكاب الجرائم ضد الآخرين، أو الانتحار.^[1]

وبالتالي فإن الأضرار التي سببتها تتجاوز الهواجس المتضررين فقط، لتتسبب في مشاكل أسرية أو اجتماعية أكبر وأكثر خطورة، على مستوى الأسرة أو المجتمع يظل اضطراب الوسواس القهري مرضًا عقليًا غير عضوي أي أن مرض الوسواس القهري بحد ذاته لا يشكل خطورة على حياة الإنسان، لذا فإن علاج اضطراب الوسواس القهري ممكن يتطلب الصبر والإرادة من جانب الوسواس، ويتطلب حكمة من أخصائي العلاج، وكذلك مساعدة الأسرة والأصدقاء وزملاء العمل، من خلال دعمهم للشخص المصاب وفهمهم لحالته وكيفية علاجها.^[1]

شاهد أيضًا: كيفية التخلص من الاكتئاب والوسواس

كيفية التخلص من وسواس الموت

سيتمّ فيما يأتي بيان كيفية التخلص من وسواس الموت:^[2]

التسلح بالإرادة القوية والتصميم والمثابرة

يجب على الإنسان أن يؤمن منذ البداية أن الموقف الذي يجد نفسه فيه ليس أكثر من اختبار من رب العالمين، لذلك بصبره على الاختبار سيكافئه  الله تعالى بأجر كبير، ويجب أن يكون لدى الشخص الذي يعاني من الهوس أيضًا ثقة كاملة في أن الله هو الشافي والمعافي وعليه أن يقترب من الله بالعبادات والذكر والحمد، وأداء الصلاة في أوقاتها، والإكثار من الصلاة النافلة، وقراءة القرآن، والنوم على الجنب الأيمن، وزيادة الزكاة والعمل الصالح للمحتاجين.

الاندماج مع العائلة والأصدقاء

يجب أن يجلس الشخص مع أفراد أسرته ويتحدث معهم؛ فالعزلة عن الأهل والأصدقاء تزيد من حدة الوسواس، ويجب على هذا الشخص أيضًا أن يستثمر وقته في أشياء مفيدة تلهيه عن الغرق في بحر الوسواس والأوهام مع الركض والسباحة، وهناك أيضاً الرياضات العقلية، وأفضل مثال عليها لعبة الشطرنج. 

قراءة الكتب

القراءة تنشط الحالة المزاجية للشخص المصاب باضطراب الوسواس القهري، وتشتت ذهنه عن الشرود في عالم الهوس، والقراءة تحسن الحالة النفسية للمصابين وترفع معنوياتهم وتعزز اقتناعهم بإمكانية الشفاء والتعافي، ويفضل عند قراءة الكتب أن تكون مختارة بعناية ودقة، حيث لا تصلح كل الكتب لأداء هذا العلاج الوظيفي يجب أن تكون الكتب المطلوبة لهذا الغرض عبارة عن كتب تكميلية مهوّنة على المصاب بهذا الوسواس، حيث لا تحتوي على أي شيء يزعج مزاج القارئ ويجعله حادًا لتجنب انفعالات المشاعر من شأنها أن تضغط على الحالة الذهنية للإنسان، وتؤدي إلى تفاقم حالة الوسواس لديه، لذلك يجب أن يتجنب الدخول في المواجهات أو الخلافات الحادة أو الخلافات الأسرية التي تجعله متوتراً، ويجب على الشخص أن يحافظ على توازنه العاطفي؛ فالتوازن العاطفي ضروري للخروج من حالة الإحباط والاكتئاب التي تخلفها الإصابة بسواس الخوف من الموت.

وسائل الترفيه والتسلية

كألعاب الكمبيوتر، مشاهدة المسرحيات، حضور المسرح؛ تعمل وسائل الترفيه والتسلية على تحسين الحالة المزاجية للشخص المصاب وتجعله أكثر قدرة على التخلص من مرض اضطراب الوسواس القهري وعواقبه الوخيمة وأعراضه المؤلمة لذلك يجب على الشخص المصاب بالاكتئاب والخوف من الموت.

الخروج من المنزل

أن يغادر منزله ويسافر ويزور الأماكن الطبيعية مثل الحدائق العامة والمزارع والحقول والمروج وشاطئ البحر؛ زيارة الأماكن الطبيعية تحسن المزاج وتحارب الاكتئاب والقلق المزمن اللذين يصيبان الإنسان بالخوف من الموت والتجديد ضروري ومرغوب فيه لشخص لديه هذا النوع من الوسواس وهذا يعني أن الشخص المصاب مطالب بتجديد نفسه وإدخال أنماط جديدة في حياته مثل زيارة أماكن جديدة لم أزرها من قبل، وتكوين صداقات جديدة، واتباع عادات اجتماعية لم أكن أمارسها في الماضي، وممارسة هوايات جديدة لم يمارسها من قبل، وتطبيق أساليب اجتماعية وحياتية جديدة لم يطبقها قبل إن عقلية الشخص ومزاجه يؤدي البقاء على نفس الروتين في جميع جوانب الحياة إلى الملل والتوتر وقلة الثقة بالنفس في الشخص.

تغيير النظام الغذائي

التخلص من عادات الأكل السيئة أمر ضروري لمن يعاني من هذا النوع من الوسواس، فتناول الأطعمة المشبعة بالدهون على سبيل المثال من شأنه أن يزعج المزاج ويسبب التوتر في القولون والأمعاء، مما يرفع معدلات الانزعاج الهضمي وسرعة الانفعال القولون، لذلك يجب ترشيد استهلاك الدهون والدهون المشبعة والكوليسترول، مقابل زيادة تناول الخضار والفواكه وجميع الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف والفيتامينات والأملاح المعدنية نشير إلى ضرورة التخلص من عادة الأكل المتقطع بين الوجبات الرئيسية الثلاث، وتجنب تناول كميات كبيرة من العشاء، وتجنب الأكل قبل النوم مباشرة مثل القهوة والشاي والمشروبات الغازية له تأثير سلبي على الحالة العصبية وتقلب المزاج لدى الشخص المصاب باضطراب الوسواس القهري، ويجب على الشخص المصاب باضطراب الوسواس القهري شرب كمية كافية من الماء والنوم أيضًا لساعات كافية، لأن قلة النوم تسبب الأرق والتعب العصبي.

ما هي أسباب وسواس الخوف من الموت

تبيّن سابقًا أنّ الوسواس من الأمراض التي تُشكّل خطرًا على مستوى الفرد والجماعة، ومن الجدير بالذّكر أنّ لكل سبب مسبب، لذلك سيتم فيما يأتي بيان أسباب وسواس الخوف من الموت:^[3]

• الأمراض النفسية الخطيرة والاكتئاب وغيرها.
• مشاكل اجتماعية مستمرة.
• الإصابة ببعض الأمراض المزمنة أو التي يصعب علاجها.
• أسباب وراثية والتعديلات في العمليات الكيميائية للجسم.
• يأس الإنسان وفقدانه راحته النفسية أو الجسدية.
• يستمر الشخص في التفكير في أمر معين، سواء أكان صوابًا أم خطأ، فيصبح وسواسًا.
• يصاب بعض الناس بالوسواس من خلال العدوى، أي يرون الناس الذين لديهم الوسواس يتعلقون بأمر معين، ويصبحون مهووسين مثلهم، بسبب طبيعة نفسهم المصابة.

ما هي أعراض وسواس الخوف من الموت

الخوف من الموت (بالإنجليزية: Thanatophobia) يعبر عن الخوف من موت الشخص، وقد لا تظهر أعراض هذه الحالة في جميع الأوقات، حيث قد يعاني المريض من أعراض عند التفكير في وفاته، أو وفاة شخص مقرب له، وفيما يأتي الأعراض التي قد تظهر لدى المريض بهذا الوسواس:^[4]

• الحساسية لدرجات الحرارة المرتفعة أو المنخفضة.
• تشعر بألم في المعدة.
• غثيان واضطراب المعدة.
• التعرض لخفقان القلب أو عدم انتظام ضربات القلب.
• عرق شديد في كافة أنحاء الجسم.
• دوخة ودوار وهبوط ضغط.
• مستويات عالية من التوتر.
• نوبات الهلع المتكررة.
• قد تظهر الأعراض العاطفية التالية عندما يتفاقم رهاب الموت؛ وهي التعايش المستمر مع القلق.
• الشعور بالذنب.
• تهيج البشرة بظهور بقع حمراء أو ما تسمى بالحساسية.
• الشعور بالحزن الشديد.
• الشعور بالغضب.
• تجنب التعامل مع العائلة والأصدقاء لفترة طويلة من الزمن.

شاهد أيضًا: دعاء الخوف والقلق والوسواس

نصائح للتغلب على وسواس الخوف من الموت

يمكن اللجوء إلى العلاج النفسي وهو من خلال علاج يسمى العلاج المعرفي السلوكي ويعتمد على مساعدة المريض على فهم وتفسير طريقة تفكيره السلبية، وتحويلها إلى أفكار أخرى إيجابية وواقعية، كما يعتمد على إعادة بناء الشخص المصاب لتعديل الأفكار الناتجة عن الاضطراب، باستخدام أسلوب الجدل والمنطق والمناقشة، حتى يصل المصاب ويقتنع بعدم منطقية معتقداته وتجدر الإشارة إلى أن فترة العلاج تتراوح من 10 إلى 16 جلسة، حسب حالة كل شخص، ويمكن للمتخصصين فقط إجراء هذا النوع من العلاج مع اضطراب الوسواس القهري السيروتونين، أو ما يسمى بهرمون السعادة، هو أحد الهرمونات التي تلعب دورًا مهمًا في تعديل الحالة المزاجية وعلاج القلق، ويمكن أيضًا اللجوء إلى الأدوية المضادّة للاكتئاب والتي تُعطى فقط بوصفة طبية من قِبل الطبيب لمختص.^[5]

كيفية التخلص من وسواس الموت كان عنوان مقالنا، حيث تبيّن أنّ الوسواس من الأمراض النفسية التي تشكّل خطورة كبيرة على حياة الفرد، فيمكن أن يصل الشخص بوسواسه إلى التفكير بالانتحار أو أذى نفسه، لذلك وجب التوجه إلى الطبيب في حال ظهور أعراض الوسواس التي تمّ ذكرها سابقًا، حيث يعطى العلاج السلوكي من قِبل الطبيب، أو يمكن اللجوء إلى بعض الأدوية التي تحدّ من هذا الوسواس.