عناصر المقال
لما كان النبي افضل الناس وهو من الأمور التي يبحث عنها الكثير من المسلمين، فهو رسول الله وخاتم النبيين، أرسله الله رحمةً للعالمين، كما فضّله الله -سبحانه وتعالى- وكرّمه على سائر البشر والأنبياء والمرسلين -عليهم السّلام- جميعًا، وجعل له خصائص قد تفرّد بها -عليه الصّلاة والسّلام- ولم يؤتها الله لغيره من الأنبياء، ومن خلال هذا المقال سوف يتم تسليط الضوء على فضائل وخصائص النبي صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى بيان نبذة عن رسول الله ونسبه ومولده.
النبي صلى الله عليه وسلم
إنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلَّم- هو خاتم الأنبياء والمُرسلين، وهو سيِّد الخلق أجمعين، فقد اصطفاه الله -عزّ وجل- واختاره ليكون رسول الإسلام الدين الخالد والرسالة العظيمة، كما أنّه أطهر النّاس نسبًا وأشرفهم حسبًا، فهو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب، ابن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وهذا ما اتّفق عليه أهل العلم وعلماء الأنساب من المتقدّمين والمتأخّرين، ولكن كلّ ما فوق عدنان مختلف فيه ولا خلاف بينهم أن عدنان من ولد إسماعيل عليه السلام، وإسماعيل هو الذبيح على القول الصحيح عند علماء الصحابة والتابعين ومن بعدهم، أما ولادته -صلى الله عليه وسلّم- فقد كانت في يوم الاثنين في شهر ربيع الأول من عام الفيل، حيثُ إنّ ولادته كانت نورًا أضاء الدُّنيا بضيائه.[1]
شاهد أيضًا: كم عدد ابناء الرسول واسمائهم من الذكور والإناث
لما كان النبي افضل الناس
إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم حظي بالفضل الكبير ونال الدرجة الرفيعة عند الله تعالى، فهو يعدّ أفضل النّاس لأنّه خاتم الأنبياء والمرسلين، وهو النبي الذي اختاره الله -عزّ وجل- لتبليغ رسالة الإسلام، كما بعثه رحمةً للناس ليخرجهم من الظلمات إلى النور، بالإضافة إلى أنه أكثر الأنبياء اتباعًا، وأول من يستفتح باب الجنّة [2]، حيثُ إنّ الله اختص النبي محمد -صلى الله عليه وسلم دون غيره من الرسل بفضائل وخصائص كثيرة تشريفا وتكريما له، فقد قال تعالى: “تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ”[3]، والظاهر أنّ رسول الله -صلى الله علسه وسلم- هو المفضل عند الله من بين الانبياء عليهم الصلاة والسلام، كما ورد في السنة النبوية الشريفة ما يدل على أنّه أفضل الناس فعن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: “أنا سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من ينشق عنه القبر، وأول شافع، وأول مشفع”[4].
تفضيل النبي صلى الله عليه وسلم
إنّ الله -سبحانه وتعالى- فضّل النبي على سائر الأنبياء والمرسلين، فقد ورد عن عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: “فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ : أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ ، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ ، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا ، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً ، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ”[5]، حيثُ أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم مخصوص من عند الله -تعالى- بفضائل عدّة وهي كالآتي:[6]
- أرسله الله -تعالى- رحمةً للناس، فقد قال تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ”[7].
- وصفه الله النّبي بالنّورلأنه قام بهداية الناس وأخرجهم من الظلمات إلى النور، فقد قال تعالى: “قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ”[8].
- إنّ النبيّ محمد هو خليل الرحمن، لقوله صلى الله عليه وسلم: “أَلَا إنِّي أَبْرَأُ إلى كُلِّ خِلٍّ مِن خِلِّهِ، ولو كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا، لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، إنَّ صَاحِبَكُمْ خَلِيلُ اللَّهِ”[9].
- طهّر قلبه -صلى الله عليه وسلم- من الكفر والدَّنَس، وملأه بنور الإسلام، كما غفر له ما تقدّم من ذنبه وما تأخَّر.
- وصف الله النبيّ -عليه الصلاة والسلام- بالشهيد، فهو الذي يشهد على الناس يوم القيامة، فقد قال تعالى: “إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا”[10].
- هو الوحيد الذي أقسَمَ الله بحياته من البشر مطلقاً، فقد قال -تعالى- في كتابه الكريم: “لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ”[11].
- إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- هو الرسول الوحيد الذي أقسم الله له بالرسالة، وجعل البلد الذي هو فيه مبارك شريف، حيث قال -تعالى-: “لَا أُقْسِمُ بِهَٰذَا الْبَلَدِ* وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا البلد”[12].
- جعل الله -تعالى- طاعة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- من طاعته، كما جعلها معياراً لمحبته صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى: “قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يحببكم الله”[13].
- ميّز الله النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- عن باقي الأنبياء والرُّسل، ورفع قدره وشأنه، فقد قال سبحانه وتعالى: “وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ”[14].
شاهد أيضًا: ماهي صفات الرسول الخلقية
فضائل النبي عليه الصلاة والسلام بالآخرة
إنّ اللهُ -سبحانه وتعالى- خَصَّ النبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- بما لم يَخُصَّ به أحدًا مِنَ الأنبياء قبله، فقد ورد في القرآن الكريم والسّنة النبوية الشريفة العديد من الأدلة التي تظهر تفضيل النبي -صلى الله عليه وسلم- في الدنيا والآخرة، وفيما يلي سيتم بيان بعض فضائل النبي الكريم والرسول العظيم في الآخرة، وهي كالآتي:[15]
- إنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- هو أول من تنشق عنه الأرض وأول من يفيق من الصعقة، لما ورد في الحديث الصحيح: “لا تُخَيِّرُونِي علَى مُوسَى، فإنَّ النَّاسَ يَصْعَقُونَ يَومَ القِيَامَةِ، فأصْعَقُ معهُمْ، فأكُونُ أوَّلَ مَن يُفِيقُ”[16].
- إنّ النَّبي -صلى الله عليه وسلم- هو أول شافع للناس وأول مُشَفّع، لما جاء عن أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله- صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “أنا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يَومَ القِيامَةِ، وأَوَّلُ مَن يَنْشَقُّ عنْه القَبْرُ، وأَوَّلُ شافِعٍ وأَوَّلُ مُشَفَّعٍ”[4].
- إنّ النبيّ هو أول من يمشي على الصِّراط المستقيم، وهو صاحب النور يوم القيامة، ويعدّ صاحب المقام المحمود يوم القيامة، لقوله تعالى في كتابه الكريم: “عَسَىٰ أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا”[17].
- إنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم- هو صاحب أعلى درجة في الجنّة، ودليل ذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم: “سَلُوا اللهَ ليَ الوسيلةَ فإنَّها منزلةٌ في الجنةِ لا تنبغي إلا لعبدٍ من عبادِ اللهِ وأرجو أن أكونَ أنا هو”[18].
بهذا نصل لنهاية مقال لما كان النبي افضل الناس، حيث تم عرض الإجابة الصحيحة حول السؤال المطروح، بالإضافة إلى بيان نبذة عن رسول الله ونسبه، فهو أطهر الخلق أجمعين، وهو رسول الرحمة الذي أرسله الله للناس كافة، ومن أهمية الحديث عنه تمّ بيان فضائل النبي -صلى الله عليه وسلم- في الآخرة.
المراجع
- ^ islamweb.net، نسب النبي صلى الله عليه وسلم.، 06/10/2022
- ^ islamweb.net، من فضائل وخصائص نبينا صلى الله عليه وسلم، 06/10/2022
- ^ سورة البقرة ، الآية 253
- ^ صحيح مسلم، مسلم، أبو هريرة، 2278، صحيح.
- ^ صحيح ابن حبان، ابن حبان، أبو هريرة، 2313، أخرجه في صحيحه.
- ^ al-maktaba.org، الفصل الأول فيما جاء من ذلك مجئ المدح والثناء وتعداد المحاسن، 06/10/2022
- ^ سورة الأنبياء ، الآية 107
- ^ سورة المائدة ، الآية 15
- ^ صحيح مسلم، مسلم، عبدالله بن مسعود، 2383، صحيح.
- ^ سورة الأحزاب ، الآية 45
- ^ سورة الحجر ، الآية 72
- ^ سورة البلد، الآية 1-2
- ^ سورة آل عمران، الآية 31
- ^ سورة آل عمران، الآية 81
- ^ al-maktaba.org، فيما اختص به نبينا- صلى الله عليه وسلم- عن الأنبياء في ذاته في الآخرة، 06/10/2022
- ^ صحيح البخاري، البخاري، أبو سعيد الخدري، 6917، صحيح.
- ^ سورة الإسراء ، الآية 79
- ^ جلاء الأفهام ، ابن القيم، عبدالله بن عمرو ، 210، صحيح.
التعليقات