ما حكم قول الله يخليك عند الترجي أو عند الدعاء

ما حكم قول الله يخليك عند الترجي أو عند الدعاء، حيث إنّ الإنسان يرغب دائمًا أن يُسمع الآخرين دعاءً يحبونه ويألفونه، لهذا فإنّه يُمكن للمسلم أن يستعمل قول الله يخليك للآخرين ولكن هل يجوز هذا القول؟ هو ما سيتوقف الحديث عنه في هذا المقال كما سيُضاء على مجموعة من الآراء الخاصة بعلماء أهل السنة والجماعة من أمثال الشيخ ابن عثيمين وابن باز وغيرهم.

معنى الله يخليك

إنّ معنى الله يخليك كما درجت على ألسنة العامة أي المُراد بها طولة العمر وأن يُبقيه الله ويحفظه ويحرسه فلا يمسه مكروه ولا يقترب منه أذى، وربما كان لعبارة “الله يخليك” معنى آخر كما ذكره بعض العوام أي أن يتركك الله منفردًا وحيدًا وهذا أيضًا كناية أن يجعله الله أطول عمرًا من كافة الأشخاص الآخرين الذين يعرفهم.

شاهد أيضًا: ما هو حكم قول في أمان الله عند الخروج من المنزل

حكم قول الله يخليك

إنّ حكم قول الله يخليك مكروه في الإسلام وذلك لأنّ الله سبحانه وتعالى قد قضى بالعمر قبلًا والعبد الصالح لا يرغب بطول البقاء في الدنيا والتعرض لفتنها وآثامها ولكنه يرغب بجوار ربه أكثر من طول البقاء:^[1]

وقد روي عن أم حبيبة -رضي الله عنها- أنّها قالت: “قالَتْ أُمُّ حَبِيبَةَ: اللَّهُمَّ مَتِّعْنِي بزَوْجِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، وَبِأَبِي أَبِي سُفْيَانَ، وَبِأَخِي مُعَاوِيَةَ، فَقالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: إنَّكِ سَأَلْتِ اللَّهَ لِآجَالٍ مَضْرُوبَةٍ، وَآثَارٍ مَوْطُوءَةٍ، وَأَرْزَاقٍ مَقْسُومَةٍ، لا يُعَجِّلُ شيئًا منها قَبْلَ حِلِّهِ، وَلَا يُؤَخِّرُ منها شيئًا بَعْدَ حِلِّهِ، ولو سَأَلْتِ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ مِن عَذَابٍ في النَّارِ وَعَذَابٍ في القَبْرِ، لَكانَ خَيْرًا لَكِ. قالَ: فَقالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللهِ، القِرَدَةُ وَالْخَنَازِيرُ هي ممَّا مُسِخَ؟ فَقالَ النَّبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يُهْلِكْ قَوْمًا -أَوْ يُعَذِّبْ قَوْمًا- فَيَجْعَلَ لهمْ نَسْلًا، وإنَّ القِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ كَانُوا قَبْلَ ذلكَ”.^[2]

ما حكم قول الله يخليك ابن باز

لم يذكر الشيخ ابن باز -رحمه الله- حكم القول بعبارة “الله يخليك” ولكنّه قال أنّ الدعاء بطولة العمر أمرٌ لا بأس فيه ومع أنّ ذلك مُقدر من عند الله تبارك وتعالى إلا أنّه لا مانع للمسلم أن يأخذ بالأسباب، ويُمكن للداعي أن يُقيد الدعاء حتى يكون خيرًا للمدعو بأن يقول له مثلًا أسأل الله أن يطيل في عمرك ويجعل هذا العمر في طاعة الله، أو أسأل الله أن يُطيل بقاءك ويكتب الخير في حياتك كلها.^[3]

شاهد أيضاً: حكم قول والنبي وما هي كفارة الحلف بالنبي

هل يجوز قول الله يخليك ابن عثيمين

لم يرد عن الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- أنّه نهى الناس عن قول الله يخليك وذلك لأنّ قاعدة الشيخ هي أنّ الكلام العامي الذي لا يُخالف الشريعة وله وجه صحيح وإن كان له وجهٌ آخر غير صحيح ولكن ليس هو المُراد وليس هو المطلوب فإنّه لا بأس فيه ولا يُمن الناس عنه، ولذلك فإنّ القاعدة الأقرب إلى ذلك أنّ الشيخ ابن عثيمين لم يتعرض لهذه العبارة لا بمنع ولا بموافقة أي لم يُسأل عنها، والله أعلم.^[4]

حكم قول الله يخليك إسلام ويب

ذكر موقع إسلام ويب كراهية القول بهذه الكلمة وعللوا ذلك بقولهم:^[1]

“فكلمة: الله يخليك ـ مشهورة على ألسنة الناس، ويراد بها أدام الله بقاءك، والمقصود بها الدعاء بطول العمر، وقد نقل شيخ الإسلام ابن تيمية كراهة الدعاء بذلك، فقال رحمه الله: أما الدعاء بطول العمر: فقد كرهه الأئمة، وكان أحمد إذا دعا له أحد بطول العمر يكره ذلك ويقول: هذا أمر قد فرغ منه، وحديث أم حبيبة ـ رضي الله عنها ـ لما طلبت إمتاعها بزوجها وأبيها وأخيها، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم: سألت الله لآجال مضروبة وآثار مبلوغة، وأرزاق مقسومة، ففيه أن العمر لا يطول بهذا السبب الذي هو الدعاء فقط. المستدرك على مجموع الفتاوى. وقد نقل ابن مفلح الحنبلي ـ رحمه الله ـ في الآداب الشرعية خلاف أهل العلم في هذه المسألة”.

شاهد أيضاً: حكم قول اللهم بلغنا رمضان لا فاقدين ولا مفقودين

حكم قول الله يخليك الفوزان

إنّ الأصل في الشريعة في تحريم القول وتحليله أن يُنظر إلى معنى اللفظة ومعنى الكلمة والعبارة، وعبارة الله يخليك هي ليست عبارة سيئة بل هي نظيرة لقول “الله يحفظك” وعلى ذلك فلا بأس من قولها على رأي الشيخ محمد المنجد، إلا أنّ الشيخ ابن باز رحمه الله لم يتعرض لتلك العبارة ولم يتكلم عنها بشيء ولم يقل أنّها لا تُقال أو نحوًا من ذلك، والله أعلم.^[5]

ما الفرق بين الله يخليك والله يحفظك؟