عناصر المقال
ما هو حكم تكبيرة الاحرام في الصلاة وما حكم من نسيها، وهو ما سيتم بيانه في هذا المقال، حيثُ تُعدّ الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام الخمسة، وهي عمود الدين، وصلة بين العبد وربه، وقد فرضها الله -تعالى- على المسلمين لإقامتها خمس مرات في اليوم والليلة، ولأداء الصلاة واجبات وأركان وسنن، وتعتبر تكبيرة الإحرام فرضًا من فروض الصلاة، كما لا تصح الصلاة بدونها، ومن خلال هذا المقال سوف سيتم بيان مفهوم تكبيرة الإحرام وما حكمها في الصلاة، وبعض من الأحكام الشرعية ذات العلاقة بتكبيرة الإحرام.
ما هي تكبيرة الاحرام
إنّ تكبيرة الإحرام هي جزءًا من الصلاة التي عدَّها الإسلام ركنًا من أركان الإسلام الخمسة، وهي قول المصلِّي: الله أكبر، فهو بذلك يعلن دخوله في الصلاة، وسميت بهذا الاسم؛ لأنَّه يحرم على المصلِّي كلَّ ما كان مباحًا له قبل الصلاة من مفسداتها، كالأكل والشرب والكلام وغير ذلك، وقد أطلق عليها الحنفية اسم تكبيرة الافتتاح، أو التحريمة، وقد جاء الحكمة من بدء الصلاة بالتكبيرة لتذكير المصلّي بعظمة الله -عزَّ وجلَّ- والذي يقف المسلم بين يديه في الصلاة، مما يؤدي إلى الخشوع التام لله الواحد الأحد، وبالتالي عدم العبث عند أداء تلك العبادة العظيمة، ويجدر بالذّكر أنّ تكبيرة الإحرام ركن من أركان الصلاة، فلا يجوز للمصلِّي تركها، وإن تركها فقد بطلت صلاته وعليه الإعادة، ومن السنة عند تكبيرة الإحرام أن يرفع المسلم يداه، أو أن يكبر ثم يرفع يديه، أو أن يرفع يديه ثم يكبّر.[1]
حكم تكبيرة الاحرام في الصلاة
إنّ تكبيرة الإحرام هي ركن من أركان الصلاة، ولا تصح الصلاة إلا بها بإجماع أهل العلم، ودليل ذلك ما رواه البخاري في صحيحه حديث المسيء صلاته أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال له: ” ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ، ثم قال له: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْدِلَ قَائِمًا ، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا وَافْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاتِكَ كُلِّهَا”[2]، فمن ترك تكبيرة الإحرام عمدًا أو سهوا فإن صلاته لا تنعقد، لقول النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الشريف:” إنه لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى يتوضأ ، فيضع الوضوء مواضعه ، ثم يقول: الله أكبر”[3]، وتكبيرة الإحرام هي أول ما يبدأ به العبد صلاته، وتقال في حال القيام، بحيث يستقبل المسلم القبلة ثم يكبّر، ويستحب له أن يرفع يديه عند التكبير، ويجعل يديه حذو منكبيه، وذلك سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم.[4]
شاهد أيضًا: لماذا سميت تكبيرة الاحرام بهذا الاسم
ما حكم من نسي تكبيرة الاحرام في الصلاة
إنّ تكبيرة الإحرام ركن من أركان الصلاة بإجماع المسلمين، فمن نسي تكبيرة الإحرام فإن صلاته لا تنعقد؛ أي أنَّه لا يدخل في أحكام الصلاة، لقول النّبي -صلّى الله عليه وسلّم- في الحديث الشريف: “مفتاحُ الصلاةِ الوضوءُ، وتحريمُها التكبيرُ، وتحليلُها التسليمُ”[5]، أما من تركها ودخل في صلاته، وهو جاهل بوجوبها، فإنه كان في وقت الصلاة التي صلاها دون تكبيرة الإحرام يعيدها، وإن كان خرج وقت الصلاة عليه أن يحتاط لنفسه ويعيدها، فقد قال النووي -رحمه الله- في المجموع: “تكبيرة الإحرام لا تصح الصلاة إلا بها فلو تركها الإمام أو المأموم سهواً أو عمداً لم تنعقد صلاته، ولا تجزئ عنها تكبيرة الركوع ولا غيرها. هذا مذهبنا وبه قال أبو حنيفة ومالك وأحمد وداود والجمهور”، ولكن إذا شك المصلي هل كبر تكبيرة الإحرام أم لا وهو في الصلاة فعليه أن يكبّر مباشرة، ويعمل بما أدرك بعد التكبيرة، أما إذا كان الشك قد حدث بعد الانتهاء من الصلاة فإنه لا يلتفت إليه، والله أعلم.[6]
حكم رفع اليدين في تكبيرة الإحرام
إنّ رفع اليدين في تكبيرة الإحرام سنة مستحبة بإجماع أهل العلم، فقد فعلها المصطفى -صلى الله عليه وسلم- وفعله خلفاؤه الراشدون رضوان الله عليهم، فقد نقل عن الإمام النووي -رحمه الله- في ذلك قوله: “الإجماع على استحبابها، وأنها ليست بواجب، ولا تبطل الصلاة بتركها، ولكن تكبيرة الإحرام فوّت خيرًا عظيمًا بتركه سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم”، وقد روى البخاري عن أبي حميد الساعدي -رضي الله عنه- قال: “سمعته وهو في عشرة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحدهم أبو قتادة بن ربعي يقول: أنا أعلمكم بصلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: ما كنت أقدمنا له صحبة ولا أكثرنا له إتياناً، قال: بلى، قالوا: فاعرض، فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة اعتدل قائماً ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، فإذا أراد أن يركع رفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه ثم قال: الله أكبر وركع….”[7]، فمن الواجب على المسلم أن يقتدي بالنبي -صلى الله عليه وسلم- ويعمل بسنته ولا يترك أي صفة وردت عنه.[8]
صفة رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام
تعددت آراء أهل العلم في كيفية رفع اليدين عند الإتيان بتكبيرة الإحرام، وقد جاء اختلافهم على قولين، وهما على النحو الآتي:[9]
- القول الأول: رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام حذو الأذنين، وهو قول الحنفية، وقد استدلَّوا على ذلك بالحديث الذي رواه مالك بن الحويرث -رضي الله عنه- حيث قال: “أنَّهُ رأى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ رفعَ يدَيهِ في صلاتِهِ ، وإذا رَكَعَ وإذا رفعَ رأسَهُ منَ الرُّكوعِ وإذا سجدَ ، وإذا رفعَ رأسَهُ منَ السُّجودِ حتَّى يحاذِيَ بِهِما فروعَ أذُنَيْهِ”[10].
- القول الثاني: رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام حذو المنكبين، وهو قول الشافعية والحنابلة، وقد استدلّوا بالحديث الذي رواه عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- حيث قال: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ إذَا افْتَتَحَ الصَّلَاةَ، وإذَا كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ، وإذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، رَفَعَهُما كَذلكَ أَيْضًا، وقالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَن حَمِدَهُ، رَبَّنَا ولَكَ الحَمْدُ، وكانَ لا يَفْعَلُ ذلكَ في السُّجُودِ”[11].
شروط تكبيرة الإحرام
بيّن الشرع الحنيف بأن هناك مجموعة من الشروط لتكبيرة الإحرام، حيثُ ينبغي على المصلِّي الإتيان بها وتطبيقها حتى تكون الصلاة صحيحة، وفيما يأتي سيتم ذكر هذه الشروط بالتفصيل:[1][]
- أن يأتي بها المصلي بعد أن يقوم وينتصب للصلاة، وبعد استقبال القبلة.
- أن يكبّر المصلي باللغة العربية إن استطاع على ذلك.
- أن يكبر المصلي بلفظ الجلالة، أي أن يقول: “الله أكبر”.
- أن يقدم المصلّي لفظ الجلالة ” الله” على كلمة ” أكبر”.
- أن تمدّ همزة لفظ الجلالة فقط، ولا يمدّ حرف الباء في كلمة أكبر.
- ألا يزيد المصلِّي حرف الواو قبل لفظ الجلالة، بحيث لا يجوز أن يقول “والله أكبر”.
- ألا يزيد المصّلي واو ساكنة أو متحركة بين الكلمتين، بحيث لا يجوز له أن يقول “الله وأكبر”.
- أن لا يقف المصلِّي وقفة طويلة بين الكلمتين، وأن يأتي بها بعد دخول وقت صلاة الفريضة، أو السنن الرواتب.
- أن يأتي بها المأموم بعد أن يأتي بها الإمام في صلاة الجماعة.
وبهذا نكون قد وصلنا إلى نهاية هذا المقال الذي بيّنا فيه ما هو حكم تكبيرة الاحرام في الصلاة وما حكم من نسيها، فقد بيّنا من خلاله بعض من المعلومات حول تكبيرة الإحرام، ثم بيّنا حكم تكبيرة الإحرام، كما أدرجنا حكم من نسي تكبيرة الإحرام في الصلاة، وبيّنا حكم رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام، وصفة رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام، وختمنا مقالنا ببيان شروط تكبيرة الإحرام، نرجو أن نكون قد وفقنا في كتابة هذا المقال، وأن نكون حملنا لكم الفائدة التي تبحثون عنها.
المراجع
- ^ alukah.net، الركن الثالث من أركان الصلاة .. تكبيرة الإحرام، 30/03/2023
- ^ صحيح البخاري، أبو هريرة ، البخاري، 757، صحيح.
- ^ صفة الصلاة ، رفاعة بن رافع، الألباني ، 86، صحيح.
- ^ islamweb.net، مسائل حول تكبيرة الإحرام، 30/03/2023
- ^ تحفة المحتاج ، علي بن أبي طالب ، ابن الملقن، 1/153، صحيح أو حسن.
- ^ islamqa.info، من ترك تكبيرة الإحرام لم تنعقد صلاته، 30/03/2023
- ^ صحيح أبي داود ، أبو حميد الساعدي، الألباني، 963، صحيح.
- ^ islamweb.net، رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام سنة مستحبة، 30/03/2023
- ^ islamqa.info، صفة رفع اليدين في الصلاة ، وماذا على المصلي لو أخطأ فيها ؟، 30/03/2023
- ^ صحيح النسائي، مالك بن الحويرث، الألباني، 1084، صحيح
- ^ صحيح البخاري، عبدالله بن عمر، البخاري، 735، صحيح
التعليقات