معنى الفلق في سورة الفلق .. تفسير سورة الفلق

معنى الفلق في سورة الفلق، تلك السورة القرآنية الواردة في الجزء الثلاثين من أجزاء القرآن الكريم، وقد جعلت هذه السورة من السور القصار وهي من المعوذات التي حثّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على قراءة هذه السورة وفهم معانيها والتوقف مع دقائقها، لذلك فإنّ هذا المقال سيأتي على تفصيل معنى لفظة الفلق وغيرها من الألفاظ الصعبة إضافة للوقوف مع تفسير سورة الفلق للاطفال.

معنى الفلق في سورة الفلق

إنّ معنى الفلق أي الصبح لمّا ينفلق من الظلمة الشديدة، وقل أعوذ برب الفلق أي إنّي أستعيذ برب هذا الصبح الذي انفلق، وقال آخرون الفلق هي الأنهار لأنّها هي التي تنفلق من الأرض، ولفظة الفلق تأتي بمعنى الشّق ويُقال فلق الشيء إذا أبان بعضه عن بعضه وقيل الفلق هي اللفظة التي علمها الله تبارك وتعالى لنبيه موسى -عليه السلام- فلق بها البحر، وقيل الفلق بمعنى الأمر العجيب فالله أعلم بالمعنى المراد.^[1]

شاهد أيضًا: تفسير سورة الفاتحة للاطفال

تفسير سورة الفلق

لا يُمكن للمرء من الوصول إلى قلب القرآن من دون فهم معانيه والوقوف مع دقائق لفظه وإعجازه وسورة الفلق هي من السور القصار التي يرغب النّاس بتعلمها أولًا، خاصّة أنّها من المعوذات التي رغب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بفهمها وحفظها وتعلمها، وما يأتي تفصيل كل ذلك:

الآية الأولى والثانية

قال تعالى في سورة الفلق: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ}.^[2]

تبدأ السورة الكريمة بمخاطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن اعتصم يا محمد واستجر برب الفلق، وقال العلماء في معنى الفلق أي الصبح وقيل هو اسم لسجن في جهنم، من شر كل المخلوقات سواء كانت من الجن أو من الإنس أو من الحيوانات فيستعيذ بربها كلها من شرها وشر كل المخلوقات الأخرى.^[3]

شاهد أيضًا: تفسير سورة الفجر للاطفال

الآية الثالثة

قال تعالى: {وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ}.^[4]

أي من شر ما يظهر أو ما يكون في الليالي شديدة الظلمة إن هي تغلغلت ودخلت، حيث تنتشر في تلك الليالي الكثير من الشرور والدواب التي اعتادت الأذية والبهائم والحيوانات، فيستعيذ المسلم برب الفلق من كل هذه الأمور ومن كافة ما يجري من الأحداث في تلك الليالي.^[3]

شاهد أيضًا: تفسير سورة الشمس للأطفال

الآية الرابعة والخامسة

قال تعالى: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}.^[5]

إنّ معنى النفاثات في العقد أي الساحرات اللواتي يعقدن ويستعن في سحرهن بالنفث على العقد، وهذا ما يفعله السحرة عند السحر والعياذ بالله، فيستعيذ المسلم أيضًا من الساحرات اللواتي يفعلن ذلك، واعتصم من أذى ومن شر كل إنسان قد أضمر الحسد في قلبه، وعلامة الحاسد هو الذي يتمنى زوال النعمة من على الآخرين، ويُشارك في زوال النعمة عن أولئك الناس ويسعى لفعل ذلك بكل الأسباب التي بين يديه، وبذلك فإنّ السورة تكون قد تضمنت أسباب الاستعاذة من كل الأسباب السيئة والأمور الشريرة، وفي السورة دلالة على وجود السحر حقيقة ووجوب التحصن والاستعاذة منه.^[3]

سبب تسمية سورة الفلق بهذا الاسم

إنّ سبب تسمية سورة الفلق بهذا الاسم هو أنّ السورة افتُتحت بلفظة الفلق، وقد حثّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على قراءتها وهي من المعوذات التي تقي من السحر والضر والأذى بإذن الله، وقد ورد في ذلك:

“وقد روي عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه- أنّه قال: “لَقِيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فابتَدأْتُه فأخَذْتُ بيَدِه، قال: فقلْتُ: يا رسولَ اللهِ، ما نَجاةُ المؤْمِنِ؟ قال: يا عُقْبةُ، احرُسْ لِسانَك، ولْيَسَعْكَ بَيتُك، وابْكِ على خَطيئتِكَ. قال: ثمَّ لَقيَني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فابتَدأَني فأخَذَ بيَدي، فقال: يا عُقْبةُ بنَ عامِرٍ، ألَا أُعَلِّمُك خَيرَ ثلاثِ سوَرٍ أُنزِلَتْ في التَّوراةِ والإنجيلِ والزَّبورِ والفُرقانِ العظيمِ؟^[6]

قال: قلْتُ: بلى، جَعَلَني اللهُ فِداكَ. قال: فأَقرأَني: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ}، و: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، و: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}. ثمَّ قال: يا عُقْبةُ، لا تَنْساهُنَّ، ولا تَبِتْ لَيلةً حتى تَقرأَهُنَّ. قال: فما نَسِيتُهُنَّ قَطُّ مُنذُ قال: لا تَنساهُنَّ، وما بِتُّ لَيلةً قَطُّ حتى أَقرأَهُنَّ. قال عُقْبةُ: ثمَّ لَقيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فابتَدأْتُه فأخَذْتُ بيَدِه، فقلْتُ: يا رسولَ اللهِ، أَخبِرْني بفَواضِلِ الأعمالِ. فقال: يا عُقْبةُ، صِلْ مَن قَطَعَك، وأَعْطِ مَن حَرَمَك، وأَعرِضْ عمَّن ظَلَمَك”.^[6]

شاهد أيضًا: تفسير سورة الكافرون للاطفال

إلى هنا نكون قد انتهينا إلى آخر مقال معنى الفلق في سورة الفلق وذكرنا مجموعة المعاني التي تتضمنها هذه السورة الكريمة، وذكرنا فضل هذه السورة على غيرها من السور حيث إنّها من المعوذات التي يُستعاذ بها في الشريعة الإسلامية، وأضأنا على بعض الأمور الأخرى.