من صور التكاتف والعطاء في رمضان

من صور التكاتف والعطاء في رمضان
من صور التكاتف والعطاء في رمضان

من صور التكاتف والعطاء في رمضان وهو ما سيتم بيانه في هذا المقال،  حيثُ يُعتبر شهر رمضان من أكثر الأشهر التي يتقرّب فيها العبد إلى ربّه، وذلك من خلال القيام بالكثير من العبادات والطّاعات في الشّهر الفضيل، فهو شهر الصّيام والقيام، شهر الرّحمة والمغفرة، وقد خصّ الله -سبحانه وتعالى- شهر رمضان بأنّ فيه ليلة القدر وهي ليلةٌ خيرٌ من ألف شهر، ومن هذا المنطلق ومن خلال سطورنا التالية سوف يتم الحديث عن صور التكاتف والعطاء في رمضان، وأبرز الأعمال المستحبة في هاذ الشهر.

شهر رمضان

يعتبر شهر رمضان هو أحد الأشهر الهجريّة، وهو شهر الصيام الذي هو ركنٌ من أركان الإسلام، وقد أنزل الله -تعالى- فيه كتابه الحكيم، ليطهر به القلوب، فهو شهر الرَّحمة والمغفرة، وهو شهر العتق من النار، فقد خصّه الله -تعالى- بالصِّيام والقيام والطاعات، وقد ذُكر شهر رمضان المبارك في -قوله تعالى- في سورة البقرة: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَىٰ وَالْفُرْقَانِ ۚ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ ۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۗ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ}[1]، كما فضّله الله -تعالى- على باقي أشهر السنة، ويعتبر صيامه فَرضًا على كلّ مسلم، حيث يعد شهرًا يتقرب فيه العبد إلى الله، فهو الشهر الذي تفتح فيه أبواب الجنة وتضاعف فيه الحسنات من خلال قيام المسلم بالأعمال الصالحة.[2]

من صور التكاتف والعطاء في رمضان

يعتبر شهر رمضان أكثر أشهر السنة بركةً على الإطلاق، ويعتبر صيامه فريضةً على كل مسلم ومسلمة، فهو أحد أركان الإسلام، وهو شهر تبتهج له القلوب وتتصافى به النّفوس، ويسعى العديد من المسلمين إلى اغتنامه بالإكثار من أعمال الخير، والقُربات، والطاعات، ليكون الأجر كاملًا في الشهر الفضيل، ومن صور التكاتف والعطاء مع المسلمي في شهر رمضان المبارك، ما يأتي:[3]

  • سقاية الماء.
  • صلة الرحم.
  • الإكثار من الصدقات.
  • مساعدة الأهل والأقارب.
  • إطعام المساكين والمحتاجين.
  • الإكثار من الأعمال التطوعية.

شاهد أيضًا: لماذا نصوم رمضان ، مراحل فرض الصيام على المسلمين

ما هي الاعمال المستحبة في رمضان

هُناك الكثير من الأعمال والسنن التي يستحب للمسلم الصائم القيام بها في شهر رمضان، لوجود الكثير من الفضائل في الشّهر الكريم، فهو أيّامٌ معدودات وستمضي تاركةً صالح الأعمال والأفعال، ويجدر بالذّكر أنّ هذه الأعمال يؤجر عليها المسلم في فعلها ولا يأثم بتركها، ومن تلك الأعمال ما يأتي:[4]

  • تأخير السحور: فهو من السنن التي نقلها كثير من الصحابة -رضوان الله عليهم- عن النبي صلى الله عليه وسلم، وفيه البركة والتّقوي على العبادة وزيادة النّشاط، ويسنّ للصائم تأخير السحور حتّى آخر وقته قبل طلوع الفجر.
  • تعجيل الإفطار عند المغرب: يُسنّ للمسلمين التعجيل بالإفطار عند المغرب في رمضان، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الصحيح: “لا تزالُ أمَّتي بخيرٍ ما أخَّروا السَّحورَ وعجَّلوا الفِطرَ”[5]، ويتحقق الإفطار بمجرد غروب الشمس.
  • الإفطار على التّمر: من المستحب للصائم أن يفطر في رمضان على الرطب أو التمر، وإن لم يجد يفطر على الماء، فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في الحديث :”إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر إنه بركة، فإن لم يجد فعلى الماء فإنه طهور”[6].
  • الإكثار من الدعاء: يستحب للصائم أن يدعو الله -تعالى- عند فطره بما دعا النبي -صلى الله عليه وسلم- فعن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنّه قال: “كان النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلم إذا أفطر قال ذهب الظمأُ وابتلتِ العروقُ وثبت الأجرُ إنْ شاء اللهُ”[7]، بل يستحب للصائم أن يكثر من الدعاء فله دعوةٌ لا ترد والله أعلم.
  • الإكثار من تلاوة القرآن: إن القرآن الكريم هو كلام الله ووحيه المنزل على رسوله صلى الله عليه وسلم، وهو مصدر التشريع الأول للإسلام، والذي يتعبد الناس بتلاوته، ومن المستحب للمسلم أن يكثر من تلاوة القرآن الكريم في كل وقتٍ وحين ويزيد استحباب ذلك في شهر رمضان المبارك، فعلى المسلم أن يتلو القرآن ويستمع إليه ويحفظه.
  • إفطار الصائمين والفقراء والمساكين: يُستحب للمسلم في شهر رمضان أن يفطر الصائمون، فقد بشّر النبي -صلى الله عليه وسلم- من يفطر الصائمين في رمضان أنّ له مثل أجر الصائم نفسه لا ينقصه، وينبغي للمسلم أن يكون حريصًا في رمضان على الإحسان للفقراء والمساكين فيفطرهم ويطعمهم، ويساعدهم بقدر ما يستطيع لنيل الأجر العظيم من الله.
  • الإكثار من الصدقة: تُعتبر الصدقة من أكثر الأعمال التي تقرّب العبد من ربّه، وللصدقة في شهر رمضان أجرٌ عظيم وفضلٌ كبير، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر الصدقة في رمضان المبارك، ويكون أجود ما يكون في رمضان، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنه قال: “كانَ رسولُ اللَّهِ أجودَ النَّاسِ وَكانَ أجودَ ما يَكونُ في رمضانَ حينَ يلقاهُ جبريلُ وَكانَ جبريلُ يلقاهُ في كلِّ ليلةٍ من شَهرِ رمضانَ فيدارسُهُ القرآنَ قالَ كانَ رسولُ اللَّهِ حينَ يلقاهُ جبريلُ عليْهِ السَّلامُ أجودَ بالخيرِ منَ الرِّيحِ المرسلَةِ”[8].
  • الاعتكاف في المساجد: يستحب للمسلم في هذا الشهر الفضيل أن يلازم المساجد لأجل التفرغ للعبادة، ففي الاعتكاف أسرارٌ عظيمة، فهو خلوة تسمو بها النفوس وترتقي الأرواح، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكثر من الاعتكاف في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك.

شاهد أيضًا: آيات واحاديث عن شهر رمضان ، اكثر من 20 اية وحديث عن شهر رمضان

فضل شهر رمضان

لقد ميّز الله -سبحانه وتعالى- عباده المسلمون بشهرٍ يختلف عن بقيّة أشهر السّنة، حيثُ إنَّ شهر رمضان هو أحد الأركان التي بُني عليها الإسلام، وقد فرض الله -سبحانه وتعالى- فيه الصّيام على عباده المسلمين، وجعل في هذا الشهر المبارك العديد من الفضائل والخصال التي يتقرّب بها العبد من ربّه، وفيما يأتي سوف يتم بيان فضائل شهر رمضان، وهي كالآتي:[9]

  • نزول القرآن الكريم: وهو أكثر ما يميّز هذا الشّهر الفضيل هو أنّ الله -عزّ وجل- اختاره لنزول القرآن على سيّدنا محمّد -صلى الله عليه وسلّم- والدّليل على ذلك قوله تعالى: {شهرُ رمضان الّذي أُنزل فيه القرآن هُدىً للنّاس وبيّناتٍ من الهُدى والفرقان}[10].
  • الصّيام في رمضان: حيثُ إنّ صوم رمضان هو الرّكن الرّابع من أركان التي بُني عليها الإسلام، وقد فرضه الله -تعالى- على عباده المسلمين في هذا الشّهر الفضيل، والدّليل عليه قوله تعالى: {يا أيُّها الّذينَ آمنوا كُتبَ عليكم الصّيام كما كثتبَ على الّذين من قبلكم لعلّكم تتّقون}[11].
  • ليلة القدر: وهي من اعظم الليالي في شهر رمضان، حيثُ إنها تميزه عن غيره لوجودها في العُشر الأواخر من الشّهر الفضيل، حيثُ تكون أبواب السّماء مفتوحة في هذه اللّيلة ويكون الدّعاء مستجابًا، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مَن قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن صَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”[12].
  • تفتح أبواب الجنة: من فضل شهر رمضان على المسلمين بأنّ في أيّام الشّهر تفتح أبواب الجنّة وتُغلق أبواب النّار، وأقرب ما يكون فيها العبد من ربّه، فقد جاء عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم قال: “إذا جاءَ رَمَضانُ فُتِّحَتْ أبْوابُ الجَنَّةِ، وغُلِّقَتْ أبْوابُ النَّارِ، وصُفِّدَتِ الشَّياطِينُ”[13].
  • تكفير الذنوب والخطايا: إنّ الله -عزّ وجل- يكفّر عن عباده المسلمين الذّنوب والخطايا باستثناء ما عظُمَ منها وكبُر، بدليل ما ثبت عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- قال: “الصَّلَوَاتُ الخَمْسُ، وَالْجُمْعَةُ إلى الجُمْعَةِ، وَرَمَضَانُ إلى رَمَضَانَ، مُكَفِّرَاتٌ ما بيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَ الكَبَائِرَ”[14].

إلى هُنا نكون قد وصلنا معكم إلى نهاية هذا المقال الّذي تحدّثنا فيه عن من صور التكاتف والعطاء في رمضان، ومن ثمّ تنقّلنا في الحديث عن شهر رمضان، إضافةً إلى بيان الإجابة الصحيحة حول السؤال المطروح، كما قمنا ببيان الأعمال المستحبَّة في رمضان، لنختتم المقال بتعريف الزائر الكريم بفضل شهر رمضان المُبارك.

المراجع

  1. ^ سورة البقرة ، الآية 185
  2. ^ wikiwand.com، رمضان (شهر)، 01/03/2023
  3. ^ islamweb.net، فضل العمل الصالح في رمضان، 01/03/2023
  4. ^ alukah.net، سنن الصيام، 01/03/2023
  5. ^ شرح البخاري لابن الملقن ، أبو ذر الغفاري، , ابن الملقن، 136/ 13، صحيح.
  6. ^ ضعيف الترغيب، أنس بن مالك ، الألباني، 653، ضعيف.
  7. ^ تخريج مشكاة المصابيح، عبد الله بن عمر، , ابن حجر العسقلاني، 323/2، حسم كما قال في المقدمة.
  8. ^ صحيح النسائي ، عبد الله بن عباس، الألباني، 2094 ،صحيح.
  9. ^ saaid.net، من فضـائل شهر رمـضان، 01/03/2023
  10. ^ سورة البقرة، الآية 185
  11. ^ سورة البقرة، الآية 183
  12. ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 1901، صحيح
  13. ^ صحيح مسلم ، أبو هريرة، مسلم، 1079، صحيح .
  14. ^ صحيح مسلم، أبو هريرة، مسلم، 233، صحيح

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *