عناصر المقال
من هو النبي الذي ابتلعه الحوت هو أحد الأسئلة التي تتبادر للأذهان ويتم البحث والتحرّي عنها، لذا ستتم الإجابة في هذا المقال عن هذا السؤال، فقد أرسل الله تعالى الأنبياء والرسل لهداية الناس وإخراجهم من الظلمات إلى النور، وإبعادهم عن الشرك بالله تعالى وعبادته سبحانه وحده لا شريك له.
من هو النبي الذي ابتلعه الحوت
يذكر أهل العلم في جواب السؤال من هو النبي الذي ابتلعه الحوت أنّه يونس عليه السلام، وهو يونس بن مَتّى وقيل بأنّ متّى أمّ يونس عليه السلام، لكنّ الغالب أنّ متّى هو والده إذ لم يُنسب من الأنبياء لأمّه غير عيسى ابن مريم عليه السلام، ويرجع نسب يونس عليه السلام إلى بنيامين بن يعقوب عليه السلام.
بعثه الله تعالى إلى أهل نينوى في العراق بعد أن انتشر بينهم الشرك وعبادة الأصنام، لقّبه الله بذي النون وذلك في قوله تعالى: “وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ”[1]، والنون هو الحوت، أي أن لقبه يعود لأنّه النبي الذي ابتلعه الحوت.
لكنّ أهل العلم والسيرة لم يذكروا كم لبث يونس عليه السلام في بطن الحوت بشكلٍ دقيق، إذ لم يرد هذا في القرآن الكريم أو السنة الشريفة، إلّا أنّ بعضهم قال بأنّه مكث في بطن الحوت أربعين يومًا وهو ما ذكره ابن كثير والبغوي في تفسيرهما.
ومنهم من قال بأنّه مكث سبعة أيام وبعضهم قال ثلاثة أيام، والله أعلم كم بقي يونس في بطن الحوت، ولولا أنّه كان -عليه السلام- من المسبّحين المستغفرين الذاكرين لله للبث في بطن الحوت مدى الحياة والله أعلم.[2]
شاهد أيضًا: من اول من سعى بين الصفا والمروة
قصة يونس عليه السلام
بعد أن تم التعرف على إجابة سؤال من هو النبي الذي ابتلعه الحوت وهو ذو النون يونس عليه السلام، سيتم ذكر قصة يونس والحوت فيما يأتي:
يونس وقومه
في معرض الإجابة على سؤال من هو النبي الذي ابتلعه الحوت لا بدّ من ذكر قصة يونس مع قومه، فقد أرسل الله تعالى نبيه يونس -عليه السلام- إلى أهل نينوى ليدعوهم إلى عبادة الله تعالى وحده لا شريك له والتوبة وترك الشرك وعبادة الأصنام.
ولمّا عرف قومه ما جاء به إليهم رفضوا الاستجابة له والتصديق بما جاء من عند الله تعالى، فأخبرهم بأنّ العذاب سيحلّ بهم خلال ثلاثة أيامٍ إذا لم يؤمنوا، وفي اليوم الثالث خرج يونس من بينهم وذلك قبل أن يأذن له الله تعالى، وبعد خروجه ظهرت لهم علامات العذاب والهلاك واقتربت منهم.
فتأكّدوا حينها أنّ العذاب سيقع بهم لأنّهم لم يُصدّقوا ما جاء به يونس عليه السلام، فما كان منهم إلّا أن تابوا إلى الله تعالى وتوجّهوا إليه مستغفرين، فنزل عليهم رحمة الله تعالى وتقبّل توبتهم ورفع عنهم العذاب، إلّا أنّ يونس عليه السلام لم يكن يعلم بأمر توبتهم، حتى أنّه كان ينتظر خبر هلاكهم إلى أن مرّ به أحد الناس فسأله عن حال القرية وما حلّ بها.
فقال لهم أنّهم تابوا إلى الله بعد أن خرج نبيّهم غاضبًا منهم وتوعدهم بالعذاب، فقبل الله توبتهم وأخر عنهم العذاب، فغضب يونس وقال: ” والله لا أرجع إليهم كذابًا أبدًا، وعدتهم العذاب في يوم ثم رد عنهم”، ثمّ استمر في طريقه دون أن ينتظر أمر الله ظنًا منه أن الله تعالى لن يؤاخذه على ما فعل، وسار إلى أن وصل إلى شاطئ البحر فوجد سفينةً مكتظةً بالناس فركب معهم وابتعد عن قومه.[3]
شاهد أيضًا: من اول من لبس السروال من الانبياء
يونس والحوت
استكمالًا لما جاء في الإجابة عن سؤال من هو النبي الذي ابتلعه الحوت سيتم سرد قصة يونس والحوت، فبعد أن ركب عليه السلام في السفينة وأصبحوا في عرض البحر، هاج البحر وكادت السفينة تنقلب بهم، فاقترح ركاب السفينة التخلص من بعض مَن هم على ظهرها للتخفيف من حملها فتنجوا من الغرق.
وقرروا الاقتراع فيما بينهم للاختيار، فوقع الاختيار على يونس عليه السلام، إلّا أنّهم رفضوا إلقاءه لما له من الخصال والأخلاق الحميدة، فاقترعوا ثانيةً فخرجت القرعة عليه، ثمّ اقترعوا ثالثةً فخرجت عليه أيضًا، فعلم يونس عليه السلام عندها أنّ هذا الاختيار كان لحكمةٍ أرادها الله تعالى.
فسلّم لما أراده الله وألقى بنفسه في البحر، فأرسل الله تعالى له حوتًا تلقّفه وابتلعه، وقد حماه الله من أي ضررٍ قد يصيبه من الحوت، فكان بطن الحوت بالنسبة ليونس بمثابة السجن المظلم، فقد كان محاطًا بظلمة بطن الحوت فوق ظلمة البحر، فعلم يونس -عليه السلام- أنّ الله قد غضب بسبب خروجه قبل أن يأذن له.
فبدأ بالدعاء والتسبيح والاستغفار حتى يغفر الله ذنبه ويتوب عليه، قال تعالى: “فَالْتَقَمَهُ الْحُوتُ وَهُوَ مُلِيمٌ * فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ”[4]، وقد كان يونس -عليه السلام- يذكر الله تعالى في بطن الحوت فيقول: “لا إله إلّا أنت سبحانك إنّي كنت من الظالمين”.
وقد كان هذا الدعاء سبب نجاة يونس عليه السلام بعد أن ابتلعه الحوت، فأمر الله تعالى الحوتَ، فألقى يونس إلى الخارج، وأنبت له شجرةً يأكل منها ويستظلّ بها، وبعد أن تعافى مما لقيه في بطن الحوت عاد إلى قومه فوجدهم مؤمنين بالله موحدين فمكث بينهم حينًا من الدهر، إلّا أن قومه عادوا إلى ضلالهم وكفرهم فأنزل الله عليهم العذاب وأخذهم جميعًا.[2]
شاهد أيضًا: من هو النبى الذى صام عن الكلام ثلاث ايام.. القصة الكاملة
فوائد من قصة يونس عليه السلام
بيّنا من خلال الإجابة على تساؤل من هو النبي الذي ابتلعه الحوت أنّه يونس عليه السلام، وقصته تحمل الكثير من العبر والفوائد التي سيتم الوقوف عليها، وتتلخص هذه الفوائد فيما يأتي:[5]
- التأني وعدم الاستعجال: فكان على يونس -عليه السلام- أن لا يستعجل بالخروج من قريته وأن لا يترك قومه قبل انقضاء الوقت المحدد لهم، بل توجب عليه البقاء معهم وتذكيرهم ونصحهم، ولولا استعجاله لما استحق غضب الله عليه.
- عدم الغضب: فالغضب كان سببًا في ضيق صدر يونس -عليه السلام- من قومه ودافعًا له لتركهم قبل أن يأذن الله له.
- الصبر: فالصبر مفتاح الفرج، وهو طريق تحقيق الغايات التي تأخّر ظهورها، فكانت توبة قوم يونس بعد رحيله درسًا من الله تعالى يُعلّم فيه نبيه -عليه السلام- بضرورة الصبر والتسليم لقضاء الله.
- التمسك بالدعاء وحسن الظن بالله تعالى: ولعلّ ما دعا به يونس -عليه السلام- بعد أن ابتلعه الحوت يُعدّ من أفضل الدعاء، إذ أنّ أوله توحيد وأوسطه تسبيح وآخره استغفار، كما أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “دعوةُ ذي النُّونِ إذ دعا وهو في بطنِ الحوتِ لا إلهَ إلَّا أنتَ سبحانَك إنِّي كنتُ من الظالمينَ فإنَّه لم يدعُ بها رجلٌ مسلمٌ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجاب اللهُ له”.[6]
وبهذا نكون قد أجبنا على سؤال من هو النبي الذي ابتلعه الحوت وهو يونس عليه السلام، كما تعرّفنا على نسبه الشريف وسردنا قصته مع قومه ومع الحوت بشيءٍ من التفصيل، وذكرنا أخيرًا الفوائد المستنبطة من هذه القصة.
المراجع
- ^ سورة الأنبياء، الآية 87
- ^ islamweb.net، قصة يونس في القرآن الكريم، 08/09/2021
- ^ alukah.net، قصة يونس عليه السلام ، 08/09/2021
- ^ سورة الصافات، الآية 142-144
- ^ alukah.net، إشارات تربوية وحركية من قصة يونس عليه السلام ، 08/09/2021
- ^ صحيح الترمذي، سعد بن أبي وقاص،الألباني،3505،صحيح
التعليقات