عناصر المقال
هل صلاة التراويح بدعة وما حكمها هو ما سوف نتناوله في هذا المقال، وذلك لأنَّ صلاة التراويح هي من الصلوات التي يؤديها الكثيرون من المسلمين في شهر رمضان المبارك، في حين تنتشر بعض الأقوال التي تشير إلى أنَّ هذه الصلاة بدعة من البدع المستحدثة في الدين، ولذلك سوف نقوم بالتعريف بهذه الصلاة وسنتحدث عن حكمها وهل هي بدعة كما يُقال أمَّ أنها من الصلوات المشروعة في هذا الشرع الحنيف.
معلومات عن صلاة التراويح
صلاة التراويح هي صلاة القيام في شهر رمضان المبارك، وهي الصلاة التي يصليها المسلمون ركعتين ركعتين كما تُصلَّى صلاة الليل، وتكون في الوقت الذي يمتد من لحظة الانتهاء من صلاة العشاء إلى قبيل الفجر، وهي من الصلوات التي حث النبي محمد -صلَّى الله عليبه وسلَّم- على أدائها ولو لم يكن ذلك بذكر اسمها صراحة، حيث قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: “مَن قَامَ رَمَضَانَ إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”. [1]
وليس لهذه الصلاة عدد ركعات معين قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى: “والأمر في هذا واسع، فلا ينكر على من صلى إحدى عشرة أو ثلاثاً وعشرين؛ بل الأمر في ذلك واسع والحمد لله”، تُصلَّى مثنى مثنى كما تُصلَّى صلاة الليل في الإسلام، وكلمة التراويح هي جمع لكلمة ترويحة، وقد سُمّيت هذه الصلاة بهذا الاسم لأنَّ المصلين لهذه الصلاة يستريحون بين كل تسليمتين؛ أي: بين كل ركعتين، والله تعالى أعلم. [2]
هل صلاة التراويح بدعة
إنَّ صلاة التراويح ليست بدعة مستحدثةً في هذا الشرع الحنيف، والقول بأنَّها بدعة ليس صحيحًا أبدًا، بل هي سنة من السنن الثابتة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، ولكنه تركها خوفًا من أن تُفرض على الأمة، ثم أحياها عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عهده، وقد ورد أنَّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه أمر كلًا من أبي بن كعب وتميمًا الداري أنَّ يصليها بالناس إحدى عشرة ركعة، فلمَّا رأى الناس يصلونها قال: “نعمت البدعة هذه” وهذا دليل على مشروعيتها، والله تعالى أعلم وأحكم. [3]
حكم صلاة التراويح
لتوضيح حكم صلاة التراويح بشكل دقيق لا بدَّ من المرور على أقوال الأئمة الأربعة في هذه الصلاة: [2]
- قول المذهب المالكي: ذهب المالكيون إلى أنَّ صلاة التراويح مندوبة ندبًا أكيدًا، أو مؤكدًا، وهذا حكمها للرجال والنساء، وذلك لما ورد عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم في الحديث الشريف الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه: “مَن صامَ رَمَضانَ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ، ومَن قامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إيمانًا واحْتِسابًا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ”. [4]
- قول المذهب الحنفي: ذهب الحنفيون إلى أنَّ صلاة التراويح سنة مؤكدة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، مستدلين في هذا القول بما جاء في صحيح السنة النبوية الشريفة عن أنَّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- صلَّى هذه الصلاة ثم تركها خوفًا من أن تُفرض على الناس.
- قول المذهب الشافعي: ذهب الشافعيون إلى أنَّ هذه الصلاة سنة مؤكدة عن النبي عليه الصلاة السلام، وهو قول الجمهور.
- قول المذهب الحنبلي: هذب الحنابلة إلى أنَّ صلاة التراويح سنة مؤكدة عن النبي محمد وهذا قول الجمهور، وهي شعيرة من شعائر الدين الإسلامي، فهي صلاة القيام الخاصة بهذا الشهر الفضيل.
مشروعية صلاة التراويح
يُستدلّ على مشروعية صلاة التراويح بالحديث الذي روته السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها، والذي جاء فيه: “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ صَلَّى ذَاتَ لَيْلَةٍ في المَسْجِدِ، فَصَلَّى بصَلَاتِهِ نَاسٌ، ثُمَّ صَلَّى مِنَ القَابِلَةِ، فَكَثُرَ النَّاسُ، ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ، فَلَمْ يَخْرُجْ إليهِم رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ قالَ: قدْ رَأَيْتُ الذي صَنَعْتُمْ ولَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الخُرُوجِ إلَيْكُمْ إلَّا أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ علَيْكُم وذلكَ في رَمَضَانَ” [5]وهذا الحديث الشريف دليل صريح على مشروعية هذه الصلاة المباركة؛ فهو إثبات على أنَّ النبي محمد عليه الصلاة والسلام صلاها في حياته فأخذها الناس سنة بعده، والله تعالى أعلم. [6]
حكم صلاة التراويح للنساء
إنَّ صلاة التراويح بالنسبة للمرأة المسلمة هي سنة مؤكدة عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم، فالأحكام الشرعية في الغالب تنطبق على الرجال والنساء، ولكنَّ صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد، مع أنَّ الصلاة في المسجد مشروعة للمرأة إذا انضبطت بالضوابط الشرعية المطلوبة من الستر وعدم الزنية وغير ذلك، ولكنَّ الأفضل أن تصلي في بيتها، ودليل ذلك ما ورد عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: “لا تَمنَعوا نساءَكم المساجدَ، وبيوتُهنَّ خيرٌ لهن” [7]والله تعالى أعلم. [8]
مقالات قد تهمك
إلى هنا نختم هذا المقال الذي ألقينا فيه الأضواء على التعريف بصلاة التراويح ثم تحدثنا عن هل صلاة التراويح بدعة وما حكمها ومررنا في الختام على مشروعية هذه الصلاة وتحدثنا عن حكم هذه الصلاة بالنسبة للنساء في المسجد وفي البيت.
المراجع
- ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 37، صحيح.
- ^ wikiwand.com، صلاة التراويح، 31/03/2024
- ^ islamqa.info، صلاة التراويح جماعة في رمضان سنة وليس بدعة، 31/03/2024
- ^ صحيح البخاري، أبو هريرة، البخاري، 2013، صحيح.
- ^ صحيح البخاري، عائشة أم المؤمنين، البخاري، 1129، صحيح.
- ^ alukah.net، مشروعية صلاة التراويح، 31/03/2024
- ^ المجموع للنووي، عبد الله بن عمر، النووي، 4/197، صحيح.
- ^ islamweb.net، صلاة المرأة في بيتها أفضل وأعظم أجرا، 31/03/2024
التعليقات